بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ... وبعد
كنت مع أحد الأشخاص .. بينى وبينكم .. بيروح وييجى .. بيحب التصوف .. لكن باب الأعذار عنده مفتوح لابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب .. زى كتير من المحبين لكن – كما يقول الحبيب المبارك سيدى الدكتور محمود – فيه فيروس .
فكان معاه نص فيه حكاية جميلة أوى .. عن ابن أبى زيد القيروانى العلامة الكبير المالكى .. لكن معلش .. اسمحوا لى قبل ماأحكى الحكاية .. أقول لكم مين هوه ابن أبى زيد القيروانى .
قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (17/10-13) فى ترجمة ابن أبي زيد القيروانى : ( الإمام العلامة القدوة الفقيه، عالم أهل المغرب، أبو محمد، عبد الله بن أبي زيد، القيرواني المالكي، ويقال له: مالك الصغير. وكان أحد من برز في العلم والعمل. قال القاضي عياض : حاز رئاسة الدين والدنيا، ورحل إليه من الأقطار ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه، وهو الذي لخص المذهب، وملا البلاد من تواليفه . وقيل : إنه صنع " رسالته " المشهورة وله سبع عشر سنة. وكان مع عظمته في العلم والعمل ذا بر وإيثار وإنفاق على الطلبة وإحسان ) انتهت ترجمته .
يعنى دا راجل من الصالحين والعلماء الكبار .. أما الحكاية .. فقد حكاها الذهبى فى نفس ترجمته لابن أبى زيد القيروانى ... قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (17/13) :
( وقيل : إن محرزا التونسي أتي بابنة ابن أبي زيد وهي زمنة – يعنى عندها مرض مزمن مستعصى - ، فدعا لها، فقامت، فعجبوا، وسبحوا الله، فقال : والله، ما قلت إلا : بحرمة والدها عندك اكشف ما بها. فشفاها الله. قلت – القائل الذهبى - : وكان رحمه الله على طريقة السلف في الاصول، لا يدري الكلام، ولا يتأول، فنسأل الله التوفيق ) انتهى النقل .
معلش مرة تانية ... والله ... علشان يعرف المتمسلفة والخوارج .. أن أقوالنا – بفضل الله – موثقة .. دا لو كان عندهم هداية .
أرجع وأقول .. دى ترجمة بسيطة وسريعة عن الولى الصالح محرز التونسي .
قال القاضى عياض فى ترتيب المدارك (2/35-36) : ( سيدي محرز العابد رحمه الله تعالى وغفر له هو أبو محمد محرز بن خلف ابن أبي رزين التونسي، المعروف بالعابد. خاتمة صلحاء علماء إفريقية. كان متقشفاً فاضلاً، زاهداً في الدنيا، مجانباً لأهلها، مستجاب الدعوة.
ذكر أن أهل تونس لما قتلوا الروافض، القتلة المعلومة، وحدثوا أن محرزاً شيخهم حملهم عليه، وطهر الأرض منهم، ورفعت القصة الى باديس أمير إفريقية، حنق على التونسيين، وعزم على القصد لهم، وقال: تكون الأرض، ولا تكون تونس. فبلغ الخبر أهل تونس، فجزعوا له. وفزعوا الى شيخهم محرز، وأخبروه ما بلغهم بأنفسهم، وقال لهم: بل تكون الأرض ولا باديس، فأخذ في الدعاء عليه. فأخذ باديس ذبحة أتت عليه، وأراح الله تعالى منه ) انتهى وذكر الشيخ محمد بن محمد بن مخلوف فى شجرة النور الزكية (2/202- 203) أنه من نسل أبي بكر الصديق، من كبار الزهاد، تهافت عليه الناس للتبرك به وسماع كلامه، توفي سنة 413هـ . أرجع معاكم مرة ... نمرة كام ياترى ... آه .. المرة التالتة .. لصاحبى إياه ..
قال لى : شوف الذهبى بيتبرك إزاى بالصالحين .. يعنى راجل متصوف ..
قلت له : تمام .. تعالى أوريك نص جابه الذهبى .. ياريت تفهموا لى ..
قال لى : العفو .. قلت له : لأ .. بجد .. تعالى نقرأه سوا . فنقلت له كلام الذهبى .. وها هو ذا :
قال الذهبى فى سير أعلام النبلاء (11/212) ترجمة الإمام أحمد بن حنبل : ( ومن آدابه : قال عبدالله بن أحمد : رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فيضعها على فيه يقبلها. وأحسب أني رأيته يضعها على عينه، ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به. ورأيته أخذ قصعة النبى صلى الله عليه وسلم فغسلها في حب الماء ، ثم شرب فيها . ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه.
قلت – القائل الذهبى - : أين المتنطع المنكر على أحمد ، وقد ثبت أن عبدالله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ويمس الحجرة النبوية، فقال : لا أرى بذلك بأسا. أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع ) انتهى
قلت له : تفتكر قصده مين الذهبى بالكلام ده ( أين المتنطع المنكر على أحمد ، وقد ثبت أن عبدالله سأل أباه عمن يلمس رمانة منبر النبي صلى الله عليه وسلم ، ويمس الحجرة النبوية، فقال : لا أرى بذلك بأسا. أعاذنا الله وإياكم من رأي الخوارج ومن البدع ) ؟؟!!!
طبعا .. ما ردش .. وسرح .
قلت له : على فكره .. معايا نقل تانى ... عن العلائى , نقله عنه الزين العراقى .. تعالى نشوفه قال لى : ماشى
قلت له : النقل ده من عمدة القارى شرح صحيح البخارى للبدر العينى (8/82-85) – طبعة مصطفى البابى الحلبى – القاهرة. قال الإمام بدر الدين العينى الحنفى رحمه الله تعالى فى (باب ما ذُكِرَ فِى الحَجَرِ الأسْودِ) :
وقال شيخنا زين الدين – يعنى العراقى - وأخبرنى الحافظ أبو سعيد بن العلائى قال: رأيت فى كلام أحمد بن حنبل فى جزء قديم عليه خط ابن ناصر وغيره من الحفاظ أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبى صلى الله تعالى عليه وسلم وتقبيل منبره، فقال: لا بأس بذلك. قال: فأريناه للشيخ تقى الدين بن تيمية فصار يتعجب من ذلك ويقول: عجبت , أحمد عندى جليل يقوله . هذا كلامه أو معنى كلامه. وقال – القائل العراقى - : وأىّ عجب فى ذلك , وقد رويناه عن الإمام أحمد أنه غسل قميصا للشافعى وشرب الماء الذى غسله به، وإذا كان هذا تعظيمه لأهل العلم فكيف بمقادير الصحابة وكيف بآثار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ! ) انتهى النقل من عمدة القارى .
رجعت لصاحبنا .. وقلت له : عرفت ياترى هو مين اللى قصده الذهبى بالكلام ؟؟!!!
ولا نروح نسأل المفتش كرومبو .... سكت صاحبنا .. وما حطش منطق .
وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وعظم وشرف وكرم
|