ومن تعظيمهم: بناء القباب على قبورهم وعمل التوابيت لهم من الخشب؛ حتى لا تحتقرهم العامة، وإن كان ذلك بدعة فهي بدعة حسنة كما قال الفقهاء في تكبير العمائم وتوسيع الثياب للعلماء: إنه جائز؛ حتى لا تستخف بهم العامة ويحترمونهم وإن كان ذلك بدعة لم يكن عليها السلف...
حتى قال في "جامع الفتاوي" في البناء على القبر: وقيل :لا يُكره إذا كان الميت من المشايخ والعلماء والسادات...
وفي "المضمرات" : وكان الشيخ أبو بكر محمد بن الفضل يقول: لا بأس باستعمال الآجر في ديارنا، وكان يُجَوِّز استعمال رفرف الخشب.
وذكر التمرتاشي: هذا إذا كان حول الميت، وأما إذا كان فوقه فلا يكره؛ لأنه عصمة من السباع وهذا كما اعتادوا التسنيم باللبن صيانة عن النبش ورأوا ذلك حسناً.
وفي "تنوير الأبصار": ولا يُرفع عليه بناء، وقيل: لا بأس به، وهو المختار.
وفي "شرح الكنز" للزيلعي: وقيل: لا بأس بالكتابة أو وضع الحجر ليكون علامة؛ لما رُوي أنه صلى الله عليه وآله وسلم وضع حجراً على قبر عثمان بن مظعون... انتهى
المصدر: كشف النور عن أصحاب القبور (ص:44-45) للشيخ عبد الغني النابلسي رضي الله عنه.