اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am مشاركات: 14604 مكان: مصـــــر المحروسة
|
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;] [I][align=justify] تقديم نلاحظ في هذه الأيام أن فرق المرتزقة من الوهابية ومن سار على دربهم لا يتركون موقعا أو مجلسا أو إجمالا أي مناسبة وأي مكان إلا وجعلوه ساحة لنشر أباطيلهم وضلالاتهم .
ومن أشد ما يجتذب الطغام الوهابية ليجعلوه بضاعتهم التي يروجون لها التطاول على السادة الصوفية رضي الله عنهم .
حتى إن المرء ليعجب أشد العجب من نفس التكرار الممل لنفس التعليقات ونفس النقول ونفس الموضوعات بنفس درجات التفاهة والسطحية .
أرى ذلك كلما تصادف ووقع تحت يدي مؤلف من مؤلفاتهم , أو شاء القدر بدخول أحد مواقعهم على شبكة المعلومات , أو عاقبني الحق سبحانه وتعالى ببعض ما جنت يداي فابتلى بأحدهم فأرى في هذا المخلوق من بلادة الذهن وثقل الذات وسخافة العقل والحمق ما يجعلني أردد : الحمد لله الذي عافني مما ابتلى به كثيرا من خلقه .
ومما يزيد من شدة البلاء أنهم كلما تسامعوا إلى موضع ما لم يتلوث بسمومهم إلا وتسارعوا فيما يشبه التنافس فيما بينهم أيهم يفوز ويحرز قصب السبق في بث أطنان الكلمات والأفكار العفنة في هذا الموضع .
ومن خلال متابعاتي لعمليات التدليس والتزوير المنظم الذي يقومون به , وقلبهم للحقائق في موضوع التصوف والصوفية , فقد لاحظت أنهم يعتمدون في هذا الجانب على :
1- تقريرات علمائهم وأئمة مذهبهم التي بها هجوم على التصوف وعلى السادة الصوفية .
2- بعض تقريرات تنسب لبعض العلماء في حق أشخاص بعينهم , فيقومون بتعميمها على الكل .
3- استخدام بعض مالم يثبت صحته أو ماتم دسه على السادة الصوفية في الهجوم عليهم .
4- كتاب : تلبيس إبليس للحافظ ابن الجوزي .
5- إخفاء – عن عمد وعن جهل – لحقيقة السادة الصوفية كما تبرزها شهادات أئمة الأمة .
فأحببت أن أضع في هذا الموضوع ردا وتوضيحا مختصرا على تلك الأكاذيب والمفتريات وأسأل الحق جل وعلا التوفيق والسداد
1- الرد على تقريرات علمائهم وأئمة مذهبهم التي بها هجوم على التصوف وعلى السادة الصوفية.
هذه النقول والتقريرات لا يعتد بها وليست ذات قيمة , إذ أنها قد صدرت من أئمة مذهب ضال مخالف لثوابت الأمة يتبنى التكفير والإرهاب كمنهج للدعوة .
فمابين عقيدة التجسيم وتكفير المتوسلين بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتكفير المتوسلين بالأولياء الصالحين , وما بين التطاول والتبديع والتكفير لأئمة المسلمين من أهل السنة والجماعة " السادة الأشاعرة والماتريدية " , وما بين الأخطاء الفقهية , والتهجم على علم الحديث , مابين هذا كله تجد القيمة الحقيقية لأئمة هذا المذهب الضال .
وللتفصيل انظر هذه الروابط :
viewforum.php?f=8
viewtopic.php?t=2468&start=0
أتباع هذا المذهب يتبعون في ضلالهم المدعو " محمد بن عبد الوهاب " وقد أفتى أئمة المسلمين في عصره ومن بعدهم بأنه من أئمة الضلال ومن الخوارج ودونك ما قاله في حقه كل من :
الأمام ابن عابدين – الإمام أحمد بن زيني دحلان – الشيخ سليمان بن عبد الوهاب – الشيخ محمد بن حميد – الإمام يوسف النبهاني – الإمام محمد بخيت المطيعي – الإمام محمد زاهد الكوثري .
وللتفصيل انظر هذا الرابط
viewtopic.php?t=2668
فإذا كان هذا هو أصل المذهب , فإن كل ما نتج عنه لا قيمة له ولا يعتد به كونه منهجا مباينا لمنهج أهل السنة والجماعة , مضادا له , وإن حدثت له في أيامنا هذه عمليات من التلميع والتجميل , وإبراز منتسبيه وأئمته ومنظريه في صورة الأئمة المجددين , ولكن كل هذا لايغني عن الحق شيئا , وليس أكثر من وضع طلاء للشفاه على وجه خنزير .
فلا يصح أن يستدل بما يصدر من هؤلاء من فتاوى , ولا يقبل ما يقال عنهم .
2- الرد على بعض تقريرات تنسب لبعض العلماء في حق أشخاص بعينهم , فيقومون بتعميمها على الكل .
ثم نرى بعد ذلك من الوهابية العجب العجاب , نراهم يأخذون بعض أقوال صدرت عن بعض أهل العلم في أشخاص بعينهم , ثم يعممونها على السادة الصوفية ككل . والغريب في الأمر والذي يدل على الجهل والتخبط والاستغفال المتأصل لدىالوهابية , أنهم في استدلالاتهم تلك قد يستدلون بمن هو في عقيدتهم ووفق مذهبهم الضال , كافر مشرك لأنه مجيز للتوسل أومبتدع ليس من أهل السنة والجماعة لأنه من السادة الأشاعرة , كما يفعلون مع الحافظ ابن حجر العسقلاني .
فيستدلون برأي له في الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي , ويتبجحون ولايستحون وهم يرددونه , مع العلم أن الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني ممن يجيزون التوسل والاستغاثة بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله للرفيق الأعلى وقد صحح حديث مالك الدار في فتح الباري ( 2 / 495 – 496 ) .
وأجاز شد الرحال لزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كما في فتح الباري شرح صحيح البخاري (3 / 66 ) كما وأنه على عقيدة أهل السنة والجماعة المخالفة لمذهب الوهابية , لذلك صدرت عن أئمتهم رسائل وكتب توضح الأخطاء العقائدية بزعمهم الموجودة في فتح الباري . وكما قال عنه ابن عثيمين في كتابه : لقاء الباب المفتوح أنه – أي الحافظ ابن حجر ليس من أهل السنة والجماعة في مسألتي الأسماء والصفات . وواحدة مما سبق كفيلة كي تسقط عدالته عندهم ولكنهم قوم أهل توقح وسفاهة .
وكما فعلوا مع الإمام العلاء البخاري يظهرون ما قاله عن الشيخ الأكبر , مع أن للإمام العلاء البخاري كتابا بعنوان : الرد الوافر على من زعم أن ابن تيمية شيخ الإسلام كافر .
وبالطبع معلوم علم اليقين منزلة ابن تيمية لدى الوهابية .
ثم لماذا لايلتزمون برأي الإمام العلاء البخاري في إمامهم ابن تيمية , كما هو الحال مع تصديقهم له فيما قال في حق الشيخ الأكبر .
ثم تراهم إكمالا لأباطيلهم يذكرون أراء العلماء التي قالوها في أشخاص بعينهم ثم يعممونها على المجموع , مع أن قائليها ما قصدوا بها إلا هؤلاء الأشخاص فقط وليس عموم السادة الصوفية .
ثم يتعامون بعدها ولا يعيرون أي انتباه لمن رد على هذه الأقوال التي صدرت في حق بعض الصوفية .
فلماذا يتعامون عمن قال بإمامة وولاية الشيخ الأكبر- ورد على من قال بعكس ذلك - مثل :
الإمام الفيروزآبادي – الإمام السيوطي – الإمام العز بن عبد السلام – الإمام ابن حجر الهيتمي – الإمام اليافعي – الإمام ابن عطاء الله – الإمام التاج السبكي – الإمام زكريا الأنصاري – الإمام السعد التفتازاني - الإمام المناوي– الإمام ابن عابدين
فكل هؤلاء الأئمة الأعلام وسموا الشيخ الأكبر بالعلم والولاية ودافعوا عنه وأنزلوه قدره الذي هو أهل له .
وللاستزادة ارجع أخي القارئ إلى المراجع التالية تجد ما يسرك
" رسالة تنبيه الغبي " للإمام السيوطي
" الفتاوى الحديثية " للإمام ابن حجر الهيتمي .
" رد المحتار " للإمام ابن عابدين .
" الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية " للإمام المناوي عند ترجمته للشيخ الأكبر
3- الرد على استخدام بعض مالم يثبت صحته أو ماتم دسه على السادة الصوفية في الهجوم عليهم .
واستمرارا لمسلسل الكذب والافتراء والتوقح الوهابي تجد أنهم يتصيدون ما دسه إخوانهم من أهل الكذب والبهتان على السادة الصوفية فيقومون بنشره وإذاعته ويقدمونه للسذج والبسطاء تحت عنوان عقائد الصوفية .
وهم في ذلك مازالوا يسيرون على طريقهم طريق الكذب والبهتان والتدليس .
فهل هذا الهراء المدسوس على السادة الصوفية الذي مازالوا يهللون حوله ورد في كتب الصوفية المعتمدة , وأقر أئمة الصوفية سلفا وخلفا أن هذه هي عقيدتهم التي يدينون بها ؟!!! كلا وألف كلا , فالسادة الصوفية قد أظهروا عقائدهم والتي هي عقيدة أهل السنة والجماعة , وكيف لا وأمثال الإمام القشيري والإمام ابن فورك والإمام الباقلاني مع كونهم أئمة ورؤسا في العقائد وأصول الدين , كانوا كذلك أئمة للتصوف والصوفية .
وقد ذكر الإمام القشيري عقيدة السادة الصوفية في مقدمته لرسالته في التصوف , فهل ذكر فيها ما يتصايح وينهق به الوهابية من تخرصات وأباطيل دسها إخوانهم من أهل الكذب والبهتان على السادة الصوفية ؟!!!
ومما مازال يروج على عقول الوهابية من أكاذيب وتخرصات , ما تعرض له بعض تراث الإمام الشعراني من دس وتحريف , مع أنه أقر بوقوع دس في بعض كتبه وكان مازال على قيد الحياة .
ومع أن أئمة المسلمين قالوا بإمامته وبراءته مما دس عليه , إلا أن الوهابية بسخافتهم المعهودة مازالوا في واد وما ذكرنا في واد آخر .
وللاستزادة عن موضوع الدس والتحريف في تراث الإمام الشعراني , ولمعرفة المزيد عن عقيدة الصوفية عقيدة أهل السنة والجماعة , انظر على هذا الرابط المبحث الخاص بالإمام الشعراني :
viewtopic.php?t=2265
4- كتاب : تلبيس إبليس للحافظ ابن الجوزي .
ثم تأتي بعد ذلك محاولات الوهابية لإيهام غيرهم بأن ضلال وكفر الصوفية وكأنه أمر معلوم من الدين بالضرورة , ولتثبيت ذلك يحاولون أن يجدوا سندا وتأصيلا لأباطيلهم من تراث الأمة وكأنهم يقولون أن ضلال الصوفية – حاشاهم من ذلك – شيء قديم ولسنا وحدنا من يقول بهذا.
فتراهم يسعون دائما لنشر كتاب " تلبيس إبليس " للحافظ ابن الجوزي .
ومع هذا الكتاب إخوتي في الله لنا وقفة .
- فالكتاب ألفه الحافظ ابن الجوزي كما قال في مقدمته ( صـ 6 , 7) للآتي :
" فرأيت أن أحذر من مكايده – يقصد اللعين إبليس – وأدل على مصايده , فإن في تعريف الشر تحذيرا من الوقوع فيه ...... , وقد وضعت هذا الكتاب محذرا من فتنته ومخوفا من محنه وكاشفا عن مستوره , وفاضحا له في خفي غروره . " اهـ
- وقد قسمه كما أشار ثلاثة عشر بابا منها :
- في ذكر تلبيسه على العلماء في فنون العلم
وذكر في هذا الباب ( صـ 110 , 128 ) وتحت هذا العنوان :
ذكر تلبيسه على القراء ذكر تلبيس إبليس على أصحاب الحديث ذكر تلبيس إبليس على الفقهاء ذكر تلبيسه على الوعاظ والقصاص ذكر تلبيسه على أهل اللغة والأدب ذكر تلبيس إبليس على الشعراء ذكر تلبيس إبليس على الكاملين من العلماء
يظهر من ذلك أنه تكلم عن جميع أهل العلم – حتى الكاملين من العلماء - , وما يعتقد أنهم وقعوا فيه من أخطاء ناتجة عن تلبيس إبليس عليهم , ولم يخص الصوفية وحدهم .
فلماذا لا يتهجم الوهابية بوقاحتهم المعهودة على هؤلاء أيضا . [1]
عند مطالعة الكتاب تجد فيه إنصافا في كثير من المواضع للسادة الصوفية , كما تجد استشهاده بأقوال بعضهم تعضيدا لرأيه في مختلف فصول الكتاب .
[ نقد ابن الجوزي للصوفية في هذا الكتاب هو في الحقيقة نقد للدخلاء عليهم المتشبهين بهم في المقام الأول , ثم نقد لما تراءى له في القوم مما يختلف فيه مع بعضهم .
ابن الجوزي الذي يحتج به في رفض الصوفية هو الذي صنف في مناقبهم موسوعته الرائعة " صفة الصفوة " في أربعة مجلدات وقلد مشاهير الصوفية أعلى الأوسمة ووصفهم بأكرم الصفات والمآثر في تراجم شخصياتهم العديدة كالإمام الجنيد والعارف الشبلي وسيدي أبي يزيد البسطامي والسيدة رابعة العدوية وسيدي ذى النون المصري رضي الله عنهم أجمعين . ] [ 2]
ومع ذلك كلام ابن الجوزي في مآخذه على السادة الصوفية يعارضه ويرده شهادات أئمة الأمة المحمدية للسادة الصوفية - سترد في نهاية البحث إن شاء الله – وهي شهادات لائمة أجلاء منهم الكثير ممن هو أعلى كعبا وأرسخ قدما من ابن الجوزي , وهم أئمة المسلمين وجماهير العلماء العاملين , أفنترك قولهم إلى قول زل به صاحبه ؟! .
كما أن كتاب تلبيس إبليس في نظر العلماء لا يلبس هذه الحلة القشيبة التي يكسوه بها لوهابية .
فدونك ما ذكره عنه الإمام سلطان العلماء العز بن عبد السلام حيث قال في كتابه تفليس إبليس ( صـ38 ) :
" وبعد فإني لما اطلعت على كتاب تلبيس إبليس رأيته بئس الجليس , فإنه يشتمل على تنقيص أولياء الله والقدح في علو مراتبهم وزكي مناصبهم , وإيهام أن الشيطان يسلط عليهم إغواء وإضلالا !!
والله تعالى يقول : " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " فليت الواقع فيهم والناقد عليهم تأدب بما تأدب به إبليس معهم حيث قال : " فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين " .
علم أن لله تعالى عبادا لا يخلص إليهم , وأصفياء لايصل إليهم , وعبادا لا يسلط عليهم , وهو أقل مقدارا , وأذل اقتدارا وأخفض منارا أن يجول في مجال الرجال أو يطول في ميدان الأبطال . " اهـ
وانظر فيما قاله أيضا الإمام اليافعي عن كتاب تلبيس إبليس , فقد قال في كتابه " نشر المحاسن " :
[ وقد بلغني أن ابن الجوزي عفا الله تعالى عنا وعنه صنف كتابا سماه تلبيس إبليس تكلم فيه على شيوخ الصوفية وطريقتهم وزعم أن إبليس لبس عليهم , ولم يدر أنه هو الذي لبس عليه في كلامه هذا وهو لا يشعر , والعجب كل العجب منه في إنكاره على سادات ما بين أوتاد وأبدال وصديقين عارفين بالله تعالى محققين , ملأوا الوجود كرامات وأنوارا ومعارف وحكما وأسرارا .
يعدون إقبال الناس عليهم ليلا وإدبارهم عنهم نهارا , يفرون طول دهرهم من نفوسهم ومن الخلق و الشيطان والدنيا إلى الله تعالى فرارا , قد صفوا بواطنهم من شوائب الكدر , واستوى عندهم الذهب والمدر والمدح والذم والشدائد والنعم , بل يعدون نعمة الدنيا منعا وبلاء والشدة عطاء ورخاء , أعرضوا في بداياتهم عما سوى الله فحصلوا في نهايتهم من فضل الله ما لا يعلمه إلا الله .
فما ظنه بقوم ضبطوا أنفاسهم مع الله سبحانه وتعالى فشغلهم طول دهرهم مراقبته , يقول الصغير منهم : وقفت على باب قلبي عشرين سنة ما جاز به شيء لغير الله إلا رددته , فلو أنه لاقى واحدا من تلامذتهم الصغار في ميدان الحرب والإنكار لكان يدري إذا ما انكشف الغبار أتحته فرس أم حمار!!
هذا وهو يطرز كلامه بحكاياتهم وينمق بضاعته بمحاسن صفاتهم , فهلا أخلى كتبه من ذكرهم إخلاء عاما ولا يكون ممن يحل ذلك عاما ويحرمه عاما !!
أما علم أن أعلام العلماء الصالحين لم يزالوا قديما وحديثا يعتقدون طائفة الصوفية ويزورونهم ويتبركون بمجالستهم ودعائهم وآثارهم ويحترمونهم ويجلسون بين يدي الواحد مهم كما يجلس الصبي بين يدي المعلم ويتأدبون معهم .
كالإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام سفيان الثوري والإمام ابن سريج والإمام ابن فورك وإمام الحرمين والإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي والإمام عز الدين بن عبد السلام والإمام تقي الدين بن دقيق العيد والإمام محيي الدين النووي رضي الله تعالى عنهم وغيرهم ممن لا يحصى من المتقدمين والمتأخرين في حكايات مشهورات .] اهـ كلام الإمام اليافعي
هذا ما يخص كتاب : " تلبيس إبليس " , فماذا عن كاتبه الإمام ابن الجوزي ؟
هل وفقا لمقاييس الوهابية هو من الأئمة الموثوق في عقلهم ونقلهم ؟
أو بمعنى آخر : ما هو موقف الحافظ ابن الجوزي من أساسيات الفكر الوهابي ؟
1- العقيدة .
2- التوسل .
3- التبرك .
فأقول وبالله التوفيق : للمتكثرين بالحافظ ابن الجوزي في تطاولهم على السادة الصوفية إليكم مايلي:
1 - بالنسبة للعقيدة :
فعقيدة الحافظ ابن الجوزي مخالفة ومباينة كل الاختلاف والتباين لعقيدة الوهابية , فله حملات وحملات على المجسمة أمثال : أبو يعلى المجسم , الذي يعتبر من أئمة الوهابية في العقائد .
فابن الجوزي على عقيدة التنزيه للباري جل وعلا عقيدة أهل السنة والجماعة من السادة الأشاعرة .
وما عليك أخي القارئ إلا مطالعة كتاب : " دفع شبهة التشبيه " للحافظ ابن الجوزي الذي هتك فيه أستار المجسمة المنتسبون ظلما وزرا لعقيدة السلف .
ثم لتعلم بعدها علم اليقين أنه في نظر الوهابية وطبقا لنظرتهم للأشاعرة إما مبتدع أو جهمي أو ليس من أهل السنة والجماعة أو ممن كفرهم أهل السنة بزعمهم الباطل .
وسيزداد عجبك كيف بعدها يحتجون به على السادة الصوفية وهذا هو حاله عندهم , مع أنه في العقائد يسير مع جمهور الأمة , ولكن ذلك بالطبع مخالف لمذهب الوهابية .
2- بالنسبة للتوسل فيكفي أن نذكر أن الحافظ ابن الجوزي ذكر في بدية كتابه : " الوفا بالتعريف بفضائل المصطفى " في الباب الأول في ذكر التنويه بذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من زمن آدم عليه السلام حديث توسل سيدنا آدم بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على سبيل الاحتجاج .
وبوب فيه باب –( 2 / 801 ) تحت عنوان :
باب الاستسقاء بقبره صلى الله عليه وسلم
بل هو نفسه توسل قائلا : بحق محمد صلى الله عليه وسلم " زاد المسير ( 4 / 253 )
بل ونقل توسلات الكثير والكثير من أعلا م الأئمة في مؤلفاته كما في صفة الصفوة والمنتظم فليرجع لها من شاء [3]
وما عليك أخي القارئ إلا مطالعة ما ذكرت لك من مصادر لتعلم علم اليقين أن الحافظ ابن الجوزي في نظر الوهابية وطبقا لنظرتهم للمتوسلين ما هو إلا قبوري ضال مشرك شركا أكبر مخرجا من الملة لأنه حسب زعمهم الباطل قد أشرك فيما يسمونه توحيد الألوهية
وسيزداد عجبك كيف بعدها يحتجون به على السادة الصوفية وهذا هو حاله عندهم , مع أنه في موضوع التوسل يسير مع جمهور الأمة , ولكن ذلك بالطبع مخالف لمذهب الوهابية .
3- التبرك
ويكفي في إظهار مخالفة الحافظ ابن الجوزي لما عليه الوهابية من جهل وغباوة في موضوع التبرك , أن أورد هذا النص من كتابه : صيد الخاطر ( 242 ) حيث يقول :
[ وليجعل خلوته أنيسه والنظر في سير السلف جليسه وليكن له وظيفة من زيارة قبور الصالحين والخلوة بها .] اهـ
وزيادة وإمعانا في فضح سخافة وغباوة الوهابية أورد الآتي :
– ففي المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي ( 5 / 346 ) : " أخبرنا ابن ناصر قال أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قال سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول سمعت جعفر الخلدي يقول : كان بي جرب عظيم فتمسحت بتراب قبر الحسين فغفوت وانتبهت وليس عليّ منه شيء " اهـ
وانظر إلى ابن الجوزي ماذا يقول عن جعفر الخلدي في المنتظم ( 14 / 119 ) : " سافر كثيرا وسمع الحديث الكثير وروى علما كثيرا , روى عنه الدارقطني وابن شاهين وخلق كثير وكان ثقة صدوقا دينيا , حج ستين حجة . " اهـ
وما عليك أخي القارئ إلا مطالعة ما ذكرت لك من مصادر لتعلم علم اليقين أن الحافظ ابن الجوزي في نظر الوهابية وطبقا لنظرتهم لمن يتبرك ويتمسح بأضرحة الصالحين ما هو إلا قبوري ضال . وسيزداد عجبك كيف بعدها يحتجون به على السادة الصوفية وهذا هو حاله عندهم , مع أنه في موضوع التبرك يسير مع جمهور الأمة , ولكن ذلك بالطبع مخالف لمذهب الوهابية .
ولكن ما العجب في ذلك ؟ وهل ننتظر غير هذا من أهل البدع والأهواء ؟
فها هم يأخذون زلة عالم ويتركون أقوال العشرات بل المئات الآخرين ممن سترد شهاداتهم في حق السادة الصوفية .
وهم في موقفهم هذا كالذي في قلبه زيغ فيتتبع متشابه القرآن ويترك محكمه .
وياليت الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى وفقا لمذهبهم من الأئمة أو العلماء .
ولكننا إذا أجرينا عليه قواعدهم الباطلة فسيكون مجرد قبوري ضال وأشعري مبتدع ليس من أهل السنة.
ثم يتبجحون بعدها ويستشهدون بكلامه يتكثرون به , ولم لا طالما أن هذا سيخدم باطلهم .
حقا إنها الوقاحة والاستخفاف بالعقول في أبشع صورة .
يتبع إن شاء الله
هوامش
[1] الحقيقة أن الوهابية لم ينج من تكفيرهم وتبديعهم أحد , فما بين الاتهام بالردة وغلبة وعودة الناس للجاهلية , ومابين الابتداع في العقائد , وتكفير المتوسلين والصوفية , وما بين اتهام العلماء بأنهم من اسباب ذلك , مابين ذلك كله تجد أن الأصناف السابق ذكرها لم ينج منها أحد وفقا لأكاذيب الوهابية .
[2] من كتاب : بحار الولاية المحمدية في مناقب أعلام الصوفية للأستاذ الدكتور جودة أبو اليزيد المهدي ( صـ 7 )
[3] وقد ذكر السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود السيد صبيح جملة وافرة من هذه التوسلات في كتابه : أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته "
[/align][/B][/cell][/table][/center]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|
|