يا لها من ردة إلى العصور الوسطى ومحاكم التفتيش ... لا ... بل إلى أبعد من ذلك حيث الجاهلية
وسبب كلامى هذا .. أننى كنت أطالع كتاب ( أخطاء ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته) وجذبنى قوة أدلته ووضوح تخريجها وبساطة أسلوبه وعرضه السهل المقنع , وقلت فى نفسى : هذا موضوع غاية فى الأهمية , وأكيد سوف نرى محاورات علمية محترمة وأخذ ورد .... ولكن .. ويالمفاجأة .. لا .. يا للعار .. خرج أحد المتمسلفة وحوله أنصاف المتعلمين وقال ( اللى يقرأ الكتاب ده لازم يتوضأ بعد كده ) .. ثم وضع بعد ذلك قاعدته العظيمة لتعليم طلابه وهى ( الكتاب ده حقه يتحرق ) _ أو كلام هذا معناه _ ؟؟؟ فقلت : ماشاء الله !!! أهو كده المحاورة العلمية ولا بلاش !! أيريد هذا المدعى أن يرجع بالأمة إلى العصور الوسطى .. عندما كانت أوروبا تحرق العلماء وتطلق عليهم اسم السحرة أعداء الكنيسة ؟؟؟ ما أشبه كلامه بكلام كفار مكة - ولا أكفره طبعا بعيدا عن التلاكيك - عندما احتاروا فى الرد على القرآن وقوة أدلته فقالوا .. وقرروا .. وتواصوا بينهم قائلين ( لاتسمعوا لهذا القرآن و الغوا فيه لعلكم تغلبون) طبعا لاأقصد أن كتاب ( أخطاء ابن تيمية فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته) قرآن منزل , ولكن أقول : 1- هذه طريقة العجزة المتكبرين . فلا هم يردون الحجة بالحجة , ولاهم يسلمون ويقرون بجهلهم وبصحة الأدلة التى فى الكتاب . 2- كان فى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم المشرفة به يهود ونصارى , فهل أمر أصحابه الأخيار قائلا ( اهجموا على هذه الأديرة والمدارس واحرقوا التوراة التى بها )؟؟؟؟؟ 3- كان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فى التوراة ويحدث بما فيها مثل سيدنا عبد الله بن عمرو , ومع ذلك لم يحرقها , وافتكر يا أخى وهب بن منبه وكعب الأحبلر وغيرهم ممن كان عندهم علم واطلاع على كتب أهل الكتاب 4- علمنا الله عز وجل فى القرآن الكريم المناظرة المحترمة فقال ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن ...) إلى آخر الآية
ولا أريد التطويل .. ولكن .. عاوزين رجالة محترمين تكلم فى جناب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بموضوعية وحق .... وبلاش طريقة الإرهاب الفكرى والتخويف. وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لااله الا انت استغفرك واتوب اليك .
|