موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 7 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: البقاعي - الوهابية - عبد الرحمن الوكيل
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مايو 06, 2008 4:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14604
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
برهان الدين البقاعي هو عمدة المدعو عبد الرحمن الوكيل وأذناب الوهابية ، على تضليل وتكفير الصوفية – كما يأفك الوكيل وأذنابه –

ألف البقاعي كتابا أسماه : تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي .

فبأيد آثمة وقلوب مريضة عكف عبد الرحمن الوكيل وزمرته على إخراج هذا الكتاب من ذاكرة الزمن ، وعملوا على طبعه ونشره .

وبالطبع كي تكتمل الصورة ، وفي عرض لما تسعى له قوى الظلام عنونوا الكتاب بمصرع التصوف

أمنية لدى قوى الشر وأدواتها ظهرت واضحة جلية من عنوان الكتاب .

ولم ينسى بالطبع المدعو عبد الرحمن الوكيل استكمالا لسلسلة أكاذيبه التي بدأها بتزوير اسم الكتاب ، فنراه يكملها في تقديمه لهذا الكتاب طعنا وغمزا ولمزا في الأزهر الشريف وعلمائه ومناهجه .

وبالقطع هذا هو المنتظر من أمثاله ونظرائه من الوهابية – خوارج العصر –

ولكن من هو البقاعي ؟

وما هو موقفه من التصوف ؟

وهل قصد بكتابه هذا الطعن في التصوف كمنهج وفي الصوفية ككل ؟

وما هو موقف أئمة المسلمين من كتابه هذا ؟

هذا ما أسأل الحق جل وعلا أن يوفقني في توضيحه في هذا الموضوع .

أولا : من هو البقاعي ؟

يجيبنا عن هذا السؤال الحافظ السخاوي في كتابه : الضوء اللامع ، حيث نرى من هو البقاعي الذي اتخذه الوهابية عمدة لهم في التطاول والهجوم على الشيخ الأكبر سيدي محيي الدين بن العربي .

وإليكم ترجمة برهان الدين البقاعي من كتاب الضوء اللامع للحافظ السخاوي :

[ إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط - بضم الراء بعدها موحدة خفيفة - ابن علي بن أبي بكر برهان الدين وكنى نفسه أبا الحسن الخرباوي البقاعي نزيل القاهرة ثم دمشق وصاحب تلك العجائب والنوائب والقلاقل والمسائل المتعارضة المتناقضة ، ويقال أنه يلقب ابن عويجان تصغير أعوج .

ولد فيما زعم تقريباً سنة تسع وثمانمائة بقرية خربة روحا من عمل البقاع ونشأ بها ثم تحول إلى دمشق ثم فارقها ودخل بيت المقدس ثم القاهرة للاستفتاء على أهلها وهو في غاية من البؤس والقلة والعري ثم عاد إليها ورجع عن قرب فقطنها واشتغل بها يسيراً ولم يعرف له كتاب في الفقه والنحو ولا في غيرهما بل قال العلامة أبو القسم النويري وناهيك به لصهر صاحب الترجمة : قل لصاحبك وعينه يشتغل بالنجوم أنه لم يعلم له بعد هذه المقالة فيه اشتغال .

ولذلك وصفه التقي القلقشندي مما سمعه ظناً من أخيه العلاء باللحن في قراءته، وهو صحيح بالنسبة لألفاظ كثيرة يتوقف أعرابها على معانيها وكذا الكثير من مشتبه الرواة ويشهد له في النوعين كثرة رد الديمي عليه في قراءة أبي يعلى وكاتبه في السنن الكبرى للنسائي وغير ذلك بل اشتغاله في غيره أيضاً بالهوينا وزعم أنه قرأ على التاج بن بهادر في الفقه والنحو وأنه قرأ على ابن الجزري جمعاً للعشر في أثناء سورة البقرة وأنه أخذ عن التقي الحصني الشامي وغيره بها والتاج الغرابيلي والعماد بن شرف وآخرين ببيت المقدس، وأخذ بالقاهرة عن الشرف السبكي والعلاء القلقشندي والقاياتي وشيخنا وطائفة منهم أبو الفضل المغربي وهو الذي أعلمه بالقاعدة التي تجرأ على كتاب الله بها وما علمته أتقن منا ولا بلغ مرتبة العلماء بل قصارى أمره إدراجه في الفضلاء وتصانيفه شاهدة بما قلته .

وتكسب بالشهادة عند أحد شيوخه الفخر الأسيوطي وغيره وبالنساخة وتعليم الأطفال وبغير ذلك وسافر في خدمة شيخنا إلى حلب وأخذ عن شيوخ الرواية بها وبغيرها ولم يمعن في ذلك أيضاً بحيث ما علمته أكمل الستة أصول الإسلام وفوت بتقصيره الإكثار عن شيوخ كل واحد منهم رحلة وقرأ أشياء غيرها أولى منها لا لغرض كقراءته على العز بن الفرات الجزء الثاني من حديث ابن مسعود لابن ساعد بإجازته من العز بن جماعة بقراءته على الحسن بن عمر الكردي بحضوره له في الرابعة على ابن اللتي وكان في الموجودين من يرويه متصلاً بالسماع وعند ابن الفرات الكثير مما انفرد به .

وسافر لدمياط وإسكندرية وغيرهما وحج وأقام بمكة يسيراً وزار الطائف والمدينة وركب البحر في عدة غزوات ورابط غير مرة الله أعلم بنيته في ذلك كله ورقاه شيخنا فعينه في حياة الظاهر جقمق لقراءة الحديث بالقلعة ثم منعه الظاهر في حياته وأدخله حبس أولى الجرائم واستقر عوضه بابن الأمانة ولذا قال لأنه أي الأشرف اينال موافق للظاهر أي جقمق في الانسلاخ من شرائع الدين في الباطن مع أن هذا لم يكن عنده ما عند الظاهر من الصبر على إظهار خلاف ما يبطن من التمسك بالشرع وإظهار تعظيمه إقامة لناموسه انتهى.

وقد أخذ عنه الطلبة وانجمع زعم على التصنيف والإقراء والنظم الذي فيه من الهجو ما لا يليق وكنت ممن سمعت بقراءته وسمع بقراءتي واستفاد كل منا من الآخر على عادة الطلبة في ذلك وترجمني في معجمه.

ووقائعه كثيرة وأحواله شهيرة ودعاويه مستفيضة أهلكه التيه والعجب وحب الشرف والسمعة بحيث زعم أنه قيم العصريين بكتاب الله وسنة رسوله وأنه أبدى ببديهته جواباً مكث التقي السبكي واقفاً عنه أربعين سنة وأنه لا يخرج عن الكتاب والسنة بل هو منطبع بطباع الصحابة مع رميه للناس بالقذف والفسق والكذب والجهل وذكر ألفاظاً لا تصدر من عاقل وأمور متناقضة وأفعال سيئة وحقد تام وما أحسن قول شيخ الحنابلة وقاضيهم العز الكناني وكان قديماً من أكبر أصحابه مما سمعه منه غير واحد من الثقات:

والله أنه لم يتبع سنة واحدة وأنه لأشبه بالخوارج في تنميق المقاصد الخبيثة وإخراجها في قالب الديانة انتهى

وقد قيل:

تقول أنا المملوء علماً وحكمة ... وأن جميع الناس غيري جاهل
فإن كان ما في الناس غيرك عالم ... فمن ذا الذي يقضي بأنك فاضل

وما أحقه بما ترجم هو به النويري المشار إليه حيث قال مما قرأته بخطه فيه :

رأيته من أفجر عباد الله يظهر لمن يجهله أثواباً من الدين وتنسكاً يملك به قلبه ويغتال عليه دينه ليس يأمن من وقع بصره عليه على مال له ولا عرض بل ولا نفس ، له نفس شغفة بالشهرة ومشرفة للعلو وعنده جرأة باللسان مفرطة أوصلته إلى حد التهور وقلبه ممتلئ مكراً وحسداً وكبراً، وله في كل من ذلك حكايات تسود الصحائف وتبيض النواصي ما سكن في بلد إلا أقام بها شروراً وشحنها فجوراً ولولا أعاذنا الله تعالى به من شدة طيشه وإعجابه برأيه لسعر البلاد وأهلك العباد إلى أن قال نقلاً عن غيره أن أبا القسم قال له أن قال المالكية بالقتل قلت بالعصمة وإن قالوا بالعصمة قلت بالقتل ثم قال ولم يكن له في شيء من ذلك غرض معين إنما كان غرضه بالخلاف رجاء يرتب عليه ولايته القضاء انتهى

وما علمت أحداً سلم من أذاه لا الشيوخ ولا الأقران ولا من يليهم من كل بلد دخله بالنظم وبالنثر حتى من خوله في النعم بعد الفاقة والعدم وأخذ بجاهه أموراً لا يستحقها كالنظر على جامع الفكاهين وعلى خان اويداني وجرت فيهما وقائع وكتدريس القراءآت بالمؤيدية عقب أمين الدين بن موسى واستغرب الناس إذ ذاك وقوع مثل هذا في أمر لم يشهر به خصوصاً مع وجود شيخ القراء بلا مدافع الشهاب بن أسد بل كاد أمر الزين جعفر السنهوري أن يتم فيه فقوى عليه بجاه مخدومه ولم يرع له حق مساعدته له عند المحب بن نصر الله الحنبلي حيث أحضر له مصنفاً عمله في التجويد فتوقف في تقريضه حتى شهد عنده جعفر بأنه أجاده وعمل البقاعي بحضور الشرف المناوي إجلاساً ضبط عنه أنه من عمل شيخه أبي الفضل المغربي له ، ثم كاد الناظر أن يخرجه عنه لأمر اقتضاه عنده في غاية القبح والشناعة فبادر ورغب عنه الشهاب المذكور لكونه من أصحاب الناظر وحاباه لعدم توقفه عن الإمضاء له وخالف المخدوم المشار إليه غرض أستاذه الأشرف اينال في الخوف من غائلة تقديمه فإنه قال فيما صح لي عنه للشرف بن الخازن قبيل سلطنته لو نفست للبقاعي لأخرب الدنيا ثم لما تسلطن زبره في ارتفاعه على الشريف الكردي .

فإنه بعد أن زال عزه أسمعه من المكروه ما يقابله عليه الله حتى قال لمن حكاه لي من الثقات :

والله لقد أزال البقاعي اعتقادي من كل فقيه وخيلني من صحبة كل أحد أو نحو ذلك هذا مع أنه بعد موت أستاذه وهو في أثناء محنته حين سكنه بالقرب من السابقية رأسه حين شكوى بعض الترك من جيرانه له بنقيبين وجلوسهما في مسجده حتى يرفعانه إلى حاكمهما لخوضه في عرض ذاك التركي فحضر إلى التركي ولا زال يتلطف به حتى صفح وغرم هو للنقيبين بل وأنعم عليه إذ ذاك بستين ديناراً وحتى القاياتي الذي زعم أنه لازمه كثيراً وأنه قرأ عليه في أصول الدين والمنطق وسمع دروسه في الفقه وأصوله والنحو والمعاني والبيان ومن دروسه في الكشاف قال فيه أنه لا يزال غلس الظاهر دنس الأثواب سمج اللحية قال ولم نعلم لذلك سبباً إلا كثرة إخلافه للوعد .

قال ولم أر مثل ولايته في كثرة التقلب وتوالي العظائم واضطراب الأمور وكثرة القال والقيل حتى لقد قلعت على قلة أيامها وقصر زمنها من قلوب الناس كثيراً مما غرسه فيها من المحبة قال على أني لم أر بعيني أوسع باطناً منه يكون في غاية البغضة للإنسان وهو يريه أنه أقرب الناس عنده ولا أدق مكراً ولا أخفى كيداً ولا أحفظ سراً ولا أنكى فعلاً يذبح الإنسان كما قالوا بفطنه وهو يضحك ، ولا أرضى اعتذاراً رأيته ، مطل إنساناً في غاية اليقظة بقضية هو أمره بفعلها أكثر من ثلاث سنين إلى آخر كلامه .

بل قال عن شيخ الإسلام ابن حجر إن فيه من سيء الخصال أنه لا يعامل أحداً بما يستحقه من الإكرام في نفس الأمر بل بما يظهر له على شمائله من محبة الرفعة وأنه يغلط ويلج في غلطه ووصفه بشيخ نحس

وكتب تجاه بعض من ترجمه شيخنا في بعض مجاميعه انتقاداً يرجع إلى العلو ووقف عليه شيخنا وضمه لما يعلمه من فجوره .

وتعدى في تراجم الناس وزاد على الحد خصوصاً في كتابه عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران الذي طالعته بعد موته وملخصه المسمى عنوان العنوان بتجريد أسماء الشيوخ والتلامذة والأقران .

وناقض نفسه في كثيرين فإنه كان يترجمهم أولاً ببعض ما يليق بهم ثم صار بعد مخالفتهم له في أغراضه ونحو ذلك يزيد في تراجمهم أو يغير ما كان أثبته أولاً كما فعل مع الأمين الأقصرائي فإنه قال فيه بآخره أنه يكون مع كل من علم قوة جانبه ويهمل أمر الضعيف وإن كان منقطعاً إليه وأنه يتقرب إلى ذوي الجاه بما يحبون وأنه أحدث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إمامة الحنفية تفريقاً بين كلمة المسلمين وتشعيباً لأركان الدين وكذا بعد علمه بعدم إنزاله المنزلة التي أنزل نفسه بها ونحو ذلك ككونه لم يضفه أو ينتقد عليه ما يظفر به من خطأه فنسأل الله كلمة الحق في السخط والرضا.

ولتناقضه الناشئ من أغراضه كان كلامه في المدح والقدح غير مقبول عند المتقنين من أئمة المعقول والمنقول وما أحسن قول بعضهم:

إن البقاعي البذيء لفحشه ... ولكذبه ومحاله وعقوقه
لو قال أن الشمس تظهر في السما ... وقفت ذوو الألباب عن تصديقه

إلى غير ذلك من مجازفاته كوصفه التيزيني بالتحري في شهادته وطعنه في شهادة شيخ الناس قاطبة العز عبد السلام البغدادي حمية للشهاب الكوراني لكونه توسل به في طلب المناسبات من بلاد الروم وما اكتفى بذلك حتى التزم له بإشهار جمع الجوامع له الذي شحنه بالإساءة على من اجتمع له مع العلم وتحقيقه القطبية والولاية والجلال المحلي.

وأشنع وأبشع تجريحه لحافظ الشام ابن ناصر الدين بالتزوير وكأغاليطه في المواليد والوفيات والأنساب وتصحيفه مما أضربت عن بسطه اكتفاء بمصنف حافل أفردته لها لكثرتها وقبحها وذكرتها مختصرة مضمومة لغيرها في ذيل القراء والمعجم وترجمة شيخنا ومن قبلي ذكرها ابن فهد والزين رضوان والبرهان الحلبي ومن المتأخرين ابن أبي عذيبة ولكنه كان إذ ذاك أشبه في الجملة وكذا أفردها غيري بل اعتنى بعضهم بجمع أهاجي الشعراء فيه في مجلد ومنه قول العلاء بن اقبرس:

لك الحمد الجزيل بلا امتنان ... وفضل بالعطاء بلا نزاع
فطهر قلبك من كل غل ... وجنبنا الخبيث من البقاع

وقد روينا عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله أنه قال أدركت بهذه البلدة يعني المدينة أقواماً لم تكن لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب وأدركت بها أقواماً كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم لله در القائل:

لا تهتكن من مساوي الناس ما ستروا ... نبيتك الله ستراً من مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ... ولا تعب أحداً منهم بما فيكا

وقد رددت عليه غير مسألة له في عدة تصانيف منها الأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والإنجيل والقول المألوف في الرد على منكر المعروف وممن رد عليه في الثانية الشهاب المتبولي الحسيني وقرضه له الكافياجي فأبلغ من أن المصنف ليس بذلك وأنشد فيه لغيره:

يا مدعي الحب لمولاه ... من ادعى صحح دعواه
من ادعى شيئاً بلا حجة ... لا بد أن تبطل دعواه

ولنفسه:

من ادعى العلم ولم يوصف به ... فذاك قد عرض للنقص
فالعلم معروف لأربابه ... يظهر بالنطق وبالفحص

وكذا رد ابن أبي عذيبة مقاله في السفطي حيث قال :

ترجمه البقاعي بترجمة مظلمة وذاك لما كان بينهما من الشر فالذي ينبغي أن لا يسمع كلامه فيه ونحوه قوله في ترجمة ابن حامد وقول البقاعي في فوته في جزء أبي الجهم لا عبرة به إنما الفوت لأخيه .

ولما علم مقت الناس له وإسماعهم إياه كل مكروه من تكفير فما دونه بل رام المالكي أن يرتب عليه مقتضى ما أخبرت به البينة العادلة من كونه قال أن بعض المغاربة سأله أن يفصل في المناسبات التي عملها بين كلام الله وقوله بأي ونحوها دفعاً لما لعل يتوهم فترامى على الزيني بن مزهر حتى عززه وحكم بإسلامه بعد أن جبن عن مقاومة المالكي فيها غير واحد من أعيان النواب، ورغب عما كان باسمه كالميعاد بجامع الظاهر والمسجد الذي يعلوه سكنه وله في أمرهما قعاقع وفراقع ولم أطرافه وتوجه إلى دمشق وهو في غاية الذل فأنزله متصرفها بالمدرسة الغزالية وأعطاه مشيخة القراء بتربة أم الصالح وأحسن هو وغيره سيما التقي بن قاضي عجلون له .

فلم يتحول عن طباعه حتى نافره أهل دمشق أيضاً إلى أن قاس ما يفوق الوصف وعاداه أصدقاؤه فيها حتى أنه رام حين اجتياز العسكر بها المرافعة فيهم عند أميره فخذل أعظم خذلان وعارض وهو هناك في حجة الإسلام أبي حامد الغزالي ولمح بالحط عليه وقال أن قوله " ليس في الإمكان أبدع مما كان " كلام أهل الوحدة من الفلاسفة والإسلاميين القائلين بأن الله هو الوجود .

وقال أيضاً أنه وجهه بما لا يليق حيث قال لو فرض أحسن من هذا الوجود لكان تركه بخلاً وعجزاً.
وكذا حط على التاج بن عطاء الله وصرح عن نفسه بأنه يبغض ابن تيمية لما كان يخالف فيه من المسائل وتحرك الناس من جمهور الطوائف عليه وراسل يستفتي وبذل معه الشمس الأمشاطي قاضي الحنفية الجهد ولم يتدبر تذكير الناس بمساعدته الأمر القديم المقتضي لتعويل صاحب الترجمة عليه في كائنته .

ومع ذلك فاستمر يكايد ويناهد حتى مات بعد أن تفتت كبده فيما قيل في ليلة السبت ثامن عشر رجب سنة خمس وثمانين وصلى عليه من الغد بالجامع الأموي ودفن بالجمرية خارج دمشق من جهة قبر عاتكة لم يصل عليه التقي بن قاضي عجلون وغيره وأوصى بكل ما كان بخطه من تصنيفه وغيره لابن قريبه المحلى وسافر إلى الشام فأخذها وهو الذي استقر في جواليه المصرية وأما جوالية الشامية فكان هو رغب عنها قبيل موته لعبد النبي المغربي أحد من لم عليه في الشام.

ورثى نفسه قبل موته بمدة وهو في القاهرة فقال في أبيات كان القاضي عز الدين الحنبلي يستكثرها عليه ويقول لعله ظفر بها لغيره، وأقول كأنه لمزيد حبه في مدح نفسه انبعثت سجيته لها:

نعم إنني عما قريب لميت ... ومن ذا الذي يبقى على الحدثان
كأني بي أنعى إليك وعندها ... ترى خبراً صمت له الأذنان
فلا حسن يبقى لديك ولا قلى ... فتنطق من مدحي بأي معان
وتنظر أوصافي فتعلم أنها ... علت عن مدان في أعز مكان
ويمسي رجال قد تهدم ركنهم ... فمدمعهم لي دائم الهملان
فكم من عزيز بي يذل جماحه ... ويطمع فيه ذو شقا وهوان
فيا رب من يفجا بهول بوده ... ولو كنت موجوداً إليه دعاني
ويارب شخص قد دهته مصيبة ... لها القلب أمسى دائم الخفقان
فيطلب من يجلو صداها فلا يرى ... ولو كنت جلتها يدي ولساني
وكم ظالم نالته مني غضاضة ... لنصرة مظلوم ضعيف جنان
وكم خطة سامت ذويها معرة ... أعيذت بضرب من يدي وطعان
فإن يرثني من كنت أجمع شمله ... بتشتيت شملي فالوفاء رثاني
وإلا نعاني كل خلق ترفعت ... به هممي عن شائن وبكاني

وممن رثى نفسه قبل موته أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن ناقة الكوفي وقال ابنه أبو منصور أنشدني قبل موته بساعة:

وكم شامت بي إن هلكت بزعمه ... وجاذب سيف عند ذكر وفاتي
ولو علم المسكين ماذا يصيبه ... من الذل بعدي مات قبل مماتي

وفي نوع شبه بما تقدم.

ذكر الإشارة لشيء من مناقضاته مما بسطته في ترجمته :

أنكر على الشمس العاملي قراءة سيرة البكري لما فيها من الكذب وأخذ ما بأيدي الكفار من التوراة والإنجيل عنهم مع تصريح بعض اليهود بكون نسخته سقيمة وأنه كان يقابلها معه والقارئ اليهودي اعتمد الحرالي في تفسيره مع كونه كما قال الذهبي فلسفي التصوف ولم يخالفه شيخنا فيه .

وكفر ابن الفارض بل قال لكوني قلت لم يصل إلي ما نسب إليه من الشعر عنه بسند صحيح ونحن لا نكفر بأمر محتمل سيما ولا فائدة في تكفيره وإنما الفائدة في التنفير من المقالة ، أنني ملت مع ابن الفارض وعذلني العز الحنبلي وابن الشحنة فلم يفد ووصف ابن الشحنة بالكذب والنحس والبهتان وأنه أعظم رؤوس أهل السنة .

ونحوه تكذيبه للخطيب أبي الفضل ثم اعتماده عليه في تجريح غيره صريح بمجازفة الأمين الأقصرائي حيث وقف قاضي المحلة أوحد الدين بن العجيمي في عرض ولده بأوصاف زعم أنه لا يستحقها لكونه ربما توقف في صرف معلومه في أوقافها ثم أخذ خطه له متأيداً به في تصانيفه .

ونحوه وصفه لإمام الكاملية بأمر عظيم لا يقبل قوله معه ثم جاءه ليستعين به في كائنة ابن الفارض.

وكذا بالغ في الوقيعة في الأمير يشبك الفقيه ثم خضع له وبالغ في إجلاله وفعل مثل ذلك مع الزيني بن مزهر قام بإنكار المولد بطنتدا وبسيس مع القائمين في إبطاله ثم توجه مع مخدومه بردبك إليه .

ونحوه قيامه في إنكار الذين يطوفون في رمضان بالشبابة ونحوها ليلاً ويسمون بالمسحرين ثم سماعه للعمال بالآلة على الدكة عند بردبك .

أيضاً قام يمنع جامع القضاة من أبواب جامع الفكاهين حين كان ناظراً عليه وعطل هو الانتفاع بالمسجد المجاور لبيته على المصلين بوضع أمتعته وأمتعة غيره

ونحو ذلك زعم عدم منازعته للفقهاء في وظائفهم ثم شاقق المباشر لوقف الميعاد الذي باسمه في جامع الظاهر ليثبت له ما أفتيت بزيادته له في معلوم الوظيفة بل رام أخذ دكان من وقف آخر ليحوزها إلى وظيفته فكفه عن ذلك قاضي الحنفية وكذا كان اقتلاعه لأصل الوظيفة بطريقة غير مرضية ونازع من بيده بنزول شرعي وظائف كانت باسم الشهاب أحمد بن إبراهيم الأذرعي لما كتبته في سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة خاصم ناصر الدين الزفتاوي أحد النواب وجمع فيه جزءاً وسماه أشلاء الباز على ابن الخباز ثم قرأ عليه كتاب النسائي وصيره في شيوخه .

وجاء السيد النسابة ليحضر فماقته وجافاه بحيث رأيته السيد احمر وجهه وكاد أن يبكي هذا مع كون جماعة من شيوخه كالشهاب الكلوتاتي في زاوية الحنفي بحضرته والجمال البدراني قرأه عليه ما اكتفى بهذا حتى كتب بخطه في ترجمته ما يقابله الله عليه ونقل عنه في ترجمته الكذب الصراح هذا مع معرفته بإجلال شيخنا له بحيث أنه لم يكن يتخلف عن القيام له إذا دخل عليه وربما لم يعلم بدخوله إلا بعد جلوسه فيستدرك القيام له

وأبلغ منه قوله في الولوي بن تقي الدين البلقيني قاضي الشام ما نصه :

وكان معروفاً بالمجاهرة بأنواع الفسق والانقطاع إلى الخلاعة والسخرية والإضحاك للأكابر ثم روى عنه فقال حدثني القاضي الفاضل البارع المفنن ولي الدين وساق شيئاً، ونحوه قوله في العلاء القلقشندي أنه حدثه بحضرة شيخنا بشيء وصدقه شيخنا عليه قال وإلا فهو إذا حدثك بحديث وجدت قلبك غير ساكن إلى جميع ما يقوله، وقال في موضع آخر أنه لم يخلف بعده في الشافعية بمصر مثله في علم ولا دين وذكروا عدة حض على سلوكها وهي اللين مع أهل اللين والشدة على المنافقين مع كونه آذى خلقاً من الصالحين كالشيخ أبي بكر بن أحمد بن محمد السعودي المصري الضرير المقرئ لكونه امتنع من إجازته ولم يقتف أثر التقي السبكي حين التمس منه الزين العراقي في الشفاعة عند الشيخ فتح الدين يحيى بن عبد الله بن مروان الفارقي ليحدثه لكونه كان يتعسر تورعاً فامتنع التقي من إجابته وقال هذا رجل صالح لا أحب تكليفه ونحوه قوله لشيخ المحلة الولي أبي عبد الله بن قطب لكونه لم يمكنه من القراءة عليه:

قل للدنيء مكانة وخلائقاً ... لا تستطيع الرفع أنت مكسر
أنى لك الإسعاد يوماً أن ترى ... وحديث خير الخلق عندك يذكر

استفتى على من عارضه في تدريس حديث بالقدس وجمع ذلك في جزء سماه معتدي المقادسة وأفتوه بتفسيق الناظر والمعارض ثم بسبس بعد دهر طويل مع من عارض المنفرد بذلك في الديار المصرية جميعه لمن لا يحسن حديثاً ولا قديماً وفي إيراد أشباه هذا طول.

وراسل ابن قريبه بعد كوائن الشاميين معه أن يسأل المقر الزيني بن مزهر أن يكتب إلى كل من المالكي والحنبلي أن شيخنا فلاناً يعني نفسه ما فارقناه إلا عن كراهة منا لفراقه ومحبة عظيمة لقربه وجميع الأعيان بالقاهرة والصلحاء راضون عنه متألمون لفراقه وقد اختاركم على بقية الناس واختار بلدكم على بقية البلاد فلما وصل إليكم أرسل بالثناء عليكم وقال كثيراً من ذلك وهو ممن يشكر على القليل نحن نعرف ذلك منه وقد بلغنا في هذه الأيام أن داء الحسد دب إلى بعض الناس فصار يتكلم فيه بعض السفلة ونحن نعرفه من خمسين سنة ونعرف أنه لا يشاحن أحداً في دنيا بل هو مشتغل بحاله فلا يتكلم فيه إلا متهم في دينه وهم الرعاع والجهلة كما قال الشافعي أو الإمام علي رضي الله عنه :

" والجاهلون لأهل العلم أعداء " فكان المظنون بكم أن تردعوا من يتكلم فيه غاية الردع من غير طلب منه لذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن من يريد تألم عالم إنما يريد بذلك هدم السنة والمعروف من عادته أنه إذا تكلم أحد فيه يصبر ويحتسب فإذا فعل هو المندوب وجب على الناس الذب عنه وكيف لا وأغلب أحواله سمعية في نفع أصحابه لا سيما الشاميين ما كان إلا كهفاً لهم كانوا يترددون إليه لما كانوا محتاجين إليه وهو في بلد العز لينتفعوا به فأقل ماله عندهم أن يفعلوا معه ما كان يفعل معهم وأهون من ذلك تركه وما هو عليه من نفع عباد الله بالتدريس والتذكير بالميعاد ونحو هذا، فإنه أي كتاب الزيني ينفع غاية النفع قال وإن كان معه كتاب البرهاني يعني الإمام الكركي زاد نفعه ولا تظهر أني كتبت إليك في هذا الأمر إلا لضرورة بل استفدته من حاملها إلى أن قال وليكن الكتاب إليهما مع ثقة يوصله إليهما لا إلى العبد يعني نفسه ولكن ترسل إلي بالإعلام بجميع معنى الكتاب انتهى بحروفه.

فانظر وتعجب واعلم بالكذب فيه في غير ما موضع نسأل الله السلامة. ومن عنوان نظمه قوله في قصيدة أنشدناها على الأهرام الجبل بالجيزة:

إنا بنو حسن والناس تعرفنا ... وقت النزال وأسد الحرب في حنق
كم جئت قفراً ولم يسلك به بشر ... غيري ولا أنس إلا السيف في عنقي

وقوله مما هو حجة عليه:

ما بال قلبك قد زادت قساوته ... فما تزال بأدنى الغيظ منتقما
فاكظمه عفواً وأحسن راحماً أبدا ... فرحمة الله مخصوص بها الرحما

وقوله أيضاً وهو حجة عليه:

إن رمت عيشاً صافياً أزمانا ... فاعمل بهذي الخمس تعظم شانا
اصفح تحبب واصبر واكتم الش ... حناء قد أوصى بها عثمانا

وقوله في الكمال بن البارزي:

وعاذل قال الكمال حاصل ... بفرد شيخ للبيب الفائز
فقلت أعيان الزمان الكل يا ... شيخي تتمات الكمال البارزي

وقوله نحوه أيضاً:

إذا عاب العذول عليّ فعلى ... وقال إلى متى هذا التغالي
تطوف الأرض تجمعها شيوخاً ... أقول له لتحصيل الكمال ] اهـ

والآن ما رأي الوهابية في عمدتهم ومستندهم في التطاول على السادة الصوفية ؟

يتبع إن شاء الله[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 07, 2008 11:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 27, 2008 3:42 pm
مشاركات: 44
مكان: الاسكندريه
اخي سهم النور ---

اعلم اخي الكريم قبل النقل او القصص ان تراعي وتدقق وتسأل عن الفرق بين ابن عربي وبين ابن العربي فالفرق شاسع عزيزي بينهما فهل الفاسق كالتقي ؟؟؟

ارجوك ذد من عدد ساعات القراءه ولا تعتمد علي الغير وهذه نصيحه من اب


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 08, 2008 12:49 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:37 am
مشاركات: 202
مكان: أرض الكنانة
اقتباس:
اخي سهم النور ---

اعلم اخي الكريم قبل النقل او القصص ان تراعي وتدقق وتسأل عن الفرق بين ابن عربي وبين ابن العربي فالفرق شاسع عزيزي بينهما فهل الفاسق كالتقي ؟؟؟

ارجوك ذد من عدد ساعات القراءه ولا تعتمد علي الغير وهذه نصيحه من اب


الفاسق كالتقى!!!!

حسبنا الله ونعم الوكيل..

قال رسول الله صلى لله عليه وآله وسلم، أن الله تعالى يقول:
" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب "

اللهم إنى أشهدك عليه
اللهم إنى أشهدك عليه
اللهم إنى أشهدك عليه

هدانا الله وإياك للحق والحق فقط بدون الدخول فى مهاترات..

على فكرة وراك وراك!!!

حتى الآن لم تجبن!!!


اقتباس:
لا زلت كما انت لم تتغير فالتشهير صفه دائمه تلازمك في كل منتدي اري فيه وجهك الصبوح ولسانك الذي يتساقط منه العسل ؟؟؟؟؟؟ -- اما عن التشهير فسوف افضح كذبك وكذب امثالك -- في الوقت الذي يناسبني حتي اثبت للقارئ بانك وامثالك كذابين -- والي ان نلتقي ان شاء الله ---

وتذكر سلطان قبل النوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ما هذا الكلام؟؟ هل أنت مختل؟! (مجرد سؤال)

من أين عرفتنى؟ وكيف عرفت أنى كاذب؟ وعلى أى أساس قلت أنى أشهر بك؟ وبم أشهر أصلا؟!

_________________
و صلي اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد أبي الزهراء ، أبي العينين الحسن و الحسين ، و على آله و سلم تسليما كثيرا كبيرا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 08, 2008 1:43 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14604
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
قالوا بالعامية

تعرف الهايف منين ؟

قالوا : ييجي في الهايفة ويصدر

ولو معاليك بتكلف خاطرك وبتقرأ الموضوعات التي أضع روابطها كنت علمت أن ابن العربي هو الصحيح - كما ذكر ذلك الإمام الشعراني -

ولكنك تركت الموضوع كله وتعلقت بما تعتقد أنه خلط لديّ بين إثنين

مما يدل طبعا على عبقرية الوهابية المفرطة

على العموم إيه رأيك في ترجمة الحافظ السخاوي للبقاعي الذي تستدلون به كثيرا في تضليل الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي ؟!!!!!
[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 08, 2008 11:33 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14604
مكان: مصـــــر المحروسة
اقتباس:
اخي سهم النور ---

اعلم اخي الكريم قبل النقل او القصص ان تراعي وتدقق وتسأل عن الفرق بين ابن عربي وبين ابن العربي فالفرق شاسع عزيزي بينهما فهل الفاسق كالتقي ؟؟؟

ارجوك ذد من عدد ساعات القراءه ولا تعتمد علي الغير وهذه نصيحه من اب


[font=Tahoma][align=justify]ونعم النصائح

هلا ادخرتها لنفسك

وزدت أنت من ساعات القراءة

واعتمدت على نفسك حتى لا تتهم الناس بالجهل وبالباطل

من ترجمة الإمام الشعراني لسيدي محيي الدين بن العربي الواردة في كتاب لواقح الأنوار في طبقات الأخيار , المشهور بالطبقات الكبرى , نشر مكتبة الآداب – القاهرة – الطبعة الأولى 1414 هـ - 1993 م . ومن صـ " 403 – 404 , يقول الإمام الشعراني :

[ ومنهم الشيخ العارف الكامل المحقق المدقق أحد أكابر العارفين بالله سيدي محيي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه :

بالتعريف – أي ابن العربي لا ابن عربي – كما رأيته بخطه في كتاب ( نسب الخرقة ) رضي الله عنه . ] اهـ

ولكن ماذا نقول عن الوهابية؟!!!!

هكذا هم وهذه هي عقولهم

مرضى بداء الإسقاط

يسقطون ما بداخلهم على غيرهم

ولم يخبرنا سلطان حتى الآن عن رأيه في ترجمة السخاوي للبقاعي

ولكنه استمر - كعادته في كل موضوعاته - يكذب ويفتري ويدلل على جهله التام
[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 08, 2008 8:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14604
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
2- موقف البقاعي من التصوف .

ولكن قبل استعراض موقف البقاعي من التصوف ننوه إلى أن الحافظ السخاوي قد أشار في ترجمته للبقاعي - التي أوردتها في المشاركة الأولى من الموضوع - أنه - أي البقاعي - يصرح بكرهه لابن تيمية .

وهذه بالطبع داهية الدواهي عند الوهابية ، فلماذا يتعامون عن ذلك ولا يملون من الاستدلال بالبقاعي في موضوع الشيخ الأكبر ؟!!!

- موقف البقاعي من التصوف والصوفية ككل يتضح من الآتي :

[ قال البقاعي في تفسيره لقول الله عز وجل [ كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ] التوبة (69)

وقد التزم بمعالم الإسلام طوائف يسمون المتفقهة ، والتزم بشعائر الإيمان طوائف يسمون الأصوليين والمتكلمين ، وترامى إلى الإحسان طوائف يسمون المتصوفة ، فمتى كان المتفقه منكراً لصدق أحوال الصوفية لما لعله يراه من خلل في أحوال المتصوفة فقد تسنن بسنن اليهودية ، ومتى كان المتصوف غير مجل للفقهاء لما لعله يراه من خلل في أحوال المتفقه فقد تسنن بسنن النصارى ، وكذلك حال المتكلم بين الفرقتين لأيهما مال ، وإنما أئمة الدين الذين جمع الله لهم إقامة معالم الإسلام وإيمان أهل الإيمان وشهود أهل الإحسان ، تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله فتأتم بهم الصوفية ، وتظهر أنوار قلوبهم على ظلم المتشابهات فيأتم بهم أهل الإيمان ، وتبدو في أعمالهم معالم الإسلام تامة فيأتم بهم أهل الإسلام { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } [ الفرقان : 63 ] « أفضل الناس مؤمن في خلق حسن وشر الناس كافر في خلق سيىء » فأولو الفرقان جامعون ومستبصرون فمن اقتصر على ظاهر وأنكر باطناً لزمته مذام اليهود فيما أنزل من القرآن فيهم بحسب توغله واقتصاره ، ومن اقتصر على باطن دون ظاهر لزمته مذام النصارى فيما أنزل من القرآن فيهم .

وقال البقاعي في قوله تعالى [ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآَتَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ] الحديد (27)

وذكر ابن برجان تنزيل هذا الحديث الذي فيه « لتتبعن سنن من كان قبلكم » فذكر أن أصحاب عيسى عليه السلام عملوا بعده بالإنجيل حتى قام فيهم ملك بدل كتابهم ، وشايعه على ذلك روم ويونان ، فضعف أهل الإيمان ، فاستذلوهم حتى هربوا إلى البراري ، وعملوا الصوامع وابتدعوا الرهبانية ، وكذلك كان في هذه لتصديق الحديث الشريف فإنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعه خلفاؤه بإحسان ، فلما مضت الخلافة الراشدة تراكمت الفتن كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد البلاء على المتمسكين بصريح الإيمان ، ورجم البيت العتيق بحجارة المنجنيق وهدم ، وقتل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما واستبيحت مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ، وقتل خيار من فيها فرأى المسلمون العزلة واجبة ، فلزموا الزوايا والمساجد وابتنوا الروابط على سواحل البحر وأخذوا في الجهاد للعدو والنفوس ، وعالجوا تصفية أخلاقهم ولزموا الفقر أخذاً من أحوال أهل الصفة ، وتسموا بالصوفية وتكلموا على الورع والصدق والمنازل والأحوال والمقامات فهؤلاء وزان أولئك - والله الموفق .اهـ

ما نقلناه يدلك على أن البقاعي كان لا يهاجم التصوف كتصوف ولكن يهاجم ما لا يدركه عقله وحاله من كلام عمر بن الفارض الملقب بسلطان العاشقين والشيخ محيي الدين بن العربي فتأمل . ] [ 1 ]

وهذا يعني أنه لم يقصد بكتابه الذي ألفه عن الشيخ الأكبر الطعن في التصوف كمنهج وفي الصوفية ككل ، كما يحاول الوهابية توصيل ذلك للناس .

هامش

[1] منقول من كتاب { يس } إعداد وتأليف السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود صبيح من هوامش ( صـ 74 ، 75 ) .[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 11, 2008 12:01 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14604
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
- موقف أئمة المسلمين من كتاب البقاعي

فقد تصدى للرد عليه الإمام العلامة الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالة بعنوان : تنبه الغبي بتبرئة ابن عربي فأجاد وأحسن ، فجزاه الله خيرا

وهاكم أحبتي في الله هذه الرسالة - من مشاركات الأخ الفاضل البتار -

[web]http://www.msobieh.com/akhtaa/viewtopic.php?p=13417&highlight=%CA%E4%C8%C6%C9+%C7%E1%DB%C8%ED#13417[/web][/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 7 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 5 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط