بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله نتابع الاقتباس من القرضاوي:
http://islam-online.net/Arabic/contemporary/2003/10/article01c.shtml
البعد عن شطط الغلاة
أ.د يوسف القرضاوي
28/10/2003
ومن المبادئ التي تجب رعايتها في حوار المسلمين بعضهم مع بعض.. البعد عن شطط الغلاة والمتطرفين من كلا الفريقين، الذين يثيرون الفتن في حديثهم إذا تحدثوا، وفي كتابتهم إذا كتبوا، وإذا كانت الفتنة نائمة أيقظوها، أو ساكنة حركوها، أو ضعيفة تبرعوا لها من دمائهم حتى تحيا وتقوى.
إن المعوّل عليه هنا هم: المعتدلون من أهل البصيرة والحكمة، الذين لا يتشنجون، ولا يتنطعون، وينظرون إلى الأمور بهدوء وعقلانية ووسطية، لا ينظرون إلى الأمر من زاوية واحدة، بل من جميع زواياه، ولا يكتفون بالنظر إلى السطح، بل يحاولون أن يغوصوا في الأعماق، ولا يقتصرون على آثاره اليوم، بل يمتدون ببصرهم إلى المستقبل، وهؤلاء هم الذين رزقوا (الفقه) بمعناه الواسع.. ونعني به: فقه السنن، وفقه المقاصد، وفقه المآلات، وفقه الموازنات، وفقه الأولويات.
وهل الموازانة ان نقبل بتمييع الدين ام ان الغاية تبرر الوسيلة
إننا إذا نظرنا في ضوء هذا الفقه الرحب المنشود نجد أن المصلحة تقتضي توحيد المسلمين في مواجهة القوى الكبرى المتربصة بهم، والمعادية لهم، ويكفي أن يتوحدوا أو يتجمعوا على (الحد الأدنى). وأدنى الحدود هو: (ما يصير به المسلم مسلما). وإنما يصير مسلما بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ومعنى هذا: أن أهل لا إله إلا الله، وبعبارة أخرى (أهل القبلة) أي الذين يتجهون في صلاتهم إلى القبلة يجب أن يتحدوا ويجتمعوا في صورة من الصور.
إن الأمة لا تستطيع أن تواجه أعداءها وهي متفرقة، ولا تستطيع أن تحقق أهدافها وهي متفرقة، ولا تستطيع أن تطور إمكاناتها وهي متفرقة، ولا أن تكسب لها مكانا في عالم اليوم –عالم الثورات العلمية– وهي متفرقة.
وأقل مظاهر الاتحاد: الجانب السلبي منه، وهو طرح العداوة، وترك الجفوة؛ فلا يعادي بعض الأمة بعضا، ولا يجافي بعضها بعضا، ناهيك من أن يكيد بعضها لبعض، أو يقاتل بعضها بعضا.
ومن أبرز مظاهر الغلو الذي يجب أن يُجتنب: السقوط في هاوية (التكفير). وهو أمر خطير، تترتب عليه آثار هائلة؛ لأن مقتضى الحكم بالكفر على إنسان: أنك حكمت عليه بالإعدام المادي والأدبي: أي أهدرت دمه، وأخرجته من الملة، وحرمته من ولاء الأمة والأسرة، حتى لو لم يقم عليه حد الردة؛ فهو ميت أدبيا ومعنويا.
إن أشد ما يعاقب به الإنسان المسلم: أن يُحكَم عليه بالكفر، وهذا باب لا يجوز فتحه لكل من هب ودب من الناس، يكفر من يشاء بغير ضابط ولا رابط ولا أصل ولا قاعدة.
إن الأصل: أن من دخل الإسلام بيقين لا يجوز أن يخرج منه إلا بيقين مثله أو أشد منه، فإن من القواعد المتفق عليها: أن اليقين لا يُزال بالشك. وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من التكفير تحذيرا بليغا، حين قال: "أيما رجل قال لأخيه: يا كافر؛ فقد باء بها أحدهما"[1] أي رجعت وصمة الكفر إلى أحدهما. فإذا رميت مسلما بالكفر –ولم يكن كافرا بيقين– ارتدت تهمة الكفر إليك، وهذا خطر جسيم.
لقد ابتليت الأمة من قديم بداء التكفير، حتى وجد من كفر بعض الصحابة رضي الله عنهم، بل وجد من كفر فارس الإسلام، وابن الإسلام البكر، زوج فاطمة البتول، وابن عم الرسول، وسيفه المسلول: علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حتى استحلوا دمه وقتلوه، وأثنى شاعرهم على قاتله:
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا!
إني لأذكـره يوما فـأحسبه أوفـى البرية عند اللـه ميزانا!!
ولقد رأينا لهؤلاء المكفرين القدامى ورثة جددا، ممن يسمونهم (جماعات التكفير) وممن لا يسمون بذلك، ولكنهم يحملون روحهم وتفكيرهم. إنهم يوزعون (تهمة الكفر) على الناس بالجملة والمفرّق، ولا يكادون يستثنون أحدا من المسلمين، ما لم يدخل في جماعتهم، ويسرْ في ركبهم.
إنهم يكفرون الحكام والمحكومين، ويكفرون العلماء والأميين، ويرتبون على هذا التكفير آثاره من استباحة الدماء والأموال، فلم تعد دماء هؤلاء ولا أموالهم معصومة، على خلاف الأحاديث الصحاح التي تقول: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله"[2].
ومن ذلك: حديث أسامة بن زيد الشهير الذي قتل في إحدى المعارك رجلا، بعد أن قال بلسانه: "لا إله إلا الله" فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قتلته بعد أن قال: "لا إله إلا الله؟" قال: إنما قالها تعوذا من السيف! قال: هلا شققت عن قلبه! وظل الرسول يكررها على أسامة: أقتلته بعد ما قال: لا إله إلا الله؟! حتى قال أسامة: ما زال يكررها، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم![3].
وعن المقداد بن الأسود: أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار، فاقتتلنا، فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها، ثم لاذ مني بشجرة، فقال: أسلمت لله؟ أأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال رسول الله: "لا تقتله" فقال: يا رسول الله، إنه قطع إحدى يدي ثم قال ذلك بعد قطعها! فقال رسول الله: "لا تقتله"، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال"[4].
ذلك أن الإسلام يَجُبُّ ما قبله من الكفر وأعماله، والإسلام هنا هو كلمة التوحيد، وقد قالها. واستباحة قتل الرجل بعد إسلامه يحبط عمل قاتله، والعياذ بالله.
وإذا كان في المسلمين اليوم أناس متخصصون في تكفير المسلمين جميعا: سنيهم وشيعيهم، عربيهم وعجميهم، أحيائهم وأمواتهم؛ فهناك فئة متخصصة في تكفير الشيعة دون غيرهم، وربما أضافت إليهم بعض طوائف أخرى من المسلمين.
أـ هؤلاء يقولون: إن الشيعة يؤمنون بتحريف القرآن، وأنه ناقص، وهذه العقيدة تكفي لتكفيرهم، لإنكارهم معلوما من الدين بالضرورة.
ب ـ ويقولون أيضا: إن الشيعة ينكرون السنة مصدرًا ثانيا للشريعة الإسلامية، ولا يعترفون بكتب السنة المشهورة لدى الأمة: البخاري ومسلم وغيرهما، ومثل هذا كاف لتكفيرهم، ولذلك ينكرون رؤية الله في الآخرة مما ثبت بصريح السنة.
جـ ـ ويقولون كذلك: إن الشيعة يسبون الصحابة، بل يكفرونهم، مخالفين بذلك القرآن والسنة وإجماع الأمة. وخصوصا سب الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
د ـ ويقولون أيضا: الشيعة يدّعون العصمة لأئمتهم، ولا عصمة لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل يدّعون أنهم أفضل من الأنبياء، وأنهم يعلمون الغيب.
هـ ـ ويقولون: إن الشيعة لا يعرفون توحيد الإلهية، ولذا يدعون أئمتهم وأولياءهم عند الشدائد، ويستغيثون بهم من الكروب، وينذرون لهم النذور، وإذا زاروا مشاهدهم وأضرحتهم: خروا من بعيد سجدا، لا يصلون إليها إلا زاحفين على ركبهم، وهذه كلها ضروب من الشرك الذي ينافي حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل، ويوافق ما كان عليه مشركو العرب الذين قالوا عن آلهتهم وأصنامهم: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) وقالوا: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى).
ونستطيع أن نرد على هذه الاتهامات كلها بأنها لا تؤدي إلى الكفر المخرج من الملة.
أـ فقد بينا أن الشيعة جميعا يؤمنون بأن ما بين دفتي المصحف كلام الله المحفوظ المعجز الملزم للأمة، ولهذا يحفظون هذا القرآن، ويتعبدون بتلاوته، ويحتجون به في مسائل العقيدة، وفروع الأحكام، وهذا مجمع عليه عندهم. ولم نجد لهم مصحفا يخالف مصحفنا، والمصحف الذي يطبع في إيران هو نفس المصحف الذي يطبع في مصر والسعودية.
وأما دعوى أن هناك أجزاء ناقصة من القرآن، فليسوا متفقين عليها، بل ينكرها محققوهم. على أن هذه الزيادات المزعومة، لا يترتب عليها أي أمر عملي.
الله اكبر فزيادة القران لا مانع فيها عندك يادكتور ولا ترتب عملي على تكفير الصحابة وانتقاص قدر النبي رائع يا دكتور
ب ـ وأما السنة فهم يؤمنون بها مصدرا ثانيا للأحكام، ولكنهم لا يأخذونها إلا من طريق رواتهم خاصة، وهذه لا تقتضي تكفيرا مخرجا من الملة، قد تقتضي الحكم بالبدعة، لا بالكفر.
جـ ـ وأما سب الصحابة –وإن كان أمرا جللا- فلهم فيه شبهة وتأويل، يبعدهم عن الكفر الكامل، وقد يدخلون في فسق التأويل.
د ـ
وأما دعوى (عصمة الأئمة) فنحن نخطئهم في ذلك، ولا نرى في هذا (كفرا بواحا) فإن ما جاء عن أئمتهم: إما أنها عندنا أحاديث نبوية، وإما أنها (آراء اجتهادية) ككثير مما روي عن فقهاء المدينة السبعة، وأمثالهم من فقهاء الحجاز والعراق واليمن والشام ومصر وغيرها، وما جاء عن الأئمة الأربعة وغيرهم، ولذا كانت ثمرة هذا كله: الفقه الجعفري بما فيه من استنباط واختلاف، وهو لا يفترق في مجموعه عن الفقه السني، إلا كما تختلف مذاهب السنة بعضها مع بعض.
حتى العصمة لا تنكر فيها يادكتور والله اعلم لان الاخوان يؤمنون بعصمة مرشديهم
هـ ـ
وأما مسألة التوحيد والشرك، وما وقع فيه الشيعة من شرك العوام، فهو أشبه بما وقع فيه غالب أصحاب الطرق الصوفية عند أهل السنة، فما عند الشيعة من دعاء واستغاثة بأئمتهم موجود عند السنة بالنسبة للأولياء المقربين عندهم، وبعضهم من آل البيت مثل الحسين والسيدة زينب وغيرهما، وبعضهم من غيرهم.
ومن رأى ما يفعله عوام أهل السنة عند قبور الأولياء المشاهير مثل عبد القادر الجيلاني، وأحمد البدوي، وأحمد الرفاعي، وابراهيم الدسوقي، وغير هؤلاء.. علم أن الداء مشترك بين الجميع، مع اختلاف الدرجة في بعض الأحيان.
وإن كان هناك ميزة للسنة على الشيعة في هذا الجانب، وهو أن كثيرا من أهل العلم ينكرون هذه البدع ويشنعون عليها، ويدعون الناس إلى التوحيد الخالص، ولا نجد مثل هذا واضحا عند الشيعة.
اما هذه فلا رد عليها الا الاستدلال ببعض اراء اهل العلم عندك يادكتور من اتباع شيخك ابن تيمية وامامك ابن عبد الوهاب وتحديدا من شبكة سحاب السلفية :
http://www.sahab.net/sahab/showthread.p ... tid=477247
يقول الشيخ / محمود لطفي عامر .. .. .. في كتابه : ( تنبيه الغافلين بحقيقة فكر الإخوان المسلمين ) ص 38 .
الإرهاب والعنف عند حسن البنا :
يقول في ص 135 موجها كلامه للإخوان : ـ
" ولكن الإخوان المسلمين أعمق فكراً وأبعد نظراً .. .. فهم يعلمون أن أول درجة من درجات القوة قوة العقيدة والإيمان ويلي ذلك قوة الوحدة والارتباط ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح … "!!!!
" إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها . . " !! .
قلت : لقد روج الإخوان المسلمون وأبكوا الناس كثيراً عن معاناتهم في السجون وأنهم بعيدون عن العنف ودعوتهم تلتزم الحكمة وتبتعد عن العنف والإرهاب وها هو إمامهم يخط بيده منهجه في رسائله مؤكداً أن الإخوان سيستخدمون القوة العملية حين لا يجدي غيرها ويعبر عن ذلك صراحة بقوة الساعد والسلاح .فهل هذا المنهج منهج سلفي سني؟ !!! أم هو منهج خلفي بدعي خارجي ؟!!!
لو قال الرجل إن الإخوان المسلمين درع قوي لأمة الإسلام وولاة أمورهم لقبل منه ذلك أما قوله باستخدام القوة بدون بيان ضد من تكون قوة الساعد والسلاح وستأتي إجابة هذا السؤال حينما نتحدث عن الجيش السري الذي أعده حسن البنا .
ويقول في نفس المصدر السابق في ص 136 :
وأما الثورة فلا يفكر الإخوان المسلمون فيها ولا يعتمدون عليها ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها….
قلت : لأن الفكر الإخواني في الأصل لم يستوعب المنهج السلفي الصحيح لذا نجد التخبط والتناقض في الأقوال حينا وتناقض بين الأقوال والأفعال أحيانا أخرى فنحن هنا أمام المنظر الأول للإخوان المسلمين : يُنكر فكرة الثورة في عمله الدعوي ، ثم في موضع آخر تجده يُنشئ جيشا عسكرياً سرياً ، ثم يخط بيده أنهم سيستخدمون القوة ـ قوة الساعد والسلاح ـ وقد كان . فهل هذا طرح سلفي أم طرح خلفي خارجي ؟.
وصدق الله إذ يقول : ( أفلا يتدبرون القـــرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) سورة النساء ، الآية 82 .
مع التنظيم السري للإخوان المسلمين
فقد نشر بعض قادة الإخوان المسلمين كتباً تبين حقيقة ما يسمى التنظيم الخاص ( السري ) للإخوان المسلمين وهو تنظيم عسكري كان يخفى على كثير من أتباع الإخوان وغيرهم وسأقتصر على كتابين نُشِرا مُؤَخَراً
أحدهما في سنة 1989 ميلادي وهو لمحمود الصباغ بتقديم مصطفى مشهور المرشد العام الحالي للإخوان المسلمين وكتابه تحت عنوان (حقيقة التنظيم الخاص ودوره فى دعوة الإخوان المسلمين)
والأخر فى سنة 1993 لـ د / محمود عساف الذي كان الأمين الخاص لحسن البنا ، وفى نفس الوقت أمين التنظيم الإخوان للمعلومات ( المخابرات الإخوانية ) وكتابه تحت عنوان ( مع الإمام الشهيد حسن البنا ) .
الناصرية تجربة إخوا نية :
يقول محمود الصباغ فى كتابه المذكور سابقاً ص 22 :
" أما المعركة القاسمة الثانية ... وهى حرب الإبادة المعلنة من جمال عبد الناصر ضد الأخوان المسلمين سنة 1954 م وما أشبه الليلة بالبارحة فقد كان عبد الناصر عضوا في الإخوان المسلمين ثم صديقا لهم بصفته قائدا لتنظيم وطني صديق هو تنظيم الضباط الأحرار وقد صدقه الأخوان المسلمون وكيف لا يصدقونه وقد كان عضوا من أعضائهم ؟ … وقد تقلد قيادة تنظيم الضباط الأحرار بعد مشورتهم والحصول على موافقتهم والاطمئنان إلى مناصرتهم … ولم يستح ( عبد الناصر ) أن يفسر حربه ضدهم فيقول عنهم وهم أساتذته إنهم عصاة !!!!! .
تعطش الإخوان للعنف :
يقول محمود الصباغ في صفحة 29 " في شأن قتلة السادات " :
" فسلط عليه شبابا من شباب مصر وأظلهم بظله فباغتوه في وضح النهار وفى أوج زينته وعزه يستعرض قواته المسلحة ولا يرى فيهم إلا عبيدا له ينحنون وبقوته وعظمته يشهدون وإذا بهم سادة يقذفونه بالنار ويدفعون عن أنفسهم وصمة الذل والعار والشنار … " !!!! .
يقول محمود الصباغ في صفحة 48 :
" والمسلمون الآن كما تعلم مستذلون لغيرهم قد ديست أرضهم وانتهكت حرماتهم وتحكم في شئونهم خصومهم وتعطلت شعائر دينهم في ديارهم فضلا عن عجزهم في نشر دعوتهم فوجب وجوبا عينيا لا مناص أن يتجهز كل مسلم وأن ينطوي على نية الجهاد وإعداد العدة له حتى تحين الفرصة ويقضى الله أمرا كان مفعولا .. !
قـلت : فإن التطبيق العملي للفكر السابق عرضه ونقده بالنسبة لحسن البنا يتضح أكثر من خلال قيادات التنظيم السري للإخوان المسلمين بل نستطيع القول مقدماً أن ما كُتب عن التنظيم السري للإخوان المسلمين بأقلام واعترافات الإخوان خاصة القيادات منهم يعبر بما لا مجال للشك عن حقيقة فكر حسن البنا وخلاصته وبالتالي فكر الأخوان المسلمين .
فها هو محمود الصباغ أحد قادة التنظيم السري يثبت أن جمال عبد الناصر كان من الإخوان بل من خواصهم لأنه بايع كأحد أفراد هذا التنظيم الخاص ، إذن عبد الناصر كان من خواص الأتباع والتلاميذ ومع ذلك لم يستطع أن يتأقلم مع إخوانه وهذا إن دل فإنما يدل على أن الأصل كان على غير سبيل السلف فنجم عنه هذا التخبط والصراع السياسي واكتوى الإخوان بناره فهل من مذَّكر ؟
ولذا لو قلنا أن التجربة الناصرية تجربة إخوانية لا نكون قد جاوزنا الحد في الاستنتاج .
وقد يقول قائل أن هذا تاريخ مضى للإخوان والوضع الآن يختلف ، وفي الحقيقة الزعم بذلك غير صحيح لعدة أسباب منها :
أن الإخوان ينشرون هذه الأفكار ولا يتبرأون منها بل لا يصححونها وهي قواميس ثقافتهم ولقاءاتهم السرية والعلنية وما تقديم مصطفى مشهور المرشد الحالي للإخوان لكتاب الصباغ إلا دليلاً على ذلك .
كما أن كتاب الصباغ الذي أصدره في 1989م يعتبر من الكتب الحديثة وكذلك كتاب محمود عساف ولا زال العنف في مناهجهم وهذا واضح من عباراته السابقة في شأن قتلة السادات .
السرية والطرق الماسونية في فكر الإخوان المسلمين :
يقول محمود الصباغ في صفحة56 من كتاب التنظيم الخاص السابق ذكره :
" وعلى هذا الدرب أجد نفسي مضطرا لأن أحاسبها … لا أبتغي منه إلا تصحيح الحقائق على النظام الخاص للإخوان المسلمين التي تكلم عنها رجال من صفوة الإخوان المسلمين فغيبوها لا لشيء إلا لأنهم باعترافهم لم يكونوا من أعضاء هذا النظام وإن كانوا من قادة الإخوان المسلمين بل ومنهم مرشدهم الثالث فضيلة الأخ الكريم الأستاذ / عمر التلمساني… فأنّى لهم بالحقيقة وطبيعة هذا النظام السرية التامة إلا على أعضائه المؤسسين والمنفذين .. !!
ويقول في صفحة 132 من نفس المصدر السابق :
" كانت البيعة تتم في منزل بحي الصليبة حيث يدعى العضو المرشح للبيعة ومعه المسئول عن تكوينه والأخ عبد الرحمن السندى المسئول عن تكوين الجيش الإسلامي داخل الجماعة ، وبعد استراحة في حجرة الاستقبال يدخل ثلاثتهم إلى حجرة البيعة فيجدونها مطفأة الأنوار ويجلسون على بساط في مواجهة أخ في الإسلام مغطى الجسد تماما من قمة رأسه إلى أخمص قدميه برداء أبيض يخرج من جانبيه يداه ممتدتان على منضدة منخفضة ( طبلية) عليها مصحف شريف ، ولا يمكن للقادم الجديد مهما أمعن النظر فيمن يجلس في مواجهته أن يخمن بأي صورة من صور التخمين من عسى أن يكون هذا الأخ .
وتبدأ البيعة بأن يقوم الأخ الجالس في المواجهة ليتلقاها نيابة عن المرشد العام بتذكير القادم للبيعة بآيات الله التي تحض على القتال في سبيله وتجعله فرض عين على كل مسلم ومسلمة وتبين له الظروف التي تضطرنا إلى أن نجعل تكويننا سريا في هذه المرحلة مع بيان شرعية هذه الظروف
فإننا نأخذ البيعة على الجهاد في سبيل الله حتى ينتصر الإسلام أو نهلك دونه مع الالتزام بالكتمان والطاعة ، ثم يخرج من جانبه مسدسا ، ويطلب للمبايع أن يتحسسه وأن يتحسس المصحف الشريف الذي يبايع عليه ، ثم يقول له : فإن خنت العهد أو أفشيت السر فسوف يؤدى ذلك إلى إخلاء سبيل الجماعة منك ويكون مأواك جهنم وبئس المصير ، فإذا قبل لعضو بذلك كلف بأداء القسم على الانضمام عضوا في الجيش الإسلامي والتعهد بالسمع والطاعة … !!!! .
ويقول محمود الصباغ في ص 138 :
" أن أي خيانة أو إفشاء سر بحسن قصد أو بسوء قصد يعرض صاحبه للإعدام وإخلاء سبيل الجماعة منه مهما كانت منزلته ومهما تحصن بالوسائل واعتصم بالأسباب التي يراها كفيلة له بالحياة .. ! .
ويقول في ص 140 :
" ولأمير الجماعة حق الطاعة التامة على جميع أفراد جماعته وأن للجماعات جلسات ورحلات دورية ، وأن الأمير يستشير أفراد جماعته دون أن يكون عليه إلزام … وعلى الفرد ألا يقدم على عمل يؤثر في مجرى حياته كالزواج والطلاق قبل أن يحصل على تصريح به من القيادة عن طريق أمير الجماعة ، وأن عقوبة التأخير عن تأدية الواجب والتقصير في التكاليف يوقعها أمير الجماعة سواء أكانت عقوبات مادية أو أدبية .."!! .
ويقول أمين تنظيم الإخوان للمعلومات ( المخابرات ) محمود عساف في كتابه " مع الإمام الشهيد حسن البنا " ص 154:
" في يوم من أيام سنة 1944 م ، دعيت أنا والمرحوم الدكتور / عبد العزيز كامل لكي نؤدي بيعة النظام الخاص ذهبنا في بيت في حارة الصليبة ، … دخلنا غرفة معتمة يجلس فيها شخص غير واضح المعالم بيد أن صوته معروف ، هو صوت صالح عشماوى وأمامه منضدة منخفضة الأرجل وهو جالس أمامها متربعا وعلى المنضدة مصحف ومسدس وطلب من كل منا أن يضع يده اليمنى على المصحف والمسدس ويؤدى البيعة بالطاعة للنظام الخاص ، والعمل على نصرة الدعوة الإسلامية .
كان هذا موقفا عجيبا يبعث على الرهبة وخرجنا سويا إلى ضوء الطريق ، ويكاد كل منا يكتم غيظه ، قال عبد العزيز كامل هذه تشبه الطقوس السرية التي تتسم بها الحركات السرية ، كالماسونية والبهائية … " !!!! .
الإخوان المسلمون أول من سنوا الاغتيال باسم الإسلام في العصر الحديث :
يقول محمود الصباغ في ص 264 وما بعدها من كتابه المذكور " حقيقة التنظيم الخاص في شأن قتلهم القاضي الخازندار "
" وعقدت قيادة النظام الخاص محاكمة لعبد الرحمن السندى ( قائد التنظيم السري للإخوان) على هذا الجرم المستنكر وحضر المحاكمة كل من فضيلة المرشد العام الشهيد حسن البنا وباقي أفراد قيادة النظام بما في ذلك الأخوة صالح عشماوى والشيخ محمد فرغلى والدكتور خميس حميدة والدكتور عبد العزيز كامل ومحمود الصباغ ( المؤلف ) ، ومصطفى مشـهور ( المرشد العام للإخوان المسلمين الآن ) ، وأحمد زكى حسن ، وأحمد حسنين ، والدكتور محمود عساف ، وقد أكد عبد الرحمن في المحاكمة أنه فهم من العبارات الساخطة التي سمعها من المرشد العام ضد أحكام المستشار الخازندار المستهجنة أنه سيرضى عن قتله لو أنه نفذ القتل فعلا وقد تأثر المرشد العام تأثرا بالغا لكلام عبد الرحمن لأنه يعلم صدقه في كل كلمة يقولها تعبيرا عما يعتقد … وقد تحقق الأخوان الحاضرون لهذه المحاكمة من أن عبد الرحمن قد وقع في فهم خاطئ في ممارسة غير مسبوقة … فرأوا أن يعتبر الحادث قتلاً خطأ … ولما كانت جماعة الإخوان المسلمون جزءا من الشعب وكانت الحكومة قد دفعت بالفعل ما يعادل الدية إلى ورثة المرحوم الخازندار بك … فإن من الحق أن نقرر أن الدية قد دفعتها الدولة عن الجماعة ، وبقى على الإخوان إنقاذ حياة الضحيتين الأخريين : محمود زينهم وحسن عبد الحافظ ( اللذان قاما بتنفيذ عملية القتل ) حيث قد تم القبض عليهما من قبل الشرطة …
وفى ص 267 يقول المؤلف: كما تحملت بنفسي وضع خطة لخطف الأخوين عبد الحافظ ومحمود زينهم من سجن مصر ؟!! .
ويروى محمود عساف صاحب الكتاب المذكور سابقا " وقائع هذه المحاكمة بصورة أوضح في ص 147 وما بعدها حيث يقول :
" قتل المستشار الخازندار وأنا مستشار لمجلس إدارة النظام ( التنظيم السري للإخوان ) ولم يكن مجلس الإدارة يعلم شيئا عن هذه الواقعة إلا بعد أن قرأناها في الصحف وعرفنا أنه قد قبض على أثنين من الإخوان قتلا الرجل في ضاحية المعادى ومعهما دراجتان لم تتح لهما فرصة الهرب حيث قبض الناس عليهما ، وفى ذات اليوم طلب الأستاذ الإمام عقد اجتماع لمجلس الإدارة بمنزل عبد الرحمن السندى . . . ودخل الأستاذ وهو متجهم وجلس غاضبا ، ثم سأل عبد الرحمن السندى قائلا : أليست عندك تعليمات ألاَ تفعل شيئا إلا بإذن صريح منى ؟ قال : بلى ، قال : كيف يتسنى لك أن تفعل هذه الفعلة بغير إذن وبغير عرض على مجلس النظام ؟ فقال عبد الرحمن : لقد طلبت الإذن وصرحتم فضيلتكم بذلك . قال الإمام : كيف؟ قال عبد الرحمن : لقد كتبت إلى فضيلتكم أقول ما رأيكم دام فضلكم في حاكم ظالم يحكم بغير ما أنزل الله ويوقع الأذى بالمسلمين ويمالئ الكفار والمشركين والمجرمين فقلتم فضيلتكم : إنما جزاء من يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ، فاعتبرت ذلك إذنا… " !!!.
قال الإمام : " إن طلبك الإذن كان تلاعباً بالألفاظ فلم يكن إلا مسألة عامة تطلب فيها فتوى عامة أما موضوع الخازندار فهو موضوع محدد لابد من الإذن الصريح فيه ثم إنك ارتكبت عدة أخطاء : لم تعرض الأمر على مجلس النظام ولم تطلب إذنا صريحا وقتلت رجلا يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله واعتبرته يحكم بغير ما أنزل الله وهو يحكم بالقانون المفروض عليه من الدولة ولو افترضنا أنه كان قاسيا فإن القسوة ليست مبرراً للقتل .
وأثناء حديثه كانت الدموع تنساب من عينيه … ثم قال إن كان قتلك للخازندار قد تم بحسن نية فإن علينا الدية . !!!! ولكن الحكومة دفعت تعويضا كبيرا لأسرة الخازندار فأسقطت الدية عن الإخوان !!!!!
ويقول محمود عساف في ص 157 وما بعدها :
" ألتقيت بالأخ المهندس السيد فايز بشارع العباسية أمام مكتبة المطيعى وجده غاضبا على النظام الخاص ( التنظيم السري ) …
في اليوم التالي ـ وكان ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم ـ ذهب شخص ما بصندوق من حلوى المولد ( حلوى البدعة ) وطرق باب بيت السيد فايز في شارع عشرة بالعباسية وسلم صندوق الحلوى إلى شقيقته قائلا أنه لا يجب أن يفتحه إلا السيد وبالفعل حضر السيد فايز وتسلم الصندوق وبدأ يفتحه وإذا بالصندوق ينفجر ويودى بحياته…!!!! .
تلك جريمة رهيبة لا شك عندي أنها من فعل النظام الخاص لمجرد أن السيد فايز يعارض وجوده … " !!! .
سألت الشيخ سيد سابق عن هذه الواقعة فقال إن رئيس النظام هو الذي خططها ونفذها أحد معاونيه بناء على فتوى نسبت للشيخ سيد سابق وهو برئ منها وقال لي : أنه يعرف الشخص الذي قام بتك الفعلة النكراء … " !!!
بعد هذه الحادثة بحوالي الشهرين وكنت آنذاك أعمل في الفترة المسائية سكرتيرا لتحرير مجلة الاقتصاد … وكان معي موظف للكتابة … اختلى بي بعد انتهاء العمل وقال : هناك شيء أحب أن أبلغك به فأنا أعمل موظفا بالمباحث العامة ومهمتي كتابة التقارير على الآلة وقد ورد تقريران أحدهما عبارة عن تحريات لأحد المخبرين يفيد أنك ( محمود عساف ) كان في دار الإخوان بالأمس . . . . أما التقرير الثاني فهو عبارة عن كشف وجد مع أحد الإخوان الذين قبض عليهم مؤخرا وفى هذا الكشف اسم السيد فايز تحت رقم (1) واسمك تحت رقم (3) ولما قرأت خبر جريمة اغتيال السيد فايز ، رأيت أن أحذرك . وهذا الكشف يحتوى على عشرة أسماء يبدو أنه يراد اغتيالهم ، وفيهم الشيخ السيد سابق … " !!! .
الإخوان والجاسوسية :
يقول محمود عساف ص 152 وما بعدها من كتابه المذكور :
" سألت الشيخ سيد سابق … حيث أن الشيخ سيد علم من أحد الإخوان انه كان يجمع معلومات عن أحمد ماهر باشا رئيس الوزراء حين ذاك وبنى على هذه المعلومة أن النظام الخاص للإخوان متورط في هذه الجريمة ( مقتل أحمد ماهر باشا ) .
أوضحت للشيخ سيد أن جمع المعلومات شئ وجريمة الاغتيال شئ آخر ذلك أننا كنا نجمع معلومات عن جميع الزعماء والمشاهير من رجال السياسة والفكر والأدب والفن سواء كانوا من أعداء الإخوان أو أنصارهم وهذه المعلومات كانت ترد لي لأحتفظ بها في أرشيف ! .
أما حقيقة علاقة الإخوان بحادث اغتيال أحمد ماهر فهي كالآتي :
"… دعا عبد الرحمن السندى لاجتماع وقال: إنه ينبغي أن نفكر في خطة لقتل أحمد ماهر قبل أن يعلن الحرب على المحور ، وقال : إنه وضع خطة أولية تقوم على تكليف أحد الإخوان بالمهمة ، فيزود بمسدس ، وينطلق إلى مزلقان العباسية ( مكان نفق العباسية الحالي ) وينتظر هناك مرور سيارة أحمد ماهر ، حيث إن السيارات تبطئ كثيرا من سرعتها عند المزلقان ، ثم يطلق الرصاص عليه ، ويكون هناك شخص آخر منتظرا بموتوسيكل ، يحمله معه ويهربان .
تلك هي الخطة البدائية التي أثارت الاستياء من جميع الحاضرين ، لذلك سألته : هل هناك فتوى شرعية بقتل رجل مسلم يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ؟ فقال : إننا نعد مجرد خطة ولكن لن تنفذ إلا بعد الفتوى .
قلت : ولنفرض أن هذا الشخص قبض عليه ، فماذا يكون مصير دعوة الإخوان كلها بعد ذلك ؟ قال: لا لن يقبض عليه . أحسست أن المسألة لعب بالنار ، واستجابة للهوى الشخصي وليس مصلحة الإخوان . ثم قال : لقد اخترت احمد عبد الفتاح طه لهذه المهمة ، وهو ينتظر خارج الغرفة . ثم استدعاه وشرح له الخطة ، وقال : غدا إن شاء الله نكمل دراستها في وجودك … !!! .
وفى ص 27 يقول عساف :
" وجدنا أنه من بعد النظر أن نعلم ماذا يدور في أدمغة قادة مصر الفتاة فكلفنا أحد الإخوان بالانخراط في الجمعية هو المرحوم اسعد احمد الذي انضم إليها وبرز فيها سريعا ، لما كان له من نشاط … ! .
قـلت : الكلام السابق واضح في الضلال والإضلال ولا يحتاج لمزيد تعليق لنتعرف على طبيعة هذا الفكر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
فالإخوان يطلبون بيعة لمرشدهم مع وجود حاكم مسلم لمصر سادت له البلاد فكيف يَتأتّى ذلك شرعاً؟ اللهم إلا إذا كان هذا من مفاهيم الخوارج .
وبالنظر لطريقة هذه البيعة وترتيب العقوبات على مخالفتها في الدنيا والآخرة لهو إعتداء صارخ على الشرع وإحداث في الدين واضح وإيجاد إرهاب نفسي وفكري وبدني على الأتباع فهل من مذّكر ؟!!
بل وصلت حدة السيطرة على الأتباع وإلغاء شخصياتهم بتوقيع العقوبة على المخالفين منهم للأوامر وعدم الإقدام على أخص الخصوصيات للمسلم كالزواج والطلاق إلا بعد الرجوع إلى القيادات فهل هذا منهج شرعي ؟
إن الرسول صلى الله عليه وسلم أسلم من أسلم من كبار الصحابة ولم يطلب منهم ما طلبه قادة الإخوان من أتباعهم .
وها هو أمين تنظيم الإخوان للمعلومات د . محمود عساف يعترف هو و د .عبد العزيز كامل بعد ما انتهت بيعتهم فيصفونها بعدم الشرعية من جانب ومن جانب آخر يشبهونها بالطرق الماسونية والبهائية !
فهل هذه منهجية شرعية لتنظيم يفرض نفسه بالقوة على المسلمين في العالم ؟ .
وبعد ما ساق كل من محمود الصباغ ومحمود عساف وهما من كبار قادة التنظيم السري قصة قتل الخازندار المستشار من خلال المحاكمة الهزلية البدعية والتي ترأسها حسن البنا نفسه يظهر لنا الآتي :
1 ـ فكر الإخوان يؤدي إلى التطرف والعنف .
2 ـ فكر الإخوان يؤدي إلى التكفير والتقتيل .
3 ـ تعدى حسن البنا حدود الدعوة وتقلده ولاية القضاء بلا سند شرعي .
4 ـ تحريف الكلم عن مواضعه وكذلك قلب الحقائق بزعم أن قتل المستشار قتل خطأ وتتجلى مظاهر الاستخفاف في مسألة الدية التي ذُكرت ودفع الحكومة لها . !!!!
5 ـ إصرار الإخوان على السرية والعنف بإبقاء قائد التنظيم بعد هذه المصيبة والتي تكررت بعد ذلك .
6 ـ وأين الزعم بأن التنظيم السري كان موجهاً للإنجليز ؟! فإن ذلك من الاستخفاف بالعقول لأن مقتل المستشار الخازندار تبعه أعمال قتل أخرى ستأتي .
7 ـ ومن هنا نستطيع القول بأن الإخوان أول من سنوا الاغتيال باسم الإسلام فى هذا العصر والإسلام من فعلهم برئ .
8 ـ كما تُبرز هذه المحاكمة البدعية خطورة استخدام المنابر والخطابة لإثارة العامة و الخاصة بدون ضوابط شرعية .
9 ـــ هذا الأسلوب الذي عبرت عنه المحاكمة الهزلية هو نفس الأسلوب الذي أُتبع بعد ذلك في الإتجاهات الدينية الأخرى في قتل السادات وغيره
10 ـ مسئولية حسن البنا التامة عن تصرفات التنظيم السري لأنه هو رئيسه العام والمؤسس له .
أما قولهم في قتل أحد أتباعهم على يد التنظيم الخاص فلا يحتاج لتعليق فإن كل بدعة ضلالة وهل مخالفة السنة تأتي بخير ؟ فها هو التنظيم السري الذي قيل أنه موجه للإنجليز يتوجه للمسلمين بل لأحد أتباع الإخوان فيقتل المهندس فايز بطريقة في منتهى الخسة والنذالة والدناءة فلم يراعوا في ذلك ديناً أو خلقاً أو حتى عواقب الأمر فهل من عاقل يبقى يناصر فكر الإخوان بعد هذه الأدلة الدامغة فضلاً عن انضمامه لهم ؟
اللهم لا إلا صاحب هوى وصاحب فتنة .
ويعترف محمود عساف وهو المسئول عن المخابرات الإخوانية أنهم كانوا يجمعون المعلومات عن المشاهير ويتجسسون على الناس ويضعون الخطط لمن ناوءهم فهل بعد اعترافاتهم من مكابر يرد مثل هذا الكلام الذي لا دخل فيه لحكومة أو غيره أو يزعم وجود إكراه ، فقد كتب كل من الصباغ وعساف كتبهم وهم أحرار وغير أتباع إلا للإخوان فهل من معترض ؟!!.
ويؤكد اتهامهم بالتجسس على المسلمين ما جاء على لسان محمود عساف في ص27 من كتابه المذكور سابقاً .
إن الجماعات التي جاءت بعد ذلك ما هم إلا ضحايا فكر هذه الفِرقة المبتدعة ، حيث يجتمع نفر من الرجال أو الشباب بحجة نصرة الإسلام ويقررون هذا كافر حلال الدم وهذا معاد لله ورسوله وهذا يُقتل وهذا يُضرب ويتحقق فينا ما نهانا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض…) الحديث أخرجه البخاري ومسلم .
نماذج من العمليات الإخوانية الإرهابية والتي قام بها التنظيم السري لهم كما ذكر ذلك قادتهم وهم بعيدون فى ذلك عن أي عوامل إكراه أو تهديد أو اعتقال :
ــ مقتل المستشار القاضي " الخازندار " ص 255 وما بعدها من كتاب حقيقة التنظيم الخاص لمحمود الصباغ ، وكذلك محمود عساف ص 147-157 من كتابه " الإمام الشهيد حسن البنا " .
ــ مقتل رئيس الوزراء " محمود فهمي النقراشى" ص 312 نفس المصدر السابق
ــ محاولة قتل " إبراهيم عبد الهادي باشا " ص 314 نفس المصدر السابق .
ــ تفجير قنابل فى جميع أقسام البوليس فى القاهرة يوم 3/12/1946 ص 278 نفس المصدر السابق .
إلقاء قنابل حارقة على سيارات كل من :
ــ " هيكل باشا " رئيس حزب الأحرار الدستوريين .
ــ " النقراشى باشا " ص 278 نفس المصدر السابق .
ــ وضع قنبلة زمنية حارقة داخل حقيبة صغيرة شبيهة بحقائب المحامين بجوار الخزانة التي تحتوى على جميع أوراق قضية أوراق سيارة الجيب . راجع ص 104 وما بعدها من كتاب محمود الصباغ السابق ذكره .
قلت : فهل بعد هذه الحقائق الدامغة تسمى دعوة الإخوان المسلمين دعوة سنية سلفية أو دعوة شاملة أم هي قاصرة لا سلفية فيها ولا سنة اللهم إلا سلفية الخوارج وسنتهم البدعية فى الخروج على الحكام وما يتبعه من ترويع الآمنين وسفك الدماء وتسلط السفهاء والدهماء على الأنفس والأعراض والأموال .
فالإخوان بتاريخهم وترجمة لأفكارهم إعتبروا أنفسهم دولة داخل دولة وحكومة داخل حكومة وأعطوا لأنفسهم حق الحكم على الناس وتنفيذ ما يحكمون به فهل هذا مسلك صحيح يستند إلى شرعية دينية ؟ بالطبع لا وإنما هو الفتنة والهرج الهرج .
ولو نظرنا لهذه العمليات وقارنّاها بالعمليات التي حدثت في عهد السادات والعهد الحالي لوجدناها بنفس الأسلوب ونفس الطريقة وهذا ـ وإن دل على شيء ـ فإنما يدل على أن كثيرا من هذه الأحزاب الدينية عيال على المدرسة الإخوانية والذين هم بدورهم عيال على خوارج الماضي . فاعتبروا يا أولي الأبصار .
ال
لهم زد الاخوان فضيحة على يد اشقى خلقك كلاب النار
من أقوال الشيعة المعتدلين:
وينبغي لنا في حوارنا الإسلامي الإسلامي، لكي يؤتي ثمرته في التقريب بين أبناء الأمة أن نشيع أقوال المعتدلين من الفريقين، كما نغض الطرف عن أقوال الغلاة والمهيجين، الذين يريدون أن يؤججوها نارا حامية، لا تبقي ولا تذر، كأنما هي سقر، اللواحة للبشر.
وعلى هذا المنوال أنقل هنا ما ذكره العلامة الشيخ رحمة الله الهندي الكيرانوي من أقوال عن أئمة الإثنا عشرية في عصمة القرآن من التحريف والتبديل، ذكرها ليرد بها على المبشرين من دعاة التنصير الذين شككوا في القرآن بدعوى أن الشيعة يقولون بنقصانه وتحريفه، فنقل عنهم ما نقل، لرد هذه الدعوى، بشهادة شهود من أهلها.
قال رحمه الله:
(وأما الجواب عنه تحقيقا فلأن القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعة الإمامية الإثنا عشرية محفوظ عن التغيير والتبديل، ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه؛ فقوله مردود غير مقبول عندهم.
1ـ قال الشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه، الذي هو من أعظم علماء الإمامية الإثنا عشرية في رسالته الاعتقادية: "اعتقادنا في القرآن أن القرآن الذي أنزل الله على نبيه هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة، وعندنا الضحى وألم نشرح سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيف سورة واحدة، ومن نسب إلينا أنا نقول: إنه أكثر من ذلك فهو كاذب) انتهى.
2ـ وفي تفسير (مجمع البيان) الذي هو تفسير معتبر عند الشيعة (ذكر السيد الأجل المرتضى، علم الهدى ذو المجد، أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي أن القرآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجموعا مؤلفا على ما هو الآن، واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان حتى إن جماعة من الصحابة كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم عدة ختمات، وكل ذلك بأدنى تأمل يدل على أنه كان مجموعا مرتبا غير منشور ولا مبثوث، وذكر أن من خالف من الإمامية والحشوية لا يعتد بخلافهم، فإن الخلاف مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارا ضعيفة ظنوا صحتها، لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته) انتهى.
3ـ وقال السيد المرتضى أيضا: (إن العلم بصحة القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار، والوقائع العظام المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن العناية اشتدت، والدواعي توفرت على نقله، وبلغت حدا لم تبلغ إليه فيما ذكرناه؛ لأن القرآن معجزة النبوة، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وعنايته الغاية، حتى عرفوا كل شيء فيه، من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته؛ فيكف يجوز أن يكون مغيّرا أو منقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد؟) انتهى.
4ـ وقال القاضي نور الله الشوستري الذي هو من علمائهم المشهورين، في كتابه المسمى بمصائب النواصب: (ما نسب إليه الشيعة الإمامية بوقوع التغير في القرآن ليس مما قال به جمهور الإمامية، إنما قال به شرذمة قليلة منهم لا اعتداد بهم فيما بينهم) انتهى.
5ـ وقال الملا صادق في شرح الكليني: (
يظهر القرآن بهذا الترتيب -المعروف الآن- عند ظهور الإمام الثاني عشر ويشهر به) انتهى.
إذا فهذا اعتراف من الملا صادق ان القران الحالي غير معترف به عندهم الان والا فما الفارق عند ظهور منتظرهم يا دكتور ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور 6
ـ وقال محمد بن الحسن الحر العاملي، الذي هو من كبار المحدثين في الفرقة الإمامية، في رسالة كتبها في رد بعض معاصريه: (هركسيكه تتبع أخباره وتفحص تواريخ وآثار نموده بعلم يقيني ميداندكه قرآن درغاية وأعلى درجة تواتر بود وآلاف صحابة حفظ ونقل ميكردندآن راودر عهد رسول خدا صلى الله عليه وسلم مجموع ومؤلف بود) انتهى.
فظهر أن المذهب المحقق عند علماء الفرقة الإمامية الإثنا عشرية أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، وأنه كان مجموعا مؤلفا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحفظه ونقله ألوف من الصحابة وجماعة من الصحابة، كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم عدة ختمات، ويظهر القرآن ويشهر بهذا الترتيب عند ظهور الإمام الثاني عشر رضي الله عنه، والشرذمة القليلة التي قالت بوقوع التغير؛ فقولهم مردود، ولا اعتداد بهم فيما بينهم، وبعض الأخبار الضعيفة التي رويت في مذهبهم لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته، وهو حق؛ لأن خبر الواحد إذا اقتضى علما، ولم يوجد في الأدلة القاطعة ما يدل عليه وجب رده، وعلى ما صرح ابن المطهر الحلي في كتابه المسمى بـ"مبادئ الوصول إلى علم الأصول"، وقد قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9] في (تفسير الصراط المستقيم) الذي هو تفسير معتبر عند علماء الشيعة: (أي: إنا لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان) انتهى[5].
من أقوال أهل السنة المعتدلين:
وكما حبذنا النقل عن المعتدلين من علماء الشيعة ينبغي أن نحبذ النقل عن المعتدلين من أهل السنة؛ مما يخفف حدة التوتر، ويساعد في التقريب بين الفريقين.
من ذلك: ما ذكره علامة المتأخرين من علماء الحنفية ابن عابدين في حاشيته الشهيرة، المسماة (رد المحتار على الدر المختار) في قضية (ساب الشيخين) الذي أفتى بعضهم فيها بكفره، بل قال: إنه لا توبة له لو أراد التوبة: فقد ذكر الحصكفي في كتابه (الدر المختار شرح تنوير الأبصار) نقلا عن (الجوهرة) من كتب الحنفية: أن من سب الشيخين (أبا بكر وعمر) أو طعن فيهما كفر، ولا تقبل توبته. وبه أخذ الدبوسي وأبو الليث، وهو المختار للفتوى. انتهى. قال: وجزم به في (الأشباه) يعني: ابن نجيم في كتابه (الأشباه والنظائر) وأقره المصنف (صاحب تنوير الأبصار) قائلا: وهذا يقوي القول بعدم قبول توبة ساب الرسول صلى الله عليه وسلم. وهو الذي ينبغي التعويل عليه في الإفتاء والقضاء، رعاية لجانب حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. اهـ.
قال الشارح في (الدر المختار): لكن في (النهر) وهذا لا وجود له في أصل (الجوهرة) وإنما وجد على هامش بعض النسخ، فألحق بالأصل، مع أنه لا ارتباط له بما قبله[6]. انتهى.
وعلق على ذلك العلامة ابن عابدين في حاشيته الشهيرة، فقال: (قوله: لكن في النهر.. إلخ) قال السيد الحموي في حاشية الأشباه: حكي عن عمر بن نجيم: أن أخاه أفتى بذلك، فطلب منه النقل، فلم يوجد إلا على طرّة الجوهرة. اهـ.
(وأقول: على فرض ثبوت ذلك في عامة نسخ الجوهرة، لا وجه له يظهر، لما قدمناه من قبول توبة من سب الشيخين، بل لم يثبت ذلك عن أحد من الأئمة فيما أعلم. اهـ.
ونقله عنه السيد أبو السعود الأزهري في حاشية الأشباه.
أقول: نعم نقل في البزازية عن الخلاصة: أن الرافضي إذا كان يسب الشيخين ويلعنهما فهو كافر، وإن كان يفضل عليا عليهما فهو مبتدع. اهـ. وهذا لا يستلزم عدم قبول التوبة.
على أن الحكم عليه بالكفر مشكل، لما في (الاختيار): اتفق الأئمة على تضليل أهل البدع أجمع وتخطئتهم، وسب أحد من الصحابة وبغضه لا يكون كفرا لكن يضلَّل.. إلخ.
وذكر في (فتح القدير): أن الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم ويكفرون الصحابة: حكمهم عند جمهور الفقهاء وأهل الحديث حكم البغاة، وذهب بعض أهل الحديث إلى أنهم مرتدون.
قال ابن المنذر: ولا أعلم أحدا وافق أهل الحديث على تكفيرهم. وهذا يقتضي نقل إجماع الفقهاء.
وذكر في المحيط: أن بعض الفقهاء لا يكفر أحدا من أهل البدع، وبعضهم يكفرون البعض، وهو من خالف ببدعته دليلا قطعيا، ونسبه إلى أكثر أهل السنة، والنقل الأول أثبت، وابن المنذر أعرف بنقل كلام المجتهدين. نعم يقع في كلام أهل المذهب تكفير كثير، ولكن ليس من كلام الفقهاء الذين هم المجتهدون، بل من كلام غيرهم، ولا عبرة بغير الفقهاء، والمنقول عن المجتهدين ما ذكرنا. اهـ.
قال ابن عابدين:
(ومما يزيد ذلك وضوحا ما صرحوا به في كتبهم متونا وشروحا من قولهم: ولا تقبل شهادة من يظهر سب السلف، وتقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية.
وقال ابن ملك في شرح المجمع: وترد شهادة من يظهر سب السلف، لأنه يكون ظاهر الفسق، وتقبل من أهل الأهواء: الجبر والقدر والرفض والخوارج والتشبيه والتعطيل. اهـ. وقال الزيلعي: أو يظهر سب السلف، يعني الصالحين منهم، وهم الصحابة والتابعون؛ لأن هذه الأشياء تدل على قصور عقله، وقلة مروءته، ومن لم يمتنع عن مثلها لا يمتنع عن الكذب عادة بخلاف ما لو كان يخفي السب. اهـ.
(ولم يعلل أحد لعدم قبول شهادتهم بالكفر كما ترى، نعم استثنوا الخطابية، لأنهم يرون شهادة الزور لأشياعهم أو للحالف، وكذا نص المحدّثون على قبول رواية أهل الأهواء، فهذا فيمن يسب عامة الصحابة ويكفرهم، بناء على تأويل له فاسد، فعلم أن ما ذكره في الخلاصة من أنه كافر: قول ضعيف مخالف للمتون والشروح، بل هو مخالف لإجماع الفقهاء كما سمعت.
وقد ألف العلامة ملا علي القارئ رسالة في الرد على الخلاصة. وبهذا تعلم قطعا أن ما عزي إلى (الجوهرة) من الكفر مع عدم قبول التوبة -على فرض وجوده في الجوهرة- باطل لا أصل له، ولا يجوز العمل به، وقد مرّ: أنه إذا كان في المسألة خلاف -ولو رواية ضعيفة- فعلى المفتي أن يميل إلى عدم التكفير؛ فكيف يميل هنا إلى التكفير المخالف للإجماع، فضلا عن ميله إلى قتله وإن تاب؟ وقد مرّ أيضا: أن المذهب قبول توبة ساب الرسول صلى الله عليه وسلم.. فكيف ساب الشيخين؟
والعجب من صاحب (البحر) -يعني: ابن نجيم- حيث تساهل غاية التساهل في الإفتاء بقتله مع قوله: وقد ألزمت نفسي أن لا أفتي بشيء من ألفاظ التكفير المذكورة في كتب الفتاوى، نعم لا شك في تكفير من قذف السيدة عائشة رضي الله عنها، أو أنكر صحبة الصديق، أو اعتقد الألوهية في عليّ، أو أن جبريل غلط في الوحي، أو نحو ذلك من الكفر الصريح المخالف للقرآن، لكن لو تاب تقبل توبته.[7] انتهى
وهنا نقول ليس بعشك فادرجي فكلام ابن عابدين يا دكتور في هذه المسالة مبني على استلزام السب للكفر لا على انبناء الكفر على عقيدة الساب والا فاللاعن للشيخين ينكر صحبة الصديق ويقذف الصديقة وحسبك دليلا على ذلك دعاء صنمي قريش يا دكتور
وليس ادل على ذلك ما رواه الشيخ محمود سعيد ممدوح عن شيخه السيد عبدالله الغماري
ولما افتُتحت دار التقريب بين المذاهب في مصر لم يشارك فيها السيد عبدالله لأنه عرف أغراض الروافض , وكان تقي الدين القمي الإمامي يطمع في السيد عبدالله وفي الشيخ الكوثري فاجتمعوا (الغماري , والكوثري , والقمي) في بيت الكوثري بالعباسية . فقال العلامة الكوثري للقمي : خذوا معاوية واتركوا أبا بكر وعمر , فاجاب القمي قائلا: لا يتم إيمان رجل منا إلا بسب أبي بكر وعمر .