مسجــــد المتبولـــــى
( عثمان الظاهرى )
فى سنة 684هـ / 1284 م أنشأ المرحوم الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الظاهرى الحنفى الحلب (1) أحد علماء الحديث والمتصدرين للقراءات زاوية خارج باب البحر لدراسة الحديث والقراءات واستمر يحدث بها ويدرس حتى مات فى ربيع الأول سنة 696هـ / 1296م عن سبعين سنة ودفن بتربته التى أنشأها خارج باب النصر
وكانت هذه الزاوية مثابة لطائفة من الناس يزدلفون إليها رجالا ونساء للدرس والتعليم والسماع ، واشتهر من خريجها العالمة الفاضلة عصمة الدين مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل أبى بكر بن أيوب المتوفاة سنة 693 هـ / 1293 م وقد خرج لها منشىء هذه الزاوية جزءا فى الأحاديث الثمانيات من سماعها عليه
وخلفه فى هذه الزاوية ولده المرحوم فخر الدين عثمان الظاهرى ، وتصدر بها كأبيه إلى وفاته فى رجب سنة 730هـ / 1330 م عن ستين سنة ، قال المقريزى فى السلوك ( ودفن بزاوية أبيه خارد باب البحر ، وقد ترجم المقريزى لهذه الزاوية فى كتابه الخطط ووضعها خارج باب البحر ظاهر القاهرة على الخليج الناصرى ، وأفاد أنها كانت أولا تشرف طاقاتها على بحر النيل الأعظم ، فلما انحسر الماء عن ساحل المقس وحفر الملك الناصر محمد بن قلاوون الخليج الناصرى فى سنة 725هـ صارت تشرف على الخليج المذكورة من بره الشرقى
وقد بقيت هذه الزاوية على ماذطر المقريزى حتى تحول الخليج الناصرى الى ترعة عرفت بالترعة الناصرية أو البولاقية ثم الإسماعيلية أخيرا ، وكانت الزاوية تشرف عليها من برها الشرقى تجاه باب البحر وهو الباب الحديد بالمقس ، وكانت بعد ردم الترعة الإسماعيلية فى اواخر القرن المنصرم تشرفعلى الشارع الذى حل محل الترعة ، وادركنا موقع هذه الزاوية قبل سنة 1331هـ / 1913 م على قطعة الأرض الممتد عليها خط شركة الترام رقم ( 10 – 23 ) بين ميدان باب الحديد وبين مبنى ثكنات البوليس الحربى الإنجليزى ومبنى إدارة هندسة السكة الحديد وجوسق محطة الترام فى الجابن البحرى الغربى من الميدان وكانت عبارة عن مسجد صغير به ضريخ يعرف باسم سيدى إسماعيل المتبولى (2) كان الشيخ محمد عاشور ا؛د من كان يتولى سدانة هذه الضريخ بالوارثة ( أى خدمة الضريح ) إلى حين وفاته فى سنة 1313هـ / 1895 م يقولم عن الشيخ إسماعيل هذا إنه جده لأبيه ، وقد قام بتجديد الضريح والزاوية مدة تنظره عليه من مال النذور التىكانت تبلغ من عشرين جنيها إلى ثلاثين فى كل شهر .
وقد خلفه فىالنظر على هذه الزاوية ولده الشيخ محمود محمد عاشور بتقرير مؤرخ فى 19 من جمادى الأولى سنة 1315 هـ من مشيخة الطرق الصوفية (3) ، ثم خلفه أخواه عبد الرؤوف واحمد عاشور واستمر كلاهما إلىمارس سنة 1913 م إلى أن زاحمت شركة الترام الزاوية فأرادت هدم ونقل الضريح وتدخلت نظارة الأشغال فأخذت إقرارا من الشيخ محمود عاشور بقبول نقل جده ( فيما كان يزعم ) نظير إعطائه مبلغ 300ج وقطعة أرض منالجهة الغربية على الجانب البحرى من مجرى الترعة الإسماعيلية ومبلغ ألف جنية لبناء زاوية وضريح للشيخ المنقول ، وقد استولت عليه جماعة السنة المحمدية وقد هدم الضريح
وقد تحقق لدىنا إن بهذا المسجد الشيخ عثمان الظارهى والأمي رناصر الدين المهاميزى وكان له مسجد يعرف بالزهار وقد هدم ونقلت رفاته الى ضريح الظارهرى والمهاميزى كانت الرفات لم يمسها البلى بخلاف بعض الرفات فكانت ذرات لا هيكل لها ومقام سيدى عبد الله الزهار على الضفة الشمالية من شارع سيدى المدبولى ومع توسيع الشارع الذى أصبح يعرف بشارع الجلاء أزيل هذا الضريح وكانقريبا من مدخل شارع شنن ، تجاه مستشفى اللدى كرومر ونقل بجواره فيما بعد ضريح المدبولى
-------------------------------------------
1 – أحمد بن محمد بن عبد الله أبوالعباس جمال الدين الظاهرى ،كان أبوه محمد بن عبد الله عتيق الملك الظاهر شهاب الدين غازى ، وبرع حتى صار إماما حافظا وتوفى ليلة الثلاثاء لأربع بقين من ربيع الأول سنة ست وتسعين وستمائة بالقاهرة ، ودفن بتربته خار باب النصر ، وابنه عثمان بن احمد بن محمد بن عبد الله فخر الدين بن جمال الدين الظاهرى الحلبى ، الإمام العلامة المحدث الصالح ، ولد سنة سبعين وستمائة ، واسمعه أبوه بديار مصر والشام وكان مكثرا ، ومات بزاويته هذه فى سنة ثلاثين وسبعمائة
2 - ( هذه المكان يعتبر الآن فى مواجهة عمارة رمسيس بمديان رمسيس تجاهها من الشمال الشرقى )
3 – نتيجة لكثرة الطرق الصوفية وتشعبها إلى أن بلغت نحو ثمانين طريقة فكان طبيعيا ان تقوم الدولةبترتيب إدارة هذه الطرق حتى تضمن سيادتها والسيطرة عليها ولعىطبقة عريضة من الشعب المصرى ، وفى ذلك الصدد ثم استحداث منصب شيه مشيخة الطرق الصوفية ، وبدأ ذلك فى عصر محمد على فى سنة 1812 م حيث جعل لرأس أسرة ( آل البكرى ) سلطة رسمية علىكافة الطرق الصوفية والمؤسسات المرتبطة به مثل الزوايا والتكايا فى المقام الاول وصار هذاالنظام متبعا إلى يومنا هذه
-------------------------------------------------------