موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بمناسبة شهر شعبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 09, 2016 1:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6365

بسم الله الرحمن الرحيم
( لكل أجل كتاب يمحو الله م يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) صدق الله العظيم

( لكل أجل كتاب )



المراد ( بالأجل ) الوقت والزمان ، والمراد ( بالكتاب ) الحكم والقضاء . ومعنى الجملة : لكل وقت وزمان من الأووقات والأزمنة حكم معين يكتب ويفرض على العباد ، حسبما يقتضيه الستصلاحهم ، وتستدعيه حالتهم .
فقد تقتضى الحكمة الإلهية إسعاد أمة فى زمان وإشقاءها فى غيره ، وقد تقتضى الخير لزيد فى وقت ومنعه عنه فى غيره ، وقد تقتضى أن يكون للإنسان ولد فى زمان دون غيره .... ألخ
هذا وقد ذكر الحكيم الترمذى عند بيان هذا الموضوع عن شهر حوشب عن ابى هريرة قال : ( لما ارتقى موسى عليه الصلاة والسلام طور سيناء ، رأى الجبار فى إصبعه خاتما ، فقال : يا موسى ما هذا ؟ - وهو أعلم – قال : شىء من حلى الرجال ، قال : فهل عليه شىء مكتوب من أسماءى أو كلامى ؟ قال : لا ، قال : فأكتب عليه 0 لكل أجل كتاب )
ولعل الحكمة فى الأمر بكتابة هذه الجملة على خاتم موسى . أن يتذكر بها على الدوام أن الله تعالى يصدر قضاءه فى كل وقت وعلى حسب ما يناسب البشر ، حتى لا يجزع إذا أصيب ، ولا يتبرم إذا أوذى ، ولا يسخط إذا أهين ، علمامنه أن الحكمة الإلهية قضت بذلك عليه ، لنصقله وتعده لمقابلة الأحداث ، وتهيئة لمواجهة الخطوب بعزم لا يفتر ، وحزم لا يخور .

( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )


( المحو ) هو إذهاب الثر ، يقال : محوت الكتاب محوا ، أى اذهبت أثره ، ويلزم من المحو التغير والتبديل ، وهو المراد فى الآية الكريمة
( والإثبات ) هو الكتب والتدوين ، يقال أثبت فى القرطاس كذا ، إذا كتبه فيه .
والمراد ( بالأثبات ) هنا الحكم والقضاء .
فتقدير الجملة بناء على هذا – يغير الله ما قضاه على عباده فى زمان : من شقاوة أوسعادة ، ومن طول فى الأجل أو قصر ، ومن غنى أو فقر ، ومن عز أو ذل وغير ذلك ، ويثبت أضدادها حسب الحكمة المقتضية للاستصلاح
فيصير الشقى سعيدا مثلا ، والفقير غنيا ، وقصير الأجل جويللا ، والذليل عزيزا ،والحقير كريما ، وهكذا من جميع الشؤون والأحوال المحيطة بالعالم .
وغلى هذا التعميم ذهب جماعة من الصحابة والتابعين ، فقد روى عنهم أنهم كانوا يتضرعون إلى الله تعالى أن يجعلهم سعداء ، فقد روى عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال : ما دعا عبد قط بهذه الدعووات إلا وسع الله عليه فى معيشته " ( ياذا المن ولا يمن عليه ياذا الجلال والإكرام ياذا الطول لا إله إلا أنت ، ظهر اللاجين وجار المستجرين ومأمن الخائفين ، إن كنت كتبتنى عندك فى أم الكتاب شقيا فامح عنى اسم الشقاوة واثبتنى عندك سعيدا ،وإن كنت كتبتنى عندك فى أم الكتاب محروما مقترا على فى رزقى ، فامح حرمانى ويسر رزقى ، وأثبتنى عندك سعيدا موفقا للخيرات ، فإنك تقول فى كتابك الذى أنزلت ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )
وأخرج ابن جرير عن شقيق أبى وائل أنه كان يكثرر الدعاء بهذه الدعوات : اللهم إن كنت كتبتنا أشفياء فامحنا واكتبنا سعداء وإن كنت كتبتنا سعدا فأثبتنا ، فإنك تمحوا ما تشاء وتثببت

( بيان زمان المحو والإثبات )


اختلف العلماء فىزمان المحو والاثبات
فقال قوم / المحو والإثبات يكون فى ليلة القدر
وقال قوم : المحو والإثبات يكون فى ليلة النصف من شعبان
وهذ الاختلاف مبنى على اختلافهم فى تعيين الليلة المباركة المذكورة فى قوله تعالى : ( إنا أنزلناه فى ليلة مباركة )
من أوب سورة الدخان فقد قال ابن عباس وقتادة : هى ليلة القدر – وقال عكرمة وجماعة : هى ليلة النصف من شعبان واحتج الألون بوجوه :
الأول – قوله تعالى : ( إنا أنزلنا فى ليلة القدر ) قائلين : إن قوله تعالى : ( إنا أنولناه فى ليلة مباركة ) موافق له ، فيجب أن تكون الليلة المباركة هى ليلة القدر ، لئلا يلزم التناقض
الثانى – قوله تعالى : ( شهر رضمان الذى أنول فيه القرآن ) فقوله تعالى ( إنا أنولناه فى ليلة مباركة ) يجب بمقتضى الآية السابقة أن يكون المراد بالليلة المباركة فيه ليلة القدر ، لأنها فى رمضان
الثالث – قوله تعالى فى صفة ليلة القدر : ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) وقال تعالى هنا : ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) وقال تعالى فى ليلة القدر ( سلام هى ) وقال هنا : ( رحمة من ربك ) وغذا تقاربت الأوصاف وجب القوم بأن إحدى الليلتين هى الأخرى
واحتج الآخرون بوجوه :
اولها – ما أخرجه ابن ماجة عن على كرم الله وجهه قال :( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس ن فيقول : ألا من مستغفر فأغفر له ؟ ألا من مسترزق فأرزقه ؟ ألا من مبتلى فأعافيه ؟ ألا كذا حتى يطلع الفجر ) .
والثانى – ما أخرجه الترمذى عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عد شعر غنم كلب )
واقول : المراد بنزوله – جلا وعلا – نزول أمره وحكمه لأن النزول الحقيقى من صفات الحوادق وهو مستحيلل على الله .
الثالث – ما أخرجه الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يطلع الله تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لعباده إلا اثنين : مشاحن وقاتل نفس )
قالوا : فثبت من هذه الأحاديث أن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة ، لحصول المغفرة فيها ، فتكون هى المرادة فى الآية الكريمة .

( بيان الترجيح )


ورجح المفسرون القول بأن الليلةالمباركة التى فيها التغيير والتبديل ، والمحو والاثببات ، هى ليلة القدر
قال ابن العربى فى كتابه ( العارضة ) شرح الترمذى : ليس فى ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه ، لا فى فضلها ولا فى نسخ الآجال فيهان فلا تلتفتوا إليها .
وقال النووى فى صوم التطوع من شرح مسلم إن القول بأنالمراد بالليلة المباركة فى الآية الكريمة ليلة النصف من شعبان قول خطأ .
والصواب الذى قال به العلماء : إنها ليلة القدر

( بيان مكانالمحو والاثبات )


لبيان مكان المحو والاثبات نقولل :
إن كان المحو والاثبات بالنسبة لما فى صحف الملائكة فهو مسلم ، فقد تبدل السعادة التى فيها بالنسبة لشخص شقاوة ، وقد يبدل رزقه وأجله ولا مانع من ذلك ، لاتفاق الكل على أن ما فى صحف الملائكة يقبل التبديل .
وإن كانا بالنسبة إلى ما فى علم الله فغير مسلم ، لأن ما فى علم الله واحد لا يقبل التغيير والتبديل ، لأن العلم إنما تعلق بالاشياء على ما هى عليه فى نفس الأمر – وإلا لكان جهلا – وما فى نفس المر لا يتصور فيه التغير والتبديل
ولا يأبى هذا ، الأدلة الدالة على أن ما شاء الله كان ، لأن المشيئة تابعة للعلم والعلم بالشىء تابع لما عليه الشىء فى نفس الأمر ، ويشيرر إلى هذا قوله تعالى :
( وعنده أم الكتاب ) بناء على أن أم الكتاب هو علم الله ، لأن جميع ما يكتب فى صحف الملائكة وغيرها لا يقع حيثما يقع إلا موافقا لما ثبت فيه ، فهو ( أم ) لذلك ، أى اصل له .
والمشهور أن ( أم الكتاب ) هى اللوح المحفوظ قالوا : وهو أصل الكتب ، وقد التزم بعضهم بأن ما فيه لا يتغير ، وإنما التغيير فى غريه من كتب الملائكة .
والخلاصة أن التغير والتبديل ما دون فى صحف الملائكة .
إنما هو فى الفضاء المعلق ، أما القضاء المبرم هو القضاء الأزلى الموجود فى علم الله أو اللوح المحفوظ فلا تغيير فيه ولا تبديل .
ويحمل على القضاء المعلق ما أخرجه ابن مردوية وابن عساكر عن على كرم الله وجهه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقرن عينك بها ،ولأقرن عين أمتى بعدى بتفسيرها : الصدقة على وجها ، وبر الوالدين ، واصطناع المعروف ، محول الشقاء سعادة ، ويزيد فى العمر ، ويقى مصارع السوء )
نسأل الله سبحانه وتعالى أنيسعدنا ولا يشقينا ، وأن يغنينا ولا يفقرنا ، وأن يزيد فى عز الاسلام والمسلمين ، وأن يجعلنا فى كنفه وستره على الدوام وأن يجعل موسم النصف محفوفا بالخير والبركة ن والنصر والنعمة إنه على ما يشاء قدير ( عبد الرحيم قرغر البلينى الاستاذ بكلية الشريعة عام 1905 قدس الله سره )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة شهر شعبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 09, 2016 6:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7928
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة شهر شعبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 09, 2016 7:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 11012
فراج يعقوب كتب:
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة شهر شعبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 18, 2016 5:25 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10727

صورة


_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: بمناسبة شهر شعبان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 03, 2025 6:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9770
يرفع بمناسبة الشهر الكريم وكل عام وأنتم بألف خير

_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 12 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط