الجامعات الاسلامية فى مصر والقاهرة
بينا فيما كتبناه آنفا فى صدر هذا البحث كيفية بدء النهضة العلمية فى مصر الاسلامية فى عهد فتحها إلى انقراض الدولة الاخشيدية وأتينا على أشهر الجامعات التى كان لها الفضل فى إيصال هذا التراث السامى ثم تكلمنا على بدء النهضة العلمية فى مصر الاسلامية الثاية وأفضنا الكلام على الجامعات الازهرية المعزية وأحطنا بجميع أكوارها فى العهد الفاطمى – والآن نتكلم على الجامعات الاسلامية المصرية التى كان لها السهم المصيب فى تطور هذه الحركة – ويجمل بنا قبل المضى فى الكلام على هذه الناحية أن نمر مر الكرام على أصل التدريس والتدارس واتخاذ المدارس وتعليم العلم ( على نحو ما وصل إلينا ) فى العهد النبوى
اصل التدريس وتعاطى العلوم من السنة :
فى صحيح مسلم فى حديث طويل عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه ( ما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) قال الملا على القارى (1) فى شرح المشكاة التدراس قراءة بعضهم على بعض ، وقد بوب البخارة فىالصحيح باب الحلق والجلوس فى المسجد وفيه جواز ذلك لتعلم العلم ، وأخرج أبو تعيم فى آداب العالم والمتعلم ن والديلمى فى مسند الفردوس عن أبى هريرة مرفوعا ( إذا جلستم إلى العالم فادنوا وليجلس بعضكم خلف بعض ولا تجلسوا متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية )-
----------------------------------------------------------------------------------------
(1) الملا على القارى : هو فقيه حنفي صوفي، من علماء أهل السنة والجماعة.و هو نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد القاري، الهروي المكي، المعروف بملَّا علي القاري، اسم والده: سلطان. وُلد بهراة، ولم يذكر تاريخ لولادته توفي في شوال سنة 1014 هـ، ودُفن بمقبرة المعلاة في مكة المكرمة. وقد حكى بعض من ترجم للشيخ علي القاري أنه لما بلغ خبر وفاته علماء مصر صلوا عليه بالجامع الأزهر صلاة الغائب في مجمع حافل يجمع أربعة آلاف نسمة فأكثر
-------------------------------------------------------------------------------------------
بعده