1- مشيخة الأزهر والجامعات الإسلامية فى بلاد المغرب

حسن قاسم · **مرسل:** الخميس يونيو 03, 2021 1:03 pm

فرق الشيعة :

وقد تشعبت أصناف الشيعة إلى فرق كثيرة ، ففرقة قالت بالوقف ، يمعنى أن الامامة موقوفة على أناس معينين كقول الامامية فى الأئمة الاثنى عشر ، وقول الاسماعيلية فى ولد اسماعيل بن جعفر الصادق وعلى هذا الرآى اعتقاد دعاة الخلفاء الفاطميين ،ويؤولذلك على الخلافة لأحقيتهم بها دون غيرهم .

غلاة الشيعة :

لكن غلا بعضهم فى هذا القول فقال بأمامة على وخلافته بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم واستدل على ذلك بقوله تعالى 0 قلا لا اسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى ) وهذا خروج عن معنى الآية إذ المراد بها الوصية بهم لا إليهم ، بهذا أجاب ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ( راجع صحيح البخارة ) وبدائع الفوائد لابن القيم

يتبع ان شاء الله

حسن قاسم · **مرسل:** الجمعة يونيو 04, 2021 2:57 pm

أئمة الأسماعيلية

وأئمة الاسماعيلية يوافقون الامامية فى الصادق ومن قبله ويخالفونهم فى الكاظم ومن بعده ويقولون بامة اسماعيل بن جعفر الذى إليه ينسبون وان الامامة انتقلت منه الى محمد المكتوم ويلقبونه أيضا بالمعصوم وهو عندهم أول الأئمة المستورين لأن الامام عندهم قد لا يكون له شوكة فيستتر وتكون دعاته ظاهرين إقامة للحجة على الخلق ، وإن كان له شوكة ظهر وأظهر دعوته ، ولا عتقادهم بقاء الامامة فى العلويين سموا الأئمة المستورين أو المكتومين لعدم ظهورهم بعد اسماعيل وهم على ما يقولون ثلاثة محمد المكتوم ثم ابنه جعفر المصدق ثم محمد الحبيب وبعده ظهر عبيد الله المهدى الذى أظهر دعوته أبو عبد الله الشيعى

اسماعيل بن جعفر الصادق

واسماعيل هذا الذى يدعون امامته كان منجلة بنى هاشم وله مزايا حسنة توفى سنة 138هـ . فى حياة أبيه وأظهر أبوه أمر وفته ودفنه بالبقيع وأمه فاطمة بنت الحسن المثنى وهى أم شقيقه عبد الله ( ولايسماعيل ) هذا فروع بمصر كثيرة من أحفاده وأحفاد أحفاده ( منهم ) السيدة فاطمة صاحبة المشهد المشهور بسكة درب سعادة قبلى جامع آق سنقر(راجع القسم الثانى من تاريخ الحسين للكاتب)

[b]يتبع[/b]

حسن قاسم · **مرسل:** الاثنين يونيو 07, 2021 12:34 pm

فقه الطائفة الأسماعيلية

ترجع هذه الطائفة فى أصول الدين إلى الاعتزال وفى الفروع إلى خليط من المذاهب وأهم الأصول التى خالف فيها بعض غلاتهم مذاهب أهل السنة هى القول بالامامة لعلى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمذاهبهم دائرة بين اعتزال وتشيع باعتدال

وكان الفاطميون يتقاضون على هذا المذهب ويعملون عليه لكنهم مع هذا كانوا لا يقيدون به أحدا ثبت ذلك عن بعض خلفائهم

ولما دخل جوهر القائد بعساكر المعز إلى مصر وبنى القاهرة أظهر هذا لمذهب واذن فى جميع المساجد الجامعة وغيرها بىذان آل البيت ( حى على خير العمل ) وتغالى فأعلن بتفضيل على بن أبى طالب وجهر بامامته وأمر أن يعمل بمذهب الطائفة فىالقضاء والفتيا فعمل به فيهما وأنكر ما خالفه (وقد كان ) التشيع بمصر معروفا قبل ذلك ( فلما ) استقر قدم بنى عبيد بمصر فشا انتشاره بها وفى صفر سنة 365هـ تصدر قاضى مصر ( أبو الحسن على بن محمد بن النعمان بن حيون القيروانى ) بالجامع الأزهر لتدريس فقه آل البيت فأملى مختصر أبيه فى الفقه عنهم ، ويعرف هذا المختصر ( بالاقتصار فى فقه السادة الأطهار ) وابن النعمان هذا هو اول شيوخ الأزهر لعهده الأول ( ولما ) تولى يعقوب بن كلس الوزارة للعزيز ألف كتابا فى الفقه يتضمن ما سمعه من المعز وكان يجلس لاقرائه هو وبعض مصنفاته تارة بالأزهر والجامع العتيق وتارة بداره ( وحذا ) هذو هذين أئمة فقهاء الاسماعيلية كالقاضى محمد بن النعمان وغيره ( وفى ) أيام المعز كان القضاء والفتيا على هذا المذهب فلما تولى يعقوب المذكور سعى فى أعادة القضاء على مذهب الشافعى ومالك فعين اثنان منهما فصار القضاة أربعة امامى واسماعيلى ومالكى وشافعى ، وبذلك تمكن الناس من اظهار شعائرهم ، فمن هذا العهد كانت تراعى هذه الشعائر لغاية أنهم كانوا يمكنون من سألهم الحكم على أيهما شاء وتعاقب على هذا المركز عدة من جلة العلماء يأتى معنا ذكر البعض منهم

وفى ايام طلائع بن رزيك وزير العاضد فشا مذهب الامامية كثيرا وما لبث أن زال بموت طلائع .

يتبع إن شاء الله تعالى

حسن قاسم · **مرسل:** الأربعاء يونيو 09, 2021 9:05 pm

انقراض دولة الفاطميين

فلما انقضى عصر الفاطميين وزالت ددولتهم تماما وآلت غلى صلاح الدين ، فبعد تثبيت دعائم ملكه أخذ فى إحياء ما أماته غلاة المذهب الشيعى ، فبذل جهوده فى بث روح مذاهب اهل السنة وأصدر أوامره باشادة المعاهد والمدارس لدراسة أصول الفقه على مذاهبهم فعادت الأمور إلى مجراها بعد أن كادت تموت خلال استيلاء ضعفة خلفاء بنى عبيد على مصر فى أيامهم الأخيرة .

يتبع ان شاء الله

حسن قاسم · **مرسل:** السبت يونيو 12, 2021 5:02 pm

أمير المؤمنين المعز لدين الله الفاطمى .

ولد المعز لدين الله أبى تميم معد فىالمهدية من أعمال افريقية فى الحادى عشر من شهر رمضان سنة 319هـ وتوفى فى السابع عشر من شهر ربيع الثانى سنة 365هـ ( 20 ديسمير سنة 975م ) وله من العمر 45 سنة وستة أشهر تقريبا ومدة حكمه 23 سنة و5 اشهر و10 أيام قضى منها فى الديار المصرية سنتين وتسعة أشهر ( وهو ) الرابع من خلفاء الفاطميين وأولهم بمصر . ودفن المعز بمقبره الزعفران وكانت قطعة من القصر الكبير ( الشرقى ) ومحلها اليون سوق خان الخليلى وسكة البادستان وما تقارب منهما وقد بقيت هذه المقبرة إلى عصر الظاهر برقوق فخرب ما بقى من آثارها جهاركس الخليى وبنى بها سوقه المشهور باسمه إلى الآن .

خطب له على منابر المغرب كله من أقصاه غلى أدناه وفى مصر والشام والحرمين واليمن وبعض العراق وتملك جزرا كثيرة ( وكان ) عالما فاضلا حسن السيرة منصفا للرعية إماما فى العلوم النقلية والعقلية إذا أخلص لأحد من الأئمة بالغ فى غسداء نعمته عليه

( دخل ) القاهرة يوم الثلاثاء 7 رمضان سنة 362هـ بين عشائره وجنوده لأربع سنوات مضت من الفتح فلما بلغ القصر الذى أعده له قائده جوهر دخله معلنا بالكبير والتهليل وخر ساجد لله سبحانه وتعالى وصلى ركعتين وفعل ذلك كل من دخل معه فلما استقر به المقام دعا علماء مصر واشرافها وأقام لهم مأدبة عظيمة حضرها كثير من الخاصة وذوى الفضل ثم قام فيهم خطيبا فحمد الله سبحانه وتعالى وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ( وبلغنا ) من قوله فى هذه الخطبة أنه قال – يعلم الله أنى ما رغبت فى مسيرى هذا ازدياد مال أو اتساع ملك أو طمعا فى جاه . إنما أرادت نصرة المسلمين وإقامة شعائر الدين والحرص على مظاهره – الخ

وما برح فى كل يوم يدعو أهل مصر عموما من أصحاب الثروة والأعيان والتجار وأصحاب الحرف والمصانع ويغدق على المستحقين من أمواله حتى مالت إليه القلوب وعظمت سطوته وبلغ من حرصه على مصالح الرعية أنه كان يجرى على نفسهما يجرى عليهم من المسرات والأحزان والمتاعب ونحو ذلك فكان يشارك كل طبقة فيما نزل بها ( ولقد ) استدعى فى يوم شات بعض شيوخ المدينة وجماعة من انصار دولته فدخلوا عليه القصر فوجدوه فى مجلس غير مجلسه وعليه كساء وجبة فتعجب القوم من تلك الهيبة التى هو عليها فقال لهم يا إخوانى اتظنون أنى فى مثل هذا اليوم وقد رأيت ما وصلت إليه حالتكم آكل وأشرب واتقلب فى المثل والديباج والحرير وأتطيب بالمسك والند كما يفعل أرباب الدنيا – وقد احضرتكم لتشاهدوا حالى إذا خلوت دونكم وأحتجبت عنكم أنى لا أفضلكم فى أحوالكم الا بما لا بدلى منه وبما خصنى الله به سبحانه من إمامتكم وإنى والله لا أشتغل بشىء من امور الدنيا إلا بما يصون ارواحكم فاياكم يا أخوانى الوتكبر والتجبر لئلا ينزع الله سبحانه وتعالى النعمة عنكم . الخ مقاله .

وقد كان رحمه الله على قدم كبير فى الوثوق بالله سبحانه وتعظيم آل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم ، وما مساعدته لبنى عمه أمراء مكة آل الحسن فى الحروب التى قامت بينهم وبين آل جعفر وإنقاذه المال والوفود والتدخل فى أمر الصلح لحسن مواد النزاع التىكانت بينهم . إلا دليلا شاهدا على حسن سياسته وقوة إيمانه وإخلاصه وتفانيه فى محبة جده صلى الله عليه وسلم وعترته ومحبة المسلمين : إن هذا الشعود الشريف لينبىء عن كل مكرمة بل مكرمات كويت بين صفحات هذا الفاتح العظيم أحد أعلام المسلمين رحمه الله وأجزل أجره

ولقد كان المعز حريصا جد الحرص على رفع شأن الازهر فلقد كانت مبادىء عنايته به مبادىء قويمة حتى أن كل ما صار إليه الازهر فى عهد العزيز من الصلاح والتجديد مما كانت تسمو نفسه إليه ، ولهذا الاسباب رفع مستوى الازهر فوق سائر الجامعات العالمية ، وما ذلك العصر الذى أسس فيه الازهر بأزهى من هذا العصر الحاضر فلقد دلت الشواهد التاريخية على أن الازهر فى عصره الحاضر تعدى المرحلة الثانية من مراحل حياته وما ذلك إلا بفضل وعناية القائمين بتحسينه من كل وجوهه وعلى رأسهم حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد حفظه الله .

يتبع

حسن قاسم · **مرسل:** الثلاثاء يونيو 15, 2021 2:13 pm

نشأة الفساط قاعدة الاسلام الأولى

آثار الحركة العلمية

نشأت الحركة العلمية فى الفساط قاعدة الاسلام الاولى فى البلاد المصرية نشأة أولدت حركة وبركة فى رجال التعليم والاصلاح إذ بسببها تكونت مظاهر سامية سمت النفوس الى استكثار موادها واتساع نطاقها

فكانت الجامعة العمرية وفورعها الملحقة بها أسطع منار فى المشرق لبث حضارة العلم وروح التفكير

وما كانت نشأة المسد الجامع الاعلى تلك القاعدة البسيطةالتى اتبعته فى صدر الاسلام ( وقد ) كتب المؤرخون بافاضة عن وصف هذا الجامع قديما وحديثا وعرض لنا بعض رجالة العرب الذين جابوا الديار المصرى صورا من حالته العلمية ( وباعتبار ) ما طرأ على مصر والقاهرة من التقلبات والتطورات السياسية تتطور الحركة العلمية فيهما الى سبعة أطوار ( فالاول ) منها يبتدأ من سنة 21هـ ز 640م وهى السنة التى أسست فيها الجامعة الاسلامية الاولى وينتهى بانقراض الدولة الاخشيدية ( الثانى ) مبدؤه من نشأة الدولة الفاطمية الى انقضاءها ( الثالث 9 من دولة الاكراد الايوبين ( الرابع ) من دولة المماليك الاولى البحرية ( الخامس ) من دولة الممايك الثانية الجراكسة ( السادس ) من الفتح العثمانى ( السابع ) من الدولة العلوية ( ولكل ) من هذه الأطوار نواحى حافلة بمواقف العظمة والبهاء والمجد فى تكوين استظهار النهضة العلمية التالدة – فهى مستقى خصبا حظيبت منها مصر والقاهرة بمجموعة حافلة من الآثار والسير حازت شهرة وأهيمة عظيمتين بين الامصار الاسلامية ( وستعالج ) عرض هذه الاطوار بصور واضحة جلية وبنوع من الافاضة لاحياء تلك الذكريات الماضية التى نال العالم الاسلامى بأسسره منها نصيبه الوافر

يتبع إن شاء الله تعالى

حسن قاسم · **مرسل:** الأحد يونيو 20, 2021 10:00 pm

نشأة الفسطاط قاعدة الاسلام الأولى

جامع عمرو

جامع عمرو هو الجامعة الاسلامية الاولى ( فهو ) باتفاق : اقدم الجامعات الاسلامية فى العالم بأسره ( وقد سماه الكندى مسجد الراية وله فيه مؤلف خاص سماه ( أخبار مسجد أهل الراية الاعظم ) وهو من جملة الآثار التى وصلت الينا من تآليف الكندى ( شيخ المؤرخين فى القرن الرابع الهجرى توفى سنة 357 هـ وقبره معروف الى هذا التاريخ ) ويقتبس من مؤلفه هذا . المؤرخ تقى الدين المقريزى فى مواضع كثيرة فى ترجمته لهذا الجامع راجع الخطط ( وقد 9 استفدنا من الكندى تسمية هذا الجامع بذلك الاسم لأنه أنشأ فى وسط خطط أهل الراية وهم جماعة من قبائل العرب التى شهدت الفتح وكانت ممن اختط حوله ( وكان ) بموضعه حدائق وأعناب وكان النيل قديما يجرى بقربه ثم انحسر عنه غربا ( والمنطقة ) التى بنى عليها كانت ملكا لقبسة بن كلثوم التجيبى أحد بطون بنى سوم وفيها كانت خطته وداره ( فلما تشاور المسلمون على أمر بناء المسجد الجامع وقع اختيارهم على دار قيبسة المذكور ففاوضوه فى ذلك فتنازل عنها واخنط مع قومه . فبنى المسجد فى سنة 21 من الهجرة ووقف على إقامة قبلته ثمانون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم الزبير بين العوام والمقداد بن الاسود وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء وفضالة بن عبيد وعقبة بن عامر فى آخرين .

يتبع ان شاء الله

حسن قاسم · **مرسل:** الأربعاء يونيو 23, 2021 4:46 pm

صفة المسجد قديما

وينقل الكندى عن بعض من أدرك مسجد عمرو بن العاص أن طوله كان 50 ذراعا فى عرض 30 والطريق يطيف به من جهة وله بابان فى بحرية وبابان فى غربيه وكان الخارج منه الى زقاق القناديل يجد ركنه الشرقى محاذيا لركن درا عمرو الغربى وذلك قبل أن تؤخذ الدار المذكورة فاذا كان الصيف جلس الناس بفنائه من كل ناحية وبينه وبين دار عمرو سبعة أذرع ( وأول ) من زاد فيه مسلمة بن مخلد الانصارى أمير مصر من قبل معاوية وكان ذلك سنة 53هـ . ثم حدث فيه بعد ذلك منشآت عديدة بسبب ماطرأ عليه من التغير والتدمير وأهم تلك الحوادث حريق الفسطاط الذى وقع فى سنة 564 فقد غير كثيرا من معالمه الاولى فأعيد تجديده بعد ذلك مرارا والبناء الباقى الى اليوم هو من إنشاء الأمير مراد بك محمد المدفون بمقام العارف بسوهاج وتاريخه سنة 1211هـ وهو تاريخ الابتداء فى العمارة ثم أدخل عليه بعد ذلك ترميمات وغصلاحات لم تغير من حدوده شيئا والآن بالجهة الشرقية منه خمسة صفوف من العمد مسقوفة هى التى يصلى فيها آخر جمعة من شهر رمضان جريا على العادة القديمة ومساحته تقدر بنحو 350 قدما مربعا وهو عامر بالصلوات تقام الشعائر فى موضع منه ( وشرقى المسجد ) حيث دار عمرو قر ابنه عبد الله بن عمرو توفى سنة 65هـ بمصر ودفن بداره الملاصقة لدرا والده وعلى هذا اتفق السواد الاعظم من المؤرخين .

وعلى مسير بضع دقائق من الجامع – زوية الشيخ محمد بن عطاء الله السكندرى المالكى أحد العلماء البارزين يلقب بالنخال لحكاية مذكور ذكرها أبو الفضب بن وفا فى تاليف له خاص بمناقبه ووفاته أوائل القرن التاسع الهجرى وهو شقيق إمام الطائفة الشاذلية التاج أحمد بن عطاء الله صاحب الحكم دفين سفح المقطم وقبر المذكور بزاويته مقصود بالزيارة والعامة تقول النخاب بالباء كما عوائدهم فى التحريف 0 وأما ) قبر منشىء هذا الجامع المنسوب اليه وهو عمرو بن العاص فنذكر ما وصل اليه تحقيقنا فى معرفة قبره بما لا يكاد يوجد فيه خلاف

يتبع

حسن قاسم · **مرسل:** الاثنين يونيو 28, 2021 1:35 pm

قبر عمرو بن العاص

( ويقول ) بعض معاصرينا ، للمؤرخين اختلافات كثيرة فى معرفة قبر عمرو ( فعلى ) هذا الزعم اذا نحن دققنا النظر فيما يسمونه بالاختلاف نجد أن الفريق الذى اختلف فى قبر عرمو تساوت آراؤه مع الفريق الذى عين موضع قبره ونصف عليه – ذلك لأن الفريق الأول يذكر أن عمرا دفن بسفح المقطم من ناحية طريق الحج (1) ويقتصر على ذلك دون تنصيص لنفس البقعة وآخر يذكر أنه دفن شرقى الشافعى وغربى الخندق ولم ينص كذلك ( فبمطابقة ) هذه الروايت على ماروى عن حرملة التجيبى صاحب الشافعى وعن الشافعى نفسه وعن ابن أبى طلحة صاحب كتاب مهذب الطالبين وعن
----------------------------------------------------------------
(1) ما ورد فى النسخ بلفظ الفج خطأ ظاهره تحريف عن الحج
----------------------------------------------------------------
إمام الشافعية وقاضيهم فى عصر الدولة الفاطمية الشهاب القضاعى صاحب الخطط وعن موفق الدين ابن عثمان المكى صاحب مرشد الزوار – أن القبر الذى فيه عقبة بن عامر الجهنى – فيه عمرو بن العاص أميير مصر وفاتحها وأن فى هذه البقعة قبر أبى بصرة الغافرى وعبد الله بن جزء الزبيدى وعبد الله بن حذافة السهمى – أمكننا أن نعرف قبر عمرو دون شك ولا ارتياب إذ المناطق التى مر ذكرها لا تخرج عن منطقة الفتح فشرقى الشافعى وغربى الخندق جزء منها وناحية طريق الحج هى عين منطقة الفتح – ويقول ابن الزيات فى الكواكب السيارة ناقلا عن المؤرخ ابن الجباس أنه ( أى قبر عمرو ) على طريق الحد وكان طريق الحج من الفتح .

فهذه الشواهد تنص نصا قطعيا على أن هذه الجهة التى هى جهة الفتح ضم منها رفات هذا الفاتح العظيم – ولم لا يكون هذا المموضع هو تلك البقعة القائم عليها هذا المسجد ( وقد ) روى ذلك عن عجول ثقات وفيهم محمد بن غدريس الشافعى الذى وقف على قبره وقبور من معه وزار الجميع وكان وقتئذ لا مسجد هناك ولا بناء ولا قبة بل كانت القبور متفرقة .

( وثم ) شواهد اخرى نقتبس منها ، شاهد رغبة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فى دفن أموات المسلمين بهذه المنطقة وكتابته لعمرو ويامره بذلك والقصة مشهورة فعمرو أولى بأن يدفن فيها وقد ورد عنه أنه قبيل وفاته أوصى لولده وصحبه بوصايا فيكون دفنه بهذه البقعة نوع من تلك الوصايا – وترجمه المقريزى لمسجد عقبة بن عامر باسم مسجد الفتح وذكره سبب تسمية هذه المنطقة بالفتح شاهد عدل أيضا .

ونقلنا عن اليافعى مؤرخ التاريخ الكبير الموسوم بمرآة الزمان فى رسالتنا الخاصة بتاريخ هذا المسجد ومن أقبر فيه من الصحابة من ان أبا العباس احمد الحرار التجيبى صاحب أبى جعفر الاندلسى أوصى قبيل وفاته أن يدفن جهه الفتح وعهد بهذه الوصية الى ابنه فلما مات دفن بموضع منها ( قال ) اليافعى ولما دخلت مصر وقفت على قبره خلف مسجد عقبة بن عامر (وقبر) أبى العباس هذا كان إلى أواسط القرن الثانى عشر الهجرى عليه بناء زاره الشيخ جوهر السكرى وذكره فى مزاراته ونص عليه باجتهاده على تلك الخطة التى اتبعها فى سيره وعليها سلكنا فاهتدينا الى القبر المذكور وهو باق إلى هذا التاريخ متخرب بعض التخريب موقعه تماما فى الجهة الغربية لمسجد سيدى عقبة .

( ويخيل ) إلى أنه بعد تلك التحقيقات لا يمكنا أن نختلف فى قبر عمرو ( وقد دعانا ) البحث الى الكتابة بأفاضة عن هذه الناحية توقف بعض معاصرينا عن معرفة قبره وهى الاشادة بذكره إذ هو رب هذه النهضة العلمية التى بذرت بذورها فى جامعته الاسلامية .

بعده

حسن قاسم · **مرسل:** الجمعة يوليو 02, 2021 3:11 pm

منشأ الحركة العلمية فى جامع عمرو :

قامت الحركة العلمية فى جامع عمرو على تلك الطريقة المتواضعة التى اتبعت فى صدر الأسلام . ثم مازالت تنو وتتسع حتى نمت نموا عظيما وقد ازدهرت ربوع العلم فيه ازدهارا بلغ الذروة العليا

فكانت حلق التدريس تمودج فيه كموج البحر بلغت حوالى المائة الثالثة والرابعة إلى مائة حلقة أو أكثر فى مختلف الفنون .

وهكذا اتيح لهذه الجامعة أن تكون هى الحجر اول فى صرح هذه النهضة رغم ما اصاب الفسطاط من المحن وما أصابها هى من مزاحمة المعاهد والكليات والمدارس التى انتشرت فيما بعد وكثرت . وما زالت كذلك إلى عهد كاد أن يكون قريبا ثم انقطع ذلك لا تجاه العالم الاسلامى بأسره للجامعة الأزهرية لأيالة الحركة العلمية غيها . وهذا ما جرى على الجامعات الأخرى كجامعة ابن طولون التى شاركت الجامعة العمرية فى إيصال هذا التراث الاسلامى العظيم وقد نبغ فى كلتا الجامعتين من العلماء والمحدثين والفقهاء وغيرهم طبقات عديدة .

بناء جامع أحمد بن طيلون

وتعد جامعة ابن طيلون الثانية فى الجامعات الاسلامية المصرية والمسجد الثالث فىترتيب المساجد التى أقيمت فيها صلاة الجمعة فى مصر بعد الفتح

وابتدأ فىبنائه فى سنة 263 هت وانتهى منه فى سنة 365 هـ

وبنى على جبل يشكر الذى يقال عنه أن بعض التابعين صلى عليه قديما ويقال فى ذلك ولذا وسم بميسم التقديس والبركة وهو أقدم مساجد مصر القائمة غلى اليوم بلا نزاع بل أقدم آثارها بعد مقياس النيل بالروضة وهو قائم على الجبل المذكور لمنطقة قلعة الكبش فى الجهة الجنوبية من القاهرة بينها وبين الفسطاط وكانت هذه المنطقة قديما أى قبل بناء هذا المسجد الجامع مدينة ذات محلات وأسواق ودور ومساجد عظيمة وفيها بنى أبو عون واصحابه دار الامارة ومسجد عوف وجامع العسكر ولبثت كذلك منذ قيامها حتى ولاية أحمد بن طيلون فلما قدم من العراق إلى مصر أميرا عليها سنة 254هـ نزل دار الأمارة بالعسكر وكان لها باب إلى الجامع فرآه غير حصين والمدينة ضيقة لا تسع حاشيته لكثرة أتباعه فتجول واتخذ مكانا منعزلا فسيح الا رجاء حيث يوجد الآن ميدان صلاح الدين بالرميلة وكانت هذه المنطقة فضاء لا عمارة فيها إلا موضع منها ما يعرف بقبة الهواء وكانت تتصل بمناطق كثيرة فأنشأ ابن طيلون فى هذه المنطقة قاعدته الجديدة وضعت خططها فى شعبان سنة 256 هـ أغسطس سنة 870م وبنى مسجده غلى جانب دار الامارة وكان بينه وبين المدينةالجديدة ميدان شاسع فاختلط أصحابه وأتباعه حول هذا الميدان واقطعت كل طبقة منطقة خاصة فأطلق عليها القطائع وبذا سميت المدينة وتلاشى اسم العسكر شيئا فشيئا إلى القرن الثامن الهجرى وأوائل التاسع فلم يبق لها ذكر بل كان اسم القطائع هو المعروف وقد تلاشى هذا الاسم أيضا فلم يعد يذكر بعد اليوم .

بعده

حسن قاسم · **مرسل:** الثلاثاء يوليو 06, 2021 1:25 pm

مدينة العسكر

والعسكر هذا تعريف أطلق على مدينة نزلها عسكر أبى عون فسميت بهم ، وكانت مدينة حصينة ذات مناعة وفخامة تمتد على شاطىء النيل ، والنيل وقتئذ كان اقرب إلى الشرق من موضعه الحالى لأنه كان يجرى بجانب المرتفع المشيد عليه جامع عمرو ثم ابتعد عنه على توالى الزمن نحو 500 متر . وحد هذه المدينة جنوبا كوم الجارح حيث تمتد الآن قناطر المجرى ( العيون ) وشمالا شارع مراسينا إلى ميدان السيدة زينب حيث فناطر السباع وغربا بين شارعى السد والديورة وشرقا خط تصورى يمتد من مصطبة فرعون بجوار مسجد الجاولى بشارع مراسينا إلى باب المشهد النفيسى المعروف قديما بباب المجدم وإلى جانب هذه المدينة بنى ابن طولون جامعه المذكور .

ولما انتهت عمارته نقل القراء والفقهاء إليه ورتب فيه دروسا للحنفية والشافعية وأملى فيه الربيع بن سليمان حديث ( من بنى لله مسجدا)

وما برح هذا المسجد مدرسة علمية وجامعة زاهرة حتى انصرفت عنه الأنظار فجعل مأوى للغرباء ( تكية ) تنزل فيه أيام الحج ، ثم تجدد بعد ذلك وأعيدت فيه الدروس وكل مشاريعه الاولى فى عصر لاجين المنصورى ثم حذا حذو لاجين هذا فى اصلاح ما تقادم من المسجد من جاء بعده من ملوك مصر وأمرائها ، ثم تداولت عليه الأيام تارة بالاصلاح وطورا بالتدمير والتخريب حتى كاد أن يمحى ذلك الأثر الخالد وعطلت فيه جميع الشعائر والمظاهر التى كان مزدهرا بها إلى أن توجهت إرادة مولانا الملك فؤاد الاول حفظه الله لأعادة إقامتها فى هذا الجامع التاريخى فصلى فيه صلاة الجمعة فى 22رجب سنة 1336هـ موافق 3 مايو سنة 1918 وبهذه المناسبة أجريت فيه اعمال التصحيح والترميم وتزعت ملكية المبانى المحيطة بجوانبه الأربع ليكون خالى الجهات قائما فى وسط ميدان متسع وقد أزيلت فعلا من الجهة الشرقية واستبدلت بها الآن حديقة ولا يزال العمل جاريا لاحياء ذكريات هذا الاثر القيم بغشراف لجنة حفظ الآثار العربية

ويعد هذا الجامع من بدائع الصناعة الشرقية ونفائس التحف الثمينة القديمة التى تعتبر أنموذجا للمجهودات الشرقية والفن العربى القديم وتقدر مساحته بنحو 2632506 مترا مربعا وعدد أبوابه 40 بابا متفرقة وبه من العمد الآجرية 674 عمودا وله منارتين ، الكبرى وسلمها من الظاهر وهى من أغرب المنابر التى بنيت فى العالم الاسلامى وقد تعد الاولى من هذا الطراز ويتوصل من سلمها إلى سطح الجامع ويصل الصاعد إلى صومعة المؤذن بعد أن يرتقى 172 مرقاة وعدد مراقى الصومعة العليا 16 مرقاة وارتفاع قمتها عن أرض الجامع 3900 مترا .

والمنارة الثانية بالزاوية البحرية الشرقية ، أنشأها القاضى كريم الدين فى الأيام الناصرية ، وكان قد أنشأ منارة أخرة فى الزاوية الشرقية القبلية المقابلة لها فسقطت فى القرن الثالث عشر الهجرى ويوجد على يسار المنارة الأولى مصلى يتصل بها تربة الشيخ شرف الدين المدينى أحد مدرسى هذا المسجد فى القرن العاشر الهجرى وهو ألان عامر تقام به الشعائر الاسلامية .
وهذه نماذج من صحائف هذه النهضة العلمية التى نشأت نشأتها المتواضعة فى قاعدة الأسلام الأولى ( فساط مصر ) قدمناها للوصول إلى غايتنا المنشودة فى سلسة أطوار متصلة تشرح ماضى مصر التالد وتراثها الخالد

ثم قامت القاهرة قاعدة الاسلام الثانية فكان قيامها فاتحة عصر جديد فى بث حضارة العلم والتفكير فى ربوع الشرق بأسره ، الأمر الذى جعل مصر اغنى بلاد الاسلام بتلك الثروة العلمية وذلك التاريخ الخافل .

بعده

حسن قاسم · **مرسل:** السبت يوليو 10, 2021 9:04 pm

القاهرة المعزية

قاهرة المعز لدين الله الفاطمى او قاعدة الاسلام الجديدة

( أنشئت ) القاهرة عقب فتح جيوش المعز منشىء الدولة الفاطمية بمص بقيادة مولاه جوهر بن عبد الله الكاتب الصقلى بعد انقضاء دولة بنى الاخشيد المتغلبين على مصر ( واتفق ) معظم المؤرخين على أن دخول الفاطميين كان فى يوم الثلاثاء 17 شعبان سنة 358هـ ( 7 يوليه سنة969م ) وفى نفس الليلة التى تم الدخول فيها وضعت خطط القاهرة وحفر أساس القصر المعزى والجامع الأزهر واختطت القبائل حوله وسميت بالقاهرة تفاؤلا وتيمنا بالنصر وأقيم حول خططها سور جديد ( وكانت ) هذه الخطط عبارة عن حارات لسكنى القبائل ويصف المؤرخون شكل القاهرة فى ايام القائد جوهر بأنه كان مربعا تقريبا ضلعه الف ومائتا متر ومساحة الارض المحصورة فيه 340 فدانا منها نحو 70 فدانا بنى فيها القصر الكبير و35 فدانا للبستان الكافورى ومثلها للميادين والباقى وهو 200 فدان توزع على الفرق العسكرية فى نحو عشرين حارة بجانبى قصبة القاهرة وكان سور المدينة الغربى بعيدا عن الخليج بنحو ثلاثين مترا وفى سنة 486 هـ فى زمن وزارة أمير الجيوش بدر الجمالى هدم هذا السور وبنيت أبواب القاهرة وجعل عرض السور الجديد عشرة أذرع وبلغت مساحة البلد 400 فدان وفى سنة 566 هـ فى زمن صلاح الدين الأيوبى شرع فى عمل سور واحد يحيط بالقاهرة ومصر فبنى منه ما طوله 29302 ذراع هاشمى عبارة عن 22000 متر وبقى الأمر على ذلك إلى سنة 1213هـ فلما ولج الفرنساويون أرض مصر قاسوا سور المدينة فوجدوه 24000 متر وبه إحدى وسبعون بابا منها ما هو داخل البلد فى السور القديم ومنها ما هو فى السور المحيط وبها ولم تتغير مساحة الاهرة ف القرن التاسع من الهجرة وتغير شكل المدينة قليلا ، وحدها اليوم من الشمال بابى الصر والفتح ، ومن الجنوب باب البرقية والباب المحروق ، ومن الغرب باب سعادة إلى شاطىء النيل ، فعلى ذلك يكون موضع القاهرة القديمة على ما كانت عليه فى عهدها الأول يشمل الآن منطقة حى الأزهر والأحياء المتقاربة منها إلى الوراقين ( السكة الجديدة ) والشرابشبين ( الغورية ) والشوايين والعقادين والمناخليين ( المناخلية ) وحارتى الروم والديلم ( خشقدم ) وما اتصل بهذه الأخطاط من الحارات والعطف والدروب والأزقة من كل جهات بالقاهرة الأربع وما كان خارجا عن هذه الأحياء فيعد من ظاهر القاهرة وكان هذا فى الاصطلاح القديم فلما اتصلت خطط القاهرة بما ظهر عنها صارت شيئا واحدا .

بعده

حسن قاسم · **مرسل:** الخميس يوليو 15, 2021 5:10 pm

أبواب القاهرة

وللقاهرة عشرة ابواب ( باب زويلة ) وهو فى القسم الجنوبى منها وكان مكانه فى بادىء الأمر شمال هذا الباب الحالى ملاصق لمسجد البناء المعروف بزايو العقادين تجاه درب القضاة ومن هذا الباب دخل المعز قاعدة ملكه الجديدة بين عشائره وجنوده وسمى بهذا الاسم نسبة لقبيلة من قبائل الحاشية المعزية

وظل هذا الباب قائما إلى زمن المستنصر فرأى بدر الجمالى الوزير تصدعا فى جدرانه فأمر بتجديده واقتضى رأيه أن يكون فى موضعه الحالى وكذلك فعل فى بقية أبواب القاهرة وغلى جانب هذا الباب بنى شيخ المحودى جامعه المشهور وجدد بعض مواضع منه ، وعرف بباب المتولى نسبة إلى سجن متولى القاهرة الذى كان يعرف قديما بخزانة شمائل وعلى أنقاضه بنى المؤيد جامعه القائم إلىاليوم وهذه هى التسمية الصحيحة لا كما يشاع بين العامة

( وبابا النصر والفتوح ) وكلاهما كان دون موضعه الآن ، فالأول كان فى نهاية جامع الحاكم تجاه المدرسة القاصدية فى مقابلة حارة العطوفية ( والثانى ) كان على رأس حارة بهاء الدين ( شارع بين السيارج )

( وباب العشرية ) وينسب إلى طائفة من البربر يقال هلم بنو الشعرية وكان دون باب القنطرة الذى عرف أخيرا بباب القوس . وقد اكتشفت جدران الخير من عهد قريب

( وباب البرقية ) وينسب كذلك إلى فرقة من العسكر يقال لهم الأمراء البرقية ومنشأ تلقيبهم بذلك أنهم كانوا من برقة من أعمال طرابلس الغرب وكان موضع هذا الباب دون الباكية القائمة إلى اليوم بنهاية شارع الغريب (1) شرى القاهرة ملاصق لجامع البرقية المعروف بجامع الغريب الآن لأقامة الولى المعتقد الشيخ محمد الغريب بالتصغير فيه وهو مدفون تحت قبة خارج الباب المذكور تجاه منطقة القسام بالمقبرة المعروفة قديما بمقبرة القضاة وفيها دفن كثير من العلماء الأعلام كالشيخ سراج الدين البلقينى شيخ المحيا

-------------------------------------
(1) جدده قديما الأمير مغلطاى ثم أعاد تجديده الأمير عبد الرحمن كتخدا وهوالبناء الذى عليه الآن
--------------------------------------------------------

النبوى بالجامع الأزهر بعد شيخه الشيخ على نور الدين الشونى المدفون بمسجد الشعرانى ،والشيخ على الزيادى والشيخ الغزولى وغيرهم

( والباب المحروق والباب الجديد ) وكلاهما كان مشرع على الجبل شرقى القاهرة وقد بقى من آثار الأول أطلاف دراسة

( وباب سعادة وباب الفرج ) وكلاهما لا أثر له اليوم وينسب الأول إلى غلام المعز جوهر بن حيان الصقلى المدعو سعادة وإليه نسبت سكة درب سعادة وبموضع منها كان يقع هذا الباب وإلى سعادة المذكور ينسب أيضا القبر الكائن بالزاوية الجنوبين لدار محافظى مصر . فهذه أبواب القاهرة القائم منها إلى الآن والمندثر

بعده

حسن قاسم · **مرسل:** الأحد يوليو 25, 2021 5:21 pm

قصور الفاطميين

وأما قصور الفاطميين فأكبرها قصر الخلافة وهو القصر الشرقى الكبير ومكانه الآن منطقة المشهد الحسينى وخان الخليلى وسكة البادستان وخان جعفر ممتدا إلى الجنوب إلى أول شارع الصناقية وخوخة بنى عقيل وإلى الشمال إلى نهاية شارع السنانية والتمباكشية حيث جدار الجامع الأقمر القائم الآن تجاه سبيل السلحدار بشارع النحاسين . وكان هذا القصر يحاكى فى سعته ورونقه قصر الخلد الذى كان للرشيد ببغداد وعرض لنا مؤرخو مصر فى وصف هذا القصر ووصف إيوانه الكبير صورا فياضة يقضى منها العجب فسبحان من له الدوام والقاء وبلغت عدد أبوابه تسعة .

( 1 ) باب الذهب وكان موضعه بالمنطقة التى بنى عليها المدرسة البديرية بصدر حارة الصالحية وجامع الملك الصالح والمارستان المنصورى وبقايا المدرسة الظاهرية

( 2 ) باب البحر وموضعه الآن باب قصر بشتاك الناصرى ( منزل السيد محمد الدمرداش جد عبد الرحيم باشا الدمرداش سابقا ) وهذا الباب يسلك منه إلى مركز بوليس قسم الجمالية وميدان بيت القاضى القديم وف مقابلته المدرسة الكاملية الملاصقة للمدرسة البرقوقية ( جامع برقوق )

( 3 ) باب الريح كان موضعه بدرب قرمز حيث المدرسة السابقة القائمة إلى اليوم

( 4 ) باب العيد وكان من داخل قصر الشوق وموضعه الآن زواية تعرف بزواية سيدى موسى داخل درب يعرف بهذا الاسم وكان قديما يعرف بدرب السلامى وبدرب سيف الدولة .

( 5 ) باب الزمرد وموضعه الآن المدرسة الحجازية القائمة إلى اليوم بحارة القفاصين النافذة إلى جامع محمود محرم بك ورحبة العيد

( 6 ) باب الديلم وهو الباب الأخضر المسلوك منه إلى المشهد الحسينى رضى الله عنه صاحبه

( 7 ) باب تربة الزعفران وكان يسلك منه إلى مقبرة الفاطميين وقد بقيت هذه المقبرة بعد زوال دولتهم ردحا من الزمن فقضى عليها جهاركس الخليلى أمير آخور الظاهر برقوق فاغتصبها وبنى بها سوقه المشهور (1)

------------------------------------------------------------------------
(1) يوجد بهذا السوق من الاثار العربية أبوابه التى شيدها السلطان قانصوه بن سعيد الغورى فى أوائل القرن العاشر الهجرى
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
بعده

حسن قاسم · **مرسل:** الاثنين أغسطس 02, 2021 3:42 pm

بخان الخليلى وذلك بعد أن نقل رفات الفاطميين وألقاها على قارعة الطريق فوق كيمان البرقية هوانا بها . وقد امتحنه الله سبحانه وتعالى لهذه الأسباب فى آخر أيام حياته .

( 8 ) باب الزهومة وكان دون المدرسة السيوفية ( جامع المطهر ) باول شارع الخردجية وعلى بضعة أمتار منه بنى مسرور فندقه القائم إلى اليوم تجاه وكالة الفراخ

( 9 ) باب قصر الشوك وكان موضعه مكان دار طاهر ( مدرسة محمد على ) بشارع بيت المال ويكاد يكون هذا القصر هو أهم ما يذكر من قصور الفاطميين ( وما برحت ) مدينة القاهرة ذات حرمة وتقديس قل أن يوجد لها شبيه فى مدن العالم كما وصفها بذلك الناصر خسرو أحد رحالة الفرسن فى القرن الرابع الهجرى :

وكان أكبر شوارعها الشارع المار من رأس الحسينية إلى بوابة المشهد النفيسى ، وقدر طوله باربعمائة وستين مترا وكان فيه 1200 حانوت للتجارة وكانت دور القاهرة تتكون من خمس طبقات أوست فى عهدها الأول وهذا نهاية ما بلغ إليه الترف والمدنية فى ذلك الحين ، وكان الشارع الممتد من شمال القاهرة إلى جنوبها يسمى قصية القاهرة ( وبالجملة ) فقد ظلت القاهرة مدينة حصينة ذات منعة ويسار ، وما برحت تستقب عصورا جديدة من العظمة والبهاء حتى صارت على ما هى عليه الآن .

وتكاد تكون معالم وأحياء القاهرة معورفة لمن عرف خططها القديمة .

آثار الفاطميين بالقاهرة

وقد خلف الفاطميون آثار جليلة نذكر منها ما هو قائم إلى هذا التاريخ فمنها

( 1) الجامع الحاكمى بشارع باب الفتوح أسسه فى بادىء الأمر العزيز بالله سنة 380هـ (990م) وأتمه الحاكم بأمر الله

( 2 ) أبواب القاهرة وقد تقدم ذكرها

( 3 ) الجامع الأقمر بشارع النحاسين شيد فى خلافة الآمر بأحكام الله فى سنة 519 هـ( 1125 م )

( 4 ) جامع الصالح طلائع بن رزيك ، بأول شارع قصبة رضوان ، كمل بناؤه فى سنة 555هـ ( 1160 م ) فى خلافة الفائز وقد كان هذا الأثر على وشك الاندثار والمحو ، ولولا عناية لجنة الاثار العربية به أخيرا فقد جددته على ما كان عليه فى عهده بأتم وصف

( 5 ) بقايا جامع الاولياء بأخريات القرافة ، قبلى عين الصيرة ،وهو جامع قديم ينسب إلى بنى عبيد الله بن مانع وجددته السيدة تغريد أم العزيز بالله فى سنة 366هـ ( 976 م ) وأعاد تجديده طلائع بن رزيك

( 6 ) جامع الجيوشى باعلى جبل المقطم شرقى قلعة القاهرة ينسب إلى أمير الجيوس بدر الجمالى وزير المستنصر يقال أنه بناه على أنقاض مسجد التنور وقيل بل هو مسجد الرص المذكور فى خطط المقريزى ص 321 – الذى شيده الأقضل هنشاه بن بدر المذكور بعد جامع الفيلة فى أواخر سنة 478 هـ ( 1085 م ) ورجع بعض علماء الاثر ذلك لشواهد تاريخية

( 7 ) مشهد الأسباط بحرى مسجد سيدى عمر بن الفارض قيل أنه هو مسجد التنور المتقدم الذكر وقد أعاد بناءه أحمد بن طولون لما أخبر بفضل الموضع – راجع الخطط ص 336 س 4 نسبة هذا المشهد إلى أولاد يعقوب عليه السلام فيها خلاف كثير بين المؤرخين والأصح أنه مشهد رؤيا كما ذكره شمس الدين بن الزيات فى كواكبه وغيره

( 8 ) مشهد السيدة رقية بنت زيد الابلج ، بشارع الخليفة ، أسسه تميم المكنى بأبى تراب الحافظى ( أحد حاشية الحافظ لدين الله الفاطمى ) فى سنة 527 هـ ( 1132 م ) ويتبع هذا المشهد من آثار الفاطميين مشهد السيد يحيى الشبيه ومن معه من الشراف بقرافة الشافعى وينسب تجديده إلى الظاهر الفاطمى ، ومشهد السيد معاذ الحسنى بنهاية شارع الدراسة .
ويوجد من آثار الفاطميين التى تغيرت رسومها ولم تعد تنسب اليهم بعض مساجد ، منها جامع الظاهر أوالجامع الأفخر بشارع العقادين بالقاهرة أسس فى خلافة الظافر سنة 543هـ ( 1148 م ) وجدده أخيرا أحمد بك الخربوطلى راجع تاريخ الجبرتى – وهو التجديد الباقى إلى اليوم (وجامع ) المقس المعروف إلى الآن بجامع أولاد عنان بشارع كامل بالازبكية وهو من إنشاء الحاكم بأمر الله وعرف بجامع أولاد عنان لأقامة الولى المشهور سيدى محمد بن عنان شيخ الشعرانى به ، وقد دفن به هو وجماعة من ابنائه .

وجامع العطارين بالاسكندرية وهو أيضا من آثار الفاطميين اسما لا رسما شيده أمير الجيوش بدر الجمالى أيام محاصرته مدينة الاسكندرية وكمل بناؤه فى ربيع الأول سنة 479هـ ( يونيه سنة 1086 م ) ودفن به العالم المشهور محمد بن سليمان الصفهاجى المراكشى المتوفى فى أولائل القرن الثامن الهجرى ولعل اهم ما يذكر من آثار الفاطميين ( الجامع الازهر ) رغم تير الكثير من معالمه الاولى . إلا وهى النقوش الحصينة التى تزين بعض جدران مساحة الازهر القديمة ، على أن هذا التغير الحسى يتلاشى وماضى ذلك الأثر الخالد الحافل بمواقف كلها مجد وحضارة , فأن آثاره العلية التى بثت فى ربوع الشرق بأسره لأجدر إشادة وارفع من ذلك

بعده

موقع د. محمود صبيح

1- مشيخة الأزهر والجامعات الإسلامية فى بلاد المغرب

الموجودون الآن