موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: حلول الحــــــوادث بـــذات الله !!!
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 02, 2004 4:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 30, 2004 10:39 am
مشاركات: 53
بسم الله الرحمن الرحيم

(( حلول الحوادث بذات الله تعالي ))

ومعني هذا حلول التغيرات في ذات الله بمعني جواز التغير في الله - تعالي الله عن ذلك علـــــوا
كبيرا - وهذا يدل علي عدم معرفة في الفرق بين الصفة وبين تعلقات الصفة - فمثلا العلــــــــــم
قديم لكن المعلوم - قد يكون حادثا - (( الامام الرازى قال في المحصل : لايــجــــوز قــيــام الحوادث
بذات الله تعالي خلافا للكرامية )) (( وقال في كتابه الاربعين : المسألة السابعة في انه يستحيـــل
قيام الحوادث بذات الله تعالي خلافا للكرامية ))
وهنا يحسن أن ننقل كلام الأئمة في أن عقيدة حدوث الصفات في الذات هي عقيدة الكرامية الكفار:

قال الإمام عبدالقاهر بن طاهر البغدادي في ( الفرق بين الفرق ):

(( وزعم ابن كرام وأتباعه أن معبودهم محل للحوادث ، وزعموا أن أقواله وإرادته وإدراكاته للمرئيات وإدراكاته للمسموعات وملاقاته للصفحة العليا من العالم أعراض حادثة فيه وهو محل لتلك الحوادث الحادثة فيه ، وسموا قوله للشيء (( كن )) خلقا للمخلوق وإحداثا للمحدث ، وإعداما للذي يعدم بعد وجوده ، ومنعوا من وصف العراض الحادثة فيه بأنها مخلوقة أو مفعولة أو محدثة !! وزعموا أيضا أنه لا يحدث في العالم جسم ولا عرض إلا بعد حدوث أعراض كثيرة في ذات معبودهم : منها قوله لذلك الحادث (( كن )) على الوجه الذي علم حدوثه عليه ، وذلك القول في نفسه حروف كثيرة كل حرف منها عرض حادث فيه .. ))

وقال أيضا :

(( وشاركت الكرامية المعتزلة في دعواهم حدوث قول الله عز وجل مع فرقها بين القول والكلام !! وفي دعواها أن قول الله سبحانه من جنس أصوات العباد وحروفهم وأن كلامه قدرته على إحداث القول ، وزادت على المعتزلة قولها بحدوث قول الله عز وجل في ذاته بناء على أصلهم في جواز كون الإله محلا للحوادث )) اهـ

وفي كتابه التبصرة :

(( وأما جسمية خراسان من الكرامية فتكفيرهم واجب لقولهم بأن الله له حد ونهاية من جهة السفل ومنها يماس عرشه ، ولقولهم بأن الله محل للحوادث .. )) اهـ .

وقال الإمام الإسفراييني في التبصير في الدين عن الكرامية :

(( ومما ابتدعوه من الضلالات مما لم يتجاسر على إطلاقه قبلهم أحد من الأمم لعلمهم بافتضاحه هو قولهم : بأن معبودهم محل للحوادث !! تحدث في ذاته أقواله وإرادته وإدراكه .. )) اهـ .

ومن الجدير بالذكر أن هذين الإمامين ممن ينقل الحشوية عنهم في تكفير غلاة الرافضة لقولهم بالبداء وغيره !! .

ومن نصوص كلام الإمام الفخر الرازي :

قوله في تفسير قوله تعالى ( لا أحب الآفلين ) 13/46 ط1ـ دار الكتب العلمية ـ ما نصه :

(( هذه الآية تدل على أنه تعالى ليس محلا للصفات المحدثة كما تقوله الكرامية، وإلا لكان متغيرا، وحينئذ يحصل معنى الأفول وذلك محال )) اهـ.

وقال رحمه الله في كتابه ( اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ) ط الكليات الأزهرية ما نصه ص101 وهو يتحدث عن فرقة الكرامية الكفرة :

(( وفي الجملة فهم كلهم يعتقدون أن الله تعالى جسم وجوهر ومحل للحوادث )) هـ .

فالمجسمة جهلة بربهم لا يفقهون عظمته، نريد منهم جوابا حاسما وكلاما جزما ، هل يعتقدون أن الله يتغير غضبه على عبد إلى رضى، ورضاه على عبد إلى غضب؟؟؟ فليجيبوا وليختاروا أحد القولين: إما قول التيجاني الذي هو قول أهل الغلو والبداء والزندقة، وإما قول الخميس الذي هو قول أهل السنة قاطبة من الأشاعرة والماتريدية ـ وإن خالف فيه أصل مذهبه الحشوي ـ ..

ثم ليبينوا لنا أي القولين هو مذهبهم ومذهب أسلافهم الحشوية وأي القولين هو اختيار ابن تيمية قبل توبته ..

نحن نقول وبكل وضوح إن أبا بكر الصديق لم يزل بعين الرضا من الله حتى في جاهليته وقبل إسلامه، وذلك لما علم الله من سابقته إلى الإسلام وحسن بلائه فيه ، ومثله عمر بن الخطاب وكل السعداء وهكذا .. فما هو قول أهل حلول الحوادث بالذات ؟؟؟؟
ابن تيمية يعتقدأن الله يتغير من حال إلى حال في نفسه تعالى ، وفي كتاب النقض الذي يعتبرونه مرجعا من مراجعهم العقدية الممتازة جاء النص التالي في معرض احتجاجه على الجهمية :

(( فإنما آية غضبه ورضاه وسخطه عندهم ما يتقلب فيه الناس من هذه الحالات وما أشبهها ، لا أن الله يحب ويبغض ويرضى ويسخط حالا بعد حال في نفسه )) اهـ .

وهذا النص صريح في أن التغيرات في ذات الله من عقيدة القوم ، وهذا الكتاب أحد مراجعهم العظيمة المعتبرة وقد قالوا عنه وعن كتاب الرد على الجهمية ما تراه هنا :

إذن فالمسألة هي اعتقادهم أن ذات الله محل للتغيرات والتبدلات وهذا هو معنى قول العلماء باستحالة حلول الحوادث بالذات ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..

فهذه هي مسألتنا أصلا ..

وأما ما ادعاه هذا القائل بأن أهل السنة مختلفون في تكفير المجسم فمما يثير العجب وكيف يتصور أن المجسم ليس بكافر وهو يعبد شيئا مركبا مثل الأصنام !!! لعل الأمر اشتبه عليك فإن بعض العلماء يطلق المجسم ويريد به من يثبتون الجهة فهؤلاء هم الذين في تكفيرهم نزاع أما المجسم القائل بالحلول والتركب والآلات والأجزاء كما يصرح به خليل هراس فهذا لم يتردد أهل السنة في تكفيره فافهم

نواصل ان شاء الله

_________________
قال تعالي ( انما يوفّي الصابرون اجرهم بغير حساب ) صدق الله العظيم -
الصبر هو : كفّ اللسان عن التسخط
والصبر صبران : صبر علي العبادة في الشدة واليسر وكفّ عن المعاصي -


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 02, 2004 8:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:52 pm
مشاركات: 170
بسم الله الرحمن الرحيم \ الأخ العزيز الشريف ، جزاك الله كل خير على هذا التنويه على قول ابن تيمية بقيم الحوادث بذات الرب تعالى ، ولكن لى تعليق بسيط إذا سمحت لى ، وهو : قولك : فمثلاً العلم قديم ، لكن المعلوم قد يكون حادثاً ، لم أفهم ماذا تعنى بهذه الكلمة ، هل هى شرح لمعنى قيام الحوادث بالله تعالى ، أما هى شرح للتعريف الصحيح ، وماذا تعنى بقولك : قد ، فيما نقلت أو شرحت ، وتعليق آخر : وهو قولك : وهنا يحسن أن ننقل كلام الأئمة فى أن عقيدة حدوث الصفات فى الذات هى عقيدة الكرامية الكفار ، هل كل الكرامية كفار ، وهل كفروا بقولهم بقيام الحوادث بذات الرب تعالى إلى لأقوال آخرى ضموها وضمنتها عقيدتهم ، وتعيق ثالث ـ واعتذر للإطالة عليك أخى : هل تعرف ما الذى دعا ابن تيمية للقول بقام الحوادث بذات الله تعالى ، والقول بالقدم النوعى للعالم ، أو ما هى القواعد التى سار عليها ابن تيمة حتى أثمرت تلك القواعد عنده تلك النتيجة الشنيعة . فهلا شرحت لنا لنزداد علماً ، اللهم علمنا يارب وافتح علينا فتوح العارفين ياعليم يا رب . اللهم آمين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 03, 2004 8:34 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 30, 2004 10:39 am
مشاركات: 53
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم / مجدى منصور

العلم قديم ... المقصود به علم الله - المعلوم قد يكون حادثا - مثل خلق السماوات والارض ....
قـــــــد : تستعمل في المحقق فيه .. كقوله تعالي ( قد نرى تقلب وجهك في السماء ) بمعنــي
نــــرى تقلب وجهك ... وهنا بمعني التأكيد علي حدوث المعلوم كما في مثال السمــــــــــاوات
والارض .. بمعني أنهما مخلوقان
العلماء كـفــّروا الكرامية كما كفــّروا ابن تيمية لانهم قالوا و اعتقدوا كما قال واعتقد ( أنّ الــــذات
الالهية محل للحوادث ) سبحانك هذا بهتان عظيم .

د.محمد البوطي في كتابه السلفية ص 166 قال :
هذا هو كلام ابن تيمية بطوله تعليقاً على ما جاء في كلام ابن حزم ، من أن الإجماع قد انعقد على أن الله تعالى لم يزل وحده ولا شيء غيره معه ، ثم خلق الأشياء كلها كما شاء .

(1) ان الله لم يزل فعالاً .
(2) وهل يوجد أحد يفهم من دوام فاعلية الرب نفي الإرادة عنه ، سبحانك هذا بهتان عظيم !
ثم أطال في بيان ما يقرره طوائف من علماء الكلام ، والفلاسفة في هذه المسألة ، لينتهي إلى ما يقرره الفلاسفة (1) من أن الأشياء حادثة بالعين والجزئيات ولكنها قديمة بالنوع وسلسلة التوالدات ، وأكد ذلك بقوله :
" ولكن فرق بين حدوث الشيء المعين ، وحدوث الحوادث شيئاً بعد شيء " أي فالأول هو الحادث بعد أن لم يكن ، أما سلسلة الحوادث المتوالدة شيئاً بعد
شيء على حد تعبيره – فهي قديمة مستمرة (2) .

ومن تأمل الكلام الطويل الذي ساقه في الرد على ابن حزم في نقله الإجماع على أن الله خالق كل شيء ، وأنه عز وجل كان وليس معه شيء ثم خلق الأشياء كما أراد ، وقع على خلط وتخبط عجيبين في كلامه هذا . ولا تدري ما الذي أقحمه في هذه المخاضة الفلسفية التي يبـرأ إلى الله منها السلف الصالح (3) بعصورهم الثلاثة ، شكلاً ومضموناً ؛ وهو الذي ما زال يحذرنا من أضاليل الفلاسفة وابتداعاتهم ويوصينا بالوقوف عند نصوص الكتاب والسنة !
والعجب كل العجب أن نرى ابن تيمية الذي يسفه الفلسلفة والفلاسفة ، ويشدّ أزره دوماً بانتمائه إلى السلف والسير على صراطهم ، والبعد عن كل ما ترفعوا عن الخوض فيه ، وقد أصابته من الفلاسفة لوثة وأي لوثة ، وأصبح يدافع عن رأيهم (4) في القول بقدم النوع الأساسي وحدوث الأعيان الجزئية .

_________________
قال تعالي ( انما يوفّي الصابرون اجرهم بغير حساب ) صدق الله العظيم -
الصبر هو : كفّ اللسان عن التسخط
والصبر صبران : صبر علي العبادة في الشدة واليسر وكفّ عن المعاصي -


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 03, 2004 9:15 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 30, 2004 10:39 am
مشاركات: 53
بسم الله الرحمن الرحيم (( نواصل ))
من هم الذين خالفوا ابن تيمية في قوله (( قدم العالم وحلول الحوادث بالذات ))

(1) تقي الدين السبكي الكبير في السيف الصقيل ص86 ، وقدرد فيه على نونية ابن القيم الذي نصر رأي شيخه في هذه المسألة فقال السبكي :
وقد صرح بقبائح منها إمكان التسلسل ، ومنها نسبة أكابر علماء الأشعرية إلى التلبيس ، ومنها نسبة ذلك إلى القرآن والسنة وأنه لم يجيء أثر ينص على العدم المتقدم وقد جاء ( كان الله ولا شيء معه ) والشيء يشمل الجسم والفعل والنوع والآحاد .

(2) ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( 6/421) فقال :
وهي أصرح في الرد على من أثبت حوادث لا أول لها من رواية الباب ، وهي من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية ، ووقفت في كلام له على هذا الحديث يرجح الرواية التي في هذا الباب على غيرها ، مع أن قضية الجمع بين الروايتين تقتضي حمل هذه على التي في بدء الخلق لا العكس ، والجمع يقدم على الترجيح بالاتفاق .

(3) ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية ص116:
واعلم أنه خالف الناس في مسائل نبه عليها التاج السبكي وغيره ، فمما خرق فيه الإجماع قوله في ان العالم قديم بالنوع ولم يزل مع الله مخلوقاً دائماً فجعله موجباً بالذات لا فاعلاً بالاختيار .

(4) تقي الدين الحصني صاحب كفاية الأخيار في كتابه دفع شبه من شبه وتمرد ص 60 حيث قال :
ومما انتقد عليه : وهو من أقبح القبائح ما ذكره في مصنفه المسمى بحوادث لا أول لها وهذه التسمية من أقوى الأدلة على جهله فإن الحادث مسبوق بالعدم والأول ليس كذلك وبنى أمره فيه على اسم من أسماء الأفعال ونفى المجاز في القرآن وهو من الجهل أيضاً فإن القرآن معجز ومحشو بالمجازات والاستعارات حتى أن أول حرف فيه أحد أنواع المجاز وتضمن هذا المصنف مع صغره شيئين عظيمين تكذيب الله عز وجل في قوله هو الأول فجعل معه قديماً وتكذيب النبي r في قوله كان الله ولا شيء معه وفي البخاري من رواية عمران بن حصين رضي الله عنه كان الله ولم يكن شيء قبله وليس وراء ذلك زيغ وكفر .
وقال ص 45 : فصار كفره مجمعاً عليه .

(5) زاهد الكوثري في حاشيته على السيف الصقيل وفي حاشيته على الإجماع لابن حزم :
قال في حاشيته على السيف ص 81 :

ونسجل هنا على الناظم اعتقاده قيام الحوادث بذات الله سبحانه وتعالى
واعتقاده أن هذه الحوادث لا أول لها . وإني ألفت نظر حضرة القارئ إلى هذه العقيدة وهل تتفق مع دعوى أنه إمام دونه كل إمام ؟ بل هل تتفق هذه العقيدة مع دعوى أنه في عداد المسلمين فقط ؟
وقال في حاشية السيف ص82:
وهذا تصريح منه بأن الله سبحانه فاعل بالإيجاب انخداعاً منه بقول الفلاسفة القائلين بقدم العالم وقد أتى أهل الحق بنيانهم من القواعد ، وإن كان الناظم المسكين بعيداً عن فهم أقوال هؤلاء وأقوال هؤلاء ، ثم يناقض الناظم نفسه ويثبت لله الاختيار وهو في الحالتين غير شاعر بما يقول ،تعالى الله عما يقول ، وأرجو أن يفهم القارىء هنا معنى لابد من اعتقاده وهو أن القائل بأن الله فاعل بالإيجاب في ناحية ودين الإسلام كله في ناحية ، وأي مسلم يستطيع أن يقول إن ربنا مرغم على فعل ما يفعله .

وقال في حاشيته السيف ص 83 :
لو كان الناظم سعى في تعلم أصول الدين عند أهل العلم قبل أن يحاول الإمامة في الدين لبان له الفرق بين الماضي والمستقبل في ذلك ، ولعلم أن كل ما دخل في الوجود من الحوادث متناه محصور وأما المستقبل فلا يحدث فيه حادث محقق إلا وبعده حادث مقدر لا إلى غير نهاية بخلاف الماضي كما سبق وقال في ص84 :
عدم فناء النوع في الأزل بمعنى قدمه ، وأين قدم النوع مع حدوث أفراده ؟ وهذا لا يصدر إلا ممن به مس بخلاف المستقبل وقد سبق بيان ذلك .
وقال في ص 85 :
القول بدوام فعله في جانب الماضي قول بحوادث لا أول لها وقد سبق تسخيف ذلك مرات .
وقال في ص 87 :
وهذا يناقض القول بحوادث لا أول لها ودوام الفعل في جانب الماضي ، والناظم كم ينقض غزله وله هوى في إكفار الأمة بكل وسيلة ، ولا أدري ماذا يكسب هذا المتهوس إذا لم يبق من الأمة مسلم سوى مكسرى الحشوية .
وقال في حاشيته على الإجماع لابن حزم ص169 :
العجب كل العجب اجتراء ابن تيمية هنا على القول بحوادث لا أول لها والقول بالقدم النوعي في العالم وبقيام الحوادث به سبحانه ، متعامياً عن حجة إبراهيم المذكورة في القرآن الكريم ومنكراً لما يعزوه لصحيح البخاري ( كان الله ولا شيء معه ) مع أنه هو القائل بأن ما في الصحيحين يفيد العلم .

(6) سلامة القضاعي في كتابه فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان ص77 نقلاً عن التقي :
وتعدى في ذلك إلى استلزام قدم العالم ، والتزمه بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادث لا أول لها ، فاثبت الصفة القديمة حادثة ، والمخلوق الحادث قديماً ، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ، ولا نحلة من النحل ، فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاثة والسبعين التي افترقت عليها الأمة ، ولا وقفت به مع أمة من الأمم همة ، وكل ذلك و إن كان كفراً شنيعاً مما تقل جملته بالنسبة إلى ما أحدث في الفروع
.

_________________
قال تعالي ( انما يوفّي الصابرون اجرهم بغير حساب ) صدق الله العظيم -
الصبر هو : كفّ اللسان عن التسخط
والصبر صبران : صبر علي العبادة في الشدة واليسر وكفّ عن المعاصي -


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 03, 2004 6:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:52 pm
مشاركات: 170
بسم الله الرحمن الرحيم ، الأخ الفضل : الشريف ، جزاك الله خيراً على اهتمامك بقرءاة رسالتى والرد عليها برد طيف واف يدل على سعة علم واطلاع ، فبرجاء المزيد من شرح تلك المسائل التى خالف فيها ابن تيمية جمهور العلماء وأمة الإسلام والرد عليها بشرح واف حتى نقف على حقيقة الأمر وكيفية الرد عليه ، وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 05, 2004 4:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 30, 2004 10:39 am
مشاركات: 53
بسم الله الرحمن الرحيم

إن عقيدة الإسلام جاءت مبينة بأن الله تعالى {هو الأول} الذي تفرد وحده بالقِدم، يقول الرسول الكريم r كما في صحيح البخاري: (كان الله ولم يكن شيء غيره) وفي رواية (كان الله ولم يكن شيء معه) وفي رواية (كان الله ولم يكن شيء قبله) وجاء أيضاً في صحيح الحديث (إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم، وأمره أن يكتب كل شيء يكون)، وأئمة الإسلام نقلوا الإجماع على أن الله تعالى كان وحده في الأزل، ولم يكن معه شيء من المخلوقات، بل نقلوا الإجماع على كفر من خالف هذا، ووافقهم ابن حزم في مراتب الإجماع ص 167، وذكره الحافظ القاضي عياض في الشفاء وغيرهم، وهو أمر معلوم من الدين بالضرورة، فما موقف الحشوية من هذا؟

إن الحشوية يرون غير هذا، فهم يرون أن العالم قديم بنوعه، ويقصدون بذلك تسلسل الحوادث إلى غير بداية، من غير أن يكون هنالك مخلوق قديم بعينه، أي معيَّة المخلوقات لله في الأزل بجنسها، دون أن يكون لابتدائها أول، وهذا عين ما يقول به ابن تيمية الحراني إمام الحشوية الأكبر، الذي يسمونه شيخ الإسلام، وقد قال القاضي عياض في الشفا (2/606): (نقطع على كفر من قال بقدم العالم أو بقائه أو شك في ذلك على مذهب الفلاسفة والدهرية).

وسننقل هنا النصوص والأقوال التي صرح فيها ابن تيمية بقدم العالم بالنوع:

1) قال ابن تيمية في كتابه (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول)، المطبوع على هامش (منهاج السنة) (2/75)وكذا في درء تعارض العقل له (2/148) ما نصه: (وأما أكثر أهل الحديث (1)ومن وافقهم لا يجعلون النوع حادثاً بل قديما، ويفرقون بين حدوث النوع، وحدوث الفرد من أفراده، كما يفرق جمهور العقلاء بين دوام النوع ودوام الواحد من أعيانه).

2) وقال في منهاج السنة (1/109)ما نصه: (فيمتنع كون شيء من العالم أزليا، وإن جاز أن يكون نوع الحوادث دائماً لم يزل)

3) وقال في الموافقة (1/245) ما نصه: (قلت: هذا من نمط الذي قبله، فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث)

4) وذكر ابن تيمية في كتابه شرح حديث عمران بن حصين صحيفة 193 ما نصه: (وإن قدِّر أن نوعها لم يزل معه فهذه المعيَّة لم ينفها شرع ولا عقل بل هي من كماله)

5) وانظر أيضاً في كتابه (نقد مراتب الإجماع) صحيفة 167 – 168 بعد أن أورد ابن حزم باباً بعنوان: (- باب من الإجماع في الاعتقادات يكفر من خالفه بإجماع – ثم قال ابن حزم فيه: اتفقوا أن الله عز وجل وحده لا شريك له خالق كل شيء غيره، وأنه تعالى لم يزل وحده ولا شيء غيره معه، ثم خلق الأشياء كلها كما شاء، وأن النفس مخلوقة، والعرش مخلوق، والعالم كله مخلوق) فقال ابن تيمية متعقبا، ناقضاً ناقداً لهذا الكلام الذي أجمعت الأمة عليه، وأجمعت على كفر من خالفه ما نصه: (وأعجب من ذلك حكايته – أي ابن حزم – الإجماع على كفر من نازع أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شيء غيره معه) اهـ كلامه.

وقد أجاب على معتقد قدم العالم أربعة من فحول علماء الأمة القاضي عياض والإمام الحافظ ابن دقيق العيد والإمام الحافظ الحجة زين الدين العراقي والإمام المحدث محمد زاهد الكوثري، وقد نقل ابن حجر في فتح الباري ذلك فاجتمع قول الثلاثة الأُول في موضع واحد حيث قال: (قال شيخنا – أي العراقي – في شرح الترمذي: الصحيح في تكفير منكر الإجماع تقييده بإنكار ما يعلم وجوبه من الدين بالضرورة كالصلوات الخمس، ومنهم من عبر بإنكار ما علم وجوبه بالتواتر، ومنه القول بحدوث العالم، وقد حكى القاضي عياض وغيره الإجماع على تكفير من يقول بقدم العالم، وقال ابن دقيق العيد: وقع هنا من يدعي الحذق في المعقولات ويميل إلى الفلسفة فظن أن المخالف في حدوث العالم لا يكفر لأنه من قبيل مخالفة الإجماع، وتمسك بقولنا إن منكر الإجماع لا يكفر على الإطلاق، حتى يثبت النقل بذلك متواتراً من صاحب الشرع، قال: وهو تمسك ساقط إما عن عمى في البصيرة أو تعام، لأن حدوث العالم من قبيل ما اجتمع فيه الإجماع والتواتر بالنقل)(2)اهـ. وأما الرابع الذي أجاب ابن تيمية على تعجبه السالف الذي نقلناه فهو الإمام المحدث محمد زاهد بن حسن الكوثري حيث قال معلقاً على كلام ابن تيمية في نقد مراتب الإجماع ص 168 ما نصه: (لا عجب في القول بإجماع الأمة على كفر من أثبت خالقاً سواه تعالى بالمعنى الذي سبق، ولا في إكفار من ينكر أنه سبحانه لم يزل وحده ولا شيء معه، وإنما العجب كل العجب اجتراء ابن تيمية هنا على القول بحوادث لا أول لها، والقول بالقدم النوعي في العالم، وبقيام الحوادث به سبحانه متعامياً عن حجة إبراهيم عليه السلام المذكورة في القرآن الكريم، ومنكراً لما يعزوه لصحيح البخاري (كان الله ولا شيء معه) مع أنه هو القائل – ابن تيمية – بأن ما في الصحيحين يفيد العلم، يعني اليقين؛ إجراء له مجرى الخبر المتواتر، ومخالفاً للإجماع اليقيني في ذلك، وأنى يُتصور قدم للنوع الذي لا وجود له... وعدم تناهي ما يدخل بالفعل تحت الوجود لا يتصوره إلا عقل عليل!!!)اهـ.

هذا هو ابن تيمية، الأب الروحي للحشوية، والذي يقول أيضاً بالحدِّ في ذات الله تعالى أيضا، ويثبت له المكان، ويثبت أن هذا المكان محدود بالعرش، ويصرح بجلوس الرَّب عليه كما في كتابه العرش، وكتاب الموافقة (2/29) وغيره، وتابعه على ذلك تلميذه الوفي ابن القيم في بدائع الفوائد (4/39-40) مع أن الله سبحانه وتعالى يقول {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ويقول سبحانه {ولم يكن له كفواً أحد} وفي صحيح مسلم يقول الرسول الكريم r في دعائه (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء.. وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء) فالذي لاشيء فوقه ولا شيء دونه لا حدَّ له. هذه هي العقيدة الحشوية في أبهى صورها، و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


= من كتاب = التنبيه والرد علي معتقد قدم العالم والحد - تأليف - حسن بن علي السقاف -
(1) يقول السقاف : قوله أكثر اهل الحديث افتراء منه عليهم لان اهل الحديث وغيرهم من علماء
المسلمين يكفرون من قال بقدم العالم اجماعا سواءا بنوعه او بأفراده ..
(2) ابن حجر - فتح البارى 12/ 202


((( الحشــوية عـقيـــدة وعــقــيــدة الحشـــو عــقــيــدة الجــهـــة الجـســـيــة ))

_________________
قال تعالي ( انما يوفّي الصابرون اجرهم بغير حساب ) صدق الله العظيم -
الصبر هو : كفّ اللسان عن التسخط
والصبر صبران : صبر علي العبادة في الشدة واليسر وكفّ عن المعاصي -


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 06, 2004 10:52 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 30, 2004 10:39 am
مشاركات: 53
بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر الشيخ ابو سعيد المتولي الشافعي (478هـ) في كتابه الغنية في اصول الدين ص 73 -74-75 ما يلي :
والغرض من هذا الفصل نفي الحاجة الى المحل والجهة خلافا للكرامية والحشوية والمشبهة الذين قالوا ان لله جهة فوق.
واطلق بعضهم القول بانه جالس على العرش مستقر عليه تعالى عن قولهم.
والدليل على انه مستغن عن المحل انه لو افتقر الى المحل(( لزم ان يكون المحل قديما لانه قديم ,او يكون حادثا كما ان المحل حادث ,وكلاهما كفر )) .
والدليل عليه انه لو كان على العرش على ما زعموا لكان لا يخلو اما ان يكون مثل العرش او اصغر او اكبر، وفي جميع ذلك اثبات التقدير والحد والنهاية وهو كفر.
والدليل انه لو كان في جهة وقدرنا شخصا اعطاه الله تعالى قوة عظيمة واشتغل بقطع المسافة والصعود الى فوق لا يخلو اما ان يصل اليه وقتا ما او لا يصل اليه.
فان قالوا لا يصل اليه فهو قول بنفي الصانع لان كل موجودين بينهما مسافة معلومة واحدهما لا يزال يقطع تلك المسافة ولا يصل اليه يدل على انه ليس بموجود.
فان قالوا يجوز ان يصل ويحاذيه فيجوز ان يماسه ايضا ,ويلزم من ذلك كفران:

(( أحدهما: قدم العالم, لانا نستدل على حدوث العالم بالافتراق والاجتماع.
والثانـــي : اثــــبـــــــــــات الولــــــــــــــد والزوجــــة )) أ.هـ

_________________
قال تعالي ( انما يوفّي الصابرون اجرهم بغير حساب ) صدق الله العظيم -
الصبر هو : كفّ اللسان عن التسخط
والصبر صبران : صبر علي العبادة في الشدة واليسر وكفّ عن المعاصي -


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 11, 2004 12:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 30, 2004 10:39 am
مشاركات: 53
بسم الله الرحمن الرحيم

العلامة الحلي ـ فاضل مقداد
(( صفات الله الثبوتية ))
قال الحلي:
الأولى، أنه تعالى قادر مختار لأن العالم محدث لأنه جسم، وكل جسم لا ينفك عن الحوادث، أعني الحركة والسكون، وهما حادثان لاستدعائهما المسبوقية بالغير، وما لا ينفك عن الحوادث فهو محدث بالضرورة، فيكون المؤثر فيه، وهو الله تعالى قادراً مختاراً، لأنه لو كان موجباً، لم يتخلف أثره عنه بالضرورة، فيلزم من ذلك إما قدم العالم أو حدوث الله تعالى، وهما باطلان. والقادر المختار هو الذي إذا شاء أن يفعل فَعَلَ، وإن شاء أن يترك تَرَكَ، مع وجود قصد وإرادة، والموجَب بخلافه. والعالم كل موجود سوى الله تعالي .
والمحدث هو الذى وجوده مسبوق بالغير أو بالعدم والقديم بخلافه .
( والجسم هـو المتحيز الذى يقبل القسمة في الجهات الثلاث ) .
( والحيز والمكان شىء واحد وهو الفراغ المتوهم الذى يشغله الاجسام بالحصول فيه )
والحركة هي حصول الجسم في مكان بعد مكان آخر. والسكون هو حصول ثان في مكان واحد. إذا تقرر هذا فنقول، كلما كان العالم محدثاً، كان المؤثر فيه وهو الله تعالى قادراً مختاراً، فهنا دعويان: الأولى إن العالم محدث، والثانية انه يلزمه اختيار الصانع. أما بيان الدعوى الأولى، فلأن المراد بالعالم عند المتكلمين هو السموات والأرض وما فيهما وما بينهما. وذلك إما أجسام أو أعراض، وكلاهما حادثان. أما الأجسام فلأنها لا يخلو من الحركة والسكون الحادثين، وكل ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، أما انها لا يخلو من الحركة والسكون، فلأن كل جسم لابد له من مكان ضرورة. وحينئذ إما أن يكون لابثاً فيه فهو الساكن، أو منتقلاً عنه، وهو المتحرك، إذ لا واسطة بينهما بالضرورة، وأما انهما حادثان، فلأنهما مسبوقان بالغير، ولا شيء من القديم مسبوق بالغير، فلا شيء من الحركة والسكون بقديم، فيكونان حادثين، إذ لا واسطة بين القديم والحادث، أما انهما مسبوقان بالغير، فلأن الحركة عبارة عن الحصول الأول في المكان الثاني، فيكون مسبوقاً بالمكان الأول ضرورة. والسكون عبارة عن الحصول الثاني في المكان الأول، فيكون مسبوقاً بالحصول الأول بالضرورة، وأما إن كل ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، فلأنه لو لم يكن حادثاً لكان قديماً وحينئذ إما أن يكون معه في القدم شيء من تلك الحوادث اللازمة له أو لا يكون، فإن كان الأول لزم اجتماع القدم والحدوث معاً في شيء واحد، وهو محال، وإن كان الثاني، يلزم بطلان ما علم بالضرورة، وهو امتناع انفكاك الحوادث عنه وهو محال. أما الأعراض، فلأنها محتاجة في وجودها إلى الأجسام، والمحتاج إلى المحدث أولى بالحدوث. وأما بيان الدعوى الثانية، فهو إن المحدث لما اتصف ماهيته بالعدم تارة، وبالوجود أخرى كان ممكناً، فيفتقر إلى المؤثر، فإن كان مختاراً فهو المطلوب، وإن كان موجباً، لم يتخلف أثره عنه فيلزم قدم أثره لكن ثبت حدوثه، فيلزم حدوث مؤثره للتلازم وكلا الأمرين محال. فقد بان إنه لو كان الله تعالى موجباً، لزم إما قدم العالم أو حدوث الله تعالى، وهما باطلان، فثبت انه تعالى قادر ومختار، وهو المطلوب. قال: وقدرته يتعلق بجميع المقدورات، لأن العلة المحوجة إليه هي الإمكان، ونسبة ذاته إلى الجميع بالسوية، فيكون قدرته عامة.
أقول: وقد نازع فيه الحكماء حيث قالوا إنه واحد لا يصدرُ عنه إلا الواحد والثنوية حيث زعموا إنه لا يقدر على الشر. والنظام حيث اعتقد إنه لا يقدر على القبيح. والبلخي حيث منع قدرته على مثل مقدورنا والجبائيان حيث أحالا قدرته على عين مقدورنا والحق خلاف ذلك كله. والدليل على ما ادعيناه انه قد انتفى المانع بالنسبة إلى ذاته وبالنسبة إلى المقدور، فيجب التعلق العام. وأما بيان الأول، فهو إن المقتضى لكونه تعالى قادراً هو ذاته، ونسبتها إلى الجميع متساوية لتجردها، فيكون مقتضاها أيضاً متساوية النسبة، وهو المطلوب. وأما الثاني فلأن المقتضى لكون الشيء مقدوراً هو إمكانه، والإمكان مشترك بين الكل، فيكون صفة المقدورية أيضاً مشتركاً بين الممكنات، وهو المطلوب. وإذا انتفى المانع بالنسبة إلى القادر وبالنسبة إلى المقدور، وجب التعلق العام، وهو المطلوب. واعلم انه لا يلزم من التعلق الوقوع، بل الواقع بقدرته تعالى هو البعض، وإن كان قادراً على الكل. والأشاعرة اتفقوا في عموم التعلق، وادعوا معه الوقوع.
قال: الثانية، أنه تعالى عالم لأنه فعل الأفعال المحكمة المتقنة، وكل مَن فعل ذلك فهو عالم بالضرورة. أقول: والعالم هو المتبين له الأشياء، بحيث تكون حاضرة عنده، غير غائبة عنه والفعل والمُحكم المتقن هو المشتمل على أمور غريبة عجيبة والمستجمع لخواص كثيرة والدليل على كونه عالماً وجهان: الأول أنه مختار، كل مختار عالم. أما الصغرى فقد مر بيانها. وأما الكبرى فلأن فعل المختار تابع لقصده، ويستحيلُ قصد شيء من دون العلم به. الثاني انه فعل الأفعال المحكمة والمتقنة، وكل مَن كان فعله كذلك فهو عالم بالضرورة. أما انه فعل ذلك فظاهر لمن تدبر مخلوقاته. أما السمائية فيما يترتب على حركاتها من خواص فصول الأربعة وكيفية نضد تلك الحركات وأوضاعها، وهو مبين في فنه. وأما الأرضية فيما يظهر من حكمة المركبات الثلاث، والأمور الغريبة الحاصلة فيها، والخواص العجيبة المشتملة عليها، ولو لم يكن إلا في خلق الإنسان، لكفى الحكمة المودعة في إنشائه وترتيب خلقه وحواسه وما يترتب عليها من المنافع كما أشار إليه بقوله: (أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق). قال: علمه يتعلق بكل معلوم لتساوي نسبة جميع المعلومات إليه، لأنه حي وكل حي يصح أن يعلم كل معلوم، فيجب له ذلك لاستحالة افتقاره إلى غيره. أقول البارىتعالى عالم بكل ما يصح أن يكون معلوماً، واجباً كان أو ممكناً، قديماً كان أو حادثاً، خلافاً للحكماء حيث منعوا من علمه بالجزئيات على وجه جزئي، لتغيرها المستلزم لتغير العلم الذاتي. قلنا المتغير هو التعلق الاعتباري لا العلم الذاتي. والدليل على ما قلناه أنه يصح أن يعلم كل معلوم، فيجب له ذلك. أما إنه يصح أن يعلم كل معلوم، فلأنه حي وكل حي يصح منه أن يعلم، ونسبة هذه الصحة إلى جميع ما عداهُ نسبة متساوية، فيتساوى نسبة جميع المعلومات إليه أيضاً. وأما إنه إذا صح له تعالى شيء وجب له، فلأن صفاته تعالى ذاتية، والصفة الذاتية متى صحت وجبت، وإلا لافتقر اتصاف الذات بها إلى الغير، فيكون الباري تعالى مفتقراً في علمه إلى غيره، وهو محال

_________________
قال تعالي ( انما يوفّي الصابرون اجرهم بغير حساب ) صدق الله العظيم -
الصبر هو : كفّ اللسان عن التسخط
والصبر صبران : صبر علي العبادة في الشدة واليسر وكفّ عن المعاصي -


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 8 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 16 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط