عَقِيدَة_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي !
كَلاَمُ_ابْن_تَيْمِيَّة_الحَرَّانِي_فِي_تَقْرِيرِ_بِدْعَة_التَّجْسِيمِ_وَالتَّكْفِيرِ 13!
قَالَ ابْن تَيْمِيَّة الحَرَّانِي (728هـ): ((وَكَذَلِكَ أَيْضًا لَوْ [أَيْ: الله] قَبِلَ التَّفَرُّق وَالـمَرَض، وَنَحْو ذَلِكَ مِنَ التَّغَيُّرَاتِ وَالاِسْتِحَالاَتِ، الَّتِي هِيَ مُقَدِّمَات العَدَمِ وَالفَنَاءِ وَأَسْبَابه، لَمْ يَكُنْ حَيًّا قَيُّومًا صَمَداً، وَاجِب الْوُجُودِ بِنَفْسِهِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الأُمُور: تُوجِبُ زَوَال مَا هُوَ دَاخِلٌ فِي مُسَمَّى ذَاتِهِ، وَعَدَم ذَلِكَ مِـمَّا هُوَ: صِفَةٌ لَهُ أَوْ #جُــــــــزْءٌ، وَلَوْ زَالَ ذَلِكَ لَـمْ تَكُن ذَاتهُ وَاجِبَة الوُجُودِ))(1)
الْتَّعْقِيب:
قَالَ الحَرَّانِي: ((وَكَذَلِكَ أَيْضًا لَوْ [أَيْ: الله] قَبِلَ التَّفَرُّق وَالـمَرَض، وَنَحْو ذَلِكَ مِنَ التَّغَيُّرَاتِ وَالاِسْتِحَالاَتِ، الَّتِي هِيَ مُقَدِّمَات العَدَمِ وَالفَنَاءِ وَأَسْبَابه، لَمْ يَكُنْ حَيًّا قَيُّومًا صَمَداً، وَاجِب الْوُجُودِ بِنَفْسِهِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الأُمُور: تُوجِبُ زَوَال مَا هُوَ دَاخِلٌ فِي مُسَمَّى ذَاتِهِ)) يَعْنِي: أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ نِسْبَة الأَمْرَاض وَالآفَات وَغَيرهَا مِنَ هَذِهِ التَّغَيُّرَاتِ وَالأُمُورِ الْعَدَمِيَّةِ إِلَى الْبَارِي جَلَّ وَعَزَّ، لأَنَّ القَوْل بِجوَازِهَا عَلَيْهِ تَعَالَى يَقْضِي بِجَوَازِ الْعَدَمِ وَالْفَنَاءِ عَلَى مَا هُوَ دَاخِلٌ فِي (#مُسَمَّى!) الذَّاتِ العَلِيَّةِ؟! فَيَتَوَجَّبُ إذًا، تَنْزِيه البَارِي عَنْ هَذِه النَّقَائِصِ لأَنَّهَا تَسْتَلْزِمُ الْعَدَم وَالْفَنَاء!
وَلَكِنْ: مَاذَا يَقْصِدُ ابْن تَيْمِيَّة بِلُحُوقِ الْفَنَاءِ وَالْعَدَم بِـ: (#مُسمَّى!) الذَّاتِ العَلِيَّة؟!، اسْتَمِعْ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُول بَعْدَ مَا سَبَقَ مُبَاشَرةً: ((وَعَدَم ذَلِكَ مِـمَّا هُوَ: صِفَةٌ لَهُ أَوْ #جُـــزْءٌ، وَلَوْ زَالَ ذَلِكَ لَـمْ تَكُن ذَاتهُ وَاجِبَة الوُجُودِ)) إذًا: عَدَم مَا هُوَ دَاخِلٌ فِي (#مسَمَّى!) الذَّاتِ العَلِيَّة لَيْسَ مَعْنَاهُ عِنْدَ هَذَا الرَّجُل إِلاَّ: #أَوَّلاً: عَدَمُ صِفَاتِهِ تَعَالَى... #ثَانِيًا: فَنَاءُ (#أَجزَائِهِ!) تَعَالَى؟!
فَالْـمَخْلُوق يَمْرض وَقَدْ يَفْقِدُ يَدَهُ أَوْ رِجْلَهُ أَوْ غَيْرهَا مِنْ أَجْزَائِهِ عِنْدَمَا يَتَعرَّضُ لِلآفَاتِ وَالأَسْقَامِ وَمِنْ هُنَا كَانَ: مُـمْكِن الْوُجُود، وَلَكِنَّ الْخَالِق -عِنْدَ ابْن تَيْمِيَّة- لاَ يَجُوز عَلَيْهِ مِثْل هَذِهِ الأُمُور العَدَمِيَّة لأَنَّهَا وَكَمَا سَبَقَ فِي الْـمَخْلُوقِ تَسْتَلْزِمُ إِتْلاَف (#أَبْعَاضِهِ!) وَ(#أجْزَائِهِ!) جَلَّ وَعَلاَ؟! فَهُوَ سُبْحَانَهُ وَاجِب الوُجُودِ وَلَيْسَ كَالْـمَخْلُوقِ، فَلاَ يَجُوزُ عَلَيْهِ تَعَالَى أَنْ يَفْنَى (#بَعْض!) ذَاتِهِ؟! وَهَذَا تَصْرِيحٌ مِنْ هَذَا الـمُشَيَّخِ عَلَى الإِسْلاَمِ بِنِسْبَةِ: (#التَّجَزِّي!) لَهُ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيراً؟!
وَاللهُ الْـمُوَفِّق ______________ (1) بَيَانُ تَلْبِيس الـجَهْمِيَّة فِي تَأْسِيسِ بِدَعِهِم الكَلاَمِيَّةِ لاِبْنِ تَيْمِيَّة الـحَرَّانِي (1/299)، تَحْقِيق: مَجْمُوعَة مِنَ الـمُحَقِّقِينَ، النَّاشِر: مُجَمَّع الـمَلِك فَهْد لِطِبَاعَة الـمَصْحَف الشَّرِيف-الـمَمْلَكَة العَرَبِيَّة السُّعُودِيَّة، الطَّبْعَة الأُولَى: 1426هـ
_________________ أغث يا سيدى وأدرك محبا يرى الأقدار تضربه سهاما لكل قضية أعددت طه بغير شكية يقضى المراما أيغدرنا الزمان وأنت فينا معاذ الله يا بدر التماما (ﷺ)
|