موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 12 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: عقيدة أهل السنة والجماعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 04, 2007 11:20 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 19, 2006 6:59 pm
مشاركات: 143
مكان: هنانتغا


مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ
ألفها

العَلاَّمَةُ حُجَّةُ الإِسْلامِ أَبُو جَعْفَرٍ الوَرَّاقُ الطَّحَاوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالى







مَتنُ العَقيدَةِ الطَّحاوِيةِ
هَذا ما رَواهُ الإْمامُ أَبو جَعْفَرٍ الطَّحاوِيُّ في ذِكْرُ بَيانِ اعْتِقادِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَماعَةِ عَلى مَذهَبِ فُقَهَاءِ المِلَّةِ أَبي حَنيفَةَ النُّعْمانِ بْنِ ثابتٍ الكُوفِيِّ، وَأَبي يُوسُفَ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْراهيمَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ الشَّيْبانِيِّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعين، وَمَا يَعْتَقِدُونَ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَيَدِينُونَ بهِ لِرَبَّ العَالَمِينَ. قالَ الإِمامُ وَبهِ قَالَ الإِمامانِ المَذْكُورانِ رَحِمَهُما اللَّهُ تَعالى: نَقُولُ في تَوْحيدِ اللَّهِ مُعْتَقِدينَ، بتَوْفيقِ اللَّهِ تَعالى:
إِنَّ اللَّهَ تَعالى وَاحِدٌ لا شَرِيكَ لَهُ، وَلا شَيْءَ مِثْلُهُ، وَلا شَيْءَ يُعْجِزُهُ، وَلا إِلهَ غَيْرُهُ، قَدِيْمٌ بلا ابْتِدَاءٍ، دَائِمٌ بلا انْتِهَاءٍ، لا يَفْنَى وَلا يَبيدُ، وَلا يَكُونُ إِلا مَا يُرِيدُ، لا تَبْلُغُهُ الأَوْهامُ، وَلا تُدْرِكُهُ الأَفْهامُ، وَلا تُشْبهُهُ الأَنامُ.
حَيٌّ لا يَمُوتُ، قَيُّومٌ لا يَنامُ، خَالِقٌ بلا حَاجَةٍ، رَازِقٌ لَهُمْ بلا مُؤْنَةٍ، مُمِيتٌ بلا مَخَافَةٍ، بَاعِثٌ بلا مَشَقَّةٍ. مَازالَ بصِفَاتِهِ قَدِيماً قَبْلَ خَلْقِهِ. لَمْ يَزْدَدْ بكَوْنِهِمْ شَيْئاً لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمْ مِنْ صِفَاتِهِ، وَكَما كَانَ بصِفَاتِهِ أَزَلِيَّاً كَذلِكَ لا يَزَالُ عَلَيْهَا أَبَدِيَّاً. لَيْسَ مُنْذُ خَلَقَ الخَلْقَ اسْتَفَادَ اسْمَ الخَالِقِ، وَلا بإِحْدَاثِهِ البَرِيَّةَ اسْتَفَادَ اسْمَ البارِي، لَهُ مَعْنى الرُّبوبيَّةِ وَلا مَرْبوبٌ، وَمَعْنى الخَالِقِيَّةِ وَلا مَخْلوقٌ، وَكَمَا أَنَّهُ مُحْيِي المَوْتَى بَعْدَما أَحْيَاهُمْ، اسْتَحَقَّ هَذا الاسْمَ قَبْلَ إِحْيائِهِمْ، كَذلِكَ اسْتَحَقَّ اسْمَ الخَالِقِ قَبْلَ إِنْشَائِهِمْ، ذلِكَ بأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ إِلَيْهِ فَقِيرٌ، وَكُلُّ أَمْرٍ عَلَيْهِ يَسيرٌ، لا يَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ ليْسَ كَمِثلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ.

خَلَقَ الخَلْقَ بعِلْمِهِ، وَقَدَّرَ لَهُمْ أَقْداراً، وَضَرَبَ لَهُمْ آجالاً، لَمْ يَخْفَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَفْعَالِهِمْ قَبْلَ أَنْ خَلَقَهُمْ، وَعَلِمَ مَا هُمْ عَامِلُونَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ، وَأَمَرَهُمْ بطَاعَتِهِ وَنَهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَكُلُّ شَيْءٍ يَجْرِي بقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ. وَمَشِيئَتُهُ تَنْفُذُ، وَلا مَشِيئَةَ لِلْعِبَادِ إِلاَّ مَا شَاءَ لَهُمْ، فَمَا شَاءَ لَهُمْ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.

يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَيَعْصِمُ وَيُعَافِي مَنْ يَشَاءُ فَضْلاً، وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَخْذُلُ وَيَبْتَلِي عَدْلاً. وَهُوَ مُتَعَالٍ عَنِ الأَضْدَّادِ وَالأَنْدَادِ لا رَادَّ لِقَضَائِهِ، وَلا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، وَلا غَالِبَ لأَمْرِهِ، آمَنَّا بِذلِكَ كُلِّهِ، وَأَيْقَنَّا أَنَّ كُلاًّ مِنْ عِنْدِهِ.

وَإِنَّ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم عَبْدُهُ المُصْطَفَى، وَنَبيُّهُ المُجْتَبَى، وَرَسُولُهُ المُرْتَضَى، خَاتِمُ الأَنْبيَاءِ وَإِمَامُ الأَتْقِياءِ، وَسَيِّدُ المُرْسَلِينَ، وَحَبيبُ رَبِّ العَالَمِينَ، وَكُلُّ دَعْوَةِ نُبُوَّةٍ بَعْدَ نُبُوَّتِهِ فَغَيٌّ وَهَوَى؛ وَهُوَ المَبْعُوثُ إِلى عَامَّةِ الجِنِّ وَكَافَّةِ الوَرَى، المَبْعُوثِ بالحَقِّ وَالهُدَى.

وَإِنَّ القُرْآنَ كَلامُ اللَّهِ تَعَالى، بَدَأَ بلا كَيْفِيَّةٍ قَوْلاً، وَأَنْزَلَهُ عَلَى نَبيِّهِ وَحْياً، وَصَدَّقَهُ المُؤْمِنُونَ عَلَى ذلِكَ حَقَّاً، وَأَيْقَنُوا أَنَّهُ كَلامُ اللَّهِ تَعَالَى بالحَقِيقَةِ. لَيْسَ بمَخْلُوقٍ كَكَلامِ البَرِيَّةِ، فَمَنْ سَمِعَهُ فَزَعَمَ أَنَّهُ كَلامُ البَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ، وَقَدْ ذمَّهُ اللَّهُ تَعالَى وَعَابَهُ، وَأَوْعَدَهُ عَذابَهُ، حَيْثُ قَالَ: سَأُصْلِيهِ سَقَرَ فَلَمَّا أَوْعَدَ اللَّهُ سَقَرَ لِمَنْ قَالَ: إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ عَلِمْنا أَنَّهُ قَوْلُ خَالِقِ البَشَرِ، وَلا يُشْبهُ قَوْلَ البَشَرِ، وَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ تَعَالَى بمَعْنَىً مِنْ مَعَانِي البَشَرِ فَقَدْ كَفَرَ، فَمَنْ أَبْصَرَ هَذا اعْتَبَرَ، وَعَنْ مِثْلِ قَوْلِ الكُفَّارِ انْزَجَرَ، وَعَلِمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بصِفَاتِهِ لَيْسَ كَالبَشَرِ.

وَالرُّؤْيَةُ حَقٌّ لأَهْلِ الجَنَّةِ بغَيْرِ إِحَاطَةٍ وَلا كَيْفِيَّةٍ، كَمَا نَطَقَ بهِ كِتَابُ رَبِّنَا حَيْثُ قَالَ: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ  إِلَى رَبها نَاظِرَةٌ وَتَفْسِيرُهُ عَلَى مَا أَرَادَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَعَلِمَهُ، وَكُلُّ مَا جَاءَ فِي ذلِكَ مِنَ الحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ أَصْحَابهِ رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَمَعْنَاهُ وَتَفْسِيرُهُ عَلَى مَا أَرَادَ، لا نَدْخُلُ فِي ذلِكَ مُتَأَوِّلِينَ بآرائِنَا وَلا مُتَوَهِّمِينَ بأَهْوَائِنا، فَإِنَّهُ مَا سَلِمَ فِي دِينِهِ إِلاَّ مَنْ سَلَّمَ لِلَّهِ تَعَالى وَلِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَرَدَّ عِلْمَ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ إِلَى عَالِمِهِ، وَلا يَثْبُتُ قَدَمُ الإِسْلامِ إِلاَّ عَلَى ظَهْرِ التَّسْليمِ وَالاسْتِسْلامِ، فَمَنْ رَامَ عِلْمَ مَا حُظِرَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يَقْنَعْ بالتَّسْليمِ فَهْمُهُ، حَجَبَهُ مَرَامُهُ عَنْ خَالِصِ التَّوْحيدِ، وَصَافِي المَعْرِفَةِ، وَصَحِيحِ الإِيمَانِ، فَيَتَذبْذبُ بَيْنَ الكُفْرِ وَالإِيْمَانِ، وَالتَّكْذِيبِ، وَالإِقْرَارِ وَالإِنْكَارِ، مُوَسْوَسَاً تَائِهَاً، زَائِغَاً شَاكَّاً، لاَ مُؤْمِنَاً مُصَدِّقاً، وَلاَ جَاحِداً مُكَذِّباً.
وَلا يَصِحُّ الإِيمَانُ بالرُّؤْيَةِ لأَهْلِ دَارِ السَّلامِ لِمَنْ اعْتَبَرَهَا مِنْهُمْ بوَهْمٍ، أَوْ تَأَوَّلَهَا بفَهْمٍ، إِذا كَانَ تَأْوِيلُ الرُّؤْيَةِ وَتَأْوِيلُ كُلِّ مَعْنىً يُضَافُ إِلَى الرُّبُوبيَّةِ تَرْكَ التَأْويلِ وَلُزُومَ التَّسْلِيمِ، وَعَلَيْهِ دِينُ المُرْسَلينَ وَشَرَائِعُ النَّبيِّينَ. وَمَنْ لَمْ يَتَوَقَّ النَّفْيَ وَالتَّشْبيهِ زَلَّ، وَلَمْ يُصِبِ التَّنْزِيهَ؛ فَإِنَّ رَبَّنا جَلَّ وَعَلا مَوْصُوفٌ بصِفَاتِ الوَحْدَانِيَّةِ، مَنْعُوتٌ بنُعُوتِ الفَرْدَانِيَّةِ، لَيْسَ بمَعْناهُ أَحَدٌ مِنَ البَرِيَّةِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنِ الحُدُودِ وَالغَاياتِ، وَالأَرْكانِ وَالأَدَواتِ، لا تَحْوِيهِ الجِهَاتُ السِّتُّ كَسَائِرِ المُبْتَدَعاتِ.
وَالمِعْرَاجُ حَقٌّ. وَقَدْ أُسْرِيَ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَعُرِجَ بشَخْصِهِ فِي الْيَقَظَةِ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ إِلَى حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ العُلَى، وَأَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بمَا شَاءَ، فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى.
وَالْحَوْضُ الَّذِيْ أَكْرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بهِ غِيَاثَاً لأُمَّتِهِ حَقٌّ. وَالشَّفَاعَةُ الَّتِي ادَّخَرَهَا اللَّهُ لَهُمْ كَمَا رُوِيَ فِيْ الأَخْبَارِ. وَالْمِيْثَاقُ الَّذِيْ أَخَذهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَذُرِّيَّتِهِ حَقٌّ.
وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ تَعَالَى فِيْمَا لَمْ يَزَلْ عَدَدَ مَنْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، وَيَدْخُلِ النَّارَ جُمْلَةً وَاحِدَةً، لا يُزَادُ فِيْ ذلِكَ العَدَدِ وَلا يَنْقُصُ مِنْهُ؛ وَكَذلِكَ أَفْعَالَهُمْ، فِيْمَا عَلِمَ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَهُ. وَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ.
وَالأَعْمَالُ بالخَوَاتِيْمِ، وَالسَّعِيْدُ مَنْْ سَعِدَ بقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَىْ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ بقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَىْ.
وَأَصْلُ الْقَدَرِ سِرُّ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ، لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى ذلِكَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبيٌّ مُرْسَلٌ. وَالتَّعَمُّقُ وَالنَّظَرُ فِيْ ذلِكَ ذرِيْعَةُ الخِذلانِ، وَسُلَّمُ الْحِرْمَانِ، وَدَرَجَةُ الطُّغْيَانِ. فَالْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ ذلِكَ نَظَراً أَوْ فِكْراً أَوْ وَسْوَسَةً؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَىْ طَوَىْ عِلْمَ الْقَدَرِ عَنْ أَنَامِهِ، وَنَهَاهُمْ عَنْ مَرَامِهِ، كَما قالَ في كِتابهِ: لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يفْعَلُ وَهُمْ يسْأَلوْنَ. فَمَنْ سَأَلَ: لِمَ فَعَلَ؟ فَقَدْ رَدَّ حُكْمَ كِتابِ اللَّهِ، وَمَنْ رَدَّ حُكْمَ كِتابِ اللَّهِ تَعالى كَانَ مِنَ الكافِرينَ.
فَهذا جُمْلَةُ ما يَحْتاجُ إِلَيْهِ مَنْ هُوَ مُنَوَّرٌ قَلْبُهُ مِنْ أَوْلِياءِ اللَّهِ تَعالى، وَهِيَ دَرَجَةُ الرَّاسِخينَ في العِلْمِ؛ لأَنَّ العِلْمَ عِلْمانِ:
عِلْمٌ في الخَلْقِ مَوْجودٌ، وَعِلْمٌ في الخَلْقِ مَفْقودٌ؛ فَإِنْكارُ العِلْمِ المَوْجودِ كُفْرٌ، وَادِّعاءُ العِلْمِ المَفْقودِ كُفْرٌ.
وَلا يَصِحُّ الإِيمانُ إِلاَّ بقَبولِ العِلْمِ المَوْجودِ، وَتَرْكِ طَلَبِ العِلْمِ المَفْقودِ.
وَنُؤْمِنُ باللَّوْحِ، وَالقَلَمِ، بجَميعِ ما فيهِ قَدْ رُقِمَ. فَلَوِ اجْتَمَعَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَلى شَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ فيهِ أَنَّهُ كائِنٌ لِيَجْعَلوهُ غَيْرَ كائِنٍ لَمْ يَقْدِروا عَلَيْهِ. جَفَّ القَلَمُ بما هُوَ كائِنٌ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ. وَما أَخْطَأَ العَبْدَ لَمْ يَكُنْ لِيُصيبَهُ، وَما أَصابَهُ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ.
وَعَلى العَبْدِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَبَقَ عِلْمُهُ في كُلِّ شَيْءٍ كائِنٍ مِنْ خَلْقِهِ، وَقَدَّرَ ذلِكَ بمَشيئَتِهِ تَقْديراً مُحْكَماً مُبْرَماً، لَيْسَ فيهِ ناقِضٌ وَلا مُعَقِّبٌ، وَلا مُزيلٌ وَلا مُغَيِّرٌ، وَلا مُحَوِّلٌ، وَلا زَائِدٌ وَلا ناقِصٌ مِنْ خَلْقِهِ في سَماواتِهِ وَأَرْضِهِ. وَذلِكَ مِنْ عَقْدِ الإِيمانِ وَأُصولِ المَعْرِفَةِ، وَالاعْتِرافِ بتَوْحيدِ اللَّهِ وَرُبوبيَّتِهِ؛ كَما قالَ تَعالى في كِتابهِ العَزيزِ: وَخَلَقَ كلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تقْدِيرَاً، وَقالَ تَعالى: وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرَاً مَقْدُورَاً. فَوَيْلٌ لِمَنْ صارَ لَهُ اللَّهُ في القَدَرِ خَصيماً، وَأَحْضَرَ لِلنَّظَرِ فيهِ قَلْباً سَقيماً، لَقَدِ الْتَمَسَ بوَهْمِهِ في مَحْضَ الْغَيْبِ سِرَّاً كَتيماً، وَعادَ بما قَال فيهِ أَفَّاكاً أَثيماً.
وَالعَرْشُ وَالكُرْسِيُّ حَقٌّ. وَهُوَ عَزَّ وَجَلَّ مُسْتَغْنٍ عَنِ العَرْشِ وَما دونَهُ، مُحيطٌ بكُلِّ شَيْءٍ وَبما فَوْقَهُ، قَدْ أَعْجَزَ عَنِ الإِحاطَةِ خَلْقَهُ.
وَنَقولُ: إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذ َ إِبْراهيمَ خَليلاً، وَكَلَّمَ موسى تَكْليماً، إِيماناً وَتَصْديقاً وَتَسْليماً.
وَنُؤْمِنُ بِالمَلائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ، وَالكُتُبِ المُنْزَلَةِ عَلى المُرْسَلينَ. وَنَشْهَدُ أَنَّهُم كانوا عَلى الحَقِّ المُبينِ. وَنُسَمِّي أَهْلَ قِبْلَتِنا مُسْلِمينَ مُؤْمِنينَ ما دامُوا بما جاءَ بهِ النَّبيُّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ مُعْتَرِفينَ، وَلَهُ بكُلِّ ما قالَ وَأَخْبَرَ مُصَدِّقينَ غَيْرَ مُكَذبِّينَ.
وَلا نَخوضُ في اللَّهِ، وَلا نُماري في دينِ اللَّهِ تَعالى. وَلا نُجادِلُ في القُرْآنِ؛ وَنَعْلَمُ أَنَّهُ كَلامُ رَبِّ العالَمينَ، نَزَلَ بهِ الرُّوحُ الأَمينُ، فَعَلَّمَهُ سَيِّدَ المُرْسَلينَ، مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَصَحْبهِ أَجْمَعينَ. وَكلامُ اللَّهِ تَعالى لا يُساويهِ شَيْءٌ مِنْ كَلامِ المَخْلوقينَ. وَلا نَقولُ بخَلْقِ القُرْآنِ؛ وَلا نُخالِفُ جَماعَةَ المُسْلِمينَ.
ولا نَقولُ: لا يَضُرُّ مَعَ الإِسْلامِ ذنْبٌ لِمَنْ عَمِلَهُ؛ وَنَرْجو لِلْمُحْسِنينَ مِنَ المُؤْمِنينَ، وَلا نَأْمَنُ عَلَيْهِمْ، وَلا نَشْهَدُ لَهُمْ بالجَنَّةِ، وَنَسْتَغْفِرُ لِمُسيئِهمْ. وَنَخافُ عَلَيْهِمْ وَلا نُقَنِّطُهُمْ. وَالأَمْنُ وَالإِياسُ يَنْقُلانِ عَنِ المِلَّةِ؛ وَسَبيلُ الحَقِّ بَيْنَهُما لأَهْلِ القِبْلَةِ، وَلا يَخْرُجُ العَبْدُ مِنَ الإِيمانِ إِلاَّ بِجُحودِ ما أَدْخَلَهُ فيهِ. وَالإِيمانُ هُوَ الإِقْرارُ بِاللِّسانِ وَالتَّصْديقُ بِالجَنانِ، وَأَنَّ جَميعَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ في القُرْآنِ، وَجَميعَ ما صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّرْعِ وَالبَيانِ كُلُّهُ حَقٌّ. وَالإِيمانُ واحِدٌ وَأَهْلُهُ في أَصْلِهِ سَواءٌ، وَالتَّفاضُلُ بَيْنَهُمْ في التَّقْوى، وَمُخَالَفَةِ الهَوى.

وَالمُؤْمِنونَ كُلُّهُمْ أَوْلِياءُ الرَّحْمنِ، وَأَكْرَمُهُمْ أَطْوَعُهُمْ وَأَتْبَعُهُمْ لِلْقُرْآنِ.
وَالإِيمانُ: هُوَ الإِيمانُ باللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبهِ وُرُسُلِهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، وَالبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، وَالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ؛ وَحُلْوُهِ وَمُرُّهِ مِنَ اللَّهِ تَعالى.
وَنَحْنُ مُؤْمِنونَ بذلِكَ كُلِّهِ، وَلا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ، وَنُصَدِّقُهُمْ كُلَّهُمْ عَلى ما جاءوا بهِ.
وَأَهْلُ الكَبائِرِ مْنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم في النَّارِ لا يُخَلَّدونَ إِذا ماتوا، وَهُمْ مُوْحِّدونَ وَإِنْ لَمْ يَكونُوا تائِبينَ بَعْدَ أَنْ لَقُوا اللَّهَ عارِفينَ مُؤْمِنينَ، وَهُمْ في مَشيئَتِهِ وُحْكْمِهِ إِنْ شاءَ غَفَرَ لَهُمْ، وَعَفا عَنْهُمْ بفَضْلِهِ، كَما قالَ تَعالى في كِتابهِ العَزيزِ: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بهِ وَيغْفِرُ مَا دُوْنَ ذلكَ لِمَنْ يشَاءُ. وَإِنْ شاءَ عَذبَّهُمْ في النَّارِ بقَدْرِ جنايَتِهِمْ بعَدْلِهِ، ثُمَّ يُخْرِجُهُمْ مِنْها برَحْمَتِهِ وَشَفاعَةِ الشَّافِعينَ مِنْ أَهْلِ طاعَتِهِ، ثُمَّ يَبْعَثُهُمْ إِلى جَنَّتِهِ، وَذلِكَ بأَنَّ اللَّهَ مَوْلى أَهْلِ مَعْرِفِتِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْهُمْ في الدَّارَيْنِ كَأَهْل نُكْرَتِهِ الَّذينَ خابُوا مِنْ هِدايَتِهِ، وَلَمْ يَنالُوا مِنْ وِلايَتِهِ. اللَّهُمَّ يا وَلِيَّ الإِسْلامِ وَأَهْلِهِ مَسِّكْنا بالإِسْلامِ حَتَّى نَلْقاكَ بهِ.
وَنَرى الصَّلاةَ خَلْفَ كُلِّ بَرٍّ وَفاجرٍ مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ، وَنُصَلِّي عَلى مَنْ ماتَ مِنْهُمْ، وَلا نُنْزِلُ أَحَداً مِنْهُمْ جَنَّةً وَلا ناراً، وَلا نَشْهَدُ عَلَيْهِمْ بكُفْرٍ وَلا شِرْكٍ وَلا نِفاقٍ ما لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُمْ مِنْ ذلِكَ شَيْءٌ، وَنَذرُ سَرائِرَهُمْ إِلى اللَّهِ تعالى.
وَلا نَرى السَّيْفَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ  إِلاَّ مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ السَّيْفُ.
وَلا نَرى الخُروجَ عَلى أَئِمَّتِنا وَوُلاةِ أُمورِنا وَإِنْ جارُوا، وَلا نَدْعو عَلى أَحَدٍ مِنْهُم، وَلا نَنْزِعُ يَداً مِنْ طاعَتِهِمْ. وَنَرى طاعَتَهُمْ مِنْ طاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَريضَةً ما لَمْ يَأْمُروا بمَعْصِيَةٍ. وَنَدْعو لَهُمْ بالصَّلاحِ وَالنَّجاحِ وَالمُعافاةِ.
وَنَتَّبعُ السُّنَّةَ وَالجَماعَةَ، وَنَجْتَنِبُ الشُّذوذ َ وَالخِلافَ وَالفُرْقَةَ. وَنُحِبُّ أَهْلَ العَدْلِ وَالأَمانَةِ، وَنُبْغِضُ أَهْلَ الجَوْرِ وَالخِيانَةِ.
وَنَرى المَسْحَ عَلى الخُفَّيْنِ في السَّفَرِ وَالحَضَرِ، كَما جاءَ في الأَثَرِ. وَالحَجُّ وَالجهادُ فَرْضانِ ماضِيانِ مَعَ أُوْلي الأَمْرِ مِنْ أَئِمَّةِ المُسْلِمينَ بَرِّهِمْ وَفاجرِهِمْ لا يُبْطِلُهُما شَيْءٌ، وَلا يَنْقُضُهُما.
وَنُؤْمِنُ بالكِرامِ الكاتِبينَ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَهُمْ حافِظينَ.
وَنُؤْمِنُ بمَلَكَ المَوْتِ المُوَكَّلِ بقَبْضِ أَرْواحِ العالَمينَ.
وَبعذابِ القَبْرِ لِمَنْ كانَ لَهُ أَهْلاً.
وَبسُؤالِ مُنْكَرٍ وَنَكيرٍ لِلمَيِّتِ في قَبْرِهِ عَنْ رَبِّهِ وَدينِهِ وَنَبيِّهِ، عَلى ما جاءَتْ بهِ الأَخْبارُ عَنْ رَسولِ رَبهِ صلى الله عليه وسلم، وَعَنِ الصَّحابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعينَ.
وَالقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ.
وَنُؤْمِنُ بالبَعْثِ وَبجزاءِ الأَعْمالِ يَوْمَ القِيامَةِ، وَالعَرْضِ وَالحِسابِ، وَقِراءَةِ الكِتابِ، وَالثَّوابِ وَالعِقابِ، وَالصِّراطِ.
وَالميزانِ يُوزَنُ بهِ أَعْمالُ المُؤْمِنينَ مِنْ الخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالطَّاعَةِ وَالمَعْصِيَةِ.
وَالجَنَّةُ وَالنَّارُ مَخْلوقَتانِ لا يَفْنَيانِ، وَلا يَبيدانِ.
وَإِنَّ اللَّهَ تَعالى خَلَقَ الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَخَلَقَ لَهُما أَهْلاً.
فَمَنْ شاءَ إِلى الجَنَّةِ أَدْخَلَهُ فَضْلاً مِنْهُ، وَمَنْ شاءَ مِنْهُمْ إِلى النَّارِ أَدْخَلَهُ عَدْلاً مِنْهُ.
وَكُلٌّ يَعْمَلُ لِما قَدْ فُرِغَ مِنْهُ، وَصائِرٌ إِلى ما خُلِقَ لَهُ.
وَالخَيْرُ وَالشَّرُ مُقَدَّرانِ عَلى العِبادِ، وَالاسْتِطاعَةُ الَّتي يَجبُ بها الفِعْلُ مِنْ نَحْوِ التَّوْفيقِ الَّذي لا يَجُوزُ أَنْ يُوْصَفَ المَخْلوقُ بها تَكونُ مَعَ الفِعْلِ، وَأَمَّا الاسْتِطاعَةُ مِنَ الصِّحْةِ وَالْوُسْعِ وَالتَّمَكُّنِ، وَسلامَةِ الآلاتِ فَهِيَ قَبْلَ الفِعْلِ، وَبها يَتَعَلَّقُ الخِطابُ، وَهُوَ كَما قالَ اللَّهُ تَعالى: لاَ يكَلفُ الْلَّهُ نفْسَاً إِلاَّ وُسْعَهَا.
وَأَفْعالُ العِبادِ هِيَ بخَلْقِ اللَّهِ تَعالى وَكَسْبٍ مِنَ العِبادِ.
وَلَمْ يُكَلِّفْهُمُ اللَّهُ تَعالى إِلاَّ ما يُطِيْقُوْنَ، وَلا يُطِيْقُوْنَ إِلاَّ ما كَلَّفَهُمْ، وَهُوَ حاصِلُ تَفْسيرِ قَوْلِ "لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ"، تَقولُ: لا حِيلَةَ وَلا حَرَكَةَ لأَحَدٍ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِلاَّ بمَعُونَةِ اللَّهِ؛ وَلا قُوَّةَ لأَحَدٍ عَلى إِقامَةِ طاعَةٍ وَالثَّباتِ عَلَيْها إِلاَّ بتَوْفيقِ اللَّهِ.
وَكُلُّ شَيْءٍ يَجْري بمَشيئَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِلْمِهِ وَقَضائِهِ وَقَدَرَهِ.
غَلَبَتْ مَشيئَتُهُ المَشيئاتِ كُلَّها، وَغَلَبَ قَضاؤُهُ الحِيَلَ كُلَّها، يَفْعَلُ ما شاءَ وَهُوَ غَيْرُ ظالِمٍ أَبَداً.
تَقَدَّسَ عَنْ كُلِّ سُوءٍ، وَتَنَزَّهَ عَنْ كُلِّ عَيْبٍ وَشَيْنٍ، لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يفْعَلُ وَهُمْ يسْأَلوْنَ.
وَفي دُعاءِ الأَحْياءِ للأَمْواتِ وَصَدَقَتَهِمْ مَنْفَعَةٌ لِلأَمْواتِ.
وَاللَّهُ تَعالى يَسْتَجيبُ الدَّعَواتِ، وَيَقْضي الحاجاتِ، وَيَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ، وَلا يَمْلِكُهُ شَيْءٌ.
وَلا يُسْتَغْنى عَنِ اللَّهِ تَعالى طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَمَنِ اسْتَغْنَى عَنِ اللَّهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَقَدْ كَفَرَ، وَصارَ مِنْ أَهْلِ الخُسْرانِ.
وَإِنَّ اللَّهَ تَعالى يَغْضَبُ وَيَرْضَى لا كَأَحَدٍ مِنَ الوَرَى.
وَنُحِبُ أَصْحابَ النَّبيِّ ، وَلا نُفَرِّطُ في حُبِ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَلا نَتَبَرَّأُ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ. وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُمْ، وَبغَيْرِ الْحَقِ لا نَذكُرُهُمْ؛ وَنَرى حُبَّهُمْ ديناً وَإِيماناً وَإِحْساناً، وَبُغْضَهُمْ كُفْراً وَشِقاقاً وَنِفاقاً وَطُغْياناً.
وَنُثْبتُ الخِلافَةَ بَعْدَ النَّبيِّ  أَوَّلاً لأَبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَفْضيلاً وَتَقْديماً عَلَى جَميعِ الأُمَّةِ، ثُمَّ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ لِعُثْمانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ لِعَلِيٍّ بْنِ أَبي طالِبٍ رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ. وَهُمُ الخُلَفاءُ الرَّاشِدونَ، وَالأَئِمَّةُ المَهْدِيُّونَ، الَّذينَ قَضَوْا بالحَقِّ وَكانُوا بهِ يَعْدِلونَ.
وَإِنَّ العَشَرَةَ الَّذينَ سَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  نَشْهَدُ لَهُمْ بالجَنَّةِ كَما شَهِدَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ  وَقَوْلُهُ الحَقِّ، وَهُمْ: أَبو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمانُ وَعَلِيٌ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَسَعْدٌ وَسَعيدٌ وَعَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ عَوْفٍ وَأَبو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ، وَهُوَ أَمينُ هذِهِ الأُمَّةِ رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ. وَمَنْ أَحْسَنَ القَوْلَ في أَصْحابِ النَّبيِّ  وَأِزْوَاجهِ وَذرِّيَّاتِهِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفاقِ.
وَعُلَماءُ السَّلَفِ مِنَ الصَّالِحينَ وَالتَّابعينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ وَالأَثَرِ، وَأَهْلِ الفِقْهِ وَالنَّظَرِ، لا يُذكَرُونَ إِلاَّ بالجَميلِ، وَمَنْ ذكَرَهُمْ بسوءٍ فَهُوَ عَلى غَيْرِ السَّبيلِ.
وَلا نُفَضِّلُ أَحَداً مِنَ الأَوْلِياءِ عَلى أَحَدٍ مِنَ الأَنْبياءِ. وَنَقولُ: نَبيٌّ واحِدٌ أَفْضَلُ مِنْ جَميعِ الأَوْلِياءِ، وَنُؤْمِنُ بما جاءَ مِنْ كَراماتِهِمْ، وَصَحَّ عَنِ الثِّقاتِ مِنْ رِوايَتِهِمْ.
وَنُؤْمِنُ بأَشْراطِ السَّاعَةِ مِنْها: خُروجُ الدَّجَّالِ، وَنُزولُ عيسى عَلَيْهِ السَّلامُ مِنَ السَّماءِ، وَبطُلوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبها، وَخُروجِ دَابَّةِ الأَرْضِ مِنْ مَوْضِعِها.
وَلا نُصَدِّقُ كاهِناً وَلا عَرَّافاً، وَلا مَنْ يَدَّعي شَيْئاً بخِلافِ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْماعِ الأُمَّةِ.
وَنَرى الجَماعَةَ حَقَّاً وَصَواباً، وَالفُرْقَةَ زَيْغاً وَعَذاباً.
وَدِينُ اللَّهِ في السَّماءِ وَالأَرْضِ واحِدٌ وَهُوَ دِينُ الإِسْلامِ، كَما قالَ اللَّه تَعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الْلَّهِ الإِسْلامُ، وَقالَ تَعالى: وَمَنْ يبْتغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينَاً فَلَنْ يقْبَلَ مِنْهُ، وَقالَ تَعالى: وَرَضِيْتُ لكُمُ الإِسْلامَ دِينَاً، وَهُوَ بَيْنَ الغُلُوِّ وَالتَّقْصيرِ، وَالتَّشْبيهِ وَالتَّعْطيلِ، وَالجَبْرِ وَالقَدَرِ، وَالأَمْنِ وَاليَأْسِ.
فَهذا دِينُنا وَاعْتِقادُنا، ظاهِراً وَباطِناً.
وَنَحْنُ نَبْرَأُ إِلى اللَّهِ تَعالى مِمَّنْ خالَفَ الَّذي ذكَرْناهُ، وَبَيَّناهُ.
وَنَسْأَلُ اللَّهَ تَعالى أَنْ يُثَبِّتَنا عَلَيْهِ وَيَخْتِمَ لَنا بهِ، وَيَعْصِمَنا مِنَ الأَهْواءِ المُخْتَلِطَةِ وَالآراءِ المُتَفَرِّقَةِ، وَالمَذاهِبِ الرَّدِيَّةِ، كَالمُشَبِّهَةِ وَالجَهْمِيَّةِ وَالجَبْرِيَّةِ وَالقَدَرِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ خالَفَ السُّنَّةَ وَالجَماعَةَ، وَاتَّبَعَ البدْعَةَ وَالضَّلالَةَ، وَنَحْنُ مِنْهُمْ بَراءٌ، وَهُمْ عِنْدَنا ضُلاَّلٌ وَأَرْدِياءُ.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بالصَّوابِ، وَإِلَيْهِ المَرْجعُ وَالمَآبُ.
تمت وبالخير عمت

وأنا سائل أخاً نفعه الله بشيء من هذا الكتاب، أن يدعو لمؤلفه ومعلمه ومتعلمه بخير
وأن يدعو لي ولوالدي لمن علمني وأحسن إليَّ بالمغفرة وكل من ساهم في نشرها


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 04, 2007 11:28 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 19, 2006 6:59 pm
مشاركات: 143
مكان: هنانتغا
أرجو من الجميع أن يضع شروح لكبار المشايخ والعلماء لهذا المتن لما له من قبول من جميع المسلمين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 04, 2007 11:43 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 19, 2006 6:59 pm
مشاركات: 143
مكان: هنانتغا
على هذه الروابط التالية دروس شرح الطحاوية للشيخ سعيد فودة حفظه الله ، عددها ستة عشر سجلت عام 1998.

الرجاء الإسراع بتنزيل الروابط قبل أن تختفي ،

الدرس الأول:
http://www.4shared.com/file/16566059/cd ... nline.html
الدرس الثاني:
http://www.4shared.com/file/16566387/50 ... nline.html
الدرس الثالث:
http://www.4shared.com/file/16566752/92 ... nline.html
الدرس الرابع:
http://www.4shared.com/file/16567094/6a ... nline.html
الدرس الخامس:
http://www.4shared.com/file/16567381/14 ... nline.html
الدرس السادس:

http://www.4shared.com/file/16573229/46 ... nline.html
الدرس السابع:

http://www.4shared.com/file/16573645/1e ... nline.html
الدرس الثامن:
http://www.4shared.com/file/16574738/b3 ... nline.html
الدرس التاسع:
http://www.4shared.com/file/16575066/94 ... nline.html
الدرس العاشر:
http://www.4shared.com/file/16575514/33 ... nline.html
الدرس الحادي عشر:

http://www.4shared.com/file/16575986/5d ... nline.html
الدرس الثاني عشر:
http://www.4shared.com/file/16576678/7c ... nline.html
الدرس الثالث عشر:


http://www.4shared.com/file/16577113/6a ... nline.html
الدرس الرابع عشر

http://www.4shared.com/file/16577431/da ... nline.html
الدرس الخامس عشر:

http://www.4shared.com/file/16578110/c1 ... nline.html
الدرس السادس عشر:

http://www.4shared.com/file/16578333/69 ... nline.html

تمت بحمد الله
_________________
وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 04, 2007 12:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 19, 2006 6:59 pm
مشاركات: 143
مكان: هنانتغا
سيدى الدكتور محمود لو تم وضع شرح مختصر لكم على المتن لكان هذا فضل منكم

ولو على مراحل


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 05, 2007 9:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]يسعدني أخي " محمد عيد " مشاركتك في هذا الباب

وإليك رابط لكتاب " البرهان المؤيد " لسيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه

viewtopic.php?t=2001[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 05, 2007 10:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 19, 2006 6:59 pm
مشاركات: 143
مكان: هنانتغا
أشكركم سيدى سهم النور على هذا الكنز ونرجو المزيد

سهم النور كتب:
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/18.gif);border:10 outset gray;][cell=filter:;][I][align=justify] البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 11 ]


البرهان المؤيد
لصاحب مد اليد مولانا القطب الغوث السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه
مقدمة الواسطي تلميذ المؤلف
الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده والصلاة والسلام على الدرة النبوية الفريدة روح جسم الوجود وعلة كل موجود سيدنا ومولانا وقرة عيوننا ونبينا الرسول المكرم حبيب الرحمن محمد وعلى آله وأصحابه وعترته وأحبابه وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين آمين آمين
أما بعد فيقول العبد الفقير إلى رحمة الله شرف الدين بن عبد السميع الهاشمي الواسطي كان الله له وغفر بفضله ذنبه و قد تلقينا مع جم غفير من المحبين والإخوان الصالحين


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 12 ]


هذا الكتاب المبارك رواية من فم شيخنا وملجئنا بركة الإسلام وأستاذ الخواص والعوام القطب الغوث المقدم الذي امتازه الله على أوليائه بتقبيل يد النبي صاحب الأيادي الجليلة والخوارق الجزيلة حامل الخفيفة والثقيلة سيدنا الشيخ الكبير السيد أحمد ابن السيد أبي الحسن علي الرفاعي رضي الله عنه ابن السيد يحيى ابن السيد الثابت ابن السيد الحازم ابن السيد أحمد ابن السيد علي ابن السيد أبي المكارم الحسن المعروف برفاعة المكي ابن السيد المهدي ابن السيد محمد أبي القاسم ابن السيد الحسن ابن السيد الحسين ابن السيد أحمد ابن السيد موسى الثاني ابن الإمام إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن إمام المسلمين وزبدة آل النبي الأمين الذي امتحن بأنواع البلاء أمير المؤمنين أبي عبد الله الإمام الحسين الشهيد بكربلاء ابن سيد الأمة وسند الأئمة زوج البتول وصهر الرسول الذي قدره كاسمه حسن وعلي أمير المؤمنين أبي الحسنين الإمام علي رضي الله عنه وعنهم أجمعين وذلك سنة ست وخمسين وخمسمائة السنة التي عاد بها من سفر حجه المبارك قدس الله أسراره وضاعف إرشاده وأنواره في رباطه الشريف بأم عبيده على كرسي وعظه في مجالس معدودة
جمعناها في هذا الجزء وسميناه البرهان المؤيد لصاحب مد اليد مولانا الغوث الشريف الرفاعي أحمد
وها هي كما تلقيناها منه رضي الله عنه قال نفعنا الله به


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 13 ]


بسم الله الرحمن الرحيم
افتتاحية البرهان
الحمد لله حمدا يرضاه لذاته والصلاة والسلام على سيد مخلوقاته ورضي الله عن الصحابة والآل وأتباعهم من أهل الشرع والحال والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
أي سادة الزهد أول قدم القاصدين إلى الله عز وجل وأساسه التقوى وهي خوف الله رأس الحكمة وجماع كل ذلك حسن متابعة إمام الأرواح والأشباح السيد المكرم رسول الله
وأول طريق المتابعة حسن القدوة عملا بحديث إنما الأعمال بالنيات


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 14 ]


ألا ترون أن رسول الله كيف قال لرجل قال له يا رسول الله رجل يريد الجهاد وهو يبتغي عرضا من الدنيا فقال له رسول الله لا أجر له
فأعظم ذلك الناس فقالوا للرجل عد لرسول الله فلعلك لم تفهمه فقال الرجل يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرض الدنيا قال لا أجر له
فأعظم ذلك الناس وقالوا عد لرسول الله فقال له الثالثة رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من الدنيا فقال لا أجر له رواه الثقات وصححوه
فمن هذا ومثله علمنا أن نتائج العمل تحسن وتقبح بالنية
المحكم والمتشابه
فعاملوا الله بحسن النيات واتقوه في الحركات والسكنات وصونوا عقائدكم من التمسك بظاهر ما تشابه من الكتاب والسنة لأن ذلك من أصول الكفر قال تعالى فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 15 ]


والواجب عليكم وعلى كل مكلف في المتشابه الإيمان بأنه من عند الله أنزله على عبده سيدنا رسول الله وما كلفنا سبحانه وتعالى تفصيل علم تأويله قال جلت عظمته وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا
فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالى عما دل عليه ظاهره وتفويض معناه المراد منه إلى الحق تعالى وتقدس وبهذا سلامة الدين
سئل بعض العارفين عن الخالق تقدست أسماؤه فقال للسائل إن سألت عن ذاته فليس كمثله شئ وإن سألت عن صفاته فهو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وإن سألت عن إسمه ف هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم وإن سألت عن فعله ف كل يوم هو في شأن
وقد جمع إمامنا الشافعي رضي الله عنه جميع ما قيل في التوحيد بقوله


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 16 ]


من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه وإن اطمأن إلى العدم الصرف فهو معطل وإن اطمأن لموجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد
الله تعالى لا تحده حدود
أي سادة نزهوا الله عن سمات المحدثين وصفات المخلوقين وطهروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول تعالى الله عن ذلك وأياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 17 ]


بالجارحة والنزول بالإتيان والانتقال فإن كل ما جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذكر فقد جاء في الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود فما بقي إلا ما قاله صلحاء السلف وهو الإيمان بظاهر كل ذلك ورد علم المراد إلى الله ورسوله مع تنزيه الباري تعالى عن الكيف وسمات الحدوث وعلى ذلك درج الأئمة وكل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عنه ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسوله ولكم حمل المتشابه على ما يوافق أصل المحكم لأنه أصل الكتاب والمتشابه لا يعارض المحكم
أقوال الأئمة
سأل رجل الإمام مالكا بن أنس رضي الله عنه عن قوله تعالى الرحمن على العرش استوى


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 18 ]


فقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا وأمر به أن يخرج وقال إمامنا الشافعي رضي الله عنه لما سئل عن ذلك آمنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك
وقال الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه من قال لا أعرف الله أفي السماء هو أم في الأرض فقد كفر لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه
وسئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن الاستواء فقال استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 19 ]


وقال الإمام ابن الإمام جعفر الصادق عليه السلام من زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك إذ لو كان على شيء لكان محمولا ولو كان في شيء لكان محصورا ولو كان من شيء لكان محدثا
فوائد النصيحة
أي سادة أطلبوا الله بقلوبكم هو أقرب إليكم من حبل الوريد أحاط بكل شيء علما
الدين النصيحة إذا قلتم لا إله إلا الله فقولوها بالإخلاص الخالص من الغيرية ومن خطورات التشبيه


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 20 ]


والكيفية والتحتية والفوقية والبعدية والقربية وخذوا نتائج الأعمال بخالص النية فقد قال سيد البرية عليه أفضل إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه
الأركان الخمسة
أحكموا أعمالكم على الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام قال رسول الله بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان
إياكم ومحدثات الأمور قال أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 21 ]


الله بالتقوى وعاملوا الخلق بالصدق وحسن الخلق عاملوا أنفسكم بالمخالفة وقفوا عند الحدود وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
الطريق إلى الله تعالى
إياكم والكذب على الله والخلق فإن الدعوى كذب على الله وخلقه
كل العبودية معرفة مقام العبدية الدين عمل بالأوامر


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 22 ]


واجتناب عن النواهي وخضوع وانكسار في الأمرين العمل بالأوامر يقرب إلى الله والاجتناب عن النواهي خوف من الله
طلب القرب بلا أعمال محال وأي محال الخوف مع الجرأة فضيحة
أطلبوا الله بمتابعة رسوله إياكم وسلوك طريق الله بالنفس والهوى فمن سلك الطريق بنفسه ضل في أول قدم
الإيمان والهوى
أي سادة عظموا شأن نبيكم هو البرزخ الوسط الفارق بين الخلق والحق عبد الله حبيب الله رسول الله أكمل خلق الله أفضل رسل الله الدال على الله الداعي إلى الله المخبر عن الله الآخذ من الله باب الكل إلى الحظيرة الرحمانية وسيلة الكل إلى الحظيرة الصمدانية ومن اتصل به اتصل ومن انفصل عنه انفصل قال لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 23 ]


المعجزة الخالدة
أي سادة اعلموا أن نبوة نبينا باقية بعد وفاته كبقائها حال حياته إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وجميع الخلق مخاطبون بشريعته الناسخة لجميع الشرائع
ومعجزته باقية وهي القرآن قال تعالى قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله
أي سادة من رد أخباره الصادقة كان كمن رد كلام الله تعالى آمنا بالله وبكتاب الله وبكل ما جاء به نبينا محمد رسول الله
قال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا
أفضل الصحابة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه ثم سيدنا عثمان ذو النورين رضي الله عنه ثم سيدنا علي المرتضى كرم الله وجهه ورضي عنه والصحابة رضي الله عنهم كلهم على هدى روي عنه أنه قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 24 ]


يجب الإمساك عما شجر بينهم وذكر محاسنهم ومحبتهم والثناء عليهم رضي الله عنهم أجمعين فأحبوهم وتبركوا بذكرهم واعملوا على التخلق بأخلاقهم قال النبي أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة
الأنوار اللامعة
ونوروا كل قلب من قلوبكم بمحبة آله الكرام عليهم السلام فهم أنوار الوجود اللامعة وشموس السعود الطالعة قال تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
وقال الله الله في أهل بيتي
من أراد الله به خيرا ألزمه وصية نبيه في آله فأحبهم واعتنى


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 25 ]


بشأنهم وعظمهم وحماهم وصان حماهم وكان لهم مراعيا ولحقوق رسوله فيهم راعيا المرء مع من أحب ومن أحب الله أحب رسول الله ومن أحب رسول الله أحب آل رسول الله ومن أحبهم كان معهم وهم مع أبيهم قدموهم عليكم ولا تقدموهم وأعينوهم وأكرموهم يعود خير ذلك عليكم
غيرة الله لأحبائه
الصقوا بأولياء الله ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون
الولي من واد الله وآمن به واتقاه فلا تحادوا من واد الله
جاء في بعض الكتب الإلهية من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب
الله يغار لأوليائه ينتقم لهم ممن يؤذيهم ويكرمهم بصون محبيهم وعون من يلوذ فيهم هم أخص المخاطبين بآية نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة
عليكم بمحبتهم


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 26 ]


والتقرب إليهم تحصل لكم بهم البركة كونوا معهم أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون
الأشراف
أي سادة حدوا المراتب وإياكم والغلو أنزلوا الناس منازلهم
أشرف النوع الإنساني الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأشرف الأنبياء نبينا محمد وأشرف الخلق بعده آله وأصحابه وأشرف الخلق بعدهم التابعون أصحاب خير القرون
هذا على وجه الإجمال وأما على وجه الإفراد فالنص النص وإياكم والأخذ بالرأي فما هلك من هلك إلا بالرأي هذا الدين لا يحكم فيه بالرأي أبدا حكموا آراءكم في المباحات فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله
أذكروا أولياء الله تعالى بخير إياكم وتفضيل بعضهم على بعض رفع الله تعالى بعضهم على بعض درجات لكن لا يعرفها


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 27 ]


غيره ومن ارتضى من رسول أيدوا هذه العصابة بترك الدعوى شيدوا أركان هذه الطريقة المحمدية بإحياء السنة وإماتة البدعة
من أين جاء اسم الصوفية
أي سادة الفقير على الطريق ما دام على السنة فمتى حاد عنها زل عن الطريق
قيل لهذه الطائفة الصوفية واختلف الناس في سبب التسمية وسببها غريب لا يعرفه الكثير من الفقراء وهو أن جماعة من مضر يقال لهم بنو الصوفة وهو الغوث بن مر بن أد بن طابخة الربيط كانت أمه لا يعيش لها ولد فنذرت إن عاش لها ولد لتربطن برأسه صوفة وتجعله ربيط الكعبة وقد كانوا يجيزون الحاج إلى أن من الله بظهور الإسلام فأسلموا وكانوا عبادا ونقل عن بعضهم حديث رسول الله
فمن صحبهم سمي بالصوفي وكذلك من صحب من صحبهم أو تعبد ولبس الصوف مثلهم ينسبونه إليهم فيقال صوفي
ونوع الفقراء الأسباب فمنهم من قال التصوف الصفاء ومنهم من قال المصافاة وغير ذلك


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 28 ]


وكله صحيح من حيث معناه لأن أهل هذه الخرقة التزموا الصفاء والمصافاة وعملوا بالآداب الظاهرة وقالوا إنها تدل على الآداب الباطنة وقالوا حسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن وقالوا من لم يعرف أدب الظاهر لا يؤتمن على أدب الباطن
كل الآداب منحصرة في متابعة النبي قولا وفعلا وحالا وخلقا فالصوفي آدابه تدل على مقامه زنوا أقواله وأفعاله وأحواله وأخلاقه بميزان الشرع يعلم لديكم ثقل ميزانه وخفته خلق النبي القرآن قال تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء
من التزم الآداب الظاهرة دخل في جنسية القوم وحسب في عدادهم ومن لم يلتزم الآداب الظاهرة فهو فيهم غير لا يلتبس حاله عليهم لأن استعمال الآداب دليل الجنسية بل تكون علة الضم قال رويم رحمه الله تعالى التصوف كله أدب
وهذا الأدب الذي أشارت إليه الطائفة أدب الشرع كن متشرعا ودع حاسدك يكذب عليك وينسب ما يجب إليك
ولست أبالي من رماني بريبة ... إذا كنت عند الله غير مريب
إذا كان سري عند ربي منزها ... فما ضرني واش أتى بغريب


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 29 ]


تحذيرات مفيدة
أيها السالك إياك ورؤية النفس إياك والغرور إياك والكبر فإن كل ذلك مهلك ما دخل ساحة القرب من استصغر الناس واستعظم نفسه من أنا ومن أنت
أي أخي كل واحد منا مسيكين أوله مضغة وآخره جيفة شرف هذا العرض جوهر العقل العقل ما عقل النفس وأوقفها عند حدها فإذا لم يكن عقل المرء عاقلا لنفسه موقفا لها عند حدها في أخذها وردها فليس بعقل وإذا حرم المرء الجوهر ذهب شرفه وبقي عرضا ثقيلا كثيفا لا يليق لمرتبة عزيزة ولا لمنصب نفيس وإذا تم عقله وكمل صار الحكم فيه للجوهر المحض فصلح أن يكون على تيجان الملوك والأكاسرة
وأول مراتب العقل الانخلاع عن الأنانية الكاذبة والدعوى الباطلة وصولة الفتق والرتق والواهب والسلب وإذا حكمه المقام وصار صفة عليه أيضا فاللازم عليه أن يعرف مبتدأه الطيني ومنتهاه الترابي وأن يقف بين هذه البداءة والنهاية بما يناسبهما من قول وفعل لأن وا عظ الله في قلب كل رجل مسلم


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 30 ]


من لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ كيف ينتفع بالموعظة من كان قلبه غافلا
قال سهل رحمه الله تعالى الغفلة سواد القلب
وقال السيد الأمين من حديث . . . ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
أي أخي تنتفع من موعظتي وأنتفع من موعظتك إذا أخلص كل منا
حتمية نشر العلم
أي أخي أنت أحسن مني زحمتك ذلة التلقي وأنا أخذتني سكرة التعليم
أي أخي إن أنا غلبت نفسي المسكينة وقلت لها علمك الله وأوجب عليك تعليم الإخوان وكاتم العلم يلجم بلجام من نار فتعبك لك قفي عند حدك ربما كان فيهم من هو عند الله أجل منك أخفاه عنك ليختبرك


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 31 ]


وبعد ذلك سكنت ثائرتها الكاذبة وعرفت قدرها ووقفت عند طورها فلها الحظ الأوفر وكذلك أنت
أي أخي إن غلبت نفسك وألزمتها التعلم وذبحت الهوى بسكين الاقتداء وأخذت الحكمة غاضا طرفك عن شرفك وعلمك وحسبك وأبيك ومالك وحالك فقد فزت فوزا عظيما من لم يحاسب نفسه عن كل نفس ويتهمها لم يثبت عندنا في ديوان الرجال
التواضع الصحيح
أي سادة أنا لست بشيخ لست بمقدم على هذا الجمع لست بواعظ لست بمعلم حشرت مع فرعون وهامان إن خطر لي أني شيخ على أحد من خلق الله إلا أن يتغمدني الله برحمته فأكون كآحاد المسلمين مت مسلما ولا تبالي الإسلام حبل الوصلة إلى الله
لو عبد الله غير المسلم بعبادة الثقلين بعيد عن الله مغضوب عليه


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 32 ]


ولو أتى العبد المسلم بذنوب الثقلين له من الله حظ العبودية قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
أحكموا رابطة الوصلة مع الله بشرائط الإسلام المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
تساؤلات
أين أهل الصدق الذين يأمرون الناس بالبر ويأتمرون به
أين أهل الإيمان الكامل الذين يطلبون الحكمة ولا يقف نظرهم عند موضعها
من كمال الإيمان والصدق وعظك نفسك ونفعك غيرك وأخذك الحكمة أنى وجدتها
كل الفقراء ورجال هذه الطائفة خير مني أنا أحيمد اللاش أنا لاش اللاش لكن الحق يقال الصوفي من صفي سره من كدورات الأكوان وما رأي لنفسه على غيره مزية هكذا كتب الله وحكم وهذا والله خلق عبيده الذين طهرهم من رؤية غيره


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 33 ]


أي أخي أنت غير ونفسك غير وغيرك غير كل ما أدركه بصرك واختلج بشكله وكيفيته سرك فهو غير
ربنا لا تكيفه الأفكار ولا تدركه الأبصار
أي أخي أخاف عليك من الفرح بالكرامة وإظهارها الأولياء يستترون من الكرامة كاستتار المرأة من دم الحيض
أي أخي الكرامة عزيزة بالنسبة إلى المكرم ليست بشيء بالنسبة لنا لأن هذا الإكرام لما ورد من باب الكريم عظم وعز وتلقته القلوب بالإجلال ولما تحول لفظ النسبة إلى العبد هان الأمر واستتر الكامل من هذه النسبة التي تحول أمرها من باب قديم إلى باب حادث خيفة من استحسان النسبة الثانية فإن قبولها سم قاتل
كلنا عار إلا من كساه كلنا جائع إلا من أطعمه كلنا ضال إلا من هداه ليس للعاقل إلا قرع باب الكريم في الشدة والرخاء
المخلوق ضعف عجز


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 34 ]


فقر حاجة عدم محض
أكرم الله أحبابه المتقين وأظهر على أيديهم الخوارق وأيدهم بروح من عنده ورفع منارهم فاشتغلوا به تعالى عن كل ذلك خافوا الله فأسكنهم جنة قربه وأكرمهم إذ نزلوا به بالنظر إلى وجهه الكريم وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى
أشر الهوى رؤية الأغيار والاشتغال عن الخالق بالمخلوق ما الذي يراه العاقل من الاشتغال بغيره القول بتأثير غيره في كل أثر ما قليل أو كثير كلي أو جزئي شرك


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 35 ]


قال رسول الله لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف
أي سادة تفرقت الطوائف شيعا واحيمد بقي مع أهل الذل والانكسار والمسكنة والاضطرار
إياكم والكذب على الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 36 ]


خطيئة الحلاج
ينقلون عن الحلاج أنه قال أنا الحق أخطأ بوهمه لو كان على الحق ما قال أنا الحق
يذكرون له شعرا يوهم الوحدة كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجلا واصلا أبدا ما أراه شرب ما أراه حضر ما أراه سمع إلا رنة أو طنينا فأخذه الوهم من حال إلى حال
من ازداد قربا ولم يزدد خوفا فهو ممكور
إياكم والقول بهذه الأقاويل إن هي إلا أباطيل درج السلف على الحدود بلا تجاوز بالله عليكم هل يتجاوز الحد إلا الجاهل هل يدوس عنوة في الجب إلا الأعمى ما هذا التطاول وذلك المتطاول ساقط بالجوع ساقط بالعطش ساقط بالنوم ساقط بالوجع ساقط بالفاقة ساقط بالهرم ساقط بالعناء أين هذا التطاول من صدمة صوت لمن الملك اليوم
العبد متى تجاوز حده مع إخوانه يعد في الحضرة ناقصا التجاوز علم نقص ينشر على رأس صاحبه يشهد عليه بالدعوى يشهد عليه بالغفلة يشهد عليه بالزهو يشهد عليه بالحجاب يتحدث القوم بالنعم لكن مع ملاحظة الحدود الشرعية


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 37 ]


الحقوق الإلهية تطلبهم في كل قول وفعل الولاية ليست بفرعونية ولا بنمة بنمرودية قال فرعون أنا ربكم الأعلى
وقال قائد الأولياء وسيد الأنبياء لست بملك
نزع ثوب التعالي والإمرة والفوقية
كيف يتجرأ على ذلك العارفون والله يقول وامتازوا اليوم أيها المجرمون وصف الافتقار إلى الله وصف المؤمنين قال تعالى يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله
هذا الذي أقوله علم القوم تعلموا هذا العلم فأن جذبات الرحمن في هذا الزمان قلت اصرفوا الشكوى إلى الله في كل


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 38 ]


أمر العاقل لا يشكو لا إلى ملك ولا إلى سلطان العاقل كل أعماله لله
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
أي سادة ما قلت لكم إلا ما فعلته وتخلقت به فلا حجة لكم علي إذا رأيتم واعظا أو قاصا أو مدرسا فخذوا منه كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام أئمة الدين الذين يحكمون عدلا ويقولون حقا واطرحوا ما زاد
وإن أتى بما لم يأت به رسول الله فأضربوا به وجهه
الحذر الحذر من مخالفة أمر النبي العظيم
قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
كان العراق أخاذة المشايخ وغيبة العارفين مات القوم الله الله بمتابعتهم أخلفوهم بحسن التخلق أعقبوهم


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 39 ]


بصحة الصدق لا تلبسوا ثوب قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات
أي إخواني لا تخجلوني غدا بين يدي العزيز سبحانه وقد سبقكم أصحاب الأعمال المرضيات كل نفس من أنفاس الفقير أعز من الكبريت الأحمر إياكم وضياع الأوقات فإن الوقت سيف إن لم يقطعه الفقير قطعه
قال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا عليكم بالأدب فإن الأدب باب الأرب
الذين يخشون ربهم
حكي عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى أنه قال من لم يعرف ما لله عليه في نفسه ولم يتأدب بأمره ونهيه كان من الأدب في عزلة
قال الله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء
سئل الحسن البصري رضي الله عنه عن أنفع الأدب


البرهان المؤيد [ جزء 1 - صفحة 40 ]


فقال التفقه في الدين والزهد في الدنيا والمعرفة بحقوق الله تعالى على عبده
وقال سهل بن عبد الله رضي الله عنه من قهر نفسه بالأدب عبد الله بالإخلاص
ومن الأدب أيضا الأدب مع المشايخ فإن من لم يحفظ قلوب المشايخ سلط الله عليه الكلاب التي تؤذيه
أدب صحبة من فوقك الخدمة ومن هو مثلك الإيثار والفتوة ومن دونك الشفقة والتربية والمناصحة
صحبة العارف مع الله بالموافقة ومع الخلق بالمناصحة ومع النفس بالمخالفة ومع الشيطان بالعداوة
إنكار العبد نعمة الله من موجبات السلب أنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون إن الله إذا وهب عبده نعمة ما
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 05, 2007 11:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 19, 2006 6:59 pm
مشاركات: 143
مكان: هنانتغا
[color=#FF0000]
فى هذا الكتاب نرى كيف تحدث الامام الاعظم عن العقيدة الصحيحة التى عليها السلف الصالح
بل والامة
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وبعد.

قالَ أبو حنيفةَ رضيَ اللهُ عنهُ:

أصلُ التوحيدِ وما يصحُ الاعتقادُ عليهِ يجبُ أنْ يقولَ: ءامنتُ باللهِ، وملائِكتِهِ، وكتبِهِ، ورُسُلِهِ، والبعثِ بعدَ الموتِ والقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ منَ اللهِ تعالى، والحسابِ، والميزانِ، والجنةِ، والنارِ، وذلكَ حقٌ كُلُّهُ. واللهُ تعالى واحدٌ لا مِنْ طريقِ العددِ، ولكنْ من طريقِ أنهُ لا شريكَ لهُ، لم يَلِدْ ولم يُولدْ، ولم يكنْ لهُ كفُواً أحَد. لا يُشبِهُ شيئاً مِنَ الأشياءِ مِنْ خَلقِهِ، ولا يشبِهُهُ شىءٌ مِن خلقِهِ، لم يزلْ ولا يزالُ بأسمائِهِ وصفاتِهِ الذاتيةِ والفِعليّةِ.

أما الذاتيةُ: فالحياةُ والقدرةُ والعلمُ والكلامُ والسمعُ والبصرُ والإرادةُ.

وأما الفعليةُ: فالتخليقُ والترزيقُ والإنشاءُ والإبداعُ والصنعُ، وغيرُ ذلكَ من صفاتِ الفعلِ. لم يزلْ ولا يزالُ بصفاتِهِ، وأسماؤُهُ صفةٌ لهُ، لم يحدُثْ لهُ صفةٌ ولا اسمٌ. لم يزلْ عالماً بعلمِهِ، والعلمُ صفتُهُ في الأزلِ. قادراً بقدرتِهِ، والقدرةُ صفةٌ لهُ في الأزَلِ. وخالِقاً بتخليقِهِ، والتخليقُ صفةٌ لهُ في الأزلِ. وفاعلاً بفعلِهِ، والفعلُ صفةٌ لهُ في الأزلِ، والفاعلُ هوَ اللهُ تعالى، والفعلُ صفتُهُ في الأزلِ، والمفعولُ مخلوقٌ، وفعلُ اللهِ تعالى غيرُ مخلوقٍ[1]، وصفاتُهُ في الأزلِ غيرُ محدثةٍ ولا مخلوقةٍ، فمن قالَ إنها مخلوقةٌ أو محدثةٌ أو وقفَ أو شكَ فيها فهوَ كافرٌ باللهِ[2]. والقرءانُ كلامُ اللهِ تعالى في المصاحِفِ مكتوبٌ، وفي القلوبِ محفوظٌ، وعلى الألسُنِ مقروءٌ، وعلى النبيِّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ مُنـزَّلٌ، ولفظُنا بالقرءانِ مخلوقٌ، وكتابتُنا لهُ مخلوقةٌ، وقراءتُنا لهُ مخلوقةٌ، والقرءانُ غيرُ مخلوقٍ[3] . وما ذكرَهُ اللهُ في القرءانِ حكايةً عن موسى وغيرِهِ منَ الأنبياءِ، وعن فِرْعَوْنَ وإبليسَ، فإنَّ ذلك كلَه كلامُ اللهِ تعالى إخباراً عنهم، وكلامُ اللهِ تعالى غيرُ مخلوقٍ وكلامُ موسى وغيرِهِ منَ المخلوقينَ مخلوقٌ، والقرءانُ كلامُ اللهِ تعالى فهوَ قديمٌ، لا كلامُهُم. وسمِعَ موسى كلامَ اللهِ تعالى:{ وكلَّمَ اللهُ موسى تكليماً} [4]وقدْ كانَ اللهُ تعالى متكلماً، ولم يكنْ كلمَ موسى، وقدْ كانَ اللهُ تعالى خالقاً في الأزلِ ولم يخلقْ الخلقَ { ليسَ كمثلِهِ شىءٌ وهوَ السميعُ البصيرُ} [5] فلما كلمَ اللهُ موسى، كلمَهُ بكلامِهِ الذي هوَ لهُ صفةٌ في الأزلِ، وصفاتُهُ كلُها بخلافِ صفاتِ المخلوقينَ، يعلمُ لا كعلمِنا، يَقْدِرُ لا كقدرَتِنا، يَرَى لا كرؤيَتِنا، يتكلمُ لا ككلامِنا، ويسمعُ لا كسمعِنا. نحنُ نتكلمُ بالآلاتِ والحروفِ، واللهُ تعالى يتكلمُ بلا حروفٍ ولا آلةٍ. والحروفُ مخلوقةٌ، وكلامُ اللهِ تعالى غيرُ مخلوقٍ، وهو شىءٌ لا كالأشياءِ[6]، ومعنى الشىءِ إثباتُهُ بلا جسمٍ ولا جوهرٍ ولا عَرَضٍ، ولا حدَّ لهُ، ولا ضدَّ لهُ، ولا ندَّ له، ولا مِثلَ لهُ. ولهُ يدٌ ووجهٌ ونفسٌ كما ذكرَهُ اللهُ تعالى في القرءانِ، فما ذكرَهُ اللهُ تعالى في القرءانِ، منْ ذكرِ الوجهِ واليدِ والنفسِ فهو لهُ صفةٌ بلا كيفٍ، ولا يقالُ إنّ يدَهُ قدرتُهُ أو نعمتُهُ، لأنَّ فيهِ إبطالُ الصفةِ، وهوَ قولُ أهلِ القَدَرِ والإعتزالِ، ولكنْ يدُهُ صفتُهُ بلا كيفٍ، وغضبُهُ ورضاهُ صفتانِ من صفاتِهِ بلا كيفٍ. خلقَ اللهُ تعالى الأشياءَ لا منْ شىءٍ[7] . وكانَ اللهُ تعالى عالماً في الأزَلِ بالأشياءِ قبلَ كونِـها، وهوَ الذي قدّرَ الأشياءَ وقضاها، ولا يكونُ في الدنيا ولا في الآخرةِ شىءٌ إلا بمشيئتِهِ وعلمِهِ وقضائِهِ[8] وقدرِهِ[9] وكتْبِهِ في اللوحِ المحفوظِ ولكنْ كتبُهُ بالوصفِ لا بالحكمِ. والقضاءُ والقدرُ والمشيئةُ صفاتُهُ في الأزلِ بلا كيفٍ، يعلمُ اللهُ تعالى المعدومَ في حالِ عدمِهِ معدوماً، ويعلمُ أنهُ كيفَ يكونُ إذا أوجدَهُ، ويعلمُ اللهُ تعالى الموجودَ في حالِ وجودِهِ موجوداً، ويعلمُ أنهُ كيفَ يكونُ فناؤُهُ، ويعلمُ اللهُ تعالى القائمَ في حالِ قيامِهِ قائماً، وإذا قَعَدَ عَلِمَهُ قاعداً في حالِ قعودِهِ منْ غيرِ أنْ يتغيرَ علمُهُ، أو يحدُثَ لهُ علمٌ، ولكنّ التغيُرُ واختلافَ الأحوالِ يحدثُ في المخلوقينَ.

خلقَ الخَلْقَ سليماً منَ الكفرِ والإيمانِ[10]، ثمَّ خاطبَهُم وأمرهُم ونهاهُم، فكفرَ منْ كفَرَ بفعلِهِ وإنكارِهِ وجحودِهِ الحقَّ بخِذلانِ اللهِ تعالى إياهُ، وءامنَ منْ ءامنَ بفعلِهِ وإقرارِهِ وتصديقِهِ بتوفيقِ اللهِ تعالى إياهُ ونصرتِهِ لهُ. أخرجَ ذريةَ ءادمَ عليهِ السلامُ من صُلبِهِ على صُوَرِ الذَّرِ، فجعَلَ لهم عقلاً[11]. فخاطبَهُم وأمرَهُم بالإيمانِ ونهاهُم عن الكفرِ فقالَ:{ ألستُ بربِكُم}؟ فأقروا لهُ بالربوبيةِ فكانَ ذلكَ منهُم إيماناً، فهُم يولدونَ على تلكَ الفطرةِ[12]، ومنْ كفرَ بعدَ ذلكَ فقدْ بدّلَ وغيّرَ، ومَنْ ءامنَ وصدّقَ فقدْ ثبتَ عليهِ وداومَ. ولم يُجبِرْ أحداً من خلقِهِ على الكفرِ ولا على الإيمانِ. ولا خلقَهُم مؤمناً ولا كافراً، ولكنْ خلقَهُم أشخاصاً[13]، والإيمانُ والكفرُ فعلُ العبادِ، يعلمُ اللهُ تعالى مَنْ يكفرْ في حالِ كفرِهِ كافراً فإذا ءامنَ بعدَ ذلكَ علمَهُ مؤمناً في حالِ إيمانِهِ[14]، من غيرِ أنْ يتغيرَ علمُهُ وصفتُهُ. وجميعُ أفعالِ العبادِ منَ الحركةِ والسكونِ كسبُهُم على الحقيقةِ، واللهُ تعالى خالقُها، وهيَ كلُها بمشيئتِهِ وعلمِهِ وقضائِهِ وقَدَرِهِ. والطاعاتُ كلُها ما كانتْ واجبةً بأمرِ اللهِ تعالى وبمحبتهِ وبِرِضائهِ وعلمِهِ ومشيئتِهِ وقضائِهِ وتقديرهِ، والمعاصي كلُّها بعلمِهِ وقضائِهِ وتقديرِهِ ومشيئتِهِ لا بمحبتِهِ ولا برضائِهِ ولا بأمرِهِ. والأنبياءُ عليهِمُ الصلاةُ والسلامُ كلُّهُم منـزّهونَ عن الصغائِرِ والكبائِرِ والكفرِ والقبائِحِ [15] وقدْ كانتْ منهُم زلاتٌ وخطيئاتٌ، ومحمدٌ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وعلى ءالهِ وسلمَ، نبيُّهُ وعبدُهُ ورسولُهُ وصفيُهُ، ولم يعبدِ الصنمَ، ولم يشركْ باللهِ طرفةَ عينٍ قطّ، وأفضلُ الناسِ بعدَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ تعالى عليهِ وعلى ءالهِ وسلمَ: أبو بكرٍ الصديقُ رضيَ اللهُ عنهُ، ثم عمرُ بنُ الخطابِ ثمَّ عثمانُ بنُ عفانَ ثم عليُّ بنُ أبي طالبٍ، رضوانُ اللهِ تعالى عليهِم أجمعين. غابرينَ على الحقِّ، ومعَ الحقِّ، كما كانوا نتولاهُم جميعاً. و لا نذكرُ الصحابةُ ( في نسخة الكوثري: ولا نذكرُ أحداً من أصحابِ رسولِ اللهِ إلا بخير)، ولا نكفرُ مسلماً بذنبٍ منَ الذنوبِ[16] وإنْ كانتْ كبيرةً إذا لم يستحِلَّهَا، ولا نزيلُ عنهُ اسمَ الإيمانِ ونسمِّيهِ مؤمناً حقيقةً، ويجوزُ أنْ يكونَ مؤمناً فاسقاً غيرَ كافرٍ.

والمسحُ على الخفينِ سنةٌ، والتراويحُ في شهرِ رمضانَ سنةٌ[17].

والصلاةُ خَلفَ كلِّ بَرٍ وفاجِرٍ من المؤمنينَ جائزةٌ. ولا نقولُ إنَّ المؤمنَ لا تضُرُهُ الذنوبُ. وإنهُ لا يدخلُ النارَ، ولا إنهُ يخلدُ فيها وإنْ كانَ فاسقاً بعدَ أنْ يخرجَ منَ الدنيا مؤمناً، ولا نقولُ إنَّ حسناتِنا مقبولةٌ، وسيئاتِنا مغفورةٌ كقولِ المُرجِئَةِ ولكنْ نقولُ المسئلَةُ مُبَيَّنَةٌ مفصّلَةٌ: منْ عَمِلَ حسنةً بشرائِطِها خاليةً عنِ العيوبِ المفسِدَةِ والمعاني المبطِلَةِ، ولم يبطِلْها حتى خرجَ منَ الدُّنيا، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُضَيِّعُها بلْ يقبَلُها منهُ ويثيبُهُ عليها. وما كانَ منَ السيئاتِ دونَ الشركِ والكفرِ ولمْ يتبْ عنها حتى ماتَ مؤمناً فإنّهُ في مشيئةِ اللهِ تعالى إنْ شاءَ عذَّبَهُ، وإنْ شاءَ عفا عنهُ ولم يعذِّبْهُ بالنارِ أبداً. والرياءُ إذا وَقَعَ في عملٍ منَ الأعمالِ فإنّهُ يُبْطِلُ أجرَهُ، وكذا العُجْبُ. والآياتُ للأنبياءِ والكراماتُ للأولياءِ حقٌ. وأما التي تكونُ لأعدائِهِ مثلِ إبليسَ وفِرْعَوْنَ والدجالِ مما رويَ في الأخبارِ أنهُ كانَ لهم فلا نسمّيها ءاياتٍ ولا كراماتٍ، ولكنْ نسمِّيها قَضاءَ حاجاتٍ لهم، وذلكَ لأنَّ اللهَ تعالى يقضِي حاجاتِ أعدائِهِ استدراجاً وعقوبَةً لهم، ويزدادونَ عصياناً أو كفراً، وذلكَ كلُّهُ جائِزٌ وممكِنٌ. وكانَ اللهُ خالقاً قبلَ أنْ يَخْلُقَ، ورازقاً قبلَ أنْ يَرزُقَ. واللهُ تعالى يُرَى في الآخرَةِ، ويَراهُ المؤمنونَ وهُم في الجنةِ بأعينِ رؤوسِهِم[18] بلا تشبيهٍ ولا كيْفِيَّةٍ ولا جِهَةٍ[19] ولا يكونُ بينَهُ وبينَ خَلقِهِ مسافَةٌ.

والإيمانُ هوَ الإقرارُ والتصديقُ. وإيمانُ أهلِ السماءِ والأرضِ لا يزيدُ ولا ينقُصُ[20]والمؤمنونَ مستوونَ في الإيمانِ[21] والتوحيدِ متفاضلونَ في الأعمالِ. والإسلامُ هو التسليمُ والانقيادُ لأوامِرِ اللهِ تعالى ففي طريقِ اللغةِ فرقٌ بينَ الإيمانِ والإسلامِ ولكنْ لا يكونُ إيمانٌ بلا إسلامٍ، ولا إسلامٌ بلا إيمانٍ[22]، فهما كالظهرِ معَ البطنِ. والدينُ اسمٌ واقعٌ على الإيمانِ والإسلامِ والشرائعِ كُلِّها. نعرفُ اللهَ تعالى حقَّ معرفتِهِ[23] كما وصفَ نفسَهُ وليس يَقْدِرُ أحدٌ أنْ يعبدَ اللهَ تعالى حقَّ عبادتِهِ كما هوَ أهلٌ له. لكنّهُ يعبدُهُ بأمرِهِ كما أمَرَ. ويستوي المؤمنونَ كلُّهُمْ في المعرفةِ واليقينِ والتوكلِ والمحبةِ والرضاء والخوفِ والرجاءِ والإيمانِ[24]، ويتفاوتونَ فيما دونَ الإيمانِ في ذلكَ كلهِ. واللهُ تعالى متفضلٌ على عبادِهِ، عادلٌ، قدْ يُعطِي منَ الثوابِ أضعافَ ما يستوجِبُهُ العبدُ تفضلاً منهُ، وقدْ يُعاقِبُ على الذنبِ عدلاً منهُ، وقدْ يَعفو فضلاً منهُ. وشفاعةُ الأنبياءِ عليهمُ الصلاةُ والسلامُ حقٌ، وشفاعَةُ نبينا صلى اللهُ تعالى عليهِ وعلى ءالهِ وسلمَ للمؤمنينَ المذنبينَ ولأهلِ الكبائرِ منهُم المستوجبينَ للعقابِ حقٌ ثابتٌ. ووزنُ الأعمالِ بالميزانِ يومَ القيامةِ حقٌ، والقِصاصُ فيما بينَ الخصومِ يومَ القيامةِ فإنْ لم يكنْ لهم الحسناتُ، طَرْحُ السيئاتِ عليهِم جائزٌ وحقٌ، وحوضُ النبيِّ صلى اللهُ تعالى عليهِ وسلمَ حقٌ، والجنةُ والنارُ مخلوقتانِ اليومَ لا تفنيانِ أبدًا، واللهُ تعالى يهدِي منْ يشاءُ فضلاً منهُ، ويُضِلُّ منْ يشاءُ عدلاً منهُ، وإضلالُهُ خِذلانُهُ، وتفسيرُ الخِذلانِ: أنْ لا يوَفِّقَ العبدَ إلى ما يرضاهُ منْهُ، وهوَ عدلٌ منهُ، وكذا عقوبةُ المخذولِ على المعصيةِ. ولا نقولُ: إنَّ الشيطانَ يسلُبُ الإيمانَ مِنْ عبدِهِ المؤمنِ قهراً وجبراً، ولكنْ نقولُ: العبدُ يدَعُ الإيمانَ فإذا ترَكَهُ فحينئذٍ يسلبُهُ منهُ الشيطانُ. وسؤالُ منكرٍ ونكيرٍ في القبرِ حقٌ، وإعادَةُ الروحِ إلى العبدِ في قبرِهِ حقٌ. وضغطةُ القبرِ حقٌ (( للكفارِ ولبعضِ أهلِ الكبائِرِ منَ المسلمينَ )). وعذابُهُ (( أي في القبرِ )) حقٌ كائنٌ للكفارِ كلِهِم ولبعضِ (( أهلِ الكبائِرِ منْ عصاةِ )) المسلمينَ. وكلُّ ما ذكرَهُ العلماءُ بالفارسيَةِ منْ صفاتِ اللهِ تعالى عزتْ أسماؤُهُ وتعالتْ صفاتُهُ فجائزٌ القولُ بهِ، سوَى اليدِ بالفارِسِيّةِ[25] ، ويجوزُ أنْ يقالَ ( بُرُوْى خُدَا ) بلا تشبيهٍ ولا كيفيةٍ. وليسَ قربُ اللهِ تعالى ولا بُعدُهُ منْ طريقِ طولِ المسافةِ وقِصَرِها ولا ( في نسخة الكوثري ولكن) على معنى الكرامةِ والهوانِ، ولكنْ المطيعُ قريبٌ منهُ بلا كيفٍ، والعاصي بعيدٌ عنهُ بلا كيفٍ. والقُربُ والبُعدُ والإقبالُ يقعُ على المنَاجي. وكذلكَ جِوارُهُ في الجنةِ، والوُقوفُ بينَ يَدَيهِ بلا كيفٍ[26] . والقرءانُ منَـزَّلٌ على رسولِ اللهِ وهو في المُصْحَفِ مكتوبٌ، وءاياتُ القرءانِ كلُّهَا في معنى الكلامِ مستويةٌ في الفضيلَةِ والعظَمَةِ. إلا أنَّ لبعضِهَا فضيلَةُ الذكرِ وفضيلَةُ المذكورِ مثلُ ءايةِ الكُرسي. لأنَّ المذكورَ فيها جلالُ اللهِ وعظمتُهُ وصِفَتُهُ، فاجتمعتْ فيها فضيلَتانِ: فضيلةُ الذكرِ، وفضيلَةُ المذكورِ، وفي صفَةِ الكفارِ فضيلَةُ الذِّكرِ فحَسبُ، وليسَ في المذكورِ وهُمُ الكفارُ فضيلةٌ. وكذلكَ الأسماءُ والصفاتُ كُلُّها مستويةٌ في الفضيلةِ والعظمةِ لا تفاوُتَ بينَهُما. ورسولُ اللهُ صلى اللهُ تعالى عليهِ وسلمَ ماتَ على الإيمانِ، وأبو طالِبٍ عمُّهُ وأبو عليٍ ماتَ كافِراً، وقاسمٌ وطاهِرٌ وإبراهيمُ كانوا بَنِي رسولِ اللهِ صلى اللهُ تعالى عليهِ وعلى ءالهِ وسلمَ، وفاطِمَةُ وزيْنَبُ ورُقَيَّةُ وأمُّ كُلثومَ كُنَّ جميعاً بناتِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ تعالى عليهِ وعلى ءالهِ وسلمَ ورضيَ عَنْهُنَّ. وإذا أشكلَ على الإنسانِ شىءٌ مِنْ دقَاِئِق علمِ التوحيدِ فينبغِي لهُ أنْ يعتَقِدَ في الحالِ ما هوَ الصوابُ عندَ اللهِ تعالى، إلى أنْ يجِدَ عالماً فيسألُهُ، ولا يسعُهُ تأخيرُ الطَلَبِ، ولا يُعْذَرُ بالوقفِ فيهِ، ويَكفُرُ إنْ وَقَفَ[27]. وخَبَرُ المعراجِ حقٌ[28]، فمنْ ردَّهُ فهوَ ضالٌ مبتدِعٌ. وخروجُ الدجالِ، يأجوجَ ومأجوجَ، وطلوعُ الشمسِ منْ مغرِبِها، ونزولُ عيسى عليهِ السلامُ منَ السماءِ، وسائِرِ علامَاتِ يومِ القيامَةِ على ما وَرَدَتْ بهِ الأخبارُ الصحيحةُ حقٌ كائِنٌ، واللهُ يَهدي مَنْ يشاءُ إلى صِراطٍ مُستقيمٍ.

انتهى كتابُ الفقهُ الأكبَرُ للإمامِ أبي حنيفةَ رضيَ اللهُ عنْهُ.



[1] يعني أنَّ المخلوقاتِ حادثةٌ أما خَلقُهُ لها أزليٌ، أي أنَّ صفَةَ التخليقِ القائمَةَ بذاتِ اللهِ تعالى أزليةٌ فيخلُقُ الحادثاتِ في الوقتِ الذي عَلِمَ وجودَها فيهِ.

[2] مَنْ وَصَفَهُ بحياةٍ حادِثَةٍ أو شَكَّ في ذلكَ فهوَ كافِرٌ وكذلكَ من اعتقَدَ أنَّ علمَهُ وقدرَتَهُ وكلامَهُ حادِثٌ فهوَ كافرٌ وكذلكَ مَنْ شَكَّ في ذلكَ ومَنْ توقَفَ أي قالَ إنها ليستْ قديمَةً ولا حادِثَةً هذا أيضاً كافرٌ.

[3] القرءانُ غيرُ مخلوقٍ: أي كلامُ اللهِ الذاتيِّ الأزليِّ الأبدِيِّ الذي ليسَ بحرفٍ ولا صوتٍ ولا لغةٍ.

[4] سورة النساء ءاية 164 .

[5] سورة الشورى ءاية 11 .

[6] معناهُ يجوزُ أنْ يقالَ: اللهُ شىءٌ أي موجودٌ وهذا معنى الشىءِ عندَ أهلِ السنةِ وليسَ معنى الشىءِ عبارَةٌ عنْ مخلوقٍ كما يتوهَمُ كثيرٌ من الجهالِ.

[7] لا منْ شىءٍ: معناهُ أخرجَهُ مِنَ العدمِ. الماءُ هوَ الذي أخرجَهُ منَ العدَمِ بلا أصلٍ أما ما بعدَهُ أخرجَهُ منَ العدمِ منَ الماءِ مِنْ أصلٍ هوَ الماءُ هذا الكلامُ لا يتنافى أنَّ الماءَ أصلُ الأشياءِ.

[8] قضائِهِ: هنا معناهُ خلقَهُ أي إخراجُهُ مِنَ العَدَمِ.

[9] أما القَدَرُ فهوَ التقديرُ – القَدَرُ غيرُ القضاءِ.

[10] أولُ خروجِهِ منَ العدَمِ ما كانَ يَتَصَوّرُ شيئاً. بعدَ أنْ خلقَهُ على الأصلِ جعَلَ فيهِ الإيمانَ فيمنْ شاءَ – والكفرُ بعدَ أنْ وُجَدَ هذا العبدُ خَلقَ فيهِ الكفرَ أولُ ما يخرجُ ما كانَ على الكفرِ أولُ ما يُوجَدُ ما كانَ فيهِ كفرٌ ولا كانَ شاعراً بالإيمانِ هوَ لما يُوجَدُ أولُ ما يُخْلَقُ لمّا يُخلقُ ما كانَ متصوِّراً للإيمانِ كانَ خالياً من تَصَوِّرِ الإيمانِ ومنْ تصورِ الكفرِ.

[11] في نسخةٍ أخرَى ( جَعَلَهُم عقلاءَ )

[12] لما يخرجونَ منَ البطنِ لا يَتَصَوَّرُونَ هذا ولا هذا.

[13] قولُهُ خلقَهُم أي أوجدَهُم.

[14] معنى ذلكَ اللهُ عَلِمَ في الأزَلِ أنَّ هذا العبدَ لما يؤمنُ أنهُ مؤمنٌ ثم لما يكفُرُ أنهُ كافرٌ في الأزلِ علمَ هذا، وهذا عَلِمَ حالَ كونِهِ مؤمناً وحالَ كونِهِ كافراً في الأَزَلِ.

[15] لعَلَ رأيَهُ يعنى أنَّ بعدَ النبوةِ منـزهونَ عنِ الصغائِرِ والكبائِرِ كما يقولُ الشيخُ أبو الحسنِ الأشعريِّ هذا خلافُ قولِ الآخرينَ: أنّهُ تجوزُ عليهِمُ الصغائِرُ بعدَ البنوةِ التي ما فيها لا خسةٌ ولا دناءَةٌ ، الصغائرُ التي فيها دناءَةً لا تجوزُ عندَهُ ولا عندَ غيرِهِ. الصغائرُ التي فيها خِسةٌ ودناءةٌ لا تجوزُ عليهِم لا عندهُ ولا عندَ غيرهِ. عندَ من جوّزَ يُحمَلُ على غيرِهِ وهوَ لعلَ مرادَهُ بعدَ النبوةِ أما ما قبلَ النبوةِ فليسَ عندَهُ نصٌ أنهُ لا تحصُلُ منهُ الصغائِرُ التي هي غيرُ صغائرِ الخسةِ. في كتابِهِ هذا عندَهُ لا تجوزُ عليهم. هذا الظاهرُ منْ عبارتِهِ ويحتملُ أنْ يكونَ أرادَ ما بعدَ النبوةِ ويكونَ عندَهُ قيدٌ أنهُ يعني غيرَ صغائِرِ الخسةِ.

[16] التي هيَ دونَ الكفرِ.

[17] هذا يَنقضُ ما يقولهُ بعضُ الحنفيةِ أنَّ تركَ التراويحِ إثمٌ، بعضٌ منهُم قالوا تركُ التراويحِ إثمٌ هذا خلافُ قولِ أبي حنيفَةَ.

[18] قالَ الشيخُ هذهِ مهمَّةٌ كثيرٌ منَ الناسِ إذا قيلَ المؤمنونَ يرَوْنَ اللهَ بعدَ دخولهِم الجنةَ بأعينِ رؤوسِهِم يتوهمونَ منها الجهةَ أي المقابلَةَ إما معَ القربِ وإما معَ البُعدِ وهذا خطرٌ كبيرٌ.

[19] وردَ في أحدِ المخطوطاتِ ولا كميةٍ بدلَ جهةٍ ـ قالَ الشيخُ حفظَهُ اللهُ هذا اختلافُ النسخِ بعضُها كتبَ فيها ولا جهةٍ وهذا المعروفُ عنِ الإمامِ.

[20] قالَ الشيخُ عبدُ اللهِ الهرريُ: الإيمانُ لا يزيدُ ولا ينقُصُ عندَ أبي حنيفةَ معناهُ أصلُ الإيمانِ أما وصفُهُ يزيدُ أي منْ حيثُ الوصفُ يزيدُ وينقُصُ هذا مرادُهُ، هوَ يُفَسِّرُ الآياتِ التي فيها زيادةُ الإيمانِ بزيادةِ الوصفِ ليسَ الأصلِ، يقولُ الأصلُ لا يزيدُ ولا ينقُصُ لأنهُ لو كانَ الأصلُ ينقصُ لكانَ كفراً لأنهُ إذا نقصَ الأصلُ أي ذهبَ حلَّ الكفرُ محلَّهُ هذا مرادُهُ بقولِهِ لا يزيدُ ولا ينقُصُ أما القولُ الآخَرُ فهوَ الأكثرُ يقولونَ الإيمانُ يزيدُ وينقصُ باعتبارِ القوةِ والضعفِ.

[21] أي في أصلهِ.

[22] قال الشيخُ عبدُ اللهِ الهرريُ: معناهُ لا يكونُ الإسلامُ معتبراً إلا معَ الإيمانِ ولا الإيمانُ معتبراً إلا معَ الإسلامِ.

[23] ومعنى قولِ الإمامِ أبي حنيفةَ: (( حقَّ معرفتِهِ )) أي ما فرضَ اللهُ على العبدِ معرفتَهُ منَ الصفاتِ الواجبِ معرفتُها. ولا أحدَ يعرفُ حقيقةَ اللهِ تعالى إلا اللهُ. قالَ الإمامُ عبدُ الغنيِّ النابلسيُ في كتابِهِ: رشَحَاتِ الأقلامِ شرحِ كفايةِ الغلامِ في أركانِ الإسلامِ : (( العقولُ تعلمُهُ سبحانَهُ منْ وجهِ كونِهِ موجوداً حقاً متصفاً بصفاتِ الكمالِ، منـزهاً عن صفاتِ النقصانِ، ولا تعلمُهُ منْ كلِّ وجهٍ فتعرِفُهُ معرفةَ تصديقٍ بوجودِهِ وذلكَ مقدارُ ما كلَّفَهَا بهِ )) وقالَ الإمامُ احمدُ الرفاعيُ: (( غايةُ المعرفةِ باللهِ الإيقانُ بوجودِهِ تعالى بلا كيف ولا مكانٍ)).

[24] أي في أصلِ ذلكَ.

[25] قالَ الشيخُ عبدُ اللهِ الهرريُ: بالفارسيةِ كأنهُ عندَهُم اليدُ لا تطلَقُ إلا على الجارِحَةِ أما في اللغةِ العربيةِ تأتي للجارحةِ ولغيرِ الجارحَةِ أي للصفةِ، تأتي بمعنى الجارحةِ والصفةِ لذلكَ بالعربيةِ جازَ أنْ يقالَ يدُ اللهِ أما عندَهُم في لغتِهِم لا يفهمونَ منْ ترجمةِ اليدِ التي يستعملونَها إلا الجارِحَةَ لذلكَ قالَ بالفارسيةِ لا يجوزُ أنْ يقالَ يدُ اللهِ بلغتِهِم.

[26] يعني أليسَ شاعَ القولُ إنَّ العبدَ يقفُ بينَ يديِّ اللهِ هذا ليسَ معناهُ أنَّ العبدَ يكونُ عندَ الحسابِ بعيداً منهُ بالمسافةِ لأنَّ القربَ المسافيَ لا يجوزُ عليهِ والمُقابلةُ لا تجوزُ على اللهِ لأنهُ ليسَ حجماً لا بدَّ أن يُبَينَ لهم، يقالُ لهم: وقوفُ العبادِ للحسابِ في ذلكَ هذا الحسابُ الموقفُ هوَ معناهُ الوقوفُ بينَ يدي اللهِ ليسَ معناهُ أنَّ اللهَ يَنـزِلُ إلى الأرضِ والعبادُ على الأرضِ فيقابلونَهُ فيُكَلِّمَهُم كما يتصوّرُ بعضُ الناسِ، اللهُ ليسَ حجماً متحيزاً في جهةٍ منَ الجهاتِ لا في العرشِ ولا في غيرهِ ولا هو مُتَحيزٌ في كلِّ الأماكنِ والجهاتِ.

[27] معناهُ على ما يخطرُ لهُ منْ أنهُ ظاهرُ ذلكَ الشىءِ حالَمَا يخطرُ لهُ إنْ كانَ جاهلاً بذلكَ الشىءِ. فإنْ وقَفَ عندَهُ وأعتقدَهُ يكفرُ

أما إنْ لم يقفْ عندَهُ ومضى لا يكفرُ فيسأَلُ عالماً فيفسرَ لهُ ما هذا الشىءُ فيأخذُ ما يفسِّرُ لهُ بهِ العالِمُ.

[28] خبرُ المعراجِ ليسَ دليلُهُ قطعياً كالإسراءِ، الإسراءُ جاءَ في القرءانِ بلفظٍ صريحٍ لذلكَ منكرُهُ يكفرُ ثُمّ هو أكثرُ شيوعاً عندَ المسلمينَ منَ المعراجِ لكنَّ المعراجَ أيضاً منكرُهُ يكفُرُ إنْ كانَ علمَ أنَّ المسلمينَ هذا اعتقادُهُم أمّا إذا لمْ يعتقِدْ أنَّ هذا عقيدَةُ المسلمينَ فأنكرَهُ لا يكفرُ.

منقول من http://www.alsunna.org/maktaba/alfiqh.htm
[/color]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 05, 2007 11:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 19, 2006 6:59 pm
مشاركات: 143
مكان: هنانتغا
عقيدة الحافظ فخر الدين ابن عساكر رحمه الله



قال الشيخ فخر الدين بن عساكر رحمه الله:

[اعلم أرشدَنا الله وإياكَ أنه يجبُ على كلّ مكلَّف أن يعلمَ أن الله عزَّ وجلَّ واحدٌ في مُلكِه، خلقَ العالمَ بأسرِهِ العلويَّ والسفليَّ والعرشَ والكرسيَّ، والسَّمواتِ والأرضَ وما فيهما وما بينهما. جميعُ الخلائقِ مقهورونَ بقدرَتِهِ، لا تتحركُ ذرةٌ إلا بإذنِهِ، ليسَ معهُ مُدبّرٌ في الخَلقِ ولا شريكٌ في المُلكِ، حيٌّ قيومٌ لا تأخذُهُ سِنةٌ ولا نومٌ، عالمُ الغيب والشهادةِ، لا يَخفى عليهِ شىءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، يعلمُ ما في البرّ، والبحرِ وما تسقطُ من ورقةٍ إلا يعلمُهَا، ولا حبةٍ في ظلماتِ الأرضِ ولا رَطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبين. أحاط بكلّ شىءٍ علمًا وأحصى كلَّ شىءٍ عددًا، فعالٌ لما يريدُ، قادرٌ على ما يشاءُ، له الملكُ وله الغِنَى، وله العزُّ والبقاءُ، ولهُ الحكمُ والقضاءُ، ولهُ الأسماءُ الحسنى، لا دافعَ لما قضى، ولا مانعَ لما أعطى، يفعلُ في مُلكِهِ ما يريدُ، ويحكمُ في خلقِه بما يشاءُ.

لا يرجو ثوابًا ولا يخافُ عقابًا، ليس عليه حقٌّ [يلزمُهُ] ولا عليه حكمٌ، وكلُّ نِعمةٍ منهُ فضلٌ وكلُّ نِقمةٍ منه عدلٌ، لا يُسئلُ عما يفعلُ وهم يسألونَ. موجودٌ قبل الخلقِ، ليس له قبلٌ ولا بعدٌ، ولا فوقٌ ولا تحتٌ، ولا يَمينٌ ولا شمالٌ، ولا أمامٌ ولا خلفٌ، ولا كلٌّ، ولا بعضٌ.

ولا يقالُ متى كانَ ولا أينَ كانَ ولا كيفَ، كان ولا مكان، كوَّنَ الأكوانَ ودبَّر الزمانَ، لا يتقيَّدُ بالزمانِ ولا يتخصَّصُ بالمكان، ولا يشغلُهُ شأنٌ عن شأن، ولا يلحقُهُ وهمٌ، ولا يكتَنِفُهُ عقلٌ، ولا يتخصَّصُ بالذهنِ، ولا يتمثلُ في النفسِ، ولا يتصورُ في الوهمِ، ولا يتكيَّفُ في العقلِ، لا تَلحقُهُ الأوهامُ والأفكارُ، (لَيْسَ كَمِثلِهِ شَىءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) اهـ.]



متممة عقيدة الشيخ فخر الدين بن عساكر

(ت 620 هـ )

اِعلم رحمَكَ الله ُبتوفيقهِ أن سيدَنا محمَّدَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلب بن هاشِم ِبن عبد منافِ بنِ قُصيّ بن كِلاب بن مُرّةَ بنِ كَعْبِ بن لُؤيِ بنِ غالبِ بنِ فِهرِ بن مالكِ بن النضرِ بن كِنانةَ بن خزيمةَ بن مُدرِكةَ بن إلياسَ بن مُضرَ بن نزارِ بن مَعَدِّ بن عدنان عبدُ اللهِ ورسولُه ونبيُّه وخليلُه. خيرُ الخلقِ أجمعينَ وقائدُ الغُرِّ المُحجَّلين أرسلَه ربُّه إلى الإنسِ والجِن مُبشّراً ونذيراً وداعياً الى الله بإذنهِ وسِراجاً مُنيرًا. نزل عليه بالوحي جبريلُ الأمين وهو رئيسُ الملائكةِ المُكَرَّمينَ، خلقهـم الله من نُور وجبَلهُم على الطّاعَةِ وقوّاهُم عليها فلا ينامونَ ولا يَفْتُرونَ ولا يأكلونَ ولا يشربونَ ولا يعصونَ الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون. كِتابُهُ الذِّكْرُ الحكيمُ وشريعتُهُ الحنيفيّةُ السّمْحةُ وأُمّتُهُ خيرُ الأُمم، ليس فوق رُتبتهِ في الناسِ رُتبةٌ ولا ينالُ منـزلَتَهُ مخلوقٌ خاتَمُ النبيينَ وإمامُهم وأعلَمُهُم وأعلاهُم وأفصحُهم وأقواهم وأجملُهُم وانجدُهم وأشجعُهم وأسخاهُم وأكثرُهـم ءايآتٍ وأظهَرُهُم مُعجزاتٍ وهُم جميعاً أهلُ الفضلِ والصبرِ والإيمانِ واليقينِ والصِّدقِ والدِيانةِ والعفةِ والصيانةِ والذكاء والفطانةِ والتبليغِ والأمانةِ جَمٌ غفير أولُهم ءادمُ عليه السلامُ خلقَهُ اللهُ من طينٍ فجعلهُ بَشَراً سويّاًً في أحسن تقويمٍ ومن ذريّتِهِ شيثٌ وإدريسُ ونُوحٌ وهود ٌ وصالحٌ وشُعيبٌ وإبراهيمُ ولُوطٌ وإسماعيـلُ وإسحـاقُ ويعقوبُ ويُوسُفُ وموسى وهارونُ ويُوشعُ ويُونُسُ وأيوبُ وذو الكِفلِ وإلياسُ واليسعُ وداودُ وسُليمانُ وزكريا ويحيى وعيسى والخَضِرُ وغيرُهُم كثيرٌ. ودينهُم واحدٌ هو الإسلامُ وهم أفضلُ خلقِ الله أحياءٌ في قُبُورهم يُصَلُّونَ، هُمُ الوسيلةُ ولَهُمُ الشّفاعةُ يومَ الدّين ولنبيَِنا المَقامُ المَحمودُ.

وجِماعُ ما تقَدَّمَ كُلُه في حديثِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمانُ أن تؤمِنَ باللهِ ومَلائكته وكُتبِهِ ورُسُلِهِ واليومِ الآخرِ وتؤمِنَ بالقدر خيره وشرِّهِ). وهو صحيح رواه الإمامُ مسلمٌ.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 05, 2007 11:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 19, 2006 6:59 pm
مشاركات: 143
مكان: هنانتغا
لطلاب علم الدين الشرعي، أسئلة وأجوبة مرشد الحائر في حل ألفاظ رسالة ابن عساكر في العقيدة بطريقة مبسطة وميسرة لتسهل على الطالب فهم أصول العقيدة والأدلة على صحتها شرعاً وعقلاً

***



1. ما معنى بسم الله ؟

المعنى أبتدئ باسم الله أو ابتدائي باسم الله.



2. ماذا نقول في لفظ الجلالة الله؟

لفظ الجلالة " الله " اسم علم للذات المستحق ّ لنهاية التّعظيم .



3. ما معنى الرحمن ؟

الرحمن أي الكثير الرّحمة للمؤمنين والكافرين في الدّنيا وللمؤمنين خاصةً في الآخرة.



4. ما معنى الرحيم ؟

الرحيم أي الكثير الرّحمة للمؤمنين.



5. ما اسم المؤلف؟

المؤلف هو فخر الدين أبو منصور عبد الرحمن بن محمد ابن الحسن بنِ هبةِ الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقيّ المعروف بابن عساكر الفقيه الشافعيّ المشهور.



6. متى ولد ومتى توفي ؟

ولد سنة خمسين وخمسمائةٍ كما كتب بخطّه في بيتٍ جليلٍ كبير، وتوفّي في عاشرِ رجب سنة 620 هـ.



7. ما هو الملك ؟

المُلكُ هو السّلطان ُ.



8. من هو المكلف ؟

المكلف هو البالغ العاقل الذي بلغته دعوة الإسلام وكان صحيح السمع لم يكن أصم.



9. ما معنى قول المؤلف " يجب على كل مكلف أن يعلم أن الله عزّ وجل ّ واحد في ملكه "؟


المعنى أنه يجب على كلّ مكلفٍ أن يعتقد جزما من غير شكٍ أن الله تعالى لا شريك له في سلطانه، أي ليس لهذا العالم مالك غيره ولا مدبرٌ غيره ولا اله غيره.


10. ما معنى "الواحد " إذا أطلق على الله ؟
الواحد إذا أطلق على الله معناه الذي لا شريك له في الألوهية ولا مثيل له.



11. ما هو العالم العلوي ؟

العلم العلوي هو السموات وما فوقها.



12. ما هو العالم السفلي ؟

العلم السفلي هو الأرضون وما تحتها.



13. ما معنى قول المؤلف :" خلق العالم بأسره العلويّ والسفليّ والعرش والكرسي وا لسموات والأرض وما فيهما وما بينهما "؟



المعنى أنّ كل شئ في هذا العالم إن كان في السموات أو في ألأرض أو فوق السموات أوبين السموات والأرض أو تحت الارض، كل ذلك بخلق الله عزّ وجلّ هو الذي أخرجه من العدم الى الوجود، ويدخل في ذلك أعمال العباد ونواياهم إذ هي جزء من هذا العالم، قال الله تعالى : "(وخلق كل ّ شيء) سورة الفرقان.



14. ما المقصود بما في السموات,وما فوقها، وما بين السموات والارض، وبما في الارض، وما تحتها ؟

المقصود بما في السموات كالملائكة، وبما فوقها كالجنة، وبما بين السموات والارض كالقمر والشمس والنجوم،

وبما في الارض كالبشر، وبما تحت الارض كجهنّم فانها موجودة تحت الارض السابعة منفصلة.



15. مامعنى قوله تعالى :(وخلق كل شيء)؟
المعنى أنّ كل شيء في هذا العالم بخلق الله عزّ وجل ّ, أي هو الذي اخرجه من العدم الى الوجود، ويدخل في ذلك أعمال العباد ونواياهم اذ هي جزء من هذا العالم.



16. ما هو العرش ؟

العرش هو أعظم الاجرام حجما ً.وهو سقف الجنة خلقه الله اظهارا لقدرته لا ليجلس عليه لانه غنّي عن كل شيء.



17. ما معنى قوله تعالى :(وهو رب العرش العظيم)؟

معنى قولهِ تعالى :(وهو رب ّ العرش العظيم)أنّ العرش الذي هو أعظم الاجرام حجماً مقهور لله تعالى، الله هو الذي خلقه وجعله في هذا المكان المرتفع جداً وهو الذي يبقيه في ذلك الموضع فلا يخر ّ على السموات والارض فيدمرها تدميرا، فما سوى العرش مقهور لله من باب الأولى.



18. كم نوعا التدبير ؟

التّدبير نوعان : تدبير شامل ٌ مطلق ٌ فلا مدبر تدبيرا شاملا لجميع الخلائق الا الله.وتدبيرٌ جزئي ٌ كتدبير الملائكة لأمر المطر والسّحاب والنبات ِعلى حسب ماأمر الله وشاء في الأزل، ويجوز اضافة مثل هذا الى المخلوق كما قال الله في الملائكة (فالمدبرات أمرا)[سورة النازعات].



19. ما الدليل من القرءان والحديث علىأنّ الله تعالى هو مصرّف الاشياء ومصرّف القلوبِ كيف يشاء ؟

الدليل من القرءان على أنّ لله تعالى هو مصرف الاشياء ومصرف القلوب كيف يشاء قوله تعالى :(ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم) [سورة الانعام]وأما من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم " اللهم مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك " رواه مسلم ٌ والبيهقي ُّ.



20. ما معنى قوله تعالى (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم) ؟

المعنى أنّ الله تعالى هو مصرف الاشياء و مصرف القلوب كيف يشاء، إن شاء أزاغ قلب العبد وإن شاء أقامه ُ.



21. ما الدليل علىأنّ الله تعالى هو خالق كلّ شيء ؟

قال الله تعالى (الله خالق ُ كلِ شيء) [سورة الزمر].



22. ما المراد بالشيء في قوله تعالى (الله خالق كل شيء)؟

الشيء في قوله تعالى (الله خالق كل شيء) يدخل تحته الاجسام والافعال فالعبد ليس له الا أن يكتسب العمل والله يخلقه.



23. ماذا قالت المعتزلة في خلق الافعال ؟

قالت المعتزلة إنّ العبد هو يخلق أفعال نفسه وليس الله خالق كلّ شيء، قّبّحهم الله.



24. ما معنى " العبد ليس له الا أن يكتسب العمل والله يخلقه " ؟

معنى يكتسبه يعلّق ارادته وقدرته وهما مخلوقتان والله يخلق هذا الفعل خلقا أي يحدِثه من العدم فيجعله موجوداً، فلا يحصل الا بايجاد الله وخلقهِ.



25. ما معنى الحي اذا اطلق على الله ؟

الحي ّ اذا اطلق على الله معناه من له الحياة الازلية ُ التي ليست بروح ولحم ودم ٍ.



26. ما معنى القيوم ؟

القيوم معناه مدبّرُ الخلائق، ليس معناه أنه قائم في عباده يحلّ فيهم. وفسر بعضهم القيوم بالدائم الذي لا يزول.



27. ما معنى السّنة وما هو النوم ؟

السِّنة ُ معناها النّعاس، والنّوم يكون بحيث يغيب عقل الشخص ولا يسمعُ كلام َمن عنده.



28. ما الدليل من القرءان على أنّ الله تعالى منزه عن السّنة والنوم ؟



الدليل من القرءان على أن ّ الله تعالى منزّه عن السّنة والنوم قوله تعالى في ءاية الكرسي (الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم)[سورة البقرة].



29. ما معنى قول المؤلف (عالم الغيب والشهادة، لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء، يعلم ما في البحر والبحر، وما تسقط من ورقة الا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين أحاط بكل شيء علما ً) ؟

المعنى أنّ الله تعالى يعلم الاشياء جملة وتفصيلا بعلمه الازلي، يعلم ما كان أي ما وُجِدَ ويعلم ما يكون أي ما سيوجد حتى نعيم الجنان الذي يتوالى ولا ينقطع، يعلم الواجب واجِباً والجائز جائزا ً والمستحيل مستحيلا، وهو سبحانه وتعالى عالم ٌ بذاته وبصفاته وبما يحدثه من مخلوقاته بعلم ٍ أزلي أبدي لا يتغيّر.



30. ماذا قال أبو الحسين البصري المعتزلي لعنه الله عن علم الله ؟

قال أبو الحسين البِصريّ المعتزلي والعياذ بالله : " إنّ الله لا يعلم ما سيفعل العبد الا بعد خلقه "، وهذا كفر صريح ٌ.



31. ما معنى قوله تعالى (الآن خفّف الله عنكم وعلم أنّ فيكم ضعفا)؟

أي أن ّ الله خفّف عنكم الان ما كان واجبا عليكم من مقاتلة واحد من المسلمين لعشرة من الكفار بإيجاب مقاتلة واحد من المسلمين لاثنين من الكفار وذلك لانه علم بعلمه الازلي انّ فيكم ضعفا ٍ.



32. مامعنى قول المؤلف " أحاط بكل شيء علماً " ؟

المعنى أنّه سبحانه يعلم ما وجد وما سيوجد بعلمه الازلي.



33. ما معنى قول المؤلف " وأحصى كل شيء عدداً "؟

المعنى أنه عزّ وجلّ علم بعلمه الازلي أعداد كل شيء علِمه قبل أن يكون أيّ مخلوق من المخلوقين كما قال تعالى (وأحصى كلّ شيء عددا) [سورة الجن].



34. ما معنى قول المؤلف " فعّال لما يريد " ؟

المعنى أنّه سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء، ما شاء حصوله بمشيئته الأزلية فعله بفعله الأزلي ّ,ومشيئته أي إرادته أزلية والمرادات حادثة، وفعله أزليّ والمفعول حادث ٌ.



35. ما هي المشيئة ؟

المشيئة هي تخصيص الممكن العقلي ببعضِ ما يجوز عليه دون بعض.



36. ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم " ماشاء الله كان ومالم يشأ لم يكن " ؟

هذا الحديث الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أبو داود. والمعنى أنّ ما شاء الله حصوله وُجد في الوقت الذي شاء وجوده فيه، وما لم يشأ وجوده لا يوجد أبداً.



37. ما معنى لا حول ولا قوة الا بالله ؟

أي لا حول عن معصية الله الا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله الا ّ بعون الله.



38. أذكر دليل من القرءان على أن الله تعال متصف بالمشيئة ؟

قال الله تعالى في الكتاب العزيز (وما تشاءون الا أن يشاء الله ربّ العالمين) [سورة التكوير].



39. ما معنى قوله تعالى (ما يُبَدّل القولُ لديّ) ؟

المعنى أنّ مشيئة الله عزّ وجلّ لا تتغير، لأنّ التغيّر يحصل في المخلوقين وهو أكبر علامات الحّدوث.



40. تكلم عن الخير والشر والطاعة والمعصية والكفر والايمان ؟



يجب الايمان أنّ الخير والشر والطاعة والمعصية والكفر والايمان كلّ ذلك يحصل بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه ِوقدره، لكنّ الخير بمحبة الله وبرضاه وبأمره والشرّ ليس بمحبة الله ولا برضاه ولا بأمره.



41. ما معنى قول المؤلف "قادرٌ على ما يشاء" ؟

المعنىأن ّالله تبارك وتعالى له قدرة ٌشاملة ٌيُحدث بها الاشياء فلا يعجزه شيىء ولا يحتاج الى استعانة بغيره.

ولا يلحق قدرته نقص أو ضعف أو عجز ٌ بل قدرته تامة كما قال في القرءان الكريم (إنّ الله هو الرّزّاق ذو القوة المتين) [سورة الذاريا ت].



42. ما الدليل من القرءان على أن الله تعالى متصف بالقدرة ؟

الدليل من القرءان على أنّ الله تعالى متصف ٌ بالقدرة قوله تعالى (وهو على كل شىء قدير) [سورة المائدة].



43. ما معنى قول المؤلف " له الملك " ؟

أي له السلطان التّام الذي لا ينازعه فيه منازع ٌ، وملكه تعالى غيرُ الملك ِ المخلوق ِ الذي يعطيه الله لمن يشاء ُمن عباده ِ لانّ هذا يزول ُ.



44. ما معنى قول المؤلف " وله الغنى " ؟

أي القيام بنفسهِ أي لا يحتاج الى غيره وهو الغنيّ كما سمّى نفسه في القرءان، ولعل ّما في بعض النّسخ ِ من ذكر الغناءِ من تحريف بعض ِ النّساخ ِ.



45. أين ورد أن ّ الغني من أ سماء الله ؟

ورد ذكر الغني في حديث ذكرِ تسعة ٍ وتسعين اسما لله تعالى رواه ابن حبان والترمذي والبيهقي وغيرهم.



46. ما معنى قول المؤلف " وله العز"؟

المعنى أنه سبحانه وتعالى عزيز ٌ.



47. ماذا قال الخطابي في معنى العزيز ؟

قال الخطابي ّ : العزيز ُ هو الذي لايُغلب، ذكره الحافظ البيهقي ّ.



48. ما معنى قوله تعالى (والله عزيز ذو انتقام) ؟

قال الحليمي ّ: معناه الذي لا يُوصل ُ اليه ولا يمكِن ُ إدخال ُ مكروه ٍ عليه.



49. ما معنى قول المؤلف " والبقاء " ؟

أنّ الله تعالى موصوف بالبقاء وهو استمرار الوجود بلا طروء فناء ٍ.وبقاؤه تعالى واجبٌ عقلا ً لا يجوز في العقل ِ خلافه فلا باقي بهذا المعنى الاّ هو. ويلزم من بقائه ِ بقاءُ صفاته ِ من قُدرةٍ وعلم ٍ وسمعٍ وبصرٍ ومشيئةٍ وغير ِ ذلك َ.



50. "الجنة والنار باقيتان بإبقاء الله لهما " اشرح ذلك.

الجنة والنار من حيث ذاتهما يجوز عليهما الفناء عقلا، لكنّهما باقيتان بإبقاء الله لهما أمّا بقاء الله فذاتيّ أي ليس غيره أوجب له ذلك.



51. ما معنى قول المؤلف " وله الحكم " ؟

المعنى أنه سبحانه وتعالى يحكم بما يريد ُ.



52. بيّن أقسام حكم العقل ؟

أقسام حكمِ العقل ثلاثة ٌ:

الواجب العقلي : وهو مايستحيل في العقل عدمه وهو الله وصفاته.

المستحيل العقلي ّ : وهو ما يستحيل في العقل وجوده كالشريك ِ لله.

الجائز العقلي ّ : وهو ما يجوز في العقل وجوده تارةً وعدمه تارةً أخرى كالاشجار و الانهار.



53. ما الدليل على أن القضاء يأتي بمعنى الخلق ؟

الدليل على أنّ القضاء يأتي بمعنى الخلق ِ قوله تعالى (فقضاهن سبع سموات) [سورة فصّلت]



54. ما الدليل على أن القضاء يأتي بمعنى الامر ؟

الدليل على أن ّ القضاء يأتي بمعنى الامر قوله تعالى (وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحسانأً) [سورة الاسراء] أي أمر ربّك ألا تعبدوا إلا إيّاه.



55. ما معنى قوله تعالى (وما خلقت الجن ّ والانس الا ليعبدون) ؟

أي ما خلقت الجنّ والانس الاّ لآ مرهُم بعبادتي.



56. ما الدليل من القرءان على أن الله تعالى ما شاء لكل العباد أن يعبدوه ؟

الدليل من القرءان على أن الله تعالى ما شاء لكل العباد أن يعبدوه قوله تعالى (ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)[سورة يونس].



57. ما معنى قوله تعالى (ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلّهم جميعا) ؟

معناه لو شاء الله الاهتداء لكل الناس لكانوا كلّهم من أمة الايمان، ولكن ّ الله لم يشأ ذلك فصار بعض ٌ مؤمنين وصار بعضٌ كافرين.



58. ما معنى قول المؤلف " وله الاسماء الحسنى " ؟

المعنى أنّ الله له الاسماء الحسنى أي الدّالة على الكمال، فكُلّ أسماء ِ الله حسنى ليس شيء منها الاّ دالاً على الحسن، أي ليس فيها ما يدلّ على نقص ٍ في حقه ِ تعالى.



59. " العلاّم " على ماذا يدل اذا أطلق على الله ؟

العلام يدل على العلم.



60. "الرحمن " على ماذا يدل إذا أطلق على الله ؟

الرحمن يدل على إثبات الرّحمة له تعالى. ولا يجوز تسمية غير الله بالرحمن.



61. " الرحيم " على ماذا يدل اذا أطلق على الله ؟

الرحيم يدل على إثبات الرحمةِ له تعالى.



62. " القادر " على ماذا يدل اذا أطلق على الله ؟

القادر ُ يدّلُ على القدرة ِ.



63. " العزيز " على ماذا يدل اذا أطلق على الله ؟

العزيز يدّل ُعلى إثبات العزِ له تعالى.



64. " السميع " على ماذا يدل إذا أطلق على الله ؟

السميع ُ يدل ّ على إثبات السّمع ِ له تعالى.



65. " الواحد " على ماذا يدل اذا أطلق على الله ؟

الواحد ُ يدل ّ علىإثبات الوحدانية له تعالى.



66. " الخالق " على ماذا يدل اذا أطلق على الله ؟

الخالق يدلّ على إثباتِ الخلق له تعالى.



67. " البصير " على ماذا يدلّ اذا أطلق على الله ؟

البصير ُ يدلّ على إثباتِ البصرِ له تعالى.



68. ما الدليل على أنه لا يصح أن يسمى الله بـ " ءاه " ؟

يستحيل على الله الاسم الذي يدل على النقص فلا يصح أن يسمى بآه كما يتصور بعض الناس، كثير من المنتسبين الى الشاذلية يعتقدون بل يذكرون في كتبهم أنّ من أسماء الله " ءاه " مع أن ّ ءاه لفظٌ وضع للشكاية والتوجع باتفاق اللغويين، ونص ّ أهل المذاهب الاربعة أن ّ قول ءاه يبطل الصلاة، ومعلوم أنّ ذكر الله لا يبطل ُ الصلاة فلو كان "ءاه " من أسماء الله لما أبطل الصلاة.



69. ما الدليل من الحديث على أن " ءاه " ليس من أسماء الله ؟

يدل على ذلك ما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" اذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، واذا قال ءاه ءاه فإنّ الشيطان يضحك من جوفه " أي يدخل الى فمه ويسخر منه.

70. بم سمى سيد قطب الله تعالى ؟

سيد قطب سمّى الله تعالى " العقل المدبر " وهذا كفر صريح ٌ والعياذ بالله.



71. ماذا قال الامام الاشعري فيمن وصف الله بالروح ؟

ذكر الامام الاشعري رضي الله عنه أنّه لا يجوز وصف الله بالروح (لان الروح مخلوق والله منزه عن ذلك. .



72. اذكر الدليل من الحديث على أن لله تعالى تسعة وتسعين اسماً ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تسعة وتسعين اسماً مائةً الا واحداً من أحصاها دخل الجنّة " وفي بعض الروايات " من حفظها ".



73. ما معنى ما جاء في ا لحديث " من أحصاها دخل الجنة " ؟

المعنى أنّ من حفظها وفهم معناها مضمونٌ له الجنةُ.



74. ما معنى قول المؤلف " لا دافع لما قضى " ؟

أي لا أحد يمنعُ نفاذ مشيئةِ الله.



75. ما هو الحديث القدسي ّ الدال على أنه لا أحد يمنع نفاذ مشيئة الله ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله تعالى : إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يُردّ " رواه مسلم ٌ.



76. ما معنى " إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يُرد " ؟

أي لا أحد يمنع نفاذ مشيئة ِالله.



77. ماذا نقول في اعتقاد البعض بأن الله يبدل مشيئته إذا دعا الانسان أو تصدق من حلال ؟

اعتقاد البعض بأنّ الله يبدّل مشيئته إذا دعا الانسان أو تصدق من حلال كفرٌ ولا يليق بالله سبحانه وتعالى لأنّ تغيّر المشيئة ِ دليل الحدوث.



78. أين ورد مايعطي معنى قول المؤلف " ولا مانع لما أعطى " ؟

هذا جاء معناه في حديث البخاري ومسلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دُبُرِ صلاته ِ : " لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ ".



79. ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم " اللهمّ لا مانع لما أعطيت "؟

المعنى إذا شاء الله تعالى لعبد أن تُصيبه نعمة ٌ من النعم فهو يمكّنه منها ولا يستطيع أحد ٌ أن يمنعها عنه.



80. ما الدليل على أن الله تعالى إذا شاء لعبد أن تصيبه نعمة من النعم فهو يمكنه منها ولا يستطيع أحد أن يمنعها عنه ؟

الدليل على ذلك ما رواه الترمذي وغيره من حديث ِ عبد الله بن ِ عباس ٍ رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ولو أن ّ الخلق اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدِروا عليه، وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه، رُفعت الاقلام وجفّت الصّحف ".



81. ما معنى قول المؤلف " يفعل في ملكه ما يريد " ؟

المعنى أنّ ما أراد الله تعالى في الازل وشاء حصوله بمشيئته الازليةِ لا بدّ أن يكو ن فيخلقه بتخليقه ِ الازلي ِ من غير أن يكون عزّ وجلّ مجبوراً على شيء ٍ.

82. ما الدليل على أن الله يخلق بتخليقه ِ الازلي ِ من غير أن يكون عزّ وجلّ مجبوراً ؟

قال تعالى في القرءان (وربّك يخلقُ ما يشاء ويختار) [سورة القصص].



83. ما معنى قول المؤلف " ويحكم في خلقه بما يشاء " ؟

المعنى أنه سبحانه ُ وتعالى يُحرّم ُ ما يشاء ُ ويفرِضُ ما يشاءُ.



84. ما معنى قوله " لا يرجو ثواباً ولا يخاف عقاباً "؟

المعنى أن ّ الله سبحانه وتعالى لا يرجو من عباده ثوابا أو منفعة قال تعالى (ما أريد منهم من رزق ٍ وما أريدأن يُطعمون) [سورة الذا ريات]

فالله ما كلفهم بالعبادة لانه يلحقه نفع من ذلك، ولا نهاهم عن شيء لانه يخاف ضررا أو عقاباً من أحد منهم، وكيف يرجو ثوابا ً من عباده أو يخاف عقاباً وهو خالقهم وخالق أعمالهم.



85. ما معنى قول المؤلف " ليس عليه حق يلزمه ولا عليه حكم " ؟

المعنى أن ّ الله تعالى ليس عليه واجب ٌ يلزمه فعله ُ ولا حكم عليه لاحدٍ، اذ لا يمنعه أحد ٌ من شيء ٍ ولا يأمرهُ بشيءٍ.



86. ما هي النعمة ؟

النعمة هي المنّة ُ.



87. ما معنى قول المؤلف " وكل نعمة منه فضل " ؟

أي ليس فرضاً على الله أن يعطي عباده النعم بل هو متفضل ٌ متكرم ٌ بذلك، فلو لم يُعطهم هذه النعم لم يكن ظالماً لهم.



88. ما الدليل على أنه لو لم يعطهم هذه النعم لم يكن ظالما لهم ؟

الدّليل على ذلك قوله تعالى (ولو لا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحدٍ أبدًا) [سورة النور].



89. ما هي النّقمة ؟

النّقمة هي العقوبة ُ.



90. ما معنى قول المؤلف " وكل نقمة منه عدل " ؟

المعنى أن من أثابه الله فبفضله ومَن عاقبه فبعدله ولا يظلم الله أحدا، ولا يُعترض عليه، ولا يقال ُ على وجه الاعتراض لِم َ يؤلم الاطفال والبهائم َ ويُسلط ُ عليهم الاوجاع والامراض وليس عليهم ذنب ٌ، ومَن قال ذلك فقد اعترض على الله الا إن أراد استكشاف الحكمة في ايلام الاطفال والبهائم ِ فقال لِمَ يؤلم ُ فلا يكفُرُ.



91. ما هو الظلم ؟

الظلم هو مخالفة أمر ِ ونهي ِ مَن له الامر ُ والنّهي ُ وهو مستحيل ٌ على الله.



92. ما معنى قوله تعالى (لا يسئل ُ عمّا يفعل ُ وهم يسألون) ؟

أي أنه لا يعترض عليه في فعله ولا يسأل لم فعلت كذا، و أمّا العباد فيسألون لانه المالك الحقيقي لكل شيء ولا يشاركه في ملكه أحد ٌ، يملك العباد وما ملّكهم وهو يفعل ُ في ملكِه ِ ما يشاء ُ، ولذلك لا يُتصور ُ منه الظلم لانه حكيم ٌ لا يضع ُ الامور َ في غير ِ مواضعها.



93. ممّن يُتصور الظلم ؟

يُتصوّر الظّلم ممّن له ءامر ٌ وناهٍ كالعباد ِ.



94. ما الدليل من الحديث على أن العبد يسئل لم فعلت كذا ولم فعلت كذا ؟

روى الترمذي ّ أن ّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزول ُ قدما عبد ِ يوم القيامة ِ حتى يُسأل َ عن أربع : عن عُمرهِ فيم َ أفناه ُ، وعن جسده ِ فيم َأبلاه، وعن ماله ِ من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ِ ماذا عمل به ".



95. ما معنى قول المؤلف " موجود قبل الخلق " ؟

أنّ وجود الله تبارك وتعالى أزلي ٌّ، فهو عزّ وجل ّ كان موجودا قبل الخلق وحده في الازل.



96. ما الدليل من القرءان على أن الله لا ابتداء لوجوده ؟

الدليل من القرءان على أنّ الله لا ابتداء لوجوده قوله تعالى (هو الاول) [سورة الحديد].



97. ماذا قال علماء البيان في شرح قوله تعالى (هو الأول) ؟

قال علماء البيان : ممّا يُفيدُ الحصر كون المبتدإِ والخبر ِ معرفة ً وفي هذه الايةِ (هو الاول)المبتدأُ مضمر ٌ أي "هو " والخبر ُ " الاول ُ " وكلاهما معرفة فدل ّ على أنه لا أول بمعنى أنه لا بداية لوجوده أحد ٌ سوى الله جلّ وعلا.



98. ما الدليل من الحديث على أن الله تعالى لا ابتداء لوجوده ؟

الدليل ُ من الحديث على أن ّ الله تعالى لا ابتداء لوجوده ما ورد في حديث عمران بنِ الحصين ِأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان الله ولم يكن شيءٌ غيره " رواه البخاري والبيهقي وغيرهما.



99. ماذا قال ابن تيمية لعنه الله عن العالم ؟

جاء في أكثر من خمسة كتب أحمد بنِ تيمية أنّ نوع العالمِ قديم لا بداية لوجوده لم يزل مع الله، وهذا كفرٌ صريح ٌ.

100. ما معنى قول المؤلف " ليس له قبل ولا بعد" ؟

هذا نفي ٌ لسبقِ العدم عن الله وكذلك نفيٌ للحوقِ الفناء به تبارك وتعالى لانّ كلّ ما ينافي ثبوت الازلية أو البقاء له تعالى فهو باطل ٌ، لان الالوهية لا تصح لمن لم يتّصف بهما، فالاله من خصائصه أنه واجب الوجود فلا يجوز عليه عقلا أن يسبقه وأن يلحقه العدم.



101. ما معنى قول المؤلف " ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا خلف " ؟

هذا أصل ٌ من أصول الاعتقاد وهو تنزيه الله عزّ وجلّ عن أن يكون في جهةٍ من الجهات أو في جمعيها. وليس الامر كما يعتقد بعض الجهلة ِ أن ّ الله موجودٌ في جهة فوق، وبعضهم يعتقد ان ّ الله في جهة أمام منحصر ٌ بين العبد وبين الكعبة ِ، وبعضهم يعتقد أنه كالهواء حالّ ومنبثٌ في كلّ مكانٍ، وهذا كله باطل ٌ يُنافي التوحيد الصحيح.



102. من الذي يعتقد أن الله محيط بالعالم من كل الجهات ؟

المدعو ناصر الدين الالباني يعتقد أن الله محيط ٌ بالعالم من كل الجهات كما تحيط اليد بما تمسكه ُ.وهذا باطل ٌ ينافي التوحيد الصحيح. وغيره كثير من أهل الضلال.



103. ماذا قال أبو جعفر الطحاوي في تنزيه الله تعالى ؟

قال الامام أبو جعفر الطحاوي وهو من أهل القرون الثلاثة الاولى في عقيدته التي سماها عقيدة أهل السنة والجماعة : " تعالى - يعني الله - عن الحدود والغايات. أي النهايات. والاركان والاعضاء وألادوات ولا تحويه الجهات الست ّ كسائر المبتدعات " أ هـ.



104. ما معنى قول الامام أبي جعفر الطحاوي الذي قاله في تنزيه الله ؟

قال الامام أبو جعفر الطحاوي في عقيدته التي سماها عقيدة أهل السنة والجماعة : "تعالى أي تنزه الله عن الحدود أي الكميات والغايات أي النهايات والأركان أي الجوانب والأعضاء أي الجوارح الكبيرة وألادوات أي الأجزاء الصغيرة كاللسان، ولا تحويه الجهات الست ّ، الجهات الست ّ هي فوق وتحت وأمام وخلف ويمين وشمال. كسائر المبتدعات "أي المخلوقات" اهـ.



105. " الشأن في علو المكانة وليس في علوّ الحيّز والمكان " اشرح ذلك.

ليس القول باختصاص الله بجهة فوق كمالا ً في حقه ِ سبحانه كما يظن بعض الجهلة اذ أن ّ الشأن في علو المكانة وليس في علو الحيّز والمكان، فهؤلاء الملائكة الحافّون بالعرش مكانهم أعلى بكثير من أنبياء الله تعالى ولكنّ الانبياء أفضل وأرفع عند خالقهم عزّ وجل ّ.



106. ما معنى قول المؤلف " ولا كل ٌ ولا بعض "؟

أن ّ الله تبارك وتعالى ليس جسماً مركبا ً من أجزاءٍ ولذلك لا يوصف بالكليّة ولا بالبعضية والجزئية.



107. ماذا قال الحليمي في تفسير اسم الله " المتعالي "؟

قال الحليمي ّ في تفسير اسم الله " المتعالي " معناه المرتفع عن أن يجوز عليه ما يجوز على المحدَثين من الازواج والاولاد والجوارح والاعضاء واتخاذ السّرير للجلوس عليه، والاحتجاب بالسّتور عن أن تَنفذَ الابصار اليه، والانتقال من مكان الى مكان ونحو ذلك، فإنّ إثبات بعض هذه الاشياء يوجب النهاية، وبعضها يوجب الحاجة، وبعضها يوجب التغيير والاستحالة، وشئ من ذلك غير لائق بالقديم ولا جائز عليه.ا هـ.نقله عنه الحافظ البيهقي في كتاب الاسماء والصفات.



108. من هم السلف ؟

السلف هم أهل القرون الثلاثة الأولى من أهل السّنة والجماعة.



109. ما هو الحيز ؟

الحيّز ما يشغَلُهُ الجسم من الفراغ.



110. ما معنى قول المؤلف " ولا يقال متى كان ولا أين ولا كيف " ؟

المعنى أنّه لا يجوز أن يقال متى كان الله لانّ هذا فيه نسبة البداية والوجود بعد سبق العدم اليه وجريان الزمان عليه، ولا يجوز كذلك أن يقال أين كان الله على معنى السؤال عن موضعه ومكانه، ولا أن يقال كيف كان لان فيه نسبة الكيفية أي صفات المخلوقين اليه.



111. ما الدليل من الحديث على أن الله موجود بلا مكان ؟

الدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " كان الله ولم يكن شيء غيره " رواه البخاري والبيهقي وابن الجارود.



112. ما هو الحديث الذي استدل به البيهقي وأصحابه على نفي المكان عن الله تعالى ؟

الحديث هو : " أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء".



113. على ماذا يدل ّقوله صلى الله عليه وسلم : " أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء"؟

يدلّ معنى الحديث ِ على أنّ الله تعالى موجود بلا مكان ٍ.



114. اذكر قول سيدنا علي في نفي المكان عن الله ؟

روى الرملي ّ وغيره قول علي ّ كرّم الله وجهه :" كان الله ولا مكان وهو الان على ما عليه كان " ا هـ.



115. اذكر قول سيدنا زين العابدين في نفي المكان عن الله ؟

روى الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي ّ في شرح الاحياء بالاسناد المتصل أن الامام علياً زين العابدين كان يقول : " سبحانك لا يحويك مكان " اهـ, وزين العابدين كان أفضل أهل البيت في زمانه.



116. من نقل اجماع أهل السنة على أن الله موجود بلا مكان ؟ وأين ذكر ذلك ؟

نقل التميمي ّ اجماع أهل ِ السنة على أن الله موجود بلا مكان، ذكره في كتابه الفرق بين الفِرق ِ.



117. ما معنى قول المؤلف " كان ولا مكان، كوّن الاكوان، ودبّر الزمان، لا يتقيد بالزمان، ولا يتخصّص بالمكان " ؟

المعنى أنه سبحانه خالق المكان ومدبّر الزمان ومجريه، ومكوّن الاكوان أي خالق المخلوقات ومبرزها من العدم الى الوجود فلا يحتاج اليها ولا يوصف بصفاتها، كما قال الامام أبو حنيفة رحمه الله : " أنى يشبه الخالق مخلوقه " فلذلك لا يجوز أن يُنسب اليه أنه بمكان أو بكل الاماكن ولا يجوز أن يقال إنه متقيد بالزمان أو بكل الأزمنة، تعالى عن معاني المحدثين وسمات المخلوقين.



118. ما الدليل من القرءان على أنه لا يؤخر مراد الله تعالى ولا يمنعه مانع ؟

الدليل من القرءان على أنه لا يؤخِر مراد الله تعالى ولا يمنعه مانع قوله تعالى (إنما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) [سورة يس]



119. ما معنى قول المؤلف " ولا يشغله شأن عن شأن " ؟

أي أن ّ الله تعالى يبرز الاشياء من العدم الى الوجود بمشيئته وقدرته الازليتين وبتخليقه الأزلي من غير حاجة الى جارحة ٍ أو الى استعمال ءالةٍ، بل بمجرد تعلّق مشيئته وقدرته بالمقدورات توجد في الوقت والمكان الذي شاء وجودها فيه، ولا يؤخِر ذلك ولا يمنعه مانع ٌ.والموصوف بهذه الصفات لا يشغله شأن عن شأن ولا أمرُ عن إنفاذ أمر ءاخر، وانما يحصل ذلك لمن يشتغل بالجوارح ويستعين بالآلات فإنه اذا استغرق شغلها بأمرٍ عسُر عليه الاستعانة بها في أمر ٍ ثان ٍ، والله عزّ وجلّ منزّه ٌ عن ذلك. ولا يقال كل ّ شيءٍ شغل الله لانّ هذا وصف المخلوق.



120. ماذا قال الامام ذو النون المصري في تنزيه الله تعالى ؟

قال الامام ذو النون المصريّ في تنزيه الله تعالى : " مهما تصوّرت ببالك فالله بخلاف ذلك " اهـ, رواه الخطيب في تاريخ بغداد وقاله الامام أحمد بن حنبل.



121. ماذا قال الامام الشافعي في تنزيه الله تعالى ؟

قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه في تنزيه الله تعالى : " من ِ انتهض لمعرفةِ مدبره فاطمأن الى موجود ٍ ينتهي اليه فكره فهو مشبه ٌ, وان اطمأن الى العدم ِ الصِرفِ فهو معطّل ٌ، وان اطمأن الى موجود ٍ واعترف بالعجز ِ عن إدراكه ِ فهو موحدٌ ".اهـ.



122. ماذا قال الامام الرفاعي في تنزيه الله تعالى ؟

قال الامام أحمد الرفاعي رضي الله عنه : " غاية المعرفة بالله الايقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان ".



123. ماذا قال ابن عباس رضي الله عنهما في النهي عن التفكر في ذات الله ؟ وما معناه ؟

قال ابن ُ عباس رضي الله عنهما في النهي عن التفكر في ذات الله : " تفكروا في خلق الله ولا تفكّروا في ذات الله "، رواه البيهقي ّ.

نهى السلف عن التفكرِ في ذات الله تعالى للوصول ِ الى حقيقته ِ، لانه لا يعلم الله على الحقيقة الا الله، إنما معرفتنا بالله هي بمعرفة ِ ما يجب ُ له تعالى وما يستحيل في حقه ِوما يجوز في حقِهِ.



124. ما معنى قوله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ؟

قدّم الله تعالى التنزيه في هذه الآية على قوله (وهو السميع البصير) ليُعلَم أنّ سمعه ليس كسمع ِ غيره أي ليس بأذن ٍ أو بواسطة ٍ، وأن ّ بصره ليس كبصرِ غيره ِ أي ليس بحدقة ٍ لانه سبحانه ليس كمثله شيء.



125. ماذا روى أبو نعيم في حليته عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟

روى أبو نعيم في حليته في ترجمة ِ علي ِبن أبي طالب ٍ قال َ : حدّثنا أبو بكر ٍ أحمد بن محمد بن ِ الحارث، ثنا الفضل ُ بن ُ الحباب ِ الجمحي ّ، ثنا مسدّدٌ، ثنا عبد الوارث ِ بن سعيد، عن محمد بن ِ اسحاق َ، عن ِ النعمان ِ بن ِ سعد ٍ قال : كنت ُ بالكوفة ِ في دار ِ الامارة ِ دار ِ علي ِ بن ِ أبي طالبٍ اذ دخل َ علينا نوفُ ابن ُ عبدِ الله ِ فقال : يا أمير المؤمنين بالبابِ أربعون رجلاً من اليهود ِ فقال عليّ : عَليّ بهم، فلمّا وقفوا بين يديه قالوا له : يا علي ّ صِف لنا ربك هذا الذي في السماء ِ كيف هو ؟ وكيف كان ؟ ومتى كان ؟ وعلى أي شيء هو ؟ واليهود مشبّهة ٌ يعتقدون أن ّ الله موجود في السماء ويقعد ُ على العرش ِ, تعالى الله عمّا يصفون. فاستوى عليّ جالسا وقال : " معشر اليهود، اسمعوا منّي ولا تبالوا أن لا تسألوا أحداً غيري، إنّ ربي عزّ وجل ّ هو الاول لم يبدُ ممّا، ولا ممازج ٌ معما، ولا حال ّ وهما ً، ولا شبح ٌ يُتقصى، ولا محجوب ٌ فيُحوى، ولا كان بعد َ أن لم يكن "، وقال : " من زعم أنّ الهنا محدود ٌ فقد جهِل َ الخالق المعبود َ " اهـ. معناه من قال الله له حجم فقد كفر.



126. ماذا قال علماء التوحيد واللغة في معنى المحدود ؟

المحدود عند علماء التوحيد واللغة ما له حجم ٌ فالعرش محدود والذّرة محدودة ٌ.



127. من هم أهل السنّة ؟

أهل السنة هم جمهور الامة المحمدية وهم الصحابة ومن تبعهم في المعتقد ِ أي أصول الاعتقاد.

128. ما هي أصول الاعتقاد ؟



أصول الاعتقاد هي الأمور الستة المذكورة في حديث جبريل َ الذي قال فيه الرسول ُ " الايمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ".



129. ما هي خير القرون ؟

أفضل القرون ِ القرون الثلاثة المرادون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير القرون قرني ثم ّ الذين يلونهم ثم ّ الذين يلونهم " والقرن معناه مئة سنة ٍ كما رجّح ذلك الحافظ ُ أبو القاسم ابن ُ عساكر وغيره ُ.



130. ما الدليل من الحديث على أن الله أوصى بالالتزام بجماعة المسلمين ؟ وما المراد بالجماعة ؟

الدليل ُ على ذلك قوله صلى الله عليه وسلّم : " أوصيكم بأصحابي ثم ّ الذين يلونهم ثم ّ الذين يلونهم " وفيه ِ قوله ُ : "عليكم بالجماعة ِ وإيّاكم والفُرقة فإنّ الشيطان مع الواحد ِ وهو من َ الاثنين أبعد ُ، فمن أراد بحبوحة الجنة ِ فليلزم ِ الجماعة " صححه الحاكم وقال الترمذي : حسن ٌ صحيح ٌ. روى أبو داود َ من حديث معاوية : " وإن َ هذه الملة ستفترق ُ على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدةٌ في الجنة وهي الجماعة ". والجماعة ُ هم ُ السواد ُ الاعظم ليس معناه صلاة الجماعة.



131. لِمَ ينسب أهل السنة الى الامامين أبي الحسن الاشعري وأبي منصور الماتريدي ؟

حدَثَ بعد مائتين ِ وستين َ سنة انتشار بدعة المعتزلة وغيرهم فقيّض الله تعالى إمامين جليلين أبا الحسن الاشعري وأبا منصور الماتريدي رضي الله عنهما فقاما بإيضاح عقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومن تبعهم بإيراد أدلة نقلية وعقلية مع رد شبه المعتزلة وهم فرق عديدة بلغ عددهم عشرين فرقة، فقاما بالرد على كل هذه الفرق أتمَ القيام برد شبههم وإبطالها فنُسب اليهما أهل السنة، فصار يقال لاهل السنة أشعريون و ماتريديون.



132. ما هو أفضل العلوم ؟

أفضل العلوم ِ علم ُ العقيدة ِ لانه ُ يبيّن ُ أصل العقيدة ِ التي هي أصل ُ الدين ِ.



133. ما هو الفقه الأكبر ؟

الفقه الأكبر هو علم ُ العقيدة ِ.



134. ما هو علم الكلام المذموم ؟

علم ُ الكلام ِ المذموم هو ما ألّفه ُ المعتزلةُ على اختلاف فِرَقِهِم والمشبّهة ُ على اختلاف فِرَقِهِم من كرّاميّة ٍ وغيرِها.



135. اذكر مؤلفا ً من مؤلفي أهل السنة ممن ألّف في بيان الفِرَق ؟



ممّن ألفوا في بيان ِ الفِرَق ِ الإمام ُ أبو منصور ٍ عبد ُ القاهر ِ بن ُ طاهر ٍ البغدادي ّ ُ.



136. ما معنى قول سيدنا علي : " هو الأول لم يبد ممّا، ولا ممازج معما، ولا حال وهما، ولا شبح يتقصى، ولا محجوب فيحوى، ولا كان بعد أن لم يكن " ؟

قال سيدنا علي ٌ : "هو الأول لم يَبد ُ ممّا أي ليس له بداية ٌ، ولا ممازج ٌ معما أي لا يحُلّ في شيء ولا حال ّ وهمًا أي ليس كما يقتضي الوهم ولا شبح ٌ يُتقصىأي ليس جسماً ولا محجوبٌ فيُحوى أي لا يحويه ِ مكان ولا كان بعد أن لم يكن"



137. ما معنى قول سيدنا علي :" مَن زَعَمَ أنّ إلهنا محدود ٌ فقد جهِلَ الخالق المعبود "؟

معنى كلامِه رضي َ الله عنه ُ أنّ الله تعالى ليس له ُ حجم ٌ أي موجود ٌ بلا مكان ٍ. لأن ّ الحجم َ هو الذي له مكان.





والحمدلله أولاً وءاخراً

وصلى الله على سيدنا محمّدٍ الامين

وءالهِ الطاهرين وصحابته الطيبين.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أغسطس 05, 2007 11:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين يونيو 19, 2006 6:59 pm
مشاركات: 143
مكان: هنانتغا
الله موجود بلا مكان هذا معتقد أهل السنة والجماعة على خلاف المذهب الوهابى

viewtopic.php?t=998&view=next


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 14, 2007 5:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
هذه رسالة في نقض تقسيم التوحيد

وهي من إعداد الإمام العلامة يوسف الدجوي رحمه الله

viewtopic.php?t=2471[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 28, 2007 10:41 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
وهذا موضوع يشتمل على عرض لعقيدة السادة الصوفية من أمهات كتب التصوف

viewtopic.php?t=2794[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 12 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط