بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وسلم تسليما كثيرا كبيرا يا رب العالمين
وبعد..
أول حاجة بتيجي على لسان أي منكر للإحتفال بالمولد النبوي الشريف قوله وسؤاله: هم الصحابة احتفلوا بالمولد عشان احنا نحتفل؟
طبعا المتنطعين مش بيعرفوا يفرقوا بين أصل المسألة وبين صورها المتعددة، يعني أحنا مثلا بنحتفل بمولد سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة احتفلوا والتابعين احتفلوا والأمة كلها احتفلت وقبل الجميع سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم احتفل بمولده الشريف بصيامه لليوم الذي وُلد فيه صلى الله عليه وآله وسلم ، الجميع بيحتفل ولكن صورة الإحتفال هي التي قد تختلف، والفرح بسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم مش محتاج دليل.
طيب ورداً على سؤال: هل الصحابة احتفلوا بمولد سيدنا النبي؟
نقول لهم: نعم احتفل الصحابة بمولد سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم
والدليل على ذلك هو الحديث الذي رواه الإمام النسائي في سننه وهو:
سنن النسائي (8/ 249)
5426 - أَخْبَرَنَا سَوُّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ يَعْنِي مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَدْعُو اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِدِينِهِ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ، قَالَ: «آللَّهُ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟» قَالُوا: آللَّهُ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهَمَةً لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ».
والحديث صحيح والألباني نفسه مقر بصحته.
والدليل من الحديث الشريف على فرح الصحابه واحتفالهم بمولد سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قولهم: جَلَسْنَا نَدْعُو اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِدِينِهِ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ.
أليس جلوسهم رضوان الله عليهم في حضرة وذكرهم وشكر الله على نعمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقولهم: "ومن علينا بك" هو إحتفال وفرح وسرور بمولده صلى الله عليه وآله وسلم؛ الله أعلم متى كان هذا الموقف أكان في يوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم أم في يوم غير يوم مولده الشريف؟
فلو كان في يوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم فهو دليل على إحتفال الصحابة رضوان الله عليهم بيوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم ولو كان في يوم غير يوم مولده الشريف فهو دليل أيضاً على مشروعية الإحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم لأن الإحتفال بحضرته في غير يوم مولده يكون أشد تأكيداً في يوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم لقوة المناسبة وشدة الملاحظة.
وزي ما قلنا من البداية الفرح بحضرته أصلاً مش محتاج دليل، ولكن لله في خلقه شئون.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد النور وآله.