بسم الله الرحمن الرحيم
بيان أن ما تُباركُهُ جموع الصوفية من إحياء لذكرى الصالحين (ويُعرف بالموالد) هو نوع من التكافل الإجتماعي ويعود نفعه على المجتمع (بكثير من الفوائد).
من الوِجهة العامة:
كل عمل يعود على المجتمع الإسلامي بالخير، ولا يُخالف نصاً صريحاً في الدين، ولا معلوماً من الدين بالضرورة لا يمنعه الإسلام، فإن هدف الإسلام هو صالح الإنسانية وسعادة البشرية أولاً وأخيراً، وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله.
ولما كان الأصل في إقامة الموالد هو الإعتبار بسيرة صاحب المولد، والإنتفاع بذكراه، واستثمار فرصة التجمع للتعارف والتعاون على البر والتقوى، والإنصراف إلى الله بذكره والتعبد له، والإستماع إلى الوعظ والقرآن، وإخراج الصدقات (وهي نوع من الشكر الجماعي لله تعالى على تَفَضله بمن جعل ذكريات موالدهم هذه خيراً على المسلمين في دينهم ودنياهم).
ثم إن هذه التجمعات إنما هم مؤتمرات لتدارس شئون المسلمين محلياً وعالمياً، فهي أسواق دينية جامعة لمطالب العقول والقلوب بالإضافة إلى تنشيط الحركة الإقتصادية والاجتماعية والترويحية النظيفة.
لما كان ذلك كذلك ندب الإسلام إلى هذه الخدمات المباركة، ولكل منها أدلتها، فمثلاً: الوعظ مطلوب شرعاً، والقرآن مطلوب شرعاً، والذكر مطلوب شرعاً، والبذل مطلوب شرعاً، والتعارف مطلوب شرعاً، وكذلك التلاقي في الله، والتراحم والتعاطف والتهادي والحب.
وإذا كانت أفراد الشئ مطلوبة آحاداً، كان اجتماعها أتم وأنفع، وأدخل في المشروعية.
ولم يُعرف في تاريخ الإسلام من أنكر على مثل هذه المعاني الصالحة والشاملة، ولو باعتبار أنها عادات مجردة.
يتبع بمشيئة الله...