بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى اله الطاهرين واصحابه الغر الميامين
ثم اما بعد
كشاف كتبت : "
أستئذن الدكتور الصبيح في مناقشته في هذه المساحة التي وضعها و أقول
إن مما ثبت عندي مما قرأت أنك تقول بكفر من قال أن القرآن الكريم ( حاشاه ) محرف أو مبدل فيه زيادة أو نقصانا وأنك تبرأ إلى الله تعالى ممن لا يكفر أو يميع أو يتوقف فيمن يقول بتحريف القرآن
وهنا عندي ملاحظتين الأولى وأقول فيها :عندنا كما يقول العلامة الشيخ محمد رضا المظفر في عقائد الإمامية صـ 76
( نعتقد: أنّ القرآن هو الوحي الاِلهي المنزَّل من الله تعالى على لسان نبيه الاَكرم فيه تبيان كل شيء، وهو معجزته الخالدة التي أعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة، وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية، لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزَّل على النبي، ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه، وكلّهم على غير هدى فانه كلام الله الذي (لا يَأتيِه البطلُ مِنْ بَينِ يَدَيهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ)
ولم يقل بكفر صاحب هذه المقالة
فما الدليل الذي إستندت عليه في تكفير صاحب هذه المقالة ( علما بأن مورد هذه السؤال ليس الذب عمن قال بالتحريف لا جزاه الله خيرا على ذلك بل للوقوف على دليل ما قدمتموه ) "
فنبدا اولا وبعد استئذان السيد الشريف محمود صبيح في مجاذبتك اطراف الحديث قبل المناقشة معك قائلين :
1- انك عندما كتبت هذا الرد كنت تكتبه لكل مطلع عليه لا تخص به الدكتور صبيح والا كنت ارسلته للدكتور على الخاص ولان هذا الامر من صميم العقيدة الواجب على كل مسلم اعتناقها بل والدفاع عنها اجدني ملزما بالرد عليك انتصارا لله ولرسوله واظهارا للحق والعلم لا رغبة في الشهرة او الدخول في منا قشة بيزنطية ولذلك فعوضا عن المناقشة باسلوب ان قلتم قلنا الجا للكتابة معك بطريق ذكر المقدمات المسلمات ثم النتائج المبنيات عليها لا لشئ الا لاظهار الحق
2- انت عندما بدات ملاحظتك كتبت :
عندنا كما يقول العلامة الشيخ محمد رضا المظفر في عقائد الامامية
فهل كل ما يقول به الشيخ المظفر انتم به قائلون ؟
أو بصورة اخرى هل انتم ملتزمون بكل ما يصدر عن الشيخ المظفر من اراء واجتهادات في كافة القضايا والمسائل ؟
ام انكم اوردتم قوله هذا للاستئناس؟
وهل الشيخ المظفر هو مرجعكم الوحيد في التقليد ام ان لديكم غيره؟
وهل التزامكم هذا بالشيخ المظفر التزام دائم ام انه التزام في هذه المسالة على وجه الخصوص ؟
وهل اذا اختلف الشيخ المظفر مع غيره من الشيوخ والمرجعيات لديكم تلتزمون جانبه ام جانب ذلك الغير ؟
سواء كان ذلك الغير علامتكم الحلي صاحب نهج الكرامة او ابنه فخر محققيكم
او صاحب اللمعة او الشيخ البهائي صاحب الكشكول او الداماد او الاميني صاحب الغدير
او الشيخ المفيد او ملا هادي او السبحاني او ال كاشف الغطاء
او النواب الاربعة اصحاب التوقيعات او الصدوق او المجلسي
رجاء نرجو منك التحديد وبيان موقفك من كل مرجعية من هؤلاء وغيرهم من المعتمدين عندكم مثل صاحب الميزان الطباطبائي والطبرسي وغيرهم ممن انت بهم اعلم فاهل قم ادرى بشعابها .
( مع العلم ان بعضامن هؤلاء ليسوا من اهل قم بل منهم من هو من اهل النجف وجبل عامل حتى لا تنعتني بالتدليس )
وما اطلت عليك في ذلك الا لاعلم هل تعتبر الشيخ المظفر اماما او مرجعية و ما هي حدود مرجعيته عندكم
ثم افدني ر جاء ماذا تقصد بقولك عندنا هل انت من الطلاب الحوزويين فيمكن اعتبار الحديث معك حديثا مع اهل الحوزة ام انك تتحدث بلسانك فقط وفي هذه الحالة تكون تستخدم نا للتعظيم والتفخيم ام ان لديك تفويضا خاصا من الشيعة للحديث باسمهم .
وما هي درجة كتاب عقائد الامامية عندكم هل تحرم مخالفته وهل كل نص وحكم فيه قطعي يقيني ام اقناعي خطابي وهل هو من المتون المعتبرة عندكم في العقيدة وهل عند تعارضه مع تجريد العقائد واعتقادات الصدوق وكتابات الحلي والمرتضي وغيرهم من العلماء يظل التعويل عليه ام على ماذا تعول وبماذا تدين امام الله
ام انك تعتقد بصحة رايه في هذه المسالة بالذات
3 - يقول الشيخ المظفر - على حد نقلك عنه - :
ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه، وكلّهم على غير هدى
فلو سمحت هل ما كتبه الشيخ حكم شرعي ام بيان خطابي وهل الغرض من هذا الكلام الاقناع ام التبيين ؟
ما هي التعريفات الشرعية لهذه الاوصاف الثلاثة ؟
ولم حصرها في هذه الاحتمالات الثلاثة هل هذا لعموم الحكم او للحكم على العموم ؟
وهل اللجؤ لاو العاطفة للتقسيم او للتنويع ؟
ولماذا اكد الشيخ بكلهم هل يتصور وجود احد الاحكام الاولى في شخص ويكون على هدى اي على سبيل المثال ان يكون مغالطا على هدى او مشتبها على هدى ؟
4- قلتم : "
ولم يقل بكفر صاحب هذه المقالة "
و اجيبك فاقول ولم تلزم المكفر للقائلين بالتحريف بعدم التكفير ؟
الان الشيخ المظفر اختار ذلك ؟ ام افتى به ؟ وعلى كلا الاحتمالين الا تجوز مخالفته مطلقا
وان جازت فلم لا تجوز هنا على وجه الخصوص
ولم تحكمتم بايراد قوله ولم توردوا قول لغيره من علمائكم في المسالة
اهو اول قائل بها وان كان اول قائل بها فلم لم يسبقه اليها احد وان سبقه اليها فهل وافقه ام خالفه وما حكم المخالف له و
وان افتى احد بزندقة القائل بالتحريف او بفسقه اتعدون ذلك مخالف ام لا
افيدونا افادكم الله
5 - ثم اعقبتم سائلين :"
فما الدليل الذي إستندت عليه في تكفير صاحب هذه المقالة "
وائذن لي بالجواب :
ولم لا تكفروه انتم
وهل تقسيم الشيخ المظفر لازم فيكون حكما قطعيا ام انه تقسيم مخترع وهل ثمة نص عندكم عن ائمتكم بهذا التقسيم ام انه تقسيم اصطلاحي
وهل ترون ان رد النص كفر ام انكم تلتزمون فسق راد النصوص فنلزمكم فسق ابليس لا كفره
وهل اعتراضكم على الدكتور في تكفيره القائلين بالتحريف ردا لشبهة المرويات الموجودة بكتبكم عن التحريف ام لرد شبهة الكفر عن صاحب فصل الخطاب
وهل ترون ان صاحب فصل الخطاب والسيد نعمة الله الجزائري كان كل منهما مجرد مخترق أو مغالط أو مشتبه، فرارا عن الحكم بتكفيرهما
والمع الان الى بداية الاجابة بشكل مختصر عن الحكم الخاص بالقائل بتحريف القرءان فاقول
ان المسلم به لدى المسلمين ان القرءان هو النظم المعجز المتعبد بتلاوته المنزل وحيا من الله على سيدنا محمد بواسطة جبريل والمنقول الينا
بالتواتر طبقة عن طبقة دونما تحريف بالنقص او الزيادة او التغيير عن العرضة القرءانية الاخيرة من سيدنا محمد على سيدنا جبريل وعمدة المستدلين على ذلك من النقل قوله تعالى : (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )
وهذا التعريف هو عمدتنا في تكفير من يقول بالتحريف بناء على عدة مقدمات :
ان اول شروط الاسلام ان يصدق المرء وان يوقن جزما بان لا اله الا الله وان سيدنا محمدا رسول الله
وبناء على هذه الشهادة فان جميع المسلمون يلتزمون بتصديق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ولما كان لكل نبي اية وكانت اية النبي القرءان لا يماري في ذلك مسلم قط بعد ان اجمع السابقون علىابلاغ ذلك الينا وبعد ان نص القرءان على ذلك اذ المماراة في ذلك تستلزم تكذيب النبي والفرض صدقه ومحال ان يصدق المرء النبي ويكذبه في ان واحد وقصارى القول ان يزعم المكذب ان الامة قد اتفقت واجمعت ان تزور القرءان وتنسبه للنبي فحينها يكون المكذب قد جن ولا جدال مع مجنون وتفصيل ذلك البحث ليس محله هنا الان فنكتفي بالاشارة وحسبنا من الاستدلال للخصم ان نقول :
اتفق علماء الامامية والسنة على ان معجزة النبي الاعظم الاتم والادوم هي القرءان اي سلم الفريقان ان اية صدق النبي هي القرءان
من المحال عقلا اجتماع النقيضين
القرءان خبر من الله الى نبيه والامة وخبرالله لايحتمل الكذب وحاشاه تعالى ان ينسب اليه الكذب وفي القرءان خبر من الله لنبيه ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )
ومن المسلم به لدى الجميع ان المراد من الذكر هنا هو القرءان
كما انه من المحتم عقلا مادام محمد نبيا الى قيام الساعة ان تدوم ايته القرءان الى قيام الساعة والا عد انقطاع الاية دليلا على كذب المخبر وحاشاه صلى الله عليه وسلم ان يكذب
تحريف القرءان اما انه مبني على عدم صدق المخبر بناء على ان الشئ لا يكون ذاته وغيره والقرءان المحرف ليس ذات القرءان المنزل
فيؤدي القول بالتحريف الى انقطاع نبوة النبي
او القول بكذب النبي في الخبر عن رب العزة
وكلا القولين مخرج من الملة اذ تحقق في كلا القولين جانب عدم التصديق للنبي في خبره بعموم رسالته وامتدادها لقيام الساعة هذا اولا
واما ان ينبني القول بالتحريف على عدم صدق الخبرفي
قول الله تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون
فيكون القائل بالتحريف منكرا لمدلول الاية
فيكون مكذبا للخبر الالهي مؤمنا بتخلف الوعد الالهي وهذا الحاد في صفات الله وكفر صراح
الا ان يقول بان القرءان ليس من عند الله فيكفر بالنبي
او يقول بالبداء وحينها يكون صارفا للخبر الالهي عن مقتضاه
وهنا يكون مطلق القرءان قابلا للصرف عن مقتضاه
بجامع ان بعضه قبل ذلك ولا كذلك النسخ لان النسخ تم في وجود المبلغ فكان امن من اللبس القرءان لا يكون قرءانا وغير قرءان في ذات الوقت
ومادام بعض القرءان غير مراد بل هو ممحو كما يزعم القائلين بالبداء
فليس ثمة قرينة تمنع محو القرءان كله بجامع غياب المبين عن الله وهو النبيوهذا الزعم يردنا الى القول الاول بانقطاع النبوة وانت خبير بان ذلك فيه من الكفر ما فيه
وللفائدة نلخص لك فنقول :
القائل بالتحريف اما ان
ينكر دوام الحفظ فيلتزم انقطاع النبوة
او ينكر وقوع الحفظ فيلتزم انتفاء القرءانية
وكلا القولين مخرج من الملة
اما ثاني الملاحظات فهو سؤالك عن تفصيل التحريف :
التحريف في القرءان هو اي تغيير يطرا على النظم المعجز المتعبد بتلاوته المنزل وحيا على سيدنا محمدابواسطة جبريل تبليغا عن رب العزة سواء كان ذلك
بالزيادة او النقص او التعديل وذلك عن ما هو ثابت بالعرضة الاخيرة من سيدنا محمد على سيدنا جبريل والتي ابلغنا بها سيدنا محمد
وما اختصرنا لك في تفصيل التحريف الا حتى نتبين من ردك اي امر تطلب