موقع د. محمود صبيح

1- الإمام أبوحنيفة :

[من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر لأن الله تعالى يقول: (الرحمن على العرش استوى ) وعرشه فوق سبع سموات]اهـ.

هذا كذب محض على الإمام لأن من رواه عنه هو أبو مطيع البلخي وكان كذابًا وضاعًا.

قال عنه الذهبي في الميزان (1/574):[قال الإمام أحمد: لاينبغي أن يُروى عنه شي، قال يحي بن معين: ليس بشيء.]أهـ

وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان(2/335):[قال أبو حاتم كان مرجئًا كذابًا.]اهـ

العبارة الأولى. عن الإمام أبي حنيفة وهي :[من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الارض فقد كفر.]اهـ

لأن كلامه يوهم أن للحق مكانًا فهذه العبارة هي الصحيحة عن الإمام أبي حنيفة.

أما العبارة الثانية وهي : [لأن الله يقول الرحمن على العرش استوى]اهـ

هذا من دس وافتراء الخبثاء على الامام أبي حنيفة.

هذه العبارة موجودة في كتاب الفقه الأبسط للإمام أبي حنيفة وكذلك في كتاب إشارات المرام في عبارات الامام لكمال الدين أحمد بن حسن البياضي شارح كتاب الفقه الأبسط كما افتروا على الإمام مالك في تفسير الاستواء كما سيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.

يتبع إن شاء الله.

وبارك الله فيكم ياسيدي الشريف فضيلة الدكتور محمود وجزاكم الله عنا كل الخير.

ويسعدني ويشرفني متابعتكم يا مولانا أعزكم الله وكذا مروركم الكريم العطر.

الأخت الفاضلة (المهاجرة) :

الأخ الفاضل (كريم أحمد) :

الأخ الفاضل د (حامد الديب) :

الأخ الفاضل (أحمد ماهر البدوي) :

الأخ الفاضل (مريد السنة) :

أكرمكم الله وبارك فيكم وجزاكم الله خيرًا ويسعدني دائمًا متابعتكم ومروركم الكريم.

2- الإمام مالك رضي الله عنه :

[الاستواء معلوم والكيف مجهول.] اهـ

فهنا إثبات الكيف لله وهذا محال فالله لا يكيف لأنه غني عن المحل والمكان والجهة (ليس كمثله شيء) فكيف نثبت له الكيف وندعي إننا نجهله، فهذا باطل.

قال الإمام الحافظ البيهقي في الأسماء والصفات : [أما الاستواء فالمتقدمون من أصحابنا كانوا لا يفسرونه ولا يتكلمون فيه كنحو مذهبهم في أمثال ذلك.]اهـ

وروي بسنده عن عبد الله بن وهب قال:[كنا عند مالك بن انس رضي الله عنه فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله :{الرحمن على العرش استوى} كيف استواءه، قال: فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: {الرحمن على العرش استوي} كما وصف نفسه ولا يقال عنه كيف والكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه، فاخرجوا الرجل.]اهـ

وفي رواية يحيى بن يحيى قال :[كنا عند مالك بن أنس رضي الله عنه فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله {الرحمن على العرش استوى} كيف استواءه ، فاطرق مالك برأسه حتي علته الرحضاء ثم قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا فأمره أن يخرج.]اهـ

ونقل الحافظ انن حجر في فتح الباري (13 ص 405 – 406) قول أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها حيث قالت :[لايقال له كيف وكيف عنه مرفوع.]اهـ

وقل أيضًا قول الامام مالك:[لايقال له كيف وكيف عنه مرفوع]اهـ

فمن هنا يتضح لك أن الإمام مالك رضي الله عنه لا يثبت الكيف لله وما نسب له من ذلك علي لسان الناس فباطل باطل لم يقله.

قال الإمام البغوي : [أهل السنة يقولون الاستواء علي العرش صفة لله بلا كيف يجب علي الرجل الإيمان به ويكل العلم فيه إلى الله عز وجل]اهـ

وذكر حديث الإمام مالك بن أنس مع الرجل في القصة المتقدمة.

وأما ما يرويه سريج بن النّعمان عن عبد الله بن نافع عن مالك أنه كان يقول:[الله في السماء وعلمه في كل مكان.] فغير ثابت.

قال الإمام أحمد : عبد الله بن نافع الصائغ لم يكن صاحب حديث وكان ضعيفًا فيه.

وقال أبو حاتم: ليس بالحافظ هو لين في حفظه وكتابه أصح.

وقال البخاري: يعرف حفظه وينكر وكتابه أصح.

قال ابن عدي : يروي غرائب عن مالك.

وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال:كان صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ.

وقال ابن فرحون: كان أصم أميًا لا يكتب.

وراجع ترجمة سريج وابن نافع في كتب الضعفاء.

وبمثل هذا السند لا ينسب إلى مثل مالك مثل هذا.

فبان مما ذكرناه أن ما تنسبه المشبهة للإمام مالك تقول عليه بما لم يقل.

يتبع إن شاء الله.

3- الإمام الشافعي رضي الله عنه :

عن أبي الحسن الهكاري وأبي محمد المقدسي بإسنادهم إلي أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن الشافعي قال : [القول في السنة التي أنا عليها رأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأنه على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله ينزل إلي السماء الدنيا كيف شاء.]اهـ

قال الذهبي في ميزان الاعتدال (3/112) في ترجمة أبي الحسن الهكاري:[ قال ابن عساكر: لم يكن موثوقا به. قال ابن النجار: متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد.]اهـ

قال ابن حجر في لسان الميزان (4/195): [كان الغالب علي حديثه الغرائب والمنكرات وفي حديثه أشياء موضوعة].اهـ

أما أبو محمد المقدسي فهو ممن أباح العلماء دمه لكونه مجسمًا صرفًا.

أما أبو شعيب الذي زعم أنه روي هذه العقيدة عن الإمام الشافعي فإنه قد ولد بعد وفاة الشافعي بسنتين كما تجد ذلك في تاريخ بغداد (9/436).

وقد صرح الذهبي في الميزان (3/656) في ترجمة العشاري أن هذه العقيدة مدسوسة على الشافعي.

يتبع إن شاء الله.