بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
هذه مناظرة .. بين ابن تيمية وكلامه على الحديث المروى ( على مع الحق والحق معه ) و ( يدور حيث دار ) و ( ولن يفترقا حتى يردا على الحوض ) .. وبين الحق والصواب بالأدلة .. ليرى الناس المحترمة المنصفة .. مدى تدليس ابن تيمية وتخبطه ... بس كله بالأدلة – بفضل الله - .
وسأذكر كلامه مجمعا أولا ... ثم نناقشه .. حته حته .
قال ابن تيمية فى منهاج السنة النبوية (2/167–168) فصل : قال الرافضى " ولما ذكرت فاطمة أن أباها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبها فدك "- طبعة المكتبة العلمية – بيروت - 4 أجزاء فى مجلدين - . قال ما نصه :
(( الوجه السادس : قولهم إنهم رووا جميعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " على مع الحق والحق معه " " يدور حيث دار " " ولن يفترقا حتى يردا على الحوض " من أعظم الكلام كذبا وجهلا , فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا بإسناد صحيح ولا ضعيف فكيف يقال إنهم جميعا رووا هذا الحديث , وهل يكون أكذب ممن يروى عن الصحابة والعلماء أنهم رووا حديثا , والحديث لا يعرف عن واحد منهم أصلا , بل هذا من أظهر الكذب , ولو قيل رواه بعضهم وكان يمكن صحته لكان ممكنا , فكيف وهو كذب قطعا على النبي صلى الله عليه وسلم )) انتهى النقل .
هذا نصه كاملا ... ونستعين بالله .. وبمدد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. ودلوقت .. نمسك جزئية جزئية .
1- قال ابن تيمية ( قولهم إنهم رووا جميعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " على مع الحق والحق معه " " يدور حيث دار " " ولن يفترقا حتى يردا على الحوض " من أعظم الكلام كذبا وجهلا ) .
قلنا له : ماهى علامات الكذب فى هذه الأحاديث ؟؟؟ سكت .. وماشرح لنا .. ولا قال أى علامة على كذب هذه الأحاديث
قلنا له : طيب .. معنى إنها كذب .. أن فى إسنادها كذاب أو وضاع .. فيا ترى فين الكذابين أو الوضاعين الموجودين فى الإسناد ؟؟؟ برضه .. سكت .. وما قلناش أى حاجة عن الرواة الموجودين فى الإسناد .. ولا حتى أسماؤهم .
قلنا له : يبقى كده أنت معاكش أى حجة ..وكلامك مردود ..ومجرد إدعاء وهوى .. صح يا إخوانا .
2- ثم قال (فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا بإسناد صحيح ولا ضعيف) .
قلنا له : كلامك وادعاؤك هذا معناه .. أن هذه الأحاديث لم ترد .. لا بإسناد صحيح ولا ضعيف ؟؟؟ قال : أيوه .. هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا بإسناد صحيح ولا ضعيف .
قلنا له : طيب .. إيه رأيك إنه روى بإسناد صحيح .. وروى بأسانيد ضعيفة !!! سكت .. وماردش .
قلنا له : تعالى نذكرها لك ..أما الأحاديث التى رويت بإسناد ضعيف فهى :
الأول - حديث سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا اللَّهُمَّ أَدِرْ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ ) .
أخرجه الترمذي – كتاب المناقب – باب مناقب على بن أبى طالب رضى الله عنه - وقال : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ , وَالْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ شَيْخٌ بَصْرِيٌّ كَثِيرُ الْغَرَائِبِ . والحاكم وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه . والطبرانى فى الأوسط (13/146) .وأبو يعلى فى مسنده (2/31). وأبو نعيم الأصبهاني فى معرفة الصحابة (1/380) , وفضائل الخلفاء الراشدين له أيضا (1/358) . والبزار - انظر : البحر الزخار (2 /491) . وابن عساكر فى تاريخ دمشق (30/63) و (42/448) . وسبب ضعف إسناد هذا الحديث هو المختار بن نافع , وهو ضعيف فى الرواية .. ولم يصفه أحد من العلماء بأنه وضاع .. أو كذاب , وإنما قالوا : ضعيف .. كثير الغرائب .. وترجمه ابن أبى عدى فى الكامل (6/445) ولم يذكره بجرح ولاتعديل . وقال العجلى عنه : كوفى ثقة .
الثانى - حديث أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضى الله عنها .. قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ) .
أخرجه الحاكم فى المستدرك (10 /434) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد , وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون ، ولم يخرجاه , وأقره الذهبى . وأخرجه الخطيب فى تاريخ بغداد (14/320) والطبراني فى الأوسط (11/105) والصغير (2/342) , والهيثمى مجمع الزوائد (4/141) وعزاه للطبراني في الصغير والأوسط وقال : فيه صالح بن أبي الأسود وهو ضعيف . انتهى .
وأبو سعيد التيمى واسمه دينار , ولقبه عقيصا . اختلف العلماء فى توثيقه , فقال الحاكم : ثقة مأمون. وأقره الذهبى , وذكره ابن حبان فى الثقات (4/219) , وترجمه ابن عدى فى الكامل (3/109) ولم يعلق عليه بجرح , وضعفه جماعة من العلماء . ولم يصفه أحد من العلماء بأنه وضاع .. أو كذاب .
الثالث- حديث أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضى الله عنها .. قالت : عَلِيٌّ عَلَى الْحَقِّ ، فَمَنِ اتَّبَعَهُ اتَّبَعَ الْحَقَّ ، وَمَنْ تَرَكَهُ تَرَكَ الْحَقَّ , عَهْدٌ مَعْهُودٌ قَبْلَ مَوْتِه ِ.
أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير (17/212) وأبو نعيم – كذا عزاه إليه الذهبى فى ميزان الاعتدال (4/217) وابن عساكر فى تاريخ دمشق (42/449) وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد (4/141) : رواه الطبراني وفيه مالك بن جعونة ولم أعرفه . انتهى . فهذا إسناد ضعيف .. لا أكثر .
وللعلم والتنبيه .. فسيدتنا أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضى الله عنها لم تقل هذا الكلام من عند نفسها .. ولكن سمعته من حضرة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. كما فى فى الحديث الرابع .
الرابع - حديث سيدنا سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه .. وفيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( علي مع الحق أو الحق مع علي حيث كان ) قال : من سمع ذلك ؟ قال : قاله في بيت أم سلمة , فقال : فأرسل إلى أم سلمة فسألها فقالت : قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي , فقال الرجل لسعد : ما كنت عندي قط ألوم منك الآن , فقال : ولم ؟ قال : لو سمعت هذا من النبي صلى الله عليه وسلم لم أزل خادماً لِعَلِىٍّ حتى أموت .
أخرجه البزار – كذا عزاه إليه الهيثمى فى المجمع (3 /288) وقال : فيه سعد بن شعيب ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح . فهذا إسناد ضعيف .. لا أكثر .
قلنا له : إيه رأيك ... دى أربع أحاديث ضعيفة .. ترد على قولك (لم يروه أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا بإسناد صحيح ولا ضعيف)
وكمان رواها كبار ... ومين .. سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه .. وأم المؤمنين السيدة أم سلمة رضى الله عنها .. وسيدنا سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه ..
ياترى ... عندك رد .. ولا .. لأ ؟؟ قطع نـَفَس .. وسكت .. وماردش .
قلنا له : يبقى كده .. أنت بتفترى وبتكذب أو بتدلس ..وكلامك مردود ..ومجرد إدعاء وهوى .. صح يا إخوانا .
ونوقف جلسة المناظرة ... وناخد راحة .. ونكمل المرة القادمة بمشيئة الله وصل اللهم وسلم , وعظم وشرف وكرم , حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين . سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك
|