اشترك في: السبت يناير 17, 2015 9:22 pm مشاركات: 2
|
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على امير الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد :
فقد نصت الاحاديث الشريفة عن سيدنا المهدي رضي الله عنه مما يجعل من هذا الموضوع حقيقة لا تقبل الشك ولكن في المقابل فقد وضعت حول هذه الحقيقة هالة غير حقيقية سببت الكثير والكثير من الانحرافات لدى البعض من الخلق .. اخطرها شأنا (الدخول لعالم الغيب بدلا عن الاهتمام بعالم الشهادة) بمعنى آخر الاهتمام بالغيبيات عن متطلبات الحاضر (كأن تجد احدهم يتابع كل شاردة وواردة من حديث وقول ماثور عن سيدنا المهدي وذلك من حساب متطلب آخر كقراءة القران والاذكار والاوراد والطاعات ) ومن جملة الانحرافات الذي كانت بسبب الهالة التي حفت هذا الموضوع حصرنة الحق في شخص سيدنا المهدي مما جعل الكثير من المريدين والعابدين والمسلمين يتطلعوا للحق في غير زمانهم ونسوا حظهم من الخير في ائمة الهدى في زمانهم .. ايضا تلك الهالة من الاقاويل والتاملات حول سيدنا المهدي سببت الكثير من الركون الى الامل بدلا عنه من العمل .. ناهيك عن الادعاءات والشطحات والافكار المتطرفة التي تتمخض من تلك الهالة التي شكلت حول هذا الموضوع...
نعم يا سيدي .. سيدنا المهدي حقيقة لا تقبل الشك ولكن ما لا يهم هو ما لم يقله سيدنا رسول الله عن تلك الحقيقة لما يعلمه من الخير للخلق لما يتسبب من انحرافات ذكرت الجزء اليسير منها .. ولذلك يجب ان نؤمن بما قاله سيدنا رسول الله عن المستقبل واحداثة على وجه التسليم بحقيقتها وليس من باب الاهتمام والتطرف الفكري فيها لما فيه من الانشغال عن الواجبات وعن الخالق بالخلق وشئونهم.
ومن اجل فهم ادق لهذا الموضوع فجميعنا نعرف الكثير من الحقائق عن شخصية المهدي من الاحاديث والتي جمعها لنا بعض المشائخ في الكتب ولكن البعض ينطلق من تلك الحقائق التي ستاتي الى رسم هالة كبيرة من التصورات حول سيدنا المهدي ولعدة اسباب اهمها:
1- اسباب سياسية تتخذ من الدين منطلق لها : وهذه الاسباب جعلت من بعض الفرق كالاثنى عشرية او الخوارج يعطوا تضخيما كبيرا لحقيقة سيدنا المهدي .. الفرقة الاولى تصريحا والفرقة الثانية تلميحا .. فاتجهت الاثنى عشرية للغلو في شأن سيدنا المهدي وانه الحق الحصري وهذا الحق الحصري طبعا مختفي قد فوضهم نيابة عنه فاستحلوا مسالة التضخيم لحقيقة سيدنا المهدي وهناك الفرقة الاخرى وهم الخوارج الذي ينطلقوا بين الناس كالفريق الاول لاقامة الخلافة الاسلامية كناية عن وجود الحق الحصري فيهم وفي من يتبعهم فتجدهم تلميحا لا تصريحا مستبحرين في الغيبيات والمستقبل ونسجوا حول حقيقة سيدنا المهدي الف وهم ووهم انطلاقا من المظلومية الاجتماعية والوعود التي يوزعونها على المجتمعات.
2- الجهل وكثرة الرواية والتأويل بسبب المحبة او البعد : هذا جعل الكثير ينسج القصص وينزل الامور على غير منزلها ويجمع الاقوال والاستدلالات منطلقا من محبة للرجل او بعد عن الافاضل من ال البيت الاطهار فتجد الطرفين قد نسجوا الاقاويل وشغلوا انفسهم والخلق بسيدنا المهدي كمخلص للمجتمع وللذات كما هو الحال في المسيحية ومسالة المخلص.
3- المنبهرين : وهذه تحدث عن كثير من المريدين الذين انبهروا بالانوار والاسرار فراحوا دعاة للمهدي في ذواتهم احيانا وفي مشائخهم تارة اخرى.
اي سادة .. نعم سيدنا المهدي حقيقة ولكن يجب ان لا نتجاوز الحقيقة الى الاوهام ولننشغل بما يفيد وان اظهره الله في زماننا نسئل من الله محبته وموافقته وان كان في زمن غيرنا فنؤمن بقدومه كما قال سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرساين والحمد لله رب العالمين.
|
|