اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6308
|
تاريخ المنابر فى الإسلام للنسابة حسن قاسم مجلس الرسول ( اللهم صلى وسلم وبارك وأنعم على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم )
جدير بنا قبل أن نتكلم على تاريخ المنابر فى الإسلام ونشأتها وتطورها ، أن نعرف لمجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لعلاقته بهذا البحث
لم يتد للكتابة فى هذا الموضوع بنوع خاص – غير أستاذنا فضيلة الشيخ الطاهر ابن عاشور شيخ الإسلامالمالكى بتونس ، فقد نشر بحثا قيما فى مجلة الهدايا الإسلامية ، العاشر من اكتوبر سنة (1358 هـ / 1938 ن ) فصل فيه الكلام تفصيلا على مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم فى بيته وفى مسجده وفىغير ذلك ، ومن هذاالبحث يتبين لنا جليا أن المنبر النبوى لم يكن يوما من الأيام مقعدا لحضرة النبى صلى الله عليه وسلم يجلس فيه للأحكام أو لغيرها ، وإنما كان يستعملهفى الخطابة الجمعية وغيرها وحسب .
ولكن تقف معى على تقرير هذه الحقيقة يحسن أن ألخص لك عيون هذا الحديث ؛ بيد أنى أقول أولا : جاء فىكتاب الدلالات السمعية لأبى الخزاعى ؛ رواية عن أبىهريرة وأبى ذر ، فى صفة الدكة التى كان يجلس عليها حضرة سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم ، ونصها :
( كان صلى الله عليه وسلم يجلس بين ظهرانى أصحابه فيجىء الغريب ولا يدرى أيهم هو حتى يسأل ، فطلبنا منه أن نجعل له مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه ، فبنينا له مكانا من طين ، فكان يجلس عليه ، وتجلس بجانبه ) وقد أخرج مسلم هذاالحديث عن أبى هريرة فىكتاب الإيمان ؛ فى قصة مجىء جبريل إلى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم وسؤاله له عن الغسلام والإيمان والإحسان إلخ ... وأخرجه البزار وأخرج مسلم عن حميد بن هلال ، قال أبو رفاعة العدوى : ( انتهيت إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ، فقلت يا رسول الله : رجل غريب يسأل عن دينه لا يدرى ما دينه ، قال : فأقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته ، حتى انتهى إلى ؛ فأتى بكرسى حسبت قوائمه حديدا ، قال : فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يعلمنى مما علمه الله ، ثم أتى خطبته فأم آخرها ) .
وقد روى النسائى والطبرانى هذا الحديث بمعناه ، وهو عند البخارى فى الأدب المفرد : وأن هذا الكرسى الذى كان قوائمه من حديد – كان يجلس عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فى المسجد . وفى الصحيح أن عبدد الله بن مسعود كان خادم وسادته صلى الله عليه وسلم وقد كان لحضرة النبى صلى الله عليه وسلم عدة وسائد ؛ منها ما يجلس عليها فىالمسجد النبوى ، ومنها ما يجلس عليها فى بيوته ، وما يحمل فى الأسفار لجلوسه .
وكان من أخلاقه الشريفة صلى الله عليه وسلم إذا أتاه زائر أو وافد أجلسه عليها ، فعل ذلك مع سليمان الفارسى – حينما قدم عليه – ودخل عليه وافد من العرب يريد الإسلام ، يقال له عدى بن حاتم ؛ وكان حضرة النبى صلى الله عليه وسلم إذ ذاك جالسا عليها ، فلما دخل عليه ألقى إليه الوسادة وجلس هو على الأرض ، فلما شاهد العربى ذلك من حضرة النبى صلى الله عليه وسلم ، قال : أشهد أنك لا تبغى فى الأرض علوا ولا فسادا ثم أسلم (أخرجه الحاكم فى المستدرك بإسناد صحيح )
وذكروا فى صفة هذه الوسادة أنها كانتمن حرير ن وكانت له وسادة أخرى مثلها يتكىء عليها إلى الحائط .
وروينا – أيضا من كتب السيرة والمصارد الحديثة أن حضرة النبى صلى الله عليه وسلم كان له مجلس آهر يجلس فيه على شرف عالى ، ومجلس آخر يجلس فيه داخل فسطاط ؛ فالأول كان يقام عند حضورة صلى الله عليه وسلم فى المجالس العلمية التى كان يتبارى فيها الأدباء والعلماء بأدبهم وعلمهم ، والثانى كانيقام وقت الحرب ، وكان يقال له العريش .
( يتيع )
|
|