كثيراً ما نسمع من خوارج العصر الوهابية ومن لف لفهم الاحتجاج بقوله تعالى {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} يوسف (106) في معرض تكفير الغير وخاصةً تكفيرهم لأهل السنة والجماعة عند مناقشة أحدهم في مسألة فقهية كالتوسل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أوبالصالحين بعد انتقالهم للرفيق الأعلى ، أو عند الحديث في أحد المسائل العقدية التي شذ بها الوهابية الخوارج وانضافوا إلى من سبقهم من المجسمة والمشبهة.
واستدلال الوهابية الخوارج ومن لف لفهم بهذه الأية الكريمة لهو خبط عشواء ومن باب الدجل العلمي واستغفال الغير بمفهوم مخالف لفهم جمهور الأمة.
لأنه على التحقيق هم أولى بهذه الأية من غيرهم في عصرنا الحاضر ، فهي منطبقة عليهم تمام الانطباق.
فمما قاله أهل التفسير في معنى هذه الأية الكريمة قول حبر الأمة وترجمان القرآن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنها إنما أنزلت في المشبهة.
وقد حاز الوهابية الخوارج ومن لف لفهم قصب السبق في مضمار التشبيه والتجسيم في عصرنا الحاضر ، ودونك أخي القارئ ما تعج به أقسام هذا المنتدى المبارك من موضوعات تشد بعضها بعضاً تقرر ذلك ، فطالع أخي في الله قسمي العقائد وكشف الشبهات تجد تحقيق ومصداق ما قلته للك.
وفي هذه العجالة أعرض ما نقله أئمة التفسير من معنى هذه الأية الكريمة على لسان حبر الأمة وترجمان القرآن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كشفاً وتبياناً للوهابية الخوارج ودجلهم العلمي.
- قال الإمام النيسابوري في تفسيره (4/405) : [وعن ابن عباس : هم الذين يشبهون الله بخلقه.]اهـ
- قال الإمام القرطبي في تفسيره (9 / 272 ، 273) : [وقال ابن عباس : نزلت في تلبية مشركي العرب : لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك وعنه أيضاً أنهم النصارى وعنه أيضاً أنهم المشبهة آمنوا مجملاً وأشركوا مفصلاً.]اهـ
- قال الإمام الرازي في تفسيره (1/2568) : [وعن ابن عباس رضي الله عنهما هم الذين يشبهون الله بخلقه.]اهـ
- قال الألوسي في تفسيره (13 / 67) : [وعن الحبر أنهم المشبهة آمنوا مجملاً وكفروا مفصلاً.]اهـ