هذا المقال مشاركة من السيدة الفاضلة "سكينة"
وصال خارج الأسوار وكرم المحبين رغم الأسعار.. كيف أحيا أحباب آل البيت مولد السيدة زينب؟ | معايشة
https://www.cairo24.com/1952169على أعتاب أم العواجز وقف مريدو آل البيت ابتهاجًا وفرحًا بـ مولد السيدة زينب، طالبين السماح والعفو والرضا من السيدة صاحبة الديوان سليلة آل البيت السيدة زينب، إلا أن أسوار المسجد حالت بين المحبين وزيارة السيدة المشيرة.
إغلاق مقام ومسجد السيدة زينب لم يكن جديدا أمام محبيها في مولد هذا العام، فعلى مدار 5 سنوات حرم الأحباب من الاحتفال بمولد السيدة زينب الذي يحل في الثلاثاء الأخير من شهر رجب، بزيارة المقام الشريف، ولكن ذلك لم يكن عائقا أمام المريدين الذي أتوا من كل بقاع مصر حبًا في أم هاشم.
مولد السيدة زينب
في طريقنا إلى مسجد السيدة زينب ومقام رئيسة الديوان، كان أول ما رأت الأعين هو السور الحائل بين أحباب السيدة والمقام الذي لطالما كان ملاذ المحبين ومأوى الدراويش، وجدنا الكبار والصغار الشيوخ والنساء والدراويش وهم وقوف أمام المقام رافعين الأيدي للسماء للدعاء، وسط زحام كبير أمام المقام اصطف المريدون أمام سيدة خمسينية توزع المشروبات والبليلة كعادة كل عام، ولكن من غير العادة وجود العوائق التي نغصت على هؤلاء الاحتفال بالليلة الكبيرة لمولد السيدة ولكن
لم تمنعهم.
عوائق الاحتفال لم تمنع تردد المريدين على أبواب المقام طلبا للصفح، إذ تكدس الأحباب في محيط الميدان، دون تزمر من الزحام أو غضب من التدافع، كأن ريح المحبة والطمأنينة تغشاهم، فرأينا سيدة تحمل صغيرتها التي لا تبلغ حتى 3 أعوام فيما يبدو، وتتمسك بالسوار الحديدي وتنظر لمقام السيدة وتقول يـ أم العواجز يا ستي الفاتحة والسلام ليكي.
بالاقتراب من المقام، وجدنا شابا هائما متمسكا بالسوار الأخضر وبيده السبحة والمصحف وينظر للمقام، لم نسمع حديثه من الزحام ولكن وقفته ومظهره يحكي ما مر به وما يمر به المقام، لم نبعتد عن المقام بسبب الزحام وحاولنا الابتعاد والتنقل حتى سحبتنا سيدة نحوها وقالت: خد يابني دي وادعي لي بالشفاء ولأولادي بالهداية.. خد ياولدي متخافش دي بركة، ولكن ما لفتنا في النظر إليها أربع شمعات بجانبها كعادة البعض بأنشودة دستتين شمع يا أم هاشم وذلك على الرغم من استنكار البعض.
وبين أوساط المحبين وقف أحد الأحبة متكئا بذراعه على أحد المرتكزات الأمنية أمام مدخل المسجد، يكيد لكورونا التي عطلت احتفالات المولد لمدة خمس سنوات، كما يندب التجديدات التي حالت دون الوصول، قائلًا: من بعد كورونا والأوضاع اتغيرت.. حتى الليلة غير الليالي التانية، مش حاسين بالليلة زي ما اتعودنا.. زيارتنا للسيدة زينب ليست الأولى، ومش عارفين سبب إغلاق المقام، وكان يتأجل التجديدات أو توقف في وقت المولد عشان الزوار.
الحاج كان ضمن آلاف المحبين لآل البيت ومن زوار أولياء الله الصالحي، وعاشق لمدائح التهاني وابنه والدشناوي صاحب أم العواجز، إلا أنه من ضمن الكثيرين تعجب لنقل حقل محمود التهامي باليلة الختامية لمركز شباب السيدة دون إقامته بالقرب من المسجد، ورغم ابتعاد ابن التهامي لم يمتنع حفله من أن يكون قبلة لرواد الإنشاد وأحباب آل البيت.
ارتفاع الأسعار.. نغصات للمحبين
رزق الأحباب على الله ومن يد الدراويش يجدوا طعامهم، ورغم الارتفاع الكبير في أسعار اللحم والأرز، وجدنا ساحات الخدمة مشدودة ومستعدة لاستقبال المريدين فوقف الدراويش لجذب كل من مر أمامهم لتناول الأرز والعيش واللحم والذي تنوع توزيعه بين الساحات حيث وزع البعض الأكل في أطباق بيضاء وآخرين كانوا يأخذون الأكل في رغيف عيش البعض يأخذ كيس بها لحمة وعيش وأرز.
«بركة السيدة.. ربنا ما يقطع لينا»، بتلك الكلمات قال محمد مصطفى، أحد أبناء الطرق الصوفية، الذي لم يقطع عادته منذ سنوات في إعداد نفحة المولد للمحبين وإطعامهم والجود ولو بالقليل، في ظل ارتفاع المواد الغذائية.
السكينة والطمأنينة تسكن كل قاصد لمقام الهاشمية، حيث اعتاد محمود. ح على مدار سنوات يأتي إلى مقام الشريفة للاحتفال بمولدها، يتناول النفحة من المحبين ويشتري لأطفاله الحلوى ويهديهم بعض الألعاب، إلا أنه فوجئ هذا العام بتضخم الأسعار، قائلًا: أقل وجبة بـ 110، وكيلو الحمص وصل 70 جنيه.. الأسعار زادت عن الأول، قرص المشبك أقل حاجة بـ 10 جنيه ويوصل لـ 30.
قادتنا الأقدام أو زحام الأحباب في جولتنا بين محب مجذوب وآخر أثاره الدهشة والوجد، إلى أزقة ودروب السيدة زينب، حتى وصلنا إلى حصن مركز شباب السيدة زينب، حيث يبرز محمود التهامي بين أوساط الهائمين مترنما بأناشيد للحلاج وقصيدة الإمام البوصيري، وكلما زاد التهامي ترتيلًا زاد إقبال رواد الإنشاد وأحباب آل البيت.
التهامي بأسلوبه الجديد في إنشاد قصائد الشعر الصوفي، استطاع أن يدمج نوعا من أنغام الموسيقي الغربية في إنشاده، ليجذب فئة الشباب، وظهر تجدد التهامي في احتفالية السيدة زينب مع قرب حفل التهامي على الانتهاء، ما كاد يوجد موطئ قدم في ساحة الاحتفال، فالخروج ومغادرة أوساط المريدين وحضرة التهامي كان من الصعوبات.