لا يخفى على الأفاضل القراء دعوى اليهود العريضة المجملة في جملة : "أنهم شعب الله المختار".
ونجد رجع صدى تلك الدعوة واللوثة اليهودية في كل أدبيات فرق الخوارج جمعاء.
على أنه لا غرابة في ذلك كون هؤلاء وأولئك من خلص خدم مسيح الضلالة الأعور الدجال معبود اليهود المنتظر ، فطالما كان المنبع واحد فلا غرابة من النتاج.
وههنا نرصد طرفاً من تلك اللوثة اليهودية من أدبيات جماعة الإخوان الخوارج التي حصرت خيرية الأمة الإسلامية جمعاء في تلك الجماعة الخوارجية المارقة.
يقول المدعو بـ حسن البنا مؤسس تلك الفرقة الخوارجية في افتتاحية العدد الأول من مجلة الإخوان المسلمين في سنتها الخامسة :[فأحب أن أقول لكم هنا بكل وضوح إن دعوتكم هذه أسمى دعوة عرفتها الإنسانية ، وإنكم ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه على قرآن ربه ، وأمناؤه على شريعته ، وعصابته التي وقفت كل شيء على إحياء الإسلام في وقت تصرفت فيه الأهواء والشهوات ، وضعفت عن هذا العبء الكواهل ، وإذا كنتم كذلك فدعوتكم أحق أن يأتيها الناس ولا تأتى هي أحداً ، وتستغني عن غيرها ، إذ هي جماع كل خير ، وما عداها لايسلم من نقص]اهـ. [1]
قلت وبالله التوفيق : لعل فيما سبق ما يدفع أي اندهاش للمتابع لإجرام تلك الجماعة في وقتنا الحاضر.
وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ونسأل الله العفو والعافية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :
[1] مذكرات الدعوة والداعية لحسن البنا تقديم أبي الحسن الندوي.