الزاوية المالكية
قال حسن قاسم فى مجلة هدى الإسلام عام 1937
بصحراء قرافة السيدة نفيسة رضى الله عنها جنوبى القاهرة على يمين السالك من شارع السيدة نفيسة إلى الامام الشافعى زاوية صغيرة تابعة لوزارة الأوقاف مسجلة بلجنة الآثار ( تعرف بالزاوية المالكية ) مكتوب على بابها الداخلى فى لوح رخام هذه الأبيات :
لذ بالاماجد من سادوا بعلمهم * المالكيين أهل الفضل والقطن
واحلل بساحتهم تؤتى المفازبهم * فى كل ما ترتجى من غير ما منن
آثارهم حسنت والآن جددها * علامة العصر زاهى المنظر الحسن
ان قال واصفها فيما يؤرخه * باحسنها قلت أنشاها ابو الحسن
وقد جددها قديما الشيخ يحيى الشاوى ثم أعاد تجديدها فى سنة 1181 الشيخ أبو الحسن الدادسى وهو المشار إليه فى الأبيات المذكورة وأوقفت عليها الست زليخا أوقافا وهذه الزاويا القديمة القائمة فى القرافة من أواخر القرن الثانى الهجرى إلى هذا التاريخ وقد ورد ذكرها فيما وقفنا عليه من مصادر الزيارات المصرية وذكرها على مبارك باشا فى الخطط التوفيقية ج6 ص 29 ولم يذكرها من هؤلاء أحد بالأسباب والتحقيق الذى عنينا به فى هذا البحث والقبور التى بداخلها هى :-
( 1 ) قبر الامام عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العتقى
منسوب إلى العتقاء الذين كانوا فى بادىء أمرهم بالطائف فلما بلغ النبى صلى الله عليه وسلم خبرهم بعث فى طلبهم وأتى بهم أسرى ثم أمر بعتقهم . وكان الامام عبد الرحمن مولى لأحدهم وهو زبيد بن الحارث العتقى فنسب إليه روى عن ابن عيينة والليث ابن سعد وابن الماجثون وغيرهم وخرج عنه البخارى فى الصحيح . توفى ليلة الجمعة لسبع مضين من صفر سنة 191 هـ ومولده سنة 133 فى قول وقبره على يمين المنبر
( 2 ) قبر الإمام أصبغ بن الفرج بن سيد بن نافع
جده نافع المذكور من عتقاء عبد العزيز بن مروان بن الحكم . روى عنه البخارى وابن وضاح والرازى وغيرهم وله تآليف منها كتاب فى الأصول وكتاب فى آداب القضاء توفى يوم الأحد لأربع مضين من شوال سنة 225 عن من عالية وقبره بإذاء قبر ابن القاسم .
( 3 ) قبر عبد الصمد وموسى ابن الامام عبد الرحمن بن القاسم كان الأول من علماء القرآت والثانى من علماء الحديث توفى عبد الصمد سنة 131 وتوفى موسى سنة 248 ودفن كلاهما بقبر أبيه
( 4 ) قبر الامام أشهب بن عبد العزيز بن داود بن ابراهيم القيسى
شيخ مالكية مصر فى عصره توفى يوم السبت لثمان مضين من شعبان سنة 204 بعد الإمام الشافعى بأيام ومولده سنة 140 وقبره على يمين الداخل بإزاء الحائط القبلى .
( 5 ) قبر أبى الرجاء محمد بن الامام أشهب يروى عن أبيه وغيره توفى سنة 247 ودفن بقبر والده
( 6 ) قبر يحيى بن محمد بن الامام مالك بن أنس توفى فى ذى القعدة سنة 218 وقبره الى جانب قبر ابن القاسم .
( 7 ) قبر محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق الخطيب التلمسانى الشهير بالجد شارح الشفا للقاضى عياض وبردة البوصيرى ولد بتلمسان سنة 710 وهاجر فى نهاية أمره الى القاهرة فتولى بها قضاء المالكية بمرسوم من السلطان الملك الأشرف زين الدين شعبان وعين مدرسا بالمدرسة الشيخونية ( بسويقة منعم ) والمدرسة الصرغمتشية بالصليبة ، توفى فى ربيع الأول سنة 781 وقبره بزاء قبر الإمام يحيى بن محمد بن مالك .
( 8 ) قبر شيخ الإسلام يحيى بن عبد الله بن محمد الشاوى الجزائرى ولد بليانة ونشأ بالجزائر ثم هاجر الى الاستانة ومنها إلى القاهرة فدرس بالأزهر وأخذ عنه جمع من علمائه ولازموا حضور دروسه وتولى مشيخة الأزهر أثر وفاة الشيخ شعبان الفيومى الشافعى شيخ الجامع الأزهر (1)المتوفى سنة 1075 وفى مدة ولايته حبس كثير من ماله على رواق المغاربة وجدد مشهد السادة المالكية وكان يغشاه كثير ويدرس به أحيانا فى يوم الجمعة وله تآليف فى الفقه والنحو وتوفى فى ربيع الأول سنة 1096 بالسفينة التى كانت أقلته من السويس إلى مكة لعزمه على الأقامة بها فما كانت تصل إلى الطور حتى لقى ربه فنقلوه رفاته إلى الصحراء ودفنوه بها وكتب ولده عيسى إلى الوزيرعثمان باشا يستصدر منه أمرا بنقل رفاته من الطور إلى مصر فأذن له فنقلها ودفنها بهذه الزاوية ، وفى سنة 1097 توفى ولده عيسى المذكور ودفن معه فى قبرا واحدا وهوالقبر الذى على يسار الداخل آخر القبور الخمسة إلى جهة المحراب ومعه فى القبر الشيخ محمد الزروارى المالكى .-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
-(1) يتورط المؤرخون فيذكرون أن مشيخة الأزهر لم تبدأ إلا فى القرد الحادى عشر الهجرى ، وهذا وهم وقصور فى البحث : فقد كان للأزهر فى كل عصوره شيخ يدير حركته يعين بمقتضى مرسوم ملكى وقد أفضنا الكلام على هذه الناحية فى ترجمتنا للجامع الأزهر من كتابنا المزارات ------------
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
بعده