اللهم بارك لنا فى رجب وشعبان وبلغنا رمضان نحن وأياكم يا رب العالمين
الأخوة الأفاضل
سيدى الشريف الدكتور محمود صبيح
جميع العالمين على رفعة هذا المنتدى الكريم
أتقدم لكم بخالص التهانى بمناسبة حلول شهر شعبان المبارك
وكل عام وحضراتكم بخير وبصحة جيدة
وفى كلمة للصديق والأستاذ والمعلم الدكتور الشريف الحسيب النسيب أحمد عمر هاشم
بهذه المناسبة الكريمة
كلمة الدكتور أحمد عمر هاشم فى الأحتفال بليلة النصف من شهر
شعبان 22/11/1999م الموافق 14 شعبان 1420هـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليلة من ليالى الله المباركة ، ليللة جعلها الله تعالى من الفواصل الزمنية التى ترفع فيها الدعوات ، التى يضرع
فيها الضارعون إلى الله سبحانه وتعالى وتتفتح فيها أبواب السماء ، إنها ليلة النصف من شهر شعبان المبارك
، هذا الشهر الذى روت السيدة ( عائشة ) رضى الله تعالى عنها إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلـــــــم
كان يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيناه فى شهر أكثر صياما منه فى شعبان
وحين سئل أسامة عن سر ذلك قال صلى الله عليه وسلم : ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو
شهر ترفع فيه الاعمال إلى الله فأحب أن يرفع عملى وأنا صائم 0
شهر منح الله فيه الأمة فيه هذه الليلة وهى ليللة النصف وكما يروى الإمام الدارقطنى والإمام بن ماجة وغيرهم
بالسند الحسن عن سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :إذا كان
ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينادى عباده هل من مستغفر فأغفر له ؟ ، هل من
مسترزق فأرزقه ؟ ، هل من مبتلى فأعافيه ؟ ، هل من كذا هل من كذا حتى يطلع الفجر 0
إنها ليلة غفران الذنوب ، ليلة القبول ، ليلة التجليات والرحمات التى يمنحها الله تعالى عباده الأوبين ، التوابين
الذين يرفعون أكف الضراعة إلى رب العالمين سبحانه وتعالى من أجل ذلك كانت هذه الليلة فرصة والله يحب
من عباده ان يستغفروه وأن يتوبوا إليه فى كل وقت وفى كل حين ، لكنه يجعل من بعض الأيام والليالى فيهـــا
نفحات ( ان لربك فى ايام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها ) والتعرض لها بأعداد القلوب بالأستغفار مـــــــن
الذنوب ، فإن معاصى الناس هى سبب البلاء ، فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع بلاء إلا بتوبة ، من أجل ذلك
فإن مخلوقات الله على ظهر الأرض تضج من معصية بن آدم على ظهرها تكاد تعلن غضبها وثورتها لولا
رحمة الرحمن الرحيم سبحانه وتعالى ، وكما جاء فى الحديث ( ما من يوم ينشق فجره إلا وتنادى السماء
وتقول يارب إيذن لى أن أتساقط كثفا على ابن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك ، وتقول الأرض يارب
إيذن لى ان ابتلع بن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك ، وتقول الجبا يارب إيذن لى أن أطبق على بن آدم
فقد طعم خيرك ومنع شكرك وتقول البحار يارب إيذن لى أن أغرق بن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك
فيقول رب العزة لمخلوقاته الثائرة دعوهم 0000 دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم إنهم عبادى فإن تابوا
فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم )
من هنا نرى هذه المحطات فى مسيرة حياتنا وأعمارنا إن أكرم الأكرمين سبحانه وتعالى يعطينا مواسم
للطاعات للأوبة والتوبة والرجوع إليه سبحانه وتعالى لنغسل أنفسنا من الذنوب لنضرع إلى علام الغيوب
فى ليلة مباركة فتح فيها أبواب القبول لعباده فى ليلة خلدها التاريخ الإسلامى بهذه الذكرى التى تبين لنا
إلى أى مدى كان تسامح الإسلام حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبل تلكم القبلة بيت المقدس ستة
عشر شهرا أو سبع عشر شهرا مولى وجهه شطرها وفى هذا أختبار للأمة فى هذا تسامح فى هذا أطلالة لأهل
الكتاب لكل من فى الأرض 0
إن الإسلام دين سماحة ليس فيه شئ من الجمود ليس فيه شئ من العصبية يؤمن بجميع أنبياء الله ورسله
( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله)
هذه سماحة الدين الإسلامى ثم لما قلب وجهه فى السماء ماذا قال له ربه سبحانه وتعالى : غنه أراد أن يلبى
رغبته وأن يرضيه ما يرضيك يا حبيبى ، ماذا يرضى حبيب الله ورسوله ( قد نرى تقلب وجهك فى السماء
فلنولينك قبلة ترضاها ) أنت الذى ترضاها أنت الذى يرضيك الله أنت الذى قال الله لك ولسوف يعطيك ربك
فترضى 0 نعم أنه سبحانه وتعالى حين سجل القرآن الكريم هذا الحدث العظيم هذه الذكرى العظيمة لهذه
القبلة كان وقت يطل بالاتجاه إلى بيت المقدس إلى سماحة الإسلام 0 ي كل من فى الأرض لا جمود ولا
عضبية عندنا 0 ها هو خاتم النبيين أتجه غلى قبلة أهل الكتاب ثم لما استجاب الله إلى ما يرضى حببيبه
وأتجه إلى الكعبة المشرفة كانت الكعبة المشرفة رمزا لوحدة هذه الأمة ، الأمى التى ترنحت من ضربات
أعدائها حين لم تستجب للدعوة التى دعاها اليها ان تتوحد ولا تتمزق – أمتنا اعظم الأمم وأشرفها ، أمتنا
أقوى الأمم وأكثرها عددا وعددا ، أمتنا أكثر من خمس سكان العالم لو أجتمعوا على قلب رجل واحد لكانوا
أكبر قوة ضاربة ومؤثرة فى هذا العالم كله 0
إن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم رجا بالقرآن أن يكون أكثر الأمم تابعا ( من الأنبياء إلا أعطى من
الآيات ما مثله أمن عليه البشر وإنما كان الذى أوتيت وحيا أوحاه الله إلى فارجوا أن أكون أكثرهم تابعا
يوم القيامة ) وفعلا هو أكثر الأمم ، نحن أكثر من خمس سكان العالم لكن لنحذر ولنقف الى ما حذرنا اليه
نبينا صلى الله عليه وسلم من الفرقة والتشرزم والتمزق .,