مشهد أخوة سيدنا يوسف عليه السلام
ذكره حسن قاسم فى المزارات
هذا المشهد بسفح المقطم بصحراء بن الفارض - كانت تسمى قديما بمدافن محمود ، ذكره ابن جبير فى رحلته وقد دخل مصر فى سنة 579 هـ - 1183 م وسمى الحال به روبيل بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل الرحمن صلوات الله عليهم أجميعن
- وذكره شمس الدين محمد بن الزيات فى الكواكب السيارة ، وسماه بمشهد اليسع وروبيل ، ونقل عن ابن عثمان مؤلف كتاب مرشد الزوار إلى قبور الأبرار المؤلف سنة 703 هـ - 13030م ، إنه مشهد رؤيا وذك لذلك حكاية ملخصها ( أن رجلا بات فى هذا المكان ، فرأى فى منامة من قال له أنا روبيل أخو يوسف عليه السلام ، وظهر هذا المكان على أثر هذه الرؤيا والقل يميل التصديق ذلك لوجود التواتر بدفن إخوة يوسف فى هذا المكان قبل حدوث هذه الرؤيا
- وذكره السخاوى فى تحفة الأحباب وأوضح فكانه من خطة جامع محمود ونقل عبارة ابن الزيات المتقدمة وذكره القضاعى صاحب الخطط وافاد أنه كان سكنا ليهودا بن يعقوب حين دخل مصر وذكره الشيخ جوهر السكرى فى كتابه الكواكب السيارة إلى زيارة المقابر مخطوط بمكتبتنا عن نسخة المؤلف قال : ثم تمشى قليلا جمهة الشر ق تجد مشهد نبى الله اليسع والعيص وروبيل ويهوذا وهم أولاد نبى الله يعقوب عليه الصلاة والسلام ، على ما نقله الإمام ابن جامى وقد تعقبنا هذا النقل فوجدناه لنور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامى الحنفى المولود فى بجام سنة 817هـ - 1414 م والمتوفى بهراة فى المحرم سنة 898 هـ 1492 م وزار القرافة ومشاهدها وعرج على ضريح عمر بن الفارض واجتاز منه إلى هذا المكان ، وذكره بالعبارة المتقدمة فى كتابه الذى سماه نفحات الأنس الذى ألفه سنة 883 هـ 1478 م وضمنه تراجم 614 عالما من علماء التصوف وختمه بتراجم من بقى من شيوخ فى ترحاله بمصر والحجاز
وفى ترجمة المرحوم الشيخ عبد الرحمن بن احمد بن حسن ابن عمر الأجهورى المالكى المتوفى فى رجب سنة 1197 هـ -1782 م أنه مات ودفن على بابا المشهد المنسوب لإخوة يوسف عليه السلام
وترجم المقريزى فى كتابه الخطط لمسجد التنور وأفاد إنه فى أعلى جبل المقطم من وراء قلعة الجبل فى شرقيها وقال ( أجركته عامرا وفيه من يقيم فيه ) ثم نقل عن القضاعى من علماء المائة الثالثة انه من بناء ا؛مد بن طولون فى صفر سنة 259 هـ - 872 م وقال ( ووجدت فىكتاب قديم أن يهوذا ابن يعقوب أخا يوسف عليه السلام لما دخل مع إخوته على يوسف وجرى من أمر الصراع ما جرى تأخر عن إخوته وأقام فى ذروة الجبل المقطم فى هذاالمكان ، وكان مقابلا لتنور فرعون الذى كان يوقد فه فيه النار ، ثم خلا ذكل الموضع إلى زمن أحمد بن طولون فاخبر بفضل الموضع ومقام يهودا فيه فبنى فيه هذا المسجد والمنارة التى فيه وجعل فيه صريجا فيه الماء ، وجعل الإنفاق عليه مما ويقفه علىالبيمارستان بمصر والعين التى بالمعافر وغير ذلك
وقد ورد ذكر هذا المسجد فى الكواكب السيارة لابن الزيات فنقل ما فى خطط المقريزى المنقول عن القضاعى وأوضح أن التنور الذى كان يوقد لفرعون فيه النار كان أشبه شىء بالمباخر التى ادركناها منذ اوائل هذاالقرن يبخر منها لرفع الوباء قبل استخدام وسائل الطب الحديث ، وافاد أن الوقود الذى كان يستخدم فى هذاالتنور لهذا الغرض هو الطرفا واللبان والصندورس وهو ما كان يبخر به منذ نصف قرن زائد الكافور وأجزاء أخرى ومسجد التنور المذكور لا علاقة له بهذا المشهد وقد دثر الآن فلا تعرف له قائمة وكان وموضعه خلف قبة القلعة الصلاحية من الجهة الشمال باعلى ذروة سفح المقطم
وقد زرت هذاالمشهد فوجدته قائما بهذه المنطقة يدخل إليه من بابا شرقى ومنه إلى فناء ويعلوه قبة مجصصة تشبه القباب الفاطمية التى بنيت فى عهد المستنصر بالله الفاطمى وداخلها ثلاثة محاريب مجصصة حافلة بالزخارف والنقوش مطبوعة بالطابع الفاطمى المستنصرى ووجدت على بابا المشهد بلاطة مكتوب عليها بالخط الكوفىالقديم ما نصه
البسملة هذا قبر إبراهيم بن اليسع بن العيس من ولد إبراهيم الخليل عليهم السلام وهذه المذكرة وإن كانت خالية من التاريخ وترتقى إلى نصف القرن الثانى الهجرى إلا أنها توضح أن المدفون بهذا المشهدد يسمى غبراهيم بن اليسع بن العيس وأنه من ذرية سيدننا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام وأنه من الدفن القديم والأثر إلى يومنا مطبوع بالطابع الفاطمى المستنصرى
أخوة سيدنا يوسف عليه السلام
ويترامى بنا القول إلى ذكر نبذة عما عرف عن إخوة سيدنا يوسف عليه السلام من الأخبار الصحيحة إيضاحا لما تقدم
فنقول ن ولد سيدنا يوسف بن سيدنا إسحاق عليهما السلام فى زمن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ونبىء فى زمنه ، وهو وأخوه العيص توأمان ، وأمهما السيدة رفقا ، ومات أبوه سيدنا إسحاق فى الشام عن سنة عالية ،ودفن بحبرون ( مدينة الخليل ) مع أبيه سيدنا إبراهيم ، وتزوج سيدنا يعقوب من ابنتى خاله السيد لابنان ،وهما السيدتان ليا وراحيل
- رزق من الأولى بسته اولاج وهم روبين ، شمعون ، لاوى ، يهوذا ، بساكر وهو العيص ، زبولون وهو اليسع
- ورزق من الثانةي بسيدنا يوسف عليه السلام والسيد بنيامين وماتت امهما نفساء فى بنيامين
- فتزوج بعدها أخرى رزق منها بأربعة أولاد ، هم : دان ، نفتالى ، جا ، أشير ، فهؤلاء اثنا عشر أولاد سيدنا يعقوب عليه السلام وهم الأشباط ( الأول )
- وكان سيدنا يوسف عليه السلام أحب أبنائه غليه وقد كان هذا الحب سببا فى حسد إخوته عليه ن فاحتالوا فى التخلص منه بالطريقة التى قصها علينا القرآن الكريم ، ولم نكن نعرف قبل نزوله ، وكان روبين اخو سيدنا يوسف وابن خالته يتعهده مدة الثلاثة أيام التى لبثها فى الجب الذى ألقى به فيه فىطريق مصر والشام ، حتى عثر عليه السيارة وابتاعوه ثم ذهبوا به إلى مصر فدخلوا به إلىمدينة منف وهى يومئذ عاصمة ملك الحيثيين ، والملك فيهم هو العزيز ( أبى قيس ) وهو آخر ملوكهم فى مصر ، فقدموا على أحد كبار حكومته وهو فونى غار أمين بيت المال ، فقصوا عليه قصته فابتاعه منه ، ثم قدمه لمليكه العزيز المذكرو ليتبناه حيث لم يكن له ولد يعهد له بالملك ( والقصة كما ذكره المولى عز وجل فى كتابه العزيز )
- وقد تدبر سيدنا يعقوب عليه السلام مصر مدة ثلاث سنوات تحقيقا ومات بها ونقله سيدنا يوسف إلى حبرون فدفن مع أبيه وحده بمسجد الخليل وقد مات من إخوة يوسف بمصر االبعص منهم ، قال السيوطى فى حسن المحاضرة ( وهم مدفونون بمصر بلا خلاف )
- وإلى أخيه يهوذا ينسب الضريح القائم بإحدى قرى الشرقية التىتسمى تل يهودا وهذا غير محقق ، كما ينسب غلى سيدنا يوسف قرية غبتا والمقوإنها القرية التى أوى إليها يوسف أبويه وغخوته وامتار لهم فيها ، وهذا أيضا غير محقق ؛ إذ المكان الذى أوى إليه يوسف أبويه وإخوته هو وادى الطميلات شرقية وفيه كانت الحوادث التى وقعت بينه وبين إخوته
- وقد بقى سيدنا يوسف عليه السلام بمصر إلى أن لقى ربه سبحانه فدفن فى جانب من مقياس النيل بحديقة الفيوم التى مصرها وأعاد تخطيطها وبقى فيه بتابوته حتى نقله سيدنا موسى عليه السلام حيث دفنه فلى بلوطة بالشام وقد عثر على المكان الذى دفن فيه سيدنا يوسف عليه السلام فى نهر النيل امام المقياس فى صفر سنة 575هـ / 1179م فى عهد الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وهو ما أشار إليه المقريزى فى السلوك بقوله وفى صفر ظهر قدام المقياس بمصر وسط النيل الحائط الذى كان فى جوف قبر يوسف الصديث وتابوته ، ولم يتكشف قط منذ نقله سيدنا موسى عليه السلام إلا حينئذ عند نقصان الماء فى قاع المقيان فإن الرمل انكشف عنه وظعر للناس
- ويبدوا أن المقريزى اختلط عليه القول بين مقياس مصر والفيوم ، أما سجن يوسف عليه السلام الذى سسجن فيه فى بوصير التى كانت تسمسى قديما بوصير السدر والآخر أوب صير مركز الجيزة وتبعد عن شمال سقارة بنحو ساعة فقد بقى إلى سنة 579 هـ /1183 م فأمر صلاح الدين بنقب حجارته ورفها للدلالة عليها حتى لا يختلط حجر بآخر ونقلها إلى القلعة وإعادته إلى ما كان عليها فيها ، ثم استخدمه لخزن الماء وتبريدها ، ويعرف هذا المطبق إلى يومنا بجب يوسف والنسبة فيه إلى سيدنا يوسف عليه السلام وليست إلى يوسف صلاح الدين بانى القلعة كما يزعم المشتغلون بهذا المعالم
-