اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6308
|
قال العلامة الشبراوى فى كتاب الأتحاف :
فى أثبات أن رأس الحسين عليه السلام مدفونة بمصر بالمسجد الحسينى بجوار خان الخليلى وهو الحرم المصرى : فمن المنبتين الامام الجليل محمد بن بشير والامام مجد الدين بن عثمان والامام الحافظ والقاضى زكى الدين عبد العظيم المنذرى والقاضى عبد الرحيم والقاضى محى الدين بن عبد الظاهر والامام تقى الدين المقريزى والامام الجليل عبد الرحمن جلال الدين السيوطى والقطب الكبير عبد الوهاب الشعرانى والامام الحافظ نجم الدين والشيخ أبو المواهب التونسى والشيخ أبو الحسن التمار العجمى والشيخ شمس الدين محمد البكرى والشيخ أبو التقى كريم الخلوتى فهؤلاء أثبتوا أن الرأس الشريفة مدفونة فى موضعها الذى يزار بمصر بجوار خان الخليلى وكذا أكد لى والدى القطب محمد الرفاعى من هيئة علماء الأزهر والمدرس بالمسجد الحسينى وشيخ علماء طنطا بالمعهد الاحمدى أنها مدفونة فى موضعها بمصر وكذا صاحب الفضيلة السيد محمد الببلاوى نقيب الأشراف حالا أثبت لى هذا وكذب كل من يقول غير هذا بعد الأدلة التى برهن عليها هؤلاء العلماء الأجلاء ( أنتهى ) ويقول الشيخ عبد المقصود محمد سالم مؤسس جماعة تلاوة القرآن الكريم فى كتابه عن الإمام احسين عليه السلام ص 147 :
وكذلك يرى الشيوخ العارفون من أهل الكشف والتجلى أن الرأس الشريف موجودد بمشهده المعروف بالقاهرة وهؤلاء يدركون هذه الحقيقة إلهاما وكشفا ، حيث يشهدون بارواحهم ، ويلتقون مع سيدنا الحسين بأشباحهم – ذلك أن العبد إذا وصل إلى مقام الشهود انكشف له الحجل وأزيحت الأستار ، فشاهد ما لم يشهد ، وابصر ما لم يبصر ، وصار يسمع بقلبه ويرى ببصيرته ويشهد بروحه .
ويقول الشيخ عبد الوهاب الشعرانى : زرت مرة رأس الحسين بالمشهد ، أنا والشيخ شهاب الدين بن الحلبى الحنفى وكان عنده توقف فى أن رأس الإمام الحسين فى ذلك المكان ، فثقلت رأسه فنام فرأى شخصا كهيئة النقيب طلع من عند الرأس وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما زال بصره يتبعه حتى دخل الحجرة النبوية فقال يارسول الله ، احمد بن الحلبى وعبد الوهاب زار قبر رأس ولدك الحسين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اللهم تقبل منهما وأغفر لهما ... ومن ذلك اليوم ما ترك الشيخ شهاب الدين زيارة الرأس الشريف إلى أن مات وكان يقول : آمنت بأن رأس الحسين هنا . وكان أستاذنا العارف بالله الشيخ عبد المقصود محمد سالم رضى الله عنه يحرص على زيارة الإمام الحسين كثيرا وفى أواخر أيامه كان يزوره كل يوم ثلاثاء فى صلاة الظهر وكان يحتفل بمولده كل عام فى دار جماعة تلاوة القرآن الكريم وكان مما رواه إنه فى أحدى زياراته قال لسيدنا الحسين رضى الله عنه السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين ، يا أمير المؤمنين فسمع جوابا صادرا من ضريحة بصوت يملأ جنبات المسجد وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . ويؤكد أستاذنا الشيخ صالح الجعفرى قدس الله سره ورضى الله عنه ( ومان يلقى دروسه فى الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة ) أنه رأى سيدنا الحسين عليه السلام أكثر من مرة فى برزخه بالمشهد الحسينى ، ويروى فى كتابه ( فضل لا إله إلا الله ) أنه فى إحدى زياراته ، وكان قد أكل سمكا مملحا وبصلا ، وجلس بجوار مقام سيدنا الحسين عليه السلام فأخذته سنة من النوم ، فرأى النبى صلى الله عليه وآله وسلم يقول له : أتأكل مثل هذا وتحضر عند ابنى الحسين ؟ وقد تحدث فضيلته عن ذلك فى قصيدته ( ورضة القلوب والأرواح التى يقول فيها :
رأيت المصطفى كالبدر يأتى يزور حسينه حينا فحينا فزوروا مثله سبطا سميا وكونوا مثل خير المرسلينا وقل يارب صل على محمد وآل محمد والمؤمنينا سلام الود من قلبى إليكم ورحمة ربنا للصادقينا
وفى كتاب تحفة الأحباب وبغية الطلاب للسخاوى قال العلماء فى كتابه التاريخ الصادر عام 1986 ص 72 ( قال ) : لقد أختلف المؤرخون فى مجىء الرأس الكريم الى القاهرة فمنهم من يؤكد مجىء الرأس الكريم ولكن السخاوى يؤكد مجىء الرأس الكريم بالتفضيل فى كتابه تاريخ مشهد الإمام الحسين عليه السلام وقد روى هذه القصة باعتباره شاهد عيان فى مجىء الرأس ونشر بقلم حسن قاسم فى مجلة الإسلام وهذا يؤكد أن الرأس الكريم قد جاءى بها إلى القاهرة بناء على ما ورد من شاهد عيان وهذا دليل قاطع قدمه لنا البحاثة حسن محمد قاسم فى مقاله فى مجلة هدى الاسلام فى ( 1936/8/5 م ) قال قيها :
أدلة على وجود رأس سيدنا الحسين بمقرها الحالى بالمشهد الحسينى
فى يوم الأحد ثامن جمادى الآخر ، أصبح الناس يتأهبون لاستقبال وفد جليل وركب الإمام الحسين عليه السلام بالقاهرة من تلك الوثيقة التى عثرعليها بين طيات الكتب لرحالة من متجول العرب زار القاهرة فى سنة 548هـ فــــــى خلافة الفائز وهى منقولة من رجلة له مخطوطة ببعض بمكاتب الأندلس بأسبانيا0 أنظر تعليق النسابة حسن قاسم الذى أثبت بالدليل القاطع على وجود رأس سيدنا الحسين بمقرها الحالى بالمشهد الحسينى
فى يوم الأحد ثامن جمادى الآخر ، أصبح الناس يتأهبون لاستقبال وفد جليل وركب مقدس يقدم عليهم من نحو بلاد الشام ، وكانوا على أختلاف أجناسهم وطوائفهم يظهرون الأسف والحزن ويتأوهون من أعماق قلوبهم ، وهناك نفر من الذين لا يبالون كانوا يقفزون ويغنون وهم فى غفلتهم هائمون وكان العقلاء ينهونهم ويؤنبونهم ويقولون لهم إن الأجدر بكم أن تبكوا وتندبوا لا أن تغنوا وتضحكوا ، وكانت علائم الحزن واللوعة بادية الأخرى ، التى يتألف من مجموعها سكان القاهرة كالأتراك والمغاربة والسودانيين والشاميين والعراقيين الذين ينسبون إلى الدولة العباسية ويدعون إلى مبايعتها فى السر وكانت زرافات من الناس يمشون فى الأسواق وينشدون المرائى والشعار المحزنة ، وكنت أرى بعض التجار من محبى الخير والإحسان يوزعون الصدقات والثياب على الفقراء والمعوزين وبعضهم يفرش فى حانوته خوانا من أدم ويضع عليه الطعام وزبادى الأجبان والسلائط والمخللات والألبان الطازجة وصحاف عسل النحل والفطير والخبز ، ثم يدعو المارة أيا كان نوعه إلى الأكل عن روح سيد الشهداء الحسين رضى الله عنه ، وهناك حانوت آخر جمع فيه صاحبه الوعاظ والقراء والشعراء فكانوا يقرأون ( قصة مصرع الحسين ) ويعددون فضائله ومناقبه ، وقد بلغ الحزن ببعض الناس أنهم كانوا يمشون حفاة متمثلين على غير زيهم المعتاد وكنت أرى الغيظ والحنق يقطر من وجوههم * وكانت الشوارع على الجانبين مرصوصة بالمصاطب والدكات لاسيما الشارع الأعظم المؤدى إلى الجامع الحاكمى وباب الفتوح حيث ينتظر أن يمر الموكب المقدس ، وكنت أرى المتفرجين متراصين على تلك المصاطب يتنهدون ويتحسرون ، وآخرون يتخاصمون ويتحاكمون ومنهم قوم يتساءلون فى أى وقت يمكن أن يصل فيه الوفد ، وكان بين المتفرجين رجلان أحدهما شاب ولد على ما علم لى منه فى القاهرة ، ونشأ على المذهب الشيعى الإسماعيلى الذى كان مذهبا للفاطميين ، وله غيرة على مذهبه ، وكان يجادل فيه ويناضل عنه بقوة وتبدو على وجهه آيات الذكاء والفطنة وتدل لهجته فى حديثه أنه يحب أن يكون له تأثير على جليسه 0 أما رفيقه فقد كان فى سن الشيخوخة واصله من بلاد العراق وقد وفد القاهرة من أجل تجارة ، ثم طابت له السكنى فيها ولم يكن على المذهب الشيعى ولكنه يتظاهر به أحيانا ترويجا لأشغاله ومصالحه ورغبته فى الامتزاج بالمصريين الذين كان معظمهم شيعيا ، وكان العراقى يحب البحث والمذاكرة ويكثر من المطالعة ويميل إلى معاشرة العلماء والفضلاء ولذلك كان يرتاح إلى حديث الشاب ويدعوه إلى حانوته من يوم لآخر وكان يود وصول الموكب قبيل العصر لكن أذن العصر0: وهتف المؤذنون على منابر جامع الحاكم ( بحى على العمل ) والموكب لم يصل فقال الشاب الفاطمى لصديقه الشيخ العراقى : هيا بنا نتفسح خارج باب الفتوح ونستقبل الموكب ثمة فأجابه إلى سؤاله وأخذا واخذت معهما نخترق الجموع تارة وننتحى من طريق الجماعات المتدافعة للخير فى السيرة تارة أخرى ، حتى وصلنا إلى باب الفتوح فجاوزناه إلى الحبة خارجه حيث النظرة من تلك المناظر التى اتخذها الخلفاء للنزهة والإشراف منها على الجمهور وكان ثمة بستانان كبيران ينتهيان إلى منية مطر ثم أخذنا فى التجوال هنا وهناك حتى وصلنا إلى الباب الآخر المسمى بباب النصر فيممنا رحبته الخارجية عند مصلى العيد ثم عدنا اليه فجعل الشاب وصديقه يتأملان فى بناء الباب وإحكام صنعه ، ثم قال الشيخ إنى أرى فى الشرفة العليا نقوشا وخطوطا لم افقه لها معنى ، فقال له الشاب الفاطمى إنها كتابة كوفية ومعناها لاإله إلا الله محمد رسول الله ، وعلى ولى الله صلوات الله عليهما –
ثم قص عليه خبر هذا الباب وباب الفتوح وأنهما من آثار أمير الجيوش بدر الجمالى الذى قلده الخليفة المستنصر وزارتى السيف والقلم ولم يقبل أمير الجيوش الوزارة مالم يمكنه الخليفة من سجن امراء مملكته فصرفه فيهم ، فجمعهم الوزير فى داره من أجل دعوة صنعها لهم ثم فتك بهم 0 ثم تنفس الشاب الصعداء وقال ان أول عناية بالرأس الشريف رأس سيدنا الحسين عليه السلام إنما كانت من هذا الأمير الجليل فإنه لما بلغه قتل ولده شعبان فى مدينة عسقلان إحدى مدن ساحل الروم فى سنة 460هـ نهض اليها وبلغه أن بها مكانا دار سافيه رأس الحسين فاهتم بالأمر وشرع فى بناء مشهد فخم فى عسقلان على نية أن يودع فيه الرأس الشريف ثم قال الفتى لكن العهد برأس الجسين عليه السلام أنه بقى فى دمشق فما الذى جاء به إلى عسقلان ؟ فأجابه الشيخ العراقى يغلب على ظنى أن العباسيين هم الذين أرسلوه إلى عسقلان فقد ذكر رواة التاريخ انه بعد وقعة كربلاء وغرسال راس الحسين وأهل بيته غلى دمشق مكث الرأس مصلوبا فيها ثلاثة ايام ثم أنزل فى خزائن السلاح حتى ولى سليمان بن عبد الملك ، فبعث إليه فجئ به وقد محل وبقى عظما أبيض فجعله فى سفط وطيبه وجعله عليخ ثوبا ودفنه فى مقابر المسلمين فلما ولى عمر بن عبد العزيز بعث الى خازن بيت السلاح أن وجه إلى رأس الحسين بن على 0 فكتب اليه إن سليمان أخذه وجعله فى سفط وصلى عليه ودفنه فلما دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس الكريم فنبشوه وأخذوه والله أعلم بما صنع به ثم طلب الشيخ العراقى من صديق الفاطمى أن يتمم له حديثه عن المشهد الذى كان شرع أمير الجيوش فى بنائه ليودع فيه الرأس الشريف فقال إنه لم يكمله هو وإنما أكمله ابنه شاهنشاه الملقب بالأفضل الذى تولى الوزارة بعده 0 فان الأفضل كان خرج فى سنة 491 الى بيت المقدس وبها بعض أمراء الأتراك فاستخلصها منهم وعاد منها فدخل عسقلان ورأى ما كان شرع فيه والده فاجتهد فى اكماله ثم أخرج الرأس المبارك من مكانه وعطره وحمله فى سفط على صدره وبقى به ماشيا الى أن أحله فى مقره فى المشهد العسقلانى وهاهم اليوم يحملونه من ذلك المشهد إلى القاهرة وقد جاءت الأخبار من عسقلان إلى بعض التجار بأنهم حينما أخرجوا الرأس من مشهده وجدوا دمه لم يجف وله رائحة كرائحة المسك* فتبسم الشيخ العراقى – ثم سأل الفتى الشيخ عن جثة الحسين رضى الله عنه ومصير أمرها بعد استقرار الرأس فى دمشق ثم فى عسقلان فقال له – إن الجثة بقيت بعد أخذ الرأس إلى دمشق مصروحة واستمرت فى الفلاة حتى دفنها أهل العاضرية وهم قوم من بنى اسد فى ارض الطف وبقيت بحيث تعرف وتزار الى زمن المتوكل العباسى فامر أن تسوى أرض كربلاء وتمهد وأن تزرع حنطة وشعيرا ففعلوا 0 وبقيت الأرض هكذا مدة أربع عشرة سنى حتى قتل المتوكل وخلفه ابنه المستنصر فأذن بزيارة قبور شهداء كربلاء *
|
|