تنزيه ذات الله تعالى عن النقائص والعيوب التي تتصف به ذات المخلوق.
(أ) الله تعالى منزه عن كل ما ينافي كمال الحياة كالسنة والنوم والموت والفناء والهلاك ، وكل ما ينافي كمال العلم كالجهل والغفلة والنسيان ، ومنزه عن كل ما ينافي كمال القدرة كالعجز والضعف والتعب واللغوب ، ليس خلق شيء بأهون عليه من خلق شيء أخر ولا بأصعب عليه منه لأن له كمال القدرة.
ومنزه عن كل ما ينافي كمال الإرادة كالجبر والاضطرار وأن يكون في ملكه ما لا يريد ، ومنزه عن كل ما ينافي كمال السمع كالصمم واختلاط الأصوات ، ومنزه عن كل ما ينافي كمال البصر كالعمى واختلاط المبصرات ، ومنزه عن كل ما ينافي كمال الكلام كالبكم والعي وتناهي الكلمات.
ومنزه عن كل ما ينافي كمال الغنى كالحاجة والشهوة والآفة والعلة والأكل والشرب واجترار المنافع واحتراز المضار ، ومنزه عن كل ما ينافي كمال الحكمة والعدل كالظلم وخلف الوعد ، ومنزه عن كل ما يضاد الكمال ويدل على النقص كالحد والمقدار والكون في مكان وان يجري عليه زمان ، وعن التغير والحدوث وقبول الحدث.
(ب) تنزيه الله تعالى عن النقائص والعيوب التي تتصف به ذات المخلوق : هو ما نطق به القرآن الكريم ، ولا يخالف في ذلك مسلم أصلا.
ومما يدل على نفي السنة والنوم قوله تعالى : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } [ البقرة : 255 ].
ومما يدل على نفي العجز والتعب ، قوله تعالى : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ } [ ق : 38 ].
ومما يدل على نفي النسيان قوله تعالى : { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا } [ مريم : 64 ] ، وقوله تعالى : { قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى } [ طه : 52 ].
ومما يدل على نفي الظلم ، قوله تعالى : { وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } [ الكهف : 49 ] ، وقوله تعالى : { وَمَا رَبُّكُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } [ فصلت : 46 .
والقاعدة أنّ كل كمال نطق به الكتاب والسنّة فالله متصف به وكل نقص يضاد هذا الكمال فالله تعالى منزه عنه ، وكل جلال وإكرام نطق به الكتاب والسنّة فالله تعالى متصف به ، ومنزه عن كل عيب يضاده.