موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: كرامات الأولياء لا تنقطع بانتقالهم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 12, 2018 2:38 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14575
مكان: مصـــــر المحروسة

- يقول الإمام الحافظ العلامة جلال الدين السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي ( 2 / ‏‏245 , 246 ) : "وقال الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور في رسالته ,والشيخ عفيف الدين اليافعي في روض الرياحين ‏‏:قال الشيخ الكبير قدوة الشيوخ العارفين وبركة أهل زمانه أبو عبد الله القرشي:لما جاء الغلاء الكبير إلى ديار ‏مصر،توجهت لأن أدعو فقيل لي لا تدع فما يسمع لأحد منكم في هذا الأمر دعاء ,فسافرت إلي الشام فلما وصلت إلى ‏قريب ضريح الخليل عليه السلام تلقاني الخليل فقلت :يا رسول الله اجعل ضيافتي عندك الدعاء لأهل مصر فدعا لهم ففرج ‏الله عنهم . قال اليافعي : وقوله تلقاني الخليل قول حق لا ينكره إلا جاهل بمعرفة ما يرد عليهم من الأحوال التي يشاهدون ‏فيها ملكوت السماء والأرض وينظرون الأنبياء أحياءا غير أموات , كما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى موسى عليه ‏السلام في الأرض ونظره أيضا هو وجماعة من الأنبياء في السماوات وسمع منهم مخاطبات , وقد تقرر أن ما جاز للأنبياء ‏معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي انتهى . " اهـ

- يقول الإمام العلامة عبد الباقي المقدسي الحنفي في كتابه " السيوف الصقال في ‏رقبة من ينكر كرامات الأولياء بعد الانتقال " من صـ ( 41 , 42 ) : "وليعلم أن إظهار الكرامة ‏على يد الولي في حياته بإقدار الله تعالى وبخلقه لها , ولا استحالة في ذلك , لأنها من الممكنات , والقدرة تتعلق بعموم ‏الممكنات ,فكذلك بعد الموت , ولا فرق في أن موت الولي لا يمنع من ذلك لأن الموت إنما طرأ على الجسد , وأما الروح ‏فحية كما صرح شيخ الإسلام ابن الشحنة في أثناء جوابه فلا منع في وقوع ذلك ولا إنكار فإن القول بعدم جوازه ترجيح ‏بلا مرجح ".اهـ

- يقول شيخ الإسلام خاتمة المحققين الإمام شهاب الدين أحمد الحموي الحسيني في ‏كتابه " نفحات القرب والاتصال بإثبات التصرف لأولياء الله تعالى بعد الانتقال "من ( ‏صـ 68 , 69 , 70):"وما يتعلق بالتصرف فاعلم أن تصرف الأولياء حال حياتهم من جملة كراماتهم وهو في كل زمان ‏لاشك فيه ولا ينكره إلا معاند , قال التاج السبكي : أن من أنواع الكرامة مقام التصريف وأما ما يتعلق بما بعد مماتهم فقد ‏تقدم أن كراماتهم لا تنقطع بالموت , ثم إن تصرف الأولياء في حياتهم وبعد مماتهم إنما هو بإذن الله تعالى وإرادته , لا شريك ‏له في ذلك خلقا وإيجادا , أكرمهم الله تعالى به وأجراه على أيديهم وبسببهم خرقا للعادة , تارة بإلهام , وتارة بمنام , وتارة ‏بدعائهم , وتارة بفعلهم واختيارهم وتارة بغير اختيار ولا قصد ولا شعور منهم , بل قد حصل من الصبي غير المميز . ‏وتارة بالتوسل إلى الله تعالى بهم في حياتهم وبعد مماتهم مما هو ممكن في القدرة الإلهية .‏
ولا يقصد الناس بسؤالهم ذلك منهم قبل الموت وبعده نسبتهم إلى الخلق والإيجاد والاستقلال بالأفعال , فإن هذا لا ‏يقصده مسلم ولا يخطر ببال أحد من العوام فضلا عن غيرهم , فصرف الكلام إليه ومنعه من باب التلبيس في الدين ‏والتشويش على عوام المسلمين , فلا يظن بمسلم بل ولا بعاقل توهم ذلك فضلا عن اعتقاده .‏
وكيف يحكم بالكفر على من اعتقد ثبوت الكرامات لهم بعد مماتهم وعلى من اعتقد ثبوت التصرف لهم في حياتهم وبعد ‏مماتهم حيث كان مرجع ذلك إلى قدرة الله تعالى خلقا وإيجادا . ‏
كيف وكتب جمهور المسلمين طافحة به وأنه جائز وواقع لامرية فيه بوجه ألبتة حتى كاد يلحق بالضروريات بل بالبديهيات ‏‏, وذلك لأن كرامات أولياء هذه الأمة في حياتهم وبعد مماتهم تصرفا وغيره من جملة معجزات النبي صلى الله عليه وآله ‏وسلم الدالة على صدق نبوته وعموم رسالته الباقية بعد موته التي لا ينقطع دوامها ولا تجددها بتجدد الكرامات في كل ‏عصر من الأعصار إلى يوم القيامة . "اهـ ‏

ويقول في ( صـ 75 ) من نفس الكتاب : " قال العلامة ابن حجر : وبمطالعة كتب الصوفية تحصّـل العلم ‏بوقوعها ضرورة , وقد رأينا من كراماتهم أحياء وأمواتا ما يوجب ذلك فلا ينكرها إلا مخذول فاسد الاعتقاد في أولياء الله ‏تعالى وخواص عباده نفعنا الله بهم . " اهـ ‏

- يقول الإمام شمس الدين الرملي في كتابه " حاشية الفتاوى الكبرى " ( 4 / 382 ) : ‏‏"وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم , لأن معجزة الأنبياء وكرامات الأولياء لاتنقطع بعد موتهم وأما ‏الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغائة منهم معجزة لهم والشهداء أيضا ‏أحياء شوهدوا نهارا جهارا يقاتلون الكفار وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق مجمعون على أنه يقع من الأولياء ‏بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم والدليل على جوازها أمور ممكنة , لا يلزم من وقوعها محال ‏وكل ما هذا شأنه فهو جائز الوقوع . " اهـ

- يقول الإمام شمس الدين الشوبري الشافعي في رسالته "الأجوبة عن الأسئلة في ‏كرامات الأولياء" ‏ ‏(صـ 406 ): "وهذه الأشياء يعني الكرامات مشاهدة لا يمكن إنكارها فالذي نعتقد به ثبوت ‏كراماتهم في حياتهم , وبعد وفاتهم لا تنقطع بموتهم ويخشى على جاحد ذلك المقت والعياذ بالله تعالى. " اهـ

- يقول الإمام شهاب الدين أحمد بن أحمد السجاعي في مقدمة رسالته في إثبات ‏كرامات الأولياء ‏ ‏ :" أن السنة المحمدية المشرفة المحمية لما صارت غريبة عزيزة في هذه الأزمان المتأخرة الردية كثر ‏أهل البدع وتكلموا بفاسد الاعتقاد وأوهموا الجاهلين أنها أمور حقية فضلوا وأضلوا وباؤا من الله بالطرد والإبعاد .‏
وأكثر ما يقع ذلك منهم في المجالس المظلمة بظلام الظلم وحب الدنيا للقوم الجاهلين قصدا لصيدهم حطامها الفاني فبئس ما ‏قدمت لهم أنفسهم وبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا عالمين .‏
فمما تكلم به قوم رعاع وأذاعوه فأورثهم الحرمان وسوء الابتداع إنكار كرامات الأولياء أحياءا وأمواتا .... إذ مذهب ‏أهل السنة والجماعة أن العبد لا يخلق شيئا من الأفعال بل المتفرد بالخلق والإيجاد هو الله الفاعل المختار وحينئذ لا فرق في ‏إظهارها – أي الكرامة – على يد أحد منهم بين كونه حيا أو ميتا وإنكار أهل الجهل والبهتان وقوعها على يد الأموات ‏لاعتقادهم الفاسد أن الفاعل هو صاحب الكرامة وقد علمت بطلانه وأنه مبني على قاعدة أهل الاعتزال والملامة ... ‏والحاصل أن الله قد أكرم أحبابه في الحياة وبعد الممات فهو الفاعل جل جلاله لا غيره من سائر الممكنات ... والعجب كل ‏العجب من هذه الفرقة الضالة تنكر منهم – أي الأولياء – الكرامات بعد الممات . " اهـ

- يقول شيخ الإسلام الإمام برهان الدين إبراهيم الباجوري في كتابه "تحفة المريد ‏على جوهرة التوحيد "( صـ 222) :" قوله " وأثبتن للأوليا الكرامة " أي : اعتقد ثبوت الكرامة للأولياء بمعنى ‏جوازها ووقوعها لهم في الحياة وبعد الموت كما ذهب إليه جمهور أهل السنة وليس في مذهب من المذاهب الأربعة قول ‏ينفيها بعد الموت , بل ظهورها حينئذ أولى , لأن النفس حينئذ صافية من الأكدار ,ولذا قيل : من لم تظهر كرامته بعد موته ‏كما كانت في حياته فليس بصادق."اهـ

‏- يقول الإمام عبد الغني النابلسي في كتابه " كشف النور عن أصحاب القبور " ( صـ ‏‏24 ) :" [وإذا كان الأمر كذلك فكيف يتوهم عاقل أن الله تعالى يقطع تكريمه عن هذا الولي الذي كملت ولايته بموته ‏الطبيعي والتحاقه بعالم المجردات حتى صار مع الملائكة في فضاء الأزل والملكوت كما كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم‏ عند موته {اللهم ‏الرفيق الأعلى} هذا وقد ورد في كتب المحققين من أهل الله تعالى كثير من الحكايات والأخبار المفصحة عن وقوع ‏الكرامات للأولياء بعد الموت , وتداولته الثقات مما لا يسعنا إنكاره . ]اهـ

- يقول الإمام العلامة البيجرمي في كتابه " تحفة الحبيب على شرح الخطيب المعروف ‏بـ "حاشية البيجرمي"(1/ 433 ):"وقع السؤال في الدرس عما لو قرأ الميت آية سجدة كرامة فهل يسجد ‏السامع له أم لا ؟ قال : ويمكن الجواب بأن الظاهر الأول , لأن كرامات الأولياء لا تنقطع بموتهم , فلا مانع أن يقرأ الميت ‏قراءة حسنة يلتذ بها , فحينئذ يشرع لسامعه السجود , وإن لم يكن الميت مكلفا , إذ هي من المميز كذلك , فليس الميت ‏كالساهي والجماد ونحوهما " اهـ


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط