أبو جيدة محلى
- الولى الشهير ، المجذوب الكبير ، سسيدى ابو جيدة محلى ، كان جوالا سفارا لا يستقر بموضع ن وتعتريه أحوال كثيرة فينطق بالمغيبات ، وتجرى على لسانه حكم وتظهر عليه كرامات كثيرة وخوارق وعادات
- يتأثر بالسماع فتعتريه منه غيبة ، شهيرة الولاية فى مدن المغرب ( فاس وتازا وتطاون ومكناسة وغيرها ) (1) يكون مقيما فإذا أحس بقافلة خارجة اعتراه داعى السفر وينادى فى الناس : من يعطى كذا حتى يحضر من يكتلف له بكراء الدابة التى يسافر عليها أو بعضه ويخرج ، وهكذا حاله وله كرامات كثيرة
- توفى بتطوان ودفن بها عام ثمانية وثلاثين ومائة وألف ، ودفن بداخلها وبنى عليه ضريح كبير تقام فيه الصلوات الخمس ، ويتبرك الناس بالدفن فى جواره مقصودا للزيارة والتبرك به
- من كراماته ما حكى لنا أن جماعة من اولاد اليهود بتطاون قصدوه بالإذاية كما هو شأنهم فى إخفاء المكائد ، فأخذ كل منهم إبرة ، ومهما قرب منهم نخسه منهم واحدة بالإبرة .
- فلما ناله منهم ذلك قال لآبائهم انتم وجهتم أولادكم بكيدكم لإذايتى ، ولابد من أولادكم الذين آذونى من أن يسلموا ، فما بقى منهم واحد إلا ودخل فى الإسلام والحمد لله رب العالمين
==========================================================
1 – فاس : هى ثانى أكبر مدن المغرب بعد الدار البيضاء
تازا : اقدم المدن المغربية وتقع بالشمال الشرقى للمغرب وتعد مركزا هام
تطاون : أو (تطوان ) أو ( تطاوين ) أو ( تطاوان ) أو ( تيطاوين ) وهى مدينة مغربية يطلق عليها لقب الحمامة البيضاء أحيائها القديمة أندلسية الطابع وتقع فى منطقة الريف الكبير على ساحل البحر الأربيض المتوسط
مكناسة : هى قبيلة أمازيغية مستوطنة فى المغرب تارةوغرب الجزائر ، أصل المكانسة من إقليم طرابلس وجنوب تونس
باللهجة المغربية امكانسة وهى قرية مغربية شمال المملكة وتنتمى إلى أقليم تاونات الجبلى
===========================================================
الحسن بن رحال المعدنى
- الفقيه الكبير العالم العلامة الحافظ صاعقة الفقه المالكى فى وقته وصاحب التدريس مكناسة الزيتون ( أبو على الحسن بن رحال المعدانى ) أجل اعلام الزمان وكبراء الأوان ، له عارضة كبيرة فى الفقه واتساع فى النوازل وتدبر فى الفتوى وتدبر فى مجلس الأقران ، فكان يبتدىء التدريس فى المدرسة المتوكلية من طالعة فاس عند طلوع الشمس ويتمادى فيه إلى الزوال ولا يضجر ولا يمل ولا يكل مما يلقى عليه من المباحث ولا يعجز عن جواب ، وكل ذلك بتقول تحيط بالمرام ، وكان حافظا للمذهب المالكى مرجوعا اليه فى فتاويه مستحضرا لفروعه ، سمعت ممن كان يحضر تدريسه أنه - - كان يقول أقدر من حفظه مثل ما للحطاب على المختصر مرتين وكانكثير المطالعة والتدريس والتقييد لا يمل من النظر ، دؤوبا على تدريس مختصر خليل ، له عليه حاشية كبرى مشتملة على عدة أسفار متسعة النقل ، وله حاشية على شرح ميارة على ابن عاصم ، وله تأليف سماه الإرفاق فى مسائل الاستحقاق ، وكان كثير الإنصاف والواضع سليم الصدر كريم الأخلاق ، بعيدا عن التصنع مصيبا فى الكلام مفصالا جوادا ، وفى قضاء فاس العليا ، ثم تأخر عنه وأكب على التدريس ، وفى آخر عمره ولى قضاء مكناسة فتولى بها قاضيا وكان ذا عيال يلزمه قدر كثير من الزرع كل يوم ، لأنه كان كثير التزوج مطلاقا ، فولد عدة أولاد ولم يبق من عقبه إلا رجل واحد ، وكان كثير التردد الى سيدى أحمد بن عبد ا لله معن ، فكان يبالغ فى إكرامه ويذاكره ويكرمه بأنواع الأطعمة المنتخبة ، لأنه كان يعجبه التنعم بأنواع الأطعمة فى الأكل ، فداوم مدة إقامته بفاس على الإتيان غليه لزاويته بالخفية فى آخر يوم كل أربعا ويبيت بها ليله الخميس ويومه لفراعه من التدريس ، وكان أكولا ، وقد أخبرنى بعض الفقهاء أنه باتعنده ضيفا فأتى بطعام كثير فى إناء كبير يشبع جماعة من الناس فأكل الضيف مثل عادته وأكل صاحب الترجمة جميع الطعام الذى بقى وشرب ما يناسبه من اللبن العقيد ، فبقى الضيف متعجبا ، وبات يطالع إلى أن طلع الفجر ، فصلى الفجر والصبح ثم رجع للمطالعة إلى أن خرج للتدريس فجلس يدرس إلى الزوال على عادته ، وكان مع ذلك قليل النوم لا ينام إلا القليل ، وقد اتفق الأطباء على أن كثرة الأكل تورث كثيرة النوم وقلته تورث كثرة السهر
- أخذ عن جماعة ، منهم الشيخ اليوسى ، وعبد السلام بن الطيب القادرى الحسنى وسيدى سعيد العميرى ، وابو عبد الله المسناوى ، غيرهم من أهل الفقه ، وأخذ عنه من أهل الفقه من لا يحصى ، منهم سيدى محمد المدعو الكبير السرغينى ، وابو العباس بن مبارك الفلالى اللمطى ، ومن غيرهم سيدى يوسف المجلدى وسيدى محمد البكرى بن محمد الشاذلى الدلائى وسيدى محمد بن عبد الصادق الفرجى الدكالى وغيرهم
- مرض بمكناسة الزيتون وابتدأ قراءة الشفا وهو مريض ، والطلبة يدخلون عليه للقراءة بداره ن فتوفى ثالث رجب عام أربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وقدس سره
============================================
محمد بن حمدون بنانى المحوجب
الفقيه العلامة المدرس المفتى النوازلى أبو عبد الله محمد بن حمدون بنانى ( وكان يعرف بالمحوجب لكونه كان أقرن الحاجبين ) ، ممن سلم له قلم الفتيا بفاس ، وحقق الوثائق وفصولها ، وما يتعلق به ويتوفر عليه كالفرائض والحساب وإتقان ألفاظ الرسوم ، وله شرح على خطبة الألفيه ، وتقييد سماه الفوائد المشتملة فىجملتى الحمد لة والبسملة ، وكان المرجع إليه بفاس فىالفصل بين الخصوم ، لكنه ما دخلت يديه فضية إلا ووقع الفصل فيها فى الحين ، وكان ولى الأحكام الشرعية بفاس حينئذ كثيرا ما يصرف له مفاصلة النوازل ن وكان يقبض منهم الأجرة على ذلك ،
وزعموا أنه كان يقسم الأجرة مع من له الأحكام المشار إليه .
- توفى اول ليلة السبت السادس عشر من ذى الحجة متم أربعين ومائة وألف ، فيكون من أل العام قبله ، أو فى آخر يوم من الشهر أو أول يوم من المحرم فاتح عام واحد وأربعين والأول أصح
- دفن بروضة الشيخ سيدى محمد ميارة بأقصى الدرب الطويل من عدوة فاس القرويين