اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm مشاركات: 4146 مكان: الديار المحروسة
|
وحدثني عباس بن هشام الكلبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي صالح ، قال : " تكلمت العرب العاربة بالعربية حين اختلفت الألسن ببابل ".
قال هشام : وأهل اليمن يقولون : أول من تكلم بالعربية يعرب بن قحطان.
قال هشام : وأخبرني أبي ، والشرقي : أن أول من تكلم بالعربية من ولد إبراهيم : إسماعيل عليه السلام حين أتى مكة ، وله أقل من عشرين سنة ، ونزل بجرهم.
فأنطقه الله بكلامهم ، وكان كلامهم العربية.
قال هشام : وسمت العرب إسماعيل : عرق الثرى ، يريدون أنه راسخ ، ممتد.
قال : وقال قوم : سمي بذلك لأن أباه لم تضره النار ، كما لا تضر الثرى.
وحدثني عباس بن هشام ، عن أبيه ، عن جده ، عن عدة من أهل الرواية ، قالوا : " لما تفرق ولد نوح في الأرض حين قسمها فالغ بن عابر ، وأخ له يقال له نوناطر ، نزلت عاد الشحر ، وبه أهلكوا.
ونزلت عبيل بناحية يثرب ، فأخرجتهم العماليق ، بعد حين ، من منزلهم.
فنزلوا موضع الجحفة.
فأتى عليهم سيل ، اجتحفهم إلى البحر.
فسمى الموضع الجحفة.
وكان مع العماليق رجل من بني عبيل ، فنجا.
فقال ، فيما يزعمون : عين بكى وهل يرجع ما فات فيضها بالسجام عمروا يثربا وليس بها شر ولا صارخ ولا ذو سنام وقال الربيع بن خثيم : ملأت عاد ما بين الشام واليمن.
حدثني بذلك أحمد بن إبراهيم الدورقي ، عن أبي بكر بن عياش ، عن عاصم بن بهدلة ، عن الربيع ، قال : " إن عادا كانوا قد ملأوا ما بين الشام إلى اليمن ، من دلني على رجل من آل عاد ، فله ما شاء.
ونزلت العماليق في أول الأمر صنعاء اليمن.
ثم انتقلوا إلى يثرب فنزلوها.
وإنما سميت يثرب برئيس لهم ، يقال له : يثرب.
ثم انتقلوا إلى ناحية فلسطين من الشام.
ومضت عامتهم إلى مصر ، وناحية إفريقية.
وتفرقوا بالمغرب.
فالبرابرة منهم.
والبرابرة اليوم ، يقولون : نحن بنو بر بن قيس.
وذلك باطل.
وإنما غزا رجل من التبابعة ، يقال له : أفريقيس بن قيس بن صيفي الحميري إفريقية فافتتحها.
فسميت به.
وسمع كلام هؤلاء العماليق ، فقال : ما أكثر بربرتهم.
فسموا البرابرة.
وأقام مع البرابرة : بنو صنهاجة ، وكتامة من حمير.
فهم فيهم اليوم.
ونزلت ثمود الحجر ، بين الحجاز والشام ، وبه أهلكوا.
ونزلت طسم بين اليمن واليمامة.
ونزلت جديس بموضع اليمامة.
وكانت اليمامة تعرف بجو ، سمتها جديس بذلك.
وكانت بين طسم وجديس حروب ، أفنت جديس فيها أكثر طسم.
فقال القائل : يا طسم ما لاقيت من جديس.
ثم إن بقية طسم انضمت إلى جديس باليمامة ، فتوجه تبع من اليمن ، وقدم عبد كلال بن مثوب بن ذي حرث بن الحارث بن مالك بن عيدان ، فقتل طسما وجديسا باليمامة ، وصلب امرأة من جديس ، يقال لها : اليمامة بنت مر ، على باب جو ، فسميت جو اليمامة باسمها.
وقال حماد الراوية : منعت جديس خرجا كان عليها ، فأخذت طسم بذنبهم.
فقيل : يا طسم ما لاقيت من جديس.
والله أعلم.
ونزلت جاسم بالموضع الذي يدعى جاسم ، بالشام ، وكانوا قليلا.
ونزل بنو تميم بين اليمن والحجاز.
فدرجوا ، حتى لم يبق منهم كبير أحد.
ونزلت جرهم بمكة وما حولها.
وسموها صلاحا.
ثم إنهم استخفوا بحرمة البيت وأضاعوا حقه ، فوقع فيهم طاعون أهلك أكثرهم ، حتى قويت خزاعة عليهم ، وغلبت على البيت وأخرجتهم.
فنزلوا بين مكة ويثرب ، فهلكوا بداء يعرف بالعدسة إلا من سقط منهم في نواحي البلاد .
أنساب الأشراف للبلاذري
_________________ أنا الذى سمتنى أمى حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
|
|