المشهد الحسينى وقصد بنائه





يقول السخاوى فى تحفة الاحباب وبغية الطلاب
هذا المشهد الحسينى وهو المنسوب الى الحسين بن الإمام على ابن أبى طالب كرم الله وجهه وقد أختلف المؤرخون فقال بعضهم أن رأس الحسين بالمدينة الشريفى وقال بعضهم كانت بمشهد عسقلان فلما أخذتها الفرنج نقلت الراس الشريفة إلى هذا المشهد والله أعلم بالصواب *
وقيل لما قتل الحسين بن على رضى الله تبارك وتعالى عنهما بأرض كربلاء طيف برأسه وسير فى البلاد إلا بارض مصر فإن أهلها لم يمكنوهم من الدخول على تلك البشعة بل تلقوهم بمدسينة الفرما وهى أول مدائن مصر وحملوها فى الهوادج وستروها بالستور وأوسعوا لهم فى الكرامة وأنزلوهم خير الأماكن بمصر وآووهم زمنا وبنو لموتاهم المشاهد
وأتخذوها مزارات وجعلوا لهم أوزاقا من أموالهم تقسوم بهم فكان أهل البيت يدعون لأهل مصر ويقولون يا أخل مصر نصرتمونا نصركم الله ، وآويتمونا آواكم الله وأمنتمونا أمنكم الله وأعنتمونا أعانكم الله وجعل لكم من كل مصيبة فرجا ومن كل ضيق مخرجا .
وهذا المشهد قيل إن الذى أنذأه بسبب رأس الحسين عليه رضى الله تبارك وتعالى عنه هو الوزير طلائع بن رزيك وأما المدرسة التى بجانبه فإن السلطان صلاح الدين الأيوبى لما ملك الديار المصرية جعل بها تدريسا وأوقف لها وقفا فلما وزر معين الدين بن شيخ السيوخ بن حموية فوض إليه الأمر بالمشهد بعد أخوته فجمع أوقافه وبنى به أيوانا للتدريس وبيوتا للفقهاء العلوية * والمقبرة التى كانت إلى جانب هذا المشهد كبيرة تسمى تربة الزعفران ( والتربة ) المعزية كان المعز لما دخل القص سجد لله سبحانه وتعالى شكرا ثم شرع فى إصلاح تلك المقبرة وارسل الى المهدية من بلاد المغرب فأخذ اباه وأخاه فى تابوتين وجعلها مدفنا يدفن فيه الخلفاء وأولادهم ونساؤهم وأقاربهم ولما توفى المعز دفن ببها وبها ولده العزييز بالله أبو منصور نزار توفى فى سنة 386 هـ *
ولقد اختلف المؤرخون فى جىء الرأس الشريف الى القاهرة فمنهم من يؤكد محىء الرأس الشريف ومنهم من ينكر ذلك ولكن ( العلامة الكبير والمؤرخ الشهير أبى الحسن نور الدين على بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوى الحنفى ) ( الشهير بالسخاوى ) يؤكد مجىء الرأس الشريف بالتفصيل فى كتاب تاريخ مشهد الحسين عليه السلام ) وقد روى هذه القصة بالتفصيل باعتباره شاهد عيان فى مجىء الرأس الشريف وهنا نؤكد ان الرأس الشريف قد جاءت بالقاهرة بناء على ما ورد بالكتاب _ وكما ورد فى كتاب ذكرى مصرع الحسين عليه السلام للنسابة حسن قاسم *
أما العلامة السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين الحسينى (النجفى)
فى كتاب بحر الأنسال والمشجر الكشاف لأصول السادة الأشراف تحقيق صاحب الفضيلة السيد حسن محمد الرفاعى من كبار علماء الأزهر يقول ص6 : فهو الإمام الحسين بن على بن أبى طالب ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع على الأصح وحنكه رسول الله بريقه وأذن فى اذنه وتفل فى فمه وسماه حسينا يوم السابع وعتق عنه وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حسين منى وأنا من حسين – اللهم أحب من أحب حسينا – حسين سبط من الأسباط وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه ومن كلامه عليه الصلاة والسلام أعلموا أن حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم – كانت أقامته عليه السلام بالمدينة المنورة واستمر بها الى ان مات معاوية فأخرج إليه يزيد من ياخذ ببيعته فأمتنع وخرج الى مكة وأتت إليه كتب من العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية قأشار إليه ابن الزبير بالخروج فخرج عليه السلام وكان بن زياد جهز أربعة آلاف وثيل عشرين ألف مقاتل لملاقاته فلاقوه بكربلاء فنزل ومعه خمسة وأربعون فارسا ونحو مائة راجل فالتقيا وارهقه السلاح فلما أيقن أنهم قاتلوه قام بين أصحابه خطيبا وبعد أن حمد الله قال ( نزل من الامر ما ترون وإن الدنيا تغيرت وتنكرت وأدير معروفها ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه – وإنى لأرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين الا جرما ) وقد استشهد يوم الجمعة يوم عاشورا سنة احدى وستين من الهجرة بكربلاء من أرض العراق وقتل معه من أهل البيت ثلاثة وعشرون رجلا كما قيل ووجد بالحسين عليه السلام ثلاث وثلاثون يطعنة وأربع وأربعون ضربة وقد حز رأسه الشريف وسلب ما كان عليه حتى سراويله ثم طيف بالرأس الشريف على خشبة وأرسل بها إلى يزيد وأرسل بالنساء والصبيان ومكثت الرأس الشريفه ثلاثة أيام بدمشق قال العلامة الصبان لما قتل الحسين وأتوا به إلى ابن زياد أرسله ومعه من أهل البيت إلى يزيد وقد قتل الحسين وعمره ثمان وخمسون سنة قال العلامة الشبراوى فى كتاب الأتحاف :
فى أثبات أن رأس الحسين عليه السلام مدفونة بمصر بالمسجد الحسينى بجوار خان الخليلى وهو الحرم المصرى : فمن المنبتين الامام الجليل محمد بن بشير والامام مجد الدين بن عثمان والامام الحافظ والقاضى زكى الدين عبد العظيم المنذرى والقاضى عبد الرحيم والقاضى محى الدين بن عبد الظاهر والامام تقى الدين المقريزى والامام الجليل عبد الرحمن جلال الدين السيوطى والقطب الكبير عبد الوهاب الشعرانى والامام الحافظ نجم الدين والشيخ أبو المواهب التونسى والشيخ أبو الحسن التمار العجمى والشيخ شمس الدين محمد البكرى والشيخ أبو التقى كريم الخلوتى فهؤلاء أثبتوا أن الرأس الشريفة مدفونة فى موضعها الذى يزار بمصر بجوار خان الخليلى وكذا أكد لى والدى القطب محمد الرفاعى من هيئة علماء الأزهر والمدرس بالمسجد الحسينى وشيخ علماء طنطا بالمعهد الاحمدى أنها مدفونة فى موضعها بمصر وكذا صاحب الفضيلة السيد محمد الببلاوى نقيب الأشراف حالا أثبت لى هذا وكذب كل من يقول غير هذا بعد الأدلة التى برهن عليها هؤلاء العلماء الأجلاء ( أنتهى )
وأما فى الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك ج 4 ص 88
يقول على باشا مبارك فى الجزء الرابع فقد وصف نقلا عن المقريزى وعن المؤرخين فى خططه من صفحة 88 إلى صفحة 98 فيقول نقلا عن اسعاف الراغبين فى أهل البيت الطاهرين للشيخ محمد الصبان ان هذا المشهد الحسينى القاهرى جدده الامير الكبيرعبد الرحمن كتخدا لسنة خمس وسبعين ومائة وألف وذكر قبل ذلك ان أصحاب السير والتواريخ اختلفوا فى رأس الحسين فى أى موضع دفن فقيلل انه دفن بعسقلان ثم نقله الصالح طلائع وزير الفاطميين الى مصر وبنى عليه هذا المشهد وانفق على نقله مالا جزيلا ومال قوم منهم الزبير بن بكار والعلاء الهمدانى الى انه حمل الى أهله فكفن ودفن بالبقيع عند قبر أمه وأخيه الحسن وذهبت الامامية الى أنه أعيد الى الجثة ودفن بكربلاء بعد أربعين يوما منالمقتل واعتمد القرطبى الثانى والذى عليه طائفة من الصوفية انه بالمشهد القاهرى وذكر بعض أهل الكشف والشهود أنه دفن مع الجثة بكربلاء ثم ظهر آخر فلما كان الرأس منفصلا طف فى هذا المحل من المشهد وفى كتاب مشارق الأنوار فى فوز أهل الاعتبار للشيخ حسن العدوى الحمزاوى قال العلامة الاجهورى الذى تواتر عن أهل الكشف ان الرأس الشريف فى مشهده القاهرى بلا شك لوجود هذه الروحانية والأنوار التى تبهر العقول قال الشيخ عبد الفتاح الشهير بالرسام الشافعى فى رسالة له تسمى نور العين عن النجم الغيطى عن الشمس اللقانى عن أبى المواهب التونسى ان الغوث الجامع ياتى كل يوم ثلاثاء فيزور هذا المشهد وفى مختصر التذكرة للشعرانى انه قد ثبت ان الصالح طلائع ين رزيك الذى بنى المشهد الحسينى بالقاهرة نقل الرأس الى هذا المشهد وبذل فى ذلك نحو أربعين ألف دينار وخرج هو وعسكر فتلقاه من خارج مصر حافيا مكشف الرأس وهو فى برنس حرير أخضر فى القبر الذى فى المشهد على كرسى من خشب الآبنوس مفروش هناك نحو نصف أردب من الطيب قال كا أخبرنى بذلك خادم المشهد وقول القرطبى ان دفن الرأس الشريف فى مصر باطل صحيح فى أيام القرطبى فانالرأس انما نق الى مصر بعد موت القرطبى ( أنتهى ) قال الحفنى فى رسالته كان بعض العارفين يهيم فى مقام الحسين وأنشد يقول منزل كمل الاله سنــــــــأه ****** تتوارى البدور عند لقاء
خصه ربنا بما شاء فى الأ ****** ض تعالى سن فى السماء اله
صانه زانه حمـــــــاء وقاه ****** وكساء بمنه ورضـــــــاه
أن غد اسكنـــــا لغرة آل البيــــــــــــــت من تم قدره وعــــــــلاه
الامام الحسين أشرف مولى ***** أيد الدين سره ووقاه
مدحته اى الكتاب وجاءت ******* سنة الهاشمى طرزحلاه












وقد ذكر العلامة الصبان فى رسالته
المذكورة نبذة مما يتعلق بسيدنا الحسين رضى الله عنه فقال هو أبو عبد الله سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته ولد لخمس خلون من شعبان سنة ربغ على الأصح وكانت السيدة فاطمة رضى الله عنها علقت به بعد ولادة الحسن بخمسين ليلة وحنكه صلى الله عليه وسلم بريقه واذن فى أذنه وتفل فى فمه ودعا له وسماه حسينا يوم السابع وعق عنه – كان شجاعا مقداما من حين كان طفلا ووردت فى حقه كثيرة تدل على مزيد فضله منها قول النبى صلى الله عليه وسلم حسين منى وأنا من حسين اللهم احب من أحب حسينا حسين سبط من الاسباط وقوله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر الى رجل من أهل الجنة فلينظر الى الحسين بن على وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم أنى أحبه واحب من يحبه وقال أبو هريرة رضى الله عنه رأيت رسول الله صلى الله عليهوسلم يمتص لعاب الحسين كما يمتص الرجل التمرة ورأى ابن عمر الحسين مقبلا فقال هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء اليوم وجاء رجب إلحسن يستعين به فوجده معتكفا فى خلوة فاعتذر اليه فذهب الى الحسين فاستعان به فقضى حاجته وقال لقضاء حاجة فى الله عز وجل أحب الى من اعتكاف شهرا * ومن كلامه رضى الله عنه اعلموا ان حوائج الناس اليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا من تلك النعم فتعود نقما واعلموا ان المعروف يكسب حمدا ويعقب أجرا فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه رجلا جميلا يسر الناظرين ولو رأيتم اللؤم رجلا لرأيتموه رجلا قبيح المنظر تنفر منه القلوب وتغض دونه الابصار * ومن كلامه رضى الله عنه من جاد ساد ومن بخل رذل ومن تعجل لاخيه خبرا وجده اذا قدم على ربه غدا والتزم يوما ركن الكعبة وقال الهى نعمتى فلم تجدنى شاكرا وابتليتنى فلم تجدنى صابرا فلا أنت سلبت النعمة بترك الشكر ولا أدمت الشدة بترك الصبر الهى ما يكون من الكريم الا الكرم * كانت أقامته رضى الله عنه بالمدينة المنورة إلى أن خرج مع أبيه الى الكوفة فشهد معه مشاهده وبقى معه الى أن قتل ثم مع أخيه الى أن انفصل فرجع الى المدينة واستمر بها الى ان مات معاوية فأخرج اليه يزيد من يأخذ بيعته فامتنع وخرج الى مكة وأتت اليه كتب العراق بأنهم بايعوه بعد موت معاوية فاشار اليه ابن الزبيرر بالخروج وابن عباس وابن عمر بعدمه فارسل اليهم ابن عمه مسلم بن عقيل فأخذ بيعتهم وأرسل اليه يستقدمه فخرج من مكة قاصدا للعراق ولم يعلم ابن عمر بخروجه فخرج خلفه فأدركه على ميلين من مكة فقال له ارجع فأبى فقال أنى محدثك حديثا ان جبريل أتى النبى صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختارا الاخرة وانك بضعة منه والله لا يليها أحد منكم فقال ان معى حملين من كتب أهل العراق ببيعتهم فقال ما تصنع يقوم قتلوا أباك وخذلوا أخاك فأبى الا المضى فاعتنقه وبكى وقال استودعتك الله من قتيل ثم سافر فكان ابن عمر يقول غلبنا الحسين بالخروج ولعمرى لقد كان فى أبيه وأخيه عبرة وكلمة فى ذلك أيضا من وجوه الصحابة جابر بن عبد الله وأبو سعيد وأبو واقد وغيرهم فلم يطع احدا منهم فقال له ابن عباس رضى الله عنهما والله انى لاظنك تقتل بين نسائك وأبنائك وبناتك كما قتل عثمان بن عفان فلم يقبل فبكى ابن عباس وقال أقررت عين ابن الزبير ثم ان ابن زياد قتل مسلم بن عقيل بامر يزيد ولم يبلغ الحسين رضى الله عنه ذلك حتى صار بينه وبين القادسية ثلاثة أميال ولقيه الحر بن يزيد التيمى فقال له ارجع فانى لم ادع لك خلفى خيرا وأخبره الخبر ولى القرزدق فقال له قلوب الناس معك وسيوفهم مع بنى أمية والقضاء ينزل من السماء فهم أن يرجع وكان معه اخوة مسلم فقالوا لا ترجع حتى نصيب بثأره أو نقتل فساروا وكان ابن زياد جهز اربعة آلاف وقيل عشرين ألف مقاتل لملاقاته فوافوه بكربلاء فنزل ومعه خمسة وأربعين فارسا ونحو مائة راجل فالتقيا وارهقه السلاح وكان أكثر مقاتليه الكاتبين له والمبايعين له فلما أيقن أنهم قاتلوه قام فى أصحابه خطيبا ( فحمد الله واثنى عليه ثم قال : قد نزل من الامر ما ترون وان الدنيا تغيرت وتنكرت وادبر معروفها واشمرت حتى لم يبق منها الا كصباية الاثاء والاخسيس عسيس كلمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن فى لقاء الله عز وجل وانى لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا جرما فقاتلوه حتى قتل رضى الله عنه يوم الجمعة يوم عاشورا سنة احدى وستين بكربلاء من أرض العراق ما بين الحلة والكوفة قتله سنان بن أنس النخعى وقيلل قتله غيره وقتل معه من أهل البيت ثلاثة وعشرين رجلا كما قيل وفى المقريزى انه لما أدركته الخيل قما خطيبا فقال أيها الناس انها معذرة الى الله واليكم انى لم آتكم حتى أتتنى كتبكم ورسلكم أن اقد علينا فليس لنا امام لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى وقد جئتكم فان تعطونى ما أطمئن اليه من العهود أقدم مصركم وان لم تفعلوا وكنتم المقدمى كارهين انصرفت عنكم الى المكان الذى أقبلت منه فسكنوا وقد اذن المؤذن لصلاة الظهر فصلى وصلى وراءه الفريقان ولما دخل وقت العصر بهم ثم استقبلهم فحمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس انكم ان تتقوا الله وتعرفوا الحق لاهله يكن أرضى لله ونحن آل البيت أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم السائرين فيكم بالجور والعدوان فان أنتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غيرما أتتنى بكم كتبكم انصرفت عنكم فقال الحر بن يزيد رئيس العصابة المرسلة للقائه انا والله ما ندرى ما هذه الكتب والرسل التى تذكرها فأخرج خرجين من الصحف فنشرها بينهم فقال الحر انا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا اليك وقد أمرنا اذا نحن ليناك ان لا نفارقك حى نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد ثم منع أصحاب الحسين من الركوب فقال له الحسين ثكلتك أمك ما تريد فقال الحر لو كان غيرك قالها ما تركت ذكر أمه والله مالى الى ذكر أمك من سبيل الا بأحسن ما نقدر عليه ثم سار الحسين فأرسل اليه عمرو بن سعد بن أبى وقاص خمسمائة فارس فحالوا بين الحسين وبين الماء وذلك قبل قتله بثلاثة أيام وناد وايا حسين لا ترى من الماء قطرة حتى تموت عطشا ثم التقى الحسين بعمرو بن سعد بن أبى وقاص مرارا فكتب عمرو الى زياد ان الله قد أطفاء النائرة وجمع الكلمة وقد أعطانى الحسين أن يرجع الى حيث أتى أو أن تسيره الى ثغر من الثغور أو يأتى الى بيعة أمير المؤمنين فكتب اليه اين زياد انى لم أبعثك الى الحسين لتكف عنه أو لتمنية فان نزل الحسين اصحابه على حكمى سمتسلمين فابعث بهم إلى وان ابو فازحف اليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فانهم لذلك مستحقين فان قتل الحسين فأوطىء الخيل وصدره وظهره فانه عاق شاق قاطع ظالم فركبوا اليه والتحم القتال واشتد الامر وحضر وقت الصلاة فسأل الحسين أن يكفوا حتى يصلى ففعلوا ثم اقتتلوا حتى قتل الحسين وحز رأسه الشريف وسلب ما كان عليه حتى سراوييله ونهب نقله ومتاعه وما على النساء ووجدو به ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وأربعون ضربة وانتدب عشرة فداسوا بخيولهم حتى رضوا صدره وظهره وقتل معه أثنان وسبعون رجلا ودفن أهل الغاضرية من بنى اسد الحسين بعد قتله بيوم ثم طيف بالرأس الشريفة بالكوفة على خشبة ثم أرسل بها الى يزيد وأرسل بالنساء والصبيان ومكث الرأس مصلوبة بدمشق ثلاثثة أيام ثم أنزل فى خزائن السلاح حتى ولى الملك سليمان بن عبد الملك فبعث اليه فجىء به وقد محل وبقى عظما أبيض فجعله فى سفط وطيبة وجعل عليه ثوبا ودفنه فى مقابر المسلمين فما ولى عمر بن عبد العزيز سألوا عن موضع الرأس الشريف فنبشوا وأخذه والله أعلم ما صنع به ** قال العلامة الصبان لما قتل الحسين وحزو رأسه الشريف وأتوا به الى ابن زياد أرسله ومن معه من أهل بيته الى يزيد ومنهم على بن الحسين وعمته زينب رضى الله عنها فسر بذلك سرورا كثرا وأوقفهم مقف السبايا وأهانهم وصار يضرب الرأس الشريفة بقضيب ويقول لقيت يعيك يا حسين وبالغ فى الفرح ثم ندم لما مقته المسلمون على ذلك وابغضه العالم وهذه القصة تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم ان اهل بيتى سيلقون بعدى من أمتى قتلا وتشديدا وان أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو مخزوم وقيل ان الضارب للرأس الشريف بالقضيب هو ابن زياد وانه كان عند زيد بن أرقم فقال أرفع قضيبك فو الله لطالما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ما بين هاتين الشفتين وبكى (انتهى)