السلام عليكم
اسمحوا لي احباءي في الله ان اقدم لكم هده القراءة في حواز التوسل بالانبياء واولياء الله
فانا لست بعالم ولا بفقيه وانما عبد من عباد الله يرجوا رحمه الله
اليك اخي الشاب هده الدلائل ربما تجد فيها ما يثلج صدرك
جواز التوسل بالأنبياء والأولياء
الإشراك، التوسل و الوسيلة
مما يحز في النفوس حزنا ويملأ القلب أسى أن نرى في زماننا من ينكرون بديهيات في الدين يعلمها كل مسلم باق على صفاء الفطرة الإسلامية، ولم يتلوث بخلطة أولئك الذين وصفهم رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله الذي رواه البخاري في صحيحه: (سيخرج في آخر الزمان حداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية ولا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة).
فمن أبرز صفاتهم أنهم يجادلون في دين الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير مثاله إنكارهم لما أجمع عليه أهل السنة من التوسل إلى الله تعالى بسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وبالأولياء والصالحين. فهم يشنعون ويبدعون و يكفرون من يتوسل إلى الله بأنبيائه وأوليائه وتكفيرهم لمن خالفهم. فقد روى البخاري في صحيحه أن ابن عمر- رضي الله عنهما- كان يراهم شرار خلق الله. وقال إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين. فموضوع هذه الرسالة هو بيان مشروعية التوسل بسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وبغيره من الأنبياء والأولياء والصالحين.
فلنبدأ بشرح ثلاثة ألفاظ لها علاقة بالموضوع وهي لفظ الإشراك، التوسل والوسيلة.
فالإشراك : معناه اعتقاد وجود شريك مع الله تعالى في الألوهية وهو كفر بالله لأنه جحد بوحدانيته والإشراك الذي حصل من المشركين الذين ذمهم القرآن هو عبادتهم للأصنام أو الأوثان أو الملائكة أو الأنبياء بناءا على اعتقادهم فيهم أنهم شاركوا الله في الألوهية وأن لهم تأثيرا في إيجاد الأشياء وخلقها أو التصرف فيها بحكم الاستقلال عن إذن الله تعالى ولذلك ترى القرآن في معرض الرد عليهم يقرر دلائل وحدانية الله وانفراده بالألوهية وأنه ليس له شريك وأنه المنفرد بالخلق والفعل.
أما لفظ التوسـل: فمعناه التقرب، يقال: توسل إلى فلان بكذا إذا تقرب إليه بشيء والتوسل إلى الله معناه التقرب إلى الله والتسبب في حصول المطلوب ليس من الشرك في شيء لأن المشركين قالوا عن معبوداتهم ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) الزمر3 فرد عليهم الحق عز وجل في قوله: (قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلا)ً الإسراء56 لأنه ليس لهم قدرة على الخلق والإيجاد. والمتوسل لا يعبد من يتقرب به ولا يعتقد فيه أنه قادر على الخلق والإيجاد وإنما يعتقد أن تلك الوسيلة سبب يحصل عنده المطلوب بخلق الله وفعله كما هي عقيدة أهل السنة في الأسباب أن الله تعالى يخلق ويفعل عند السبب لا بالسبب.
فأما لفظ الوسيلة: فلها معاني كثيرة ذكرت في كتب التفسير عند قوله تعالى: (وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَة) المائدة35. فمن معانيها أنها الحاجة كما فسرها ابن عباس ومنها المحبة كما فسرها بن زيد ورواه ابن جرير في تفسيره منها المنزلة والدرجة كقوله عليه الصلاة والسلام : (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة) الحديث رواه مسلم في صحيحه، ومن معاني الوسيلة أنها كل شيء يوصل إلى المقصود أي استعمال كل شيء فيما أوجده الله من أجله مثلا: الله هو الرزاق وجعل السعي وسيلة حصول الرزق والله هو المشبع وجعل الطعام وسيلة الشبع والله هو الهادي وجعل الرسل والعلماء وسيلة الهداية والله هو الرحيم وجعل الأنبياء والأولياء والصالحين من أسباب رحمته ووسائل حصولها كما قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) الأنبياء107 وقال: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ) الأنفال33 وقال في الحديث القدسي: (إني لأهم بأهل الأرض عذابا فإذا نظرت إلى عمار بيوتي والمستغفرين بالأسحار صرفت عذابي عنهم) رواه البيهقي عن أنس رضي الله عنه.
وعلى هذا يكون التوسل بالأنبياء والأولياء وهم من نعم الله على الناس ما هو إلا استعمال لنعم الله فيما خلقها من أجله أي بمعنى الشكر لله، وقد أمرنا بشكر من أجرى نعمه علينا بسببهم فقال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك) لقمان14.
ومن معاني الوسيلة أيضا المسألة والقربة كما رواه ابن جرير عن السدي، وما التوسل والتقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح لقضاء الحوائج إلا توسل إلى نعم الله بنعم الله. وكذلك التوسل بالعبد الصالح، فالعبد الصالح نعمة من نعم الله، فالتوسل بالعبد الصالح كالتوسل بالعمل الصالح لكونهما من خلق الله تعالى ونعمه، ولكون المتوسل بالعبد الصالح متوسلا بعمل هذا العبد الصالح الذي نال مقام القرب من ربه واستوى في ذلك علم التوسل به أو عدمه وحياته أو موته لأن الفاعل في الحالتين هو الله وحده، ومن قال إن المتوسل به يجب أن يكون حيا أو أن يعلم بمن توسل به فقد سقط في الشرك الخفي لأنه كأنه أثبت الفاعلية والخلق والإجابة للمخلوق المتوسل به ومعلوم أنه لا فعل ولا خلق إلا لله وحده، وكما ينبغي التفريق بين التوسل والشرك كذلك ينبغي التفريق بين دعاء العبد ودعاء الله.
فالدعاء: معناه النداء وطلب الإقبال يقال: دعا فلانا إذا ناداه طالبا إقباله عليه ومنه قوله تعالى: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً) النور63 ويقال: دعا الله إذا ناداه بابتهال وخضوع ودعاء الله هو عبادته لحديث: (الدعاء هو العبادة) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح كما رواه أبو داود في سننه والنسائي وابن ماجه عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما. إذ أن العابد بصلاة أو حج متذلل خاضع والداعي الله تعالى متذلل خاضع
أنواع الوسيلة
قد اتضح مما قدمناه معنى كل من الإشراك والتوسل والوسيلة والدعاء فلا يصح إيرادها في لفظ واحد كما يعبر الجاهلون عنها جميعا بلفظ الإشراك كما لا يصح رمي المسلمين بالكفر لتوسلهم إلى الله بالأنبياء والأولياء لأن المسلمين لم يعبدوا من توسلوا بهم ولا اتخذوهم آلهة مع الله تعالى فلا علاقة أصلا بين عبادة المشركين لآلهتهم من أصنام غيرها وبين توسل المسلمين إلى الله بأنبيائه وأوليائه، إذ لو كان التوسل إشراكا لما فعله النبي عليه الصلاة والسلام ولما أجمعت عليه طوائف أهل السنة.
هذا وإن للوسيلة أنواع فهناك:
ـ الوسيلة بالمكان: وهي زيادة أجر الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بالمدينة والمسجد الأقصى و كتخصيص الحج بمكة المكرمة فهي وسيلة لزيادة الثواب والقرب من الله تعالى. وهناك:
ـ الوسيلة بالزمان: وهي أن ليلة القدر خير من ألف شهر والليالي ذات الفضل وكيم الجمعة والساعات التي يقبل فيها الدعاء وغير ذلك من الأوقات التي هي وسيلة للثواب والقرب من الله تعالى. وهناك:
ـ الوسيلة بالعمل الصالح: كما ثبت في الحديث المشهور حديث الثلاثة الذين آووا إلى الغار فانغلق عليهم فتوسلوا إلى الله بأعمالهم الصالحة ففرج الله عنهم وخرجوا. وهناك:
ـ الوسيلة بالعبد الصالح: وهي على نوعين:
ـ أولا: أن تتوجه إلى الله سائلا إياه قضاء حاجتك واستجابة دعائك بمن تريد أن تتوسل به.
ـ ثانيا: أن تتوجه إلى الوسيلة مباشرة طالبا منه أن يباشر طلب قضاء حاجتك بما يقدر عليه مما أعطاه الله من فضل وخصوصية كما فعل سيدنا سليمان عليه السلام مع وزيره الذي عنده علم من الكتاب فأتى بعرش بلقيس قبل أن يرتد إليه طرفه.
وهذا النوع من التوسل هو موضوع هذه الرسالة فلنركز على التوسل بسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام خصوصا عند غيبة جسمه الشريف لأنها هذه هي نقطة الاختلاف بيننا وبين خوارج زماننا فنقول: الأحكام الشرعية لها أصول ثلاث:
القرآن والسنة والإجماع، فما هي أدلة مشروعية التوسل في كل من هاته الأصول؟
الأدلة القرآنية
الدليل الأول: قال تعالى في الآية 89 من سورة البقرة:
(وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ)
ذكر الألوسي في تفسيره (روح المعاني) عن ابن عباس رضي الله عنهما:
(إن اليهود كانوا إذا اشتد الحرب بينهم وبين المشركين أخرجوا التوراة ووضعوا أيديهم على موضع ذكر النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا: اللهم إنا نسألك بحق نبيك الذي وعدتنا أن تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا اليوم على عدونا فينصرون) وقد ذكر هذا الأثر ابن كثير في (البداية والنهاية) والبيهقي في دلائل النبوة والحافظ السيوطي في (الباب النقول في أسباب النزول) وكلهم عن ابن عباس وهذا هو رأي غالبية المفسرين وعظمائهم الذين يوثق بهم ويعتمد على رواياتهم، وانظر ما قاله البغوي في تفسيره عند هذه الآية.
الدليل الثاني : قال تعالى في الآية 64 من سورة النساء:
(وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً).
كما قال تعالى في الآية 06 من سورة الأحزاب:
(النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِم).
فالمجيء لسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام والاستغفار عنده واستغفاره لهم وسيلة لازمة ضرورية لقبول الله توبة عباده ورحمته بهم. ولم تذكر الآية بأن هذا خاص بحياته عليه الصلاة والسلام وما لم يخصص يؤخذ على إطلاقه كما أن ولايته عليه الصلاة والسلام للمؤمنين مطلقة في حياته وبعد انتقاله للرفيق الأعلى. وثمة آثار كثيرة في السنة وفي حياة الصحابة والتابعين تثبت امتداد أمر هاتين الآيتين إلى ما بعد وفاته عليه الصلاة والسلام فقد ذكر القرطبي في تفسيره عن علي كرم الله وجهه أنه قال: (قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وحثا على رأسه من ترابه فقال: قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله فيك: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ) الآية وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفرلي، فنودي من القبر أنه قد غفر لك.
وقد ورد في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام: (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت لكم) قال الحافظ الغماري وهو من كبار نقاد أهل الحديث روى هذا الحديث البزار بإسناد جيد والحافظ العراقي وصححه الحافظ الهيثمي والجلال السيوطي والشهاب القسطلاني ورواه إسماعيل ابن إسحاق القاضي في كتاب الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام من حديث بكر بن عبد الله المزني مرسلا بإسنادين صحح أحد هما الحافظ ابن عبد الهادي المقدسي، وله مع هذا طرق كثيرة منها ما أخرجت الحارث في مسنده وابن سعد .
وأخرج البيهقي في ) دلائل النبوة ) عن مالك الدار ـ وكان خازن عمر رضي الله عنه ـ قال: (أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجاء رجل إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله عليه الصلاة والسلام في المنام فقال: آت عمر فأقرأه السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك الكيس الكيس، فأتاه الرجل فأخبره، فبكى ثم قال: (يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه) وإسناد هذا الحديث صحيح كما ذكره ابن كثير في (البداية والنهاية) ورواه أيضا ابن أبي شيبة.
وعن أوس بن عبد الله قال:( قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا قبر النبي عليه الصلاة والسلام فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال: فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق) وقد روى هذا الأثر الحافظ الدارمي في باب ما أكرم الله تعالى به نبيه بعد موته من كتاب السنن وإسناده لا بأس به كما ذكره الحافظ الغماري في(إتحاف الأذكياء)
الدليل الثالث: قال تعالى في الآية من سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَة) وقد مر ذكر شرح الوسيلة سابقا فهي سؤال الله تعالى والتقرب إليه بنعمه وأعظم نعمة وأكمل رحمة هو سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن اتبع هديه من الأولياء والعلماء، فإن قيل الوسيلة هي الإيمان والعمل الصالح فنقول إن توسلنا بسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وآله هو عين توسلنا بإيماننا به وبرسالته وبأعماله الصالحة التي اتبعناه فيها ولا يخالف في هذا أحد من أهل السنة حتى ابن تيمية يقر باستحباب التوسل بالإيمان برسول الله عليه الصلاة والسلام وبمحبته وإتباعه كما هو مبسوط في رسائله.
وقد قال العلامة الفقيه أحمد الصاوي، وهو من أعلام المالكية في حاشيته على تفسير الجلالين عند شرحه للآية السابقة: (وابتغاء الوسيلة ما يقربه إليه مطلقا ومن جملة ذلك محبة أنبياء الله وأوليائه والصدقات وزيارة أحباب الله وكثرة الدعاء وصلة الرحم وكثرة الذكر وغير ذلك فالمعنى كل ما يقربكم إلى الله فالزموه واتركوا ما يبعدكم عنه إذا علمت ذلك فمن الضلال البين والخسران الظاهر تكفير المسلمين بزيارة أولياء الله زاعمين أن زيارتهم من عبادة غير الله كلا بل هي من جملة المحبة في الله التي قال الله تعالى فيها: (وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَة) انتهى حاشية الصاوي وراجع أمثال هذه المعاني، وإن شئت ما ذكره الشيخ إسماعيل حقي في تفسيره(روح البيان) عند شرحه للآية السابقة.
وفي أحد المراجع الفقهية للمالكية وهو كتاب (سراج السالك لشرح أسهل المسالك) للفقيه عثمان بن حسنين برى الجعلي المالكي بعد النص الآتي عند شرح البيت.
(وأسأل الله بجاه أحمد وآله الغر بلوغ مقصدي) يقول: (وفي نهج السعادة قال عليه الصلاة والسلام : "توسلوا بي وبأهل بيتي إلى الله فإنه لا يرد من توسل بي وبأهل بيتي إلى الله فإنه لا يرد من توسل بنا" ... وفيه جواز الإقسام على الله بخواص عباده من الأنبياء والأتقياء، لما في الكتاب العزيز من قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَة) المائدة35 وفي ذلك إشارة للرد على من منعها بشبه واهية جدا) .
الأدلة السنيــة
الدليل الأول: وردت عدة أحاديث تصرح بأن سيدنا آدم عليه السلام، بعد أن أصاب الخطيئة توسل إلى الله تعالى بسيدنا ومولانا رسول الله عليه الصلاة والسلام فغفر الله له: فقد أخرج المنذر في تفسيره عن الحسين بن علي -رضي الله عنهما- حديثا طويلا حول هذه القصة جاء فيه دعاء آدم عليه السلام: (اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي) قال الحافظ الغماري: رجال هذا الحديث ثقات. وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه والبيهقي في دلائل النبوة والطبراني في الصغير وأبو نعيم وابن عساكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب بحق محمد إلا غفرت لي قال له وكيف عرفت محمدا قال: لأنك لما خلقتني بيديك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك قال: صدقت يا آدم ولولا محمدا ما خلقتك) ذكر هذا الأثر الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى) في باب خصوصيته عليه الصلاة والسلام بكتابة اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت. كما روى مثل هذا الحديث العلامة أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي في كتابه (الوفا في فضائل المصطفى) عن ميسرة الفجر رضي الله عنه، وفيه قوله عليه الصلاة والسلام عن آدم وحواء: (واستشفعا باسمي إليه) وقد أجاد في تقرير معاني هذه الأحاديث وأمثالها الإمام الحافظ تقي الدين السبكي في رسالته: ( التعظيم والمنة في لتؤمنن به ولتنصرنه) وهي مطبوعة في فتاويه، كما أن للإمام السبكي كتابا شافيا جمع فيه أحاديث جيدة كثيرة فيما يخص التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام و الاستشفاع به وزيارته في المدينة سماه (شفاء السقام في زيارة خير الآنام).
الدليل الثاني: حديث الشفاعة المشهور الذي رواه البخاري في صحيحه وغيره حين يشفع عليه الصلاة والسلام في جميع الخلائق يوم القيامة وقد يقول ضيق الفهم: إن الشفاعة غير الوسيلة فنجبه: بل الشفاعة هي أعظم مظهر للوسيلة إذ بالشفاعة ينقذ رسول الله عليه الصلاة والسلام العباد من العذاب ومن النار ومن الشقاء ويدخلهم في الراحة الأبدية والجنة والسعادة بإذن الله تعالى له إظهارا لكرامته وعظم قدره ومقداره ولكونه أعظم وسيلة وأكمل رحمة لجميع العالمين ألا ترى إلى قوله عليه الصلاة والسلام فيما يصف من شأن المقام المحمود:(حتى إن إبراهيم خليل الرحمن يحتاج إلي في هذا اليوم) روى هذا الحديث الإمام الحافظ الحكيم الترمذي في كتابه (ختم الأولياء) وارجع إن شئت إلى الآثار النبوية الخاصة بالشفاعة في صحيحي البخاري ومسلم وفي كتاب السنن وفي مسند ابن حنبل وفي كتاب الشريعة للآجري وغيره من كتب الشمائل المحمدية والعقائد.
الدليل الثالث: الحديث الذي رواه الطبراني في معجمه الكبير والأوسط ورواه أبو نعيم في الحلية والديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس بإسناد حسن أنه لما ماتت فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنهما ألبسها رسول الله عليه الصلاة والسلام قميصه وكفنها ببرد فوقه ودخل في قبرها قبل وضعها فيه وقال: (الله الذي يحمي ويميت وهو حي لا يموت اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والانبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين).
فانظر قوله عليه الصلاة والسلام: (بحق نبيك والانبياء الذين من قبلي) ترى جواز التوسل بالأنبياء الأموات.
الدليل الرابع: الحديث الذي ورد فيه دعاء الخروج إلى الصلاة وجاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك) والتوسل بحق السائلين فيه عمم المسلمين الأحياء والأموات، وقد قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء للغزالي بأن هذا الحديث من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه بإسناد حسن، وقال عنه الحافظ ابن حجر في تخريج الأذكار إنه حديث حسن أخرجه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة وأبو نعيم الأصفهاني فإن قيل ـ كما قال ابن تيمية في رسالته في التوسل والوسيلة إن حق السائلين عليه تعالى أن يجيبهم والحق بمعنى الوعد الثابت المتحقق الوقوع فضلا لا وجوبا كما في قوله تعالى: (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين) وكما في الحديث القدسي: (حقت محبتي للمتحابين في) وفي الحديث النبوي والخطاب لمعاذ بن جبل: (أتدري ما حق بالعباد على الله إن فعلوا ذلك ؟ فإن حقهم عليه ألا يعذبهم) فالسؤال حينئذ بالإثابة والإجابة وهما من صفات الله تعالى الفعلية والسؤال بها مما لا نزاع فيه.
فنجيب هذا القائل: إن قول المؤمن: ( أسألك يا الله بجاه رسول الله ـ أو بجاه ولي الله ـ أو أتوسل إليك هو أيضا راجع إلى التوسل بصفات الله تعالى لأن من شأن الرسول والولي أن يجيبهم الحق تعالى لقربهم منه ومحبته لهم فهم مظاهر رحمته ونعمته وحبه فالسؤال حينئذ بصفات جماله وأفعاله عز وجل والسؤال بها مما لا نزاع فيه ، هذا زيادة على أننا حين تتوسل بالرسل والأولياء وجاههم عند الله تعالى فإننا نفعل ذلك لإيماننا بهم وبوجوه إتباعهم ومحبتهم، فالسؤال حينئذ بأعمالنا وعقائدنا الصالحة والسؤال بها مما لا نزاع فيه أيضا، وفي هذا المعنى يقول العلامة محمود الألوسي البغدادي في تفسيره ( روح المعاني ) عند تعرضه لشرح قوله تعالى: (وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَة) يقول: (أنا لا أرى بأسا في التوسل إلى الله تعالى بجاه النبي عليه الصلاة والسلام عند الله تعالى حيا وميتا، ويراد من الجاه معنى يرجع إلى صفة من صفاته تعالى مثل أن يراد به المحبة التامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته، فيكون معنى قول القائل: إلهي أتوسل بجاه نبيك عليه الصلاة والسلام أن تقضي لي حاجتي: إلهي أجعل محبتك له وسيلة في قضاء حاجتي، ولا فرق بين هذا وقولك: إلهي أتوسل برحمتك أن تفعل كذا إذ معناه أيضا إلهي اجعل رحمتك وسيلة في فعل كذا، بل لا أرى بأسا أيضا في الإقسام على الله تعالى بجاهه عليه الصلاة والسلام بهذا المعنى، والكلام في الحرمة كالكلام في الجاه ...) وقال الألوسي أيضا ( إن التوسل بجاه غير النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لا بأس به أيضا إن كان المتوسل بجاهه مما علم أن له جاها عند الله تعالى كالمقطوع بصلاحه وولايته).
الدليل الخامس: الحديث الذي أخرجه أبو خيثمة في تاريخة وروى الطبراني مثله في معجمه والحاكم ورواه الترمذي بلفظ مقارب وقال: صحيح حسن غريب وهو مروي عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أّّّّن رجلا أعمى أتى النبي عليه الصلاة والسلام فقال له: (إني أصبت في بصري فادع الله تعالى لي قال
اذهب فتوضأ وصل ركعتين ثم قال: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أستشفع بك إلى ربي في بصري اللهم فشفعني في نفسي وشفع نبيك في رد بصري) وإذا كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك فرد الله عليه بصره) وقد روى مثل هذا الحديث البخاري في (تاريخه) والبيهقي في (الدلائل والدعوات) وصححه أبو نعيم في (المعرفة) عن عثمان بن حنيف أيضا، كذا قال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى فتأمل هذا الحديث تجد جواز التوسل بسيدنا رسول عليه الصلاة والسلام في جميع الأحوال بل جواز الإقسام به على الله تعالى وجواز الاستغاثة به عليه الصلاة والسلام، ولا دليل أصلا لمن جعل مثل هذا الحديث مقصورا على زمان حياته عليه الصلاة والسلام في الدنيا بل قد ثبت في سيرة الصحابة والتابعين أنهم أعادوا نفس هذا الدعاء والتوسل بعد انتقاله عليه الصلاة والسلام للرفيق الأعلى وحصلوا على مطالبهم ببركته.
فقد أخرج الحافظ جلال الدين السيوطي في الجزء الثاني من كتابه (الخصائص الكبرى) في باب (اختصاصه عليه الصلاة والسلام بجواز أن يقسم على الله به) ما نصه: (أخرج البيهقي وأبو نعيم في(المعرفة)عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان ابن عفان في حاجة وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك فقال له آت الميضأة فتوضأ ثم آت المسجد فصل ركعتين ثم قل(اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي واذكر حاجتك ثم رح حتى أروح) فانطلق الرجل وصنع ذلك ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاء البواب فأخذ بيده فادخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة فقال انظر ما كانت لك من حاجة ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته قال: ما كلمته ولكني رأيت النبي عليه الصلاة والسلام وجاءه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له: أو تصبر قال يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي فقال: آت الميضأة فتوضأ وصل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد عليه الصلاة والسلام نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيجلي لي عن بصري، اللهم شفعه في وشفعني في نفسي وقال عثمان فوالله ما تفرقنا حتى دخل الرجل كأن لم يكن به ضرر.
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام ينبغي أن يكون هذا مقصورا على النبي عليه الصلاة والسلام لأنه سيد ولد آدم وأن لا يقسم على الله تعالى بغيره من الأنبياء والملائكة و الأولياء لأنهم ليسوا في درجته وأن يكون هذا مما خص به عليه الصلاة والسلام تنبيها على علو درجته ومرتبته انتهى من الخصائص الكبرى للسيوطي.
ونشير إلى أن عز الدين بن عبد السلام هو من أكابر عظماء الشافعية وبلغ درجة الاجتهاد في الدين حتى لقب بسلطان العلماء رحمه الله لكن العديد من العلماء الآخرين جوزوا الإقسام على الله تعالى حتى بغيره عليه الصلاة والسلام من الأنبياء والأولياء وفي هذا يقول الفقيه عثمان بن حسنين برى المالكي في كتابه (سياج السالك شرح أسهل المسالك) هو من مرجع الفقه المالكي يقول في شرحه للبيت: (وأسال الله بجاه أحمد وآله الغر بلوغ مقصد ي) ما نقلناه عند ذكر الدليل الثالث من الأدلة القرآنية.
الدليل السادس: روى البخاري في صحيحة عن أنس رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: ( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا عليه الصلاة والسلام فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فسقناه، قال: فيسقون) .
وقد احتج بعض الناس بهذا الحديث كدليل على عدم جواز التوسل بالأموات من الأنبياء والأولياء، والحق أنه ليس فيه ما يدل على بتاتا.
فإن قيل: لم عدل عمر عن التوسل بالنبي إلى العباس؟
فالجواب هو: إن عمر رضي الله عنه أراد بتوسله بالعباس رضي الله عنهما أن يسن استحباب الاستشفاع بأهل الصلاح والخير وآل البيت، وأراد أن يبين أن السنة في الاستسقاء هو التوسل بالصالحين الأحياء كما فعله بعد ذلك معاوية مع يزيد بن الأسود فقد أخرج أبو زرعة الدمشقي ويعقوب بن سفيان في تاريخهما بسند صحيح أن الناس قحطوا بدمشق فخرج معاوية يستسقي بيزيد بن الأسود فسقوا، و يزيد هذا كان عابدا خشنا كما قال ابن حبان أما في غير الاستسقاء فيجوز التوسل فيه بالأنبياء والأولياء و الأحياء و الأموات كما ثبت في السنة النبوية و عند الصحابة كما مر سابقا. ثم إن توسل عمر بالعباس رضي الله عنهما هو في الحقيقة توسل بالنبي عليه الصلاة والسلام لأنه إنما توسل بالعباس لكونه عم النبي عليه الصلاة والسلام ولمكانته منه، وقد عدل عمر عن الاستشفاع بالنبي عليه الصلاة والسلام خوفا من تأخر الإجابة فيفتن الناس ويتخذ اليهود ذلك بابا للفتنة يؤيد ذلك ما رواه ابن عبد البر في الاستيعاب ما نصه: (روينا من وجوه عن عمر أنه خرج يستسقي وخرج معه بالعباس فقال : اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك عليه الصلاة والسلام ونستشفع به فاحفظ فيه لنبيك عليه الصلاة والسلام كما حفظت الغلامين لصلاح أبيهما) ثم ذكر بقية الخبر، وفي آخره فوالله ما برحوا حتى اعتلقوا الجدر وقلصوا المآزر وطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون: هنيئا لك ساقي الحرمين. انتهى.
فهذه النصوص صريحة في أن توسل عمر وغيره من الصحابة بالعباس كان لمكانته من النبي عليه الصلاة والسلام لأن الولي لم ينل ما منال من كرمة الله تعالى إلا بمتابعته للنبي عليه الصلاة والسلام كما قال البوصيري في همزيته:
و الكرامات منهم معجزات نالها من نوالك الأولياء
تنبيه على حياة الأرواح في البرزخ
أكثر الذين ينكرون التوسل بالأنبياء والأولياء الأموات يظنون أنه لا صلة بتاتا بين أهل الدنيا وبين أرواح الموتى وهم في البرزخ وهذا خطأ لأن السنة النبوية والآثار المستفيضة تكذب ظنهم هذا.
ومن أراد الإطلاع على الأحاديث النبوية في هذا الموضوع فليرجع للجزء الثاني من كتاب الخصائص الكبرى للحافظ جلال الدين السيوطي فقد خصص فيه باب سماه: (باب حياته عليه الصلاة والسلام في قبره وصلاته فيه وتوكيل ملك بقبره يبلغه السلام عليه ورده على من سلم عليه) ثم أورد نحو الخمسة عشر حديثا في الموضوع.
أما ما وقع للصحابة رضي الله عنهم حول هذا الموضوع فليرجع للكتاب القيم الذي ألفه في عصرنا المرحوم محمد يوسف الكاند هلوي وسماه ( حياة الصحابة ) ففي المجلد الثالث عقد فصولا تحت العناوين الآتية: سماعهم كلام أهل القبور ـ رؤيتهم عذاب المعذبين ـ كلامهم بعد الموت ـ إحياء الموتى ـ آثار الحياة في شهدائهم ـ فوح المسك من قبورهم ـ حفظ موتاهم ـ ......
وقد تكلم علماء الأمة وأوليائها على رؤية سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام في المنام وفي اليقظة ومن أراد التوسع في هذا الموضوع فليرجع إلى باب (فيما جاء في رؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام في المنام) في آخر كتاب الشمائل للإمام الترمذي ، وليرجع أيضا إلى رسالة (تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك) للحافظ السيوطي وهي مطبوعة مع فتاويه وليرجع إلى رسالة (تعريف أهل الإسلام والإيمان بأن النبي عليه الصلاة والسلام لا يخلو منه مكان ولا زمان) للإمام نور الدين الحلبي وقد ختمها بقوله: (وبالجملة والتفصيل فهو عليه الصلاة والسلام موجود بين أظهرنا حسا ومعنى وجسما وروحا وسرا وبرهانا ....) ومن أراد المزيد من الإطلاع على أقوال ومختلف فتاوى وتقريرات كبار العلماء عبر العصور فليراجع الباب التاسع من كتاب (سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين) للشيخ يوسف النبهاني هذا وإن للعلامة ابن قيم الجوزية تلميذ ابن تيمية ـ كتابا جيدا حول الروح وحياتها البرزخية وعنوانه (كتاب الروح) كما أن للإمام الفخر الرازي كلاما جيدا في هذا الموضوع في كتابه (المطالب العالية).
ومن المراجع الأخرى القيمة في هذا الباب ما صنفه الإمام المحدث البيهقي وهو جزء سماه: (حياة الأنبياء عليهم السلام في قبورهم) كما ذكره العلامة الفقيد المحدث تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب السبكي في كتابه (طبقات الشافعيه الكبرى) عند ترجمته للشيخ أبو الحسن الأشعري كما أورد أيضا عند ترجمته كلاما طويلا وحججا مستفيضة للإمام القشيري ـ وهو يتكلم بلسان الأشاعرة على ثبوت حياة الأنبياء في قبورهم وما يتعلق بهم ،كما أورد السبكي في نفس الترجمة قصيدته النونية في العقيدة وجاء فيها قوله:
ونبينا خير الخلائق أحمد ذو الجاه عند الله ذي السلطان
فاسأل إلهك بالنبي محمد متــــوسلا تظفــر بكل أمان
الأدلة من الإجماع
إجماع الصحابة : لم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يتوسلون بالنبي عليه الصلاة والسلام حال حياته وبعد انتقاله فحسب بل كانوا يتوسلون بآثاره وفضلاته .
فقد روى مسلم في صحيحه وأبو داوود في سننه وابن ماجه والنسائي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها أخرجت جبة وقالت : ( كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يلبسها ، فنحن نغسلها للمرضى يستشفون بها وكانوا يفعلون ذلك فيشفون ) وروى مسلم في صحيحه من طرق عديدة أن أم سليم رضي الله عنهما كانت تحتفظ بعرق النبي عليه الصلاة والسلام في قوارير فسألها عليه الصلاة والسلام عن ذلك فقالت نرجو بركته لصبياننا فقال لها : أصبت . وروى البخاري في صحيحه أن بلالا أخذ وضوء النبي عليه الصلاة والسلام والناس يبتدرون الوضوء فمن أصاب منه شيئا تمسح به ومن لم يصب أخذ من بلل يد صاحبه .
وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده وأبو يعلى والحاكم والدار قطني وأبو نعيم عن أم أيمن رضي الله عنها قالت قام النبي عليه الصلاة والسلام من الليل إلى فخارة في جانب البيت فبال فيها ، فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها فلما أصبح أخبرته فضحك وقال : إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا أبدا .
وروى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع والحلاق يحلقه وطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل.
كما ثبت في الصحيحين من طرق أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر أبا طلحة وزوجه أم سليم رضي الله عنها بقسمة شعره بين الصحابة الرجال والنساء الشعرة والشعرتين وأخرج سعيد ابن منصور وابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي وأبو نعيم أن خالد بن الوليد رضي الله عنه فقد قلنسوة له يوم اليرموك فطلبها حتى وجدها وقال : اعتمر رسول الله عليه الصلاة والسلام فحلق رأسه فابتدر الناس جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر .
قال الهيثمي : رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح فانظر كيف كان الصحابة يستنصرون بشعره عليه الصلاة والسلام ، قلت : ولذلك أصبح للشعرات النبوية ذيوع زائد في التبرك والتوسل فأصبح الصحابة رضوان الله عليهم يحفظون الشعرات الشريفة أتم حفظ وأعزه وأصبح تابعوهم يتنافسون في تحصيلها أو النظر إليها تنافسا عظيما ، فمن أراد الإطلاع بإسهاب على هذا الموضوع فليرجع للكتاب القيم المسمى : ( كشف الذعرات بوصف الشعرات ) للعلامة فضيلة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور رحمة الله والسنة مملؤة بذكر التبرك والتوسل بآثاره كلباسه وأثاثه ونعاله عليه الصلاة والسلام ومثل آثاره عليه الصلاة والسلام قميص يوسف عليه السلام الذي أرسله ليلقى على وجه أبيه فارتد بصيرا .
بل إن كثيرا من أفاضل الحافظ كتبوا كتبا في التبرك والتوسل ومدح النعال النبوية منهم الحافظ الكلاعي وابن الحاج المريني والحافظ ابن عساكر والسراج البلقيني وأبي العباس المقري وهو الذي أرثنى على جميعهم في كتابه : ( فتح المتعال في النعال ) .
التوسل باسمه صلى الله عليه وسلم
كما يتوسل بآثاره عليه الصلاة والسلام يتبرك ويتوسل بذكر اسمه فمن حديث البراء بن عازب كما في صحيح مسلم وفيه أنه عند قدومه عليه الصلاة والسلام من هجرته إلى المدينة صعد الرجال والنساء فوق البيوت وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون : يا محمد رسول الله وقد أقرهم النبي عليه الصلاة والسلام ولا يقصدون بذلك إلا التبرك باسمه فتتنزل الرحمات بذكره ومن هنا أخذ التبرك بذكر أسماء أهل بدر وغيرهم من الصالحين .
فقد أخرج ابن السني في كتابه ( عمل اليوم والليلة ) عن الهيثم بن حنش قال : ( كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخــدرت رجله ، فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد عليه الصلاة والسلام فكأنها نشط من عقال )
وروى ابن السني أيضا عن مجاهد قال : ( خدرت رجل رجل عند ابن عباس ، فقال ابن عباس رضي الله عنهما أذكر أحب الناس إليك فقال : محمد عليه الصلاة والسلام فذهب خدره ) .
وقد أورد هذين الحديثين الإمام النووي في الأذكار في باب ما يقوله إذا خدرت رجله ثم قال : وروينا فيه أي في ابن السني عن إبراهيم بن المنذر الحزامي أحد شيوخ البخاري الذين روى عنهم في صحيحه قال كان أهل المدينة يعجبون من حسن بيت أبي العتاهية :
وتخدر في بعض الأحايين رجله فإن لم يقل يا عتب لم يذهب الخدر
كما أخرج الإمام النووي أيضا في الأذكار في باب ما يقول إذا نفلتت دابته ما رواه ابن السني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : ( إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد : يا عبد الله احبسوا ، يا عبد الله احبسوا فإن لله عز وجل في الأرض حاضرا سيحبسه ) .
قال النووي قلت : حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة أظنها بغلة ، وكان يعرف هذا الحديث ، فقاله ، فحبسها الله عليهم في الحال وكنت أنا مرة مع جماعة ، فانفلتت منها بهيمة وعجزوا عنها فقلته ، فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام انتهى من الأذكار .
وقد جاء بمعنى هذا الحديث حديث آخر أخرجه الطبراني عن عتبت بن غزوان عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( إذا ضل أحدكم أو أراد عونا وهو بأرض ليس بها أنس فليقل : يا عباد الله أعينوني ثلاثا فإن لله عبادا لا يراهم ) قال الحافظ ولحديث عتبة شاهد من حديث ابن عباس أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر ، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله أعينوني ) وقال الحافظ : هذا حسن الإسناد غريب جدا أخرجه البزار
إجماع التابعين و تابعيهم
أما إجماع أئمة المذاهب وأعلام المحدثين وكبار العلماء و صلحاء الأمة على جواز التوسل بالأنبياء والأولياء أحياء وأمواتا فأمر مشهور في كتبهم وآثارهم فلنذكر منها على سبيل المثال :
إجماع المالكية: ما رواه القاضي أبو الفضل عياض في كتابه القيم : ( الشفاء ) أن الإمام مالك قال للخليفة المنصور لما أن سأله إذا دخل مسجد النبي عليه الصلاة والسلام هل يتوجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام أو إلى القبلة ؟ فقال مالك رحمه الله : وكيف تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه الصلاة والسلام !
كما روي في ( الشفاء ) أيضا عن بعض التابعين أنه قال: من وقف عند قبر النبي عليه الصلاة والسلام فتلا هذه الآية: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي ) الأحزاب56 ثم قال: صلى الله عليك يا محمد سبعين مرة ناداه ملك: صلى الله عليك يا فلان ولم تسقط له حاجة ) .
فعلماء المالكية يجوزون التوسل وذلك مشهور في كتبهم فراجعها وقد عبر عن رأيهم هذا أحد أعلامهم ومن أشدهم محاربة للبدع وهو العلامة ابن الحاج الذي ألف كتابه المشهور في تصحيح النيات ومحاربة البدع وسماه (المدخل) فقد قال في باب زيارة القبور مايلي: (وإن كان الميت المزار ممن ترجى بركته فيتوسل به إلى الله تعالى وكذلك يتوسل الزائر بالنبي عليه الصلاة والسلام بل يبدأ بالتوسل إلى الله تعالى بالنبي عليه الصلاة والسلام إذ هو العمدة في التوسل والأصل في هذا كله والمشرع له فيتوسل به عليه الصلاة والسلام وبمن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين ... ويجأر إلى الله تعالى بالدعاء عندهم ويكثر التوسل بهم إلى الله تعالى لأنه سبحانه وتعالى اجتباهم وشرفهم وكرمهم، فكما نفع بهم في الدنيا ففي الآخرة أكثر فمن أراد حاجة فليذهب إليهم وليتوسل بهم وقد تقرر في الشرع وعلم ما أولاهم الله تعالى به من الاعتناء وذلك كثير مشهور ومازال الناس من العلماء والأكابر كابرا عن كابر مشرقا ومغربا يتبركون بزيارة قبورهم ويجدون بركة ذلك حسا ومعنى...) إلى آخر ما قال رحمه الله تعالى.
إجماع الحنـابلة: أما عند السادة الحنابلة فقد ثبت في سيرة جبل السنة أحمد بن حنبل كما هو مذكور في مناقب الإمام أحمد بن حنبل لابن الجوزي ثبت أنه لما حضر عند الخليفة المعتصم خلال محنته الأليمة كان بكم قميصه ، شعرات صارت إليه من شعر النبي عليه الصلاة والسلام فسعى بعضهم ليحرق قميصه فحيل بينه وبين ذلك قال ولا أرى ذلك إلا من بركة الشعرات التي كانت في كم القميص فأنظر كيف كان الإمام أحمد بن حنبل يتوسل إلى الله ويتبرك بالشعرات النبوية الشريفة كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم الذين أوصوا بأن تدفن تلك الشعرات معهم توسلا وتبركا بها كما فعله أنس ابن مالك رضي الله عنه ورواه الحافظ ابن حجر في الإصابة أو كما فعله معاوية رضي الله عنه دفين القيروان وحققه الشيخ الفاضل محمد ابن عاشور في كتابة ( كشف الذعرات) بوصف الشعرات وقد روى ابن الجوزي في كتابه ( مناقب أحمد بن حنبل) أن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي عليه الصلاة والسلام فيضعها على فيه ويقبلها وأحسب أني رأيته يضعها على عينيه ويغمسها في الماء ثم يشربه يستشفي به ورأيته قد أخذ قصعة النبي عليه الصلاة والسلام فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها .
كما روى ابن الجوزي في نفس الكتاب أيضا أن عبد الله ابن موسى وكان من أهل السنة قال : خرجت أنا وأبي في ليلة مظلمة نزور أحمد ، فاشتدت الظلمة فقال أبي يا بني تعال حتى نتوسل إلى الله تعالى بهذا العبد الصالح حتى يضيء لنا الطريق ، فإني منذ ثلاثين سنة ما توسلت به إلا قضيت حاجتي ، فدعا أبي وأمنت على دعائه فأضاءت السماء كأنها ليلة مقمرة حتى وصلنا إليه . انتهى .
ومن أعلام الحنابلة أيضا العلامة ابن قيم الجوزية فاستمع إليه وهو يقول في كتاب ( الفوائد ) ما نصه ( أرباب الحوائج على باب الملك يسألون قضاء حوائجهم وأولياؤه المحبون له الذين هو همهم ومرادهم جلساؤه و خواصه فإذا أراد قضاء حاجة واحد من أولئك أذن لبعض جلسائه وخاصته أن يشفع فيه رحمة له وكرامة للشافع ).
أما ابن تيمية فقد شذ عن جمهور الحنابلة في رسالته في التوسل التي حاصلها أنه يجوز التوسل بالإيمان برسول الله عليه الصلاة والسلام وبمحبته ولا يجوز التوسل بذاته وشخصه وشذوذه هذا شكلي لا جوهري لأننا إذا توسلنا برسول عليه الصلاة والسلام فما ذاك إلا لإيماننا به وبمحبتنا له ولا تباعه ولكونه مظهر صفات الله الجمالية من رحمة ونعمة وفضل وهو عين ما يجوزه ابن تيمية وهو الذي يقول : ( لم تمس بنا نعمة ظهرت أو بطنت نلنا بها حظا من دين أو دنيا أو دفع بها عنا مكروها فيهما أو في إحداهما إلا ورسول الله عليه الصلاة والسلام سببها ) .
إجماع الشافعية والحنفية : أما السادة الشافعية فجميع أكابر أئمتهم مجمعون على جواز التوسل بالأنبياء والأولياء أحياء وأمواتا وقد ثبتت في سيرة الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه كان يزور قبر الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه ويصلي عنده ويتوسل إلى الله به .
وراجع إن شئت فصل التوسل بالأولياء والعلماء الصالحين من كتاب ( تاريخ بغداد ) .
للحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي بل إن لكثير من علماء الشافعية والحنفية والحنابلة والمالكية رسائل وقصائد في الإستغاثة بسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام والتوسل به وبآله .
فهذا الإمام الفقيه المحدث النووي يقول في كتابه الجليل المعروف ( بالأذكار النووية ) في فصل زيارة قبر رسول الله عليه الصلاة والسلام وأذكارها ما يلي :
( ... ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله عليه الصلاة والسلام فيتوسل به في حق نفسه ويتشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ) .
وهذا الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي يقول في كتاب آداب السفر من كتاب الإحياء ما هذا نصه : ( ويدخل في جملة زيارة قبور الأنبياء وقبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء والأولياء وكل من يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته ، ويجوز شد الرحال لهذا الغرض ولا يمنع من هذا قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي والمسجد الأقصى ) .
لأن ذلك في المساجد لأنها متماثلة بعد هذه المساجد ، ولا فلا فرق بين زيارة الأنبياء والأولياء والعلماء في أصل الفضل وإن كان يتفاوت في الدرجات تفاوتا عظيما بحسب اختلاف درجاتهم عند الله عز وجل ... ) انتهى .
وقد ذكر الحافظ أبو بكر بن المقري في مسند إصبهان قال : ( كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ في مدينة النبي عليه الصلاة والسلام فضاق بنا الوقت فواصلنا ذلك اليوم فلما كان وقت العشاء أتيت إلى القبر الشريف وقلت : يا رسول الله الجوع فقال لي الطبراني اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت فقمت أنا وأبوا الشيخ فحضر الباب علوي ففتحنا له فإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير ، فقال : يا قوم شكيتم إلى النبي عليه الصلاة والسلام فإني رأيته فأمرني بحمل شيء إليكم ) انتهى .
وأبو بكر هذا وأبو الشيخ والطبراني من جهابذة المحدثين كما هو معلوم و الآثار في مثل ما حصل لهم كثيرة جدا .
وإليك الآن عناوين بعض الكتب التي ألفها علماء الأمة في التوسل بسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وبآثاره وباسمه وبمدحه غير التي ذكرناها سابقا :
ـ حزب الاستغاثات بسيد السادات .
ـ شواهد الحق في الإستغاثة بسيد الخلق .
ـ العقود اللؤلؤية في المدائح النبوية .
ـ سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين .
وهذه الكتب الأربعة للشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني ، قصيدة الهمزية ، وقصيدة بردة المديح للشيخ محمد البــــوصيري اللذان طار وشاع صيتهما في المشارق والمغارب وتنافس العلماء في شرحهما وتلقتهما الأمة بالقبول التام
خاتمة
فمن الناس من يرى فضل الله عليه مال وصحة وجمال ودنيا عريضة ، ومن الناس من يرى أن فضل الله عليه جنة وحور وقصور ، ومن الناس من يرى أن فضل الله عليه أحوال ومقامات وكشوفات وفتوحات ، ألا وان أحسن الفضل علينا و أفضله هو سيدنا ومولانا ووسيلتنا إلى ربنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من منّ الله علينا بإرساله رحمة للعالمين وجعله بالمؤمنين رؤوفا رحيما كما قال شاعرنا قديما :
استغفر الله إلا من محبته فإنها حسناتي يوم ألقاه
( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم عين فضل الله ورحمته
منقول
اللهم لطفك ورحمتك