موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 11 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: العرب وابن خلدون
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 22, 2022 7:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة

ماذا قال ابن خلدون عن العرب؟؟؟ ستصدمون!!

بقلم د.محمد العطار


تاريخ النشر : 2014-12-22

ماذا قال ابن خلدون عن العرب

الفصل الخامس والعشرون ( صفحة 149 )

باب .... في أن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط

وذلك أنهم بطبيعة التوحش الذي فيهم أهل انتهاب وعيث وينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر ، ويفرون إلى منتجعهم بالقفر ولا يذهبون إلى المزاحفة والمحاربة إلا إذا دفعوا بذلك عن أنفسهم فكل معقل أو مستصعب عليهم فهم تاركوه إلى ما يسهل عنه ولا يعرضون له .

والقبائل الممتنعة عليهم باوعار الجبال بمنجاة من عيثهم وفسادهم لأنهم لا يتسنمون إليهم الهضاب ولا يركبون الصعاب ولا يحاولون الخطر .

وأما البسائط فمتى اقتدروا عليها بفقدان الحامية وضعف الدولة فهي نهب لهم وطعمة .

الفصل السادس والعشرون ( 149 - 150 )

باب .. في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب

والسبب في ذلك أنهم امة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلة ، وكان عندهم ملذوذ لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد لسياسة وهذه الطبيعة منافية للعمران .

فالحجر مثلا أنما حاجتهم إليه لنصبه أثافي القدر ، فينقلونه من المباني ويخربونها عليه ويعدونه لذلك .

والخشب أيضا أنما حاجتهم إليه ليعمروا به خيامهم ويتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه لذلك فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران هذا في حالهم على العموم .

أيضا طبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس ، وان رزقهم في ظلال رماحهم وليس عندهم فياخذ أموال الناس حد ينتهون إليه بل كلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه .

لا يكلفون على أهل ألأعمال من الصنائع والحرف أعمالهم ولا يرون لها قيمة ولا قسطامن الأجر والثمن .

ليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد ودفاع بعضهم عن بعض أنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهبا وغرامة .

وأيضا فهم متنافسون في الرئاسة وقل أن يسلم احد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته إلا في الأقل وعلى كره من اجل الحياء ، فيتعدد الحكام منهم والأمراء وتختلف الأيدي على الرعية في الجباية والأحكام .. فيفسد العمران وينقض .

الفصل السابع والعشرون

باب في أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو اثر عظيممن الدين على الجملة ( 151 )

والسبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض للغلظةوالأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة فقلما تجتمع أهواؤهم فإذا كان الدين بالنبوة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم فسهل انقيادهم واجتماعهم ...

وهم مع ذلك أسرع الناس قبولا للحق والهدى لسلامة طباعهم من عوج الملكات وبراءتها من ذميم الأخلاق إلا ما كان من خلق التوحش القريب المعاناة المتهيئ لقبول الخير ببقائه على الفطرة الأولى وبعده عما ينطبع في النفوس من قبيح الوائد وسؤ الملكات .

الفصل الثامن والعشرون

باب في أن العرب ابعد الأمم عن سياسة الملك ( 151 -152 )

والسبب في ذلك أنهم أكثر بداوة من سائر الأمم وابعد مجالا في القفز وأغنى عن حاجات التلول وحبوبها لاعتيادهم الشظف وخشونة العيش ، فاستغنوا عن غيرهم فصعب انقيادبعضهم لبعض ..

ورئيسهم محتاج إليهم غالبا للعصبية التي بها المدافعة .. فكان مضطرا إلى إحسان ملكتهم وترك مراغمتهم لئلا يختل عليه شان عصبيته فيكون فيها هلاكه وهلاكهم .

الفصل الرابع من الكتاب الأول ( الفصل الحادي والعشرون)

باب في أن العرب ابعد الناس عن الصنائع ( 404 )

والسبب في ذلك أنهم اعرق في البداوة وابعد عن العمران الحضري وما يدعو إليه من الصنائع وغيرها .. والعجم من أهل المشرق وأمم النصرانية عدوة البحر الرومي أقوم الناس عليها لأنهم اعرق في العمران الحضري وابعد عن البداوة وعمرانه .

ولهذا نجد أوطان العرب وما ملكوه في السلام قليل الصنائع بالجملة حتى تجلب إليه من قطر آخر وانظر بلاد العجم من الصين والهند والترك وأمم النصرانية كيف استكثرت فيهم الصنائع .

الفصل الخامس والثلاثون

في أن حملة العلم في الإسلام أكثرهم من العجم ( 543)

من الغريب الواقع أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم لا من العلوم الشرعية ولا من العلوم العقلية إلا في القليل النادر وان كان منهم العربي في نسبه فهو أعجمي في لغته ومرباه ومشيخته مع العلم أن الملة عربية وصاحب شريعتها عربي .

والسبب في ذلك أن الملة في أولها لم يكن فيها علم ولا صناعة لمقتضى أحوال السذاجة والبداوة .

وأما العلوم العقلية أيضا فلم تظهر في الملة إلا بعد أن تميز العلم ومؤلفوه واستقرالعلم كله صناعة فاختصت بالعجم وتركتها العرب وانصرفوا عن انتحالها فلم يحمله إلا المعربون من العجم شان الصنائع كما قلنا أولا .


المصدر : كتاب مقدمة ابن خلدون
طبعة دار القلم (بيروت -لبنان )
الطبعة السادسة 1986

المصدر :

https://pulpit.alwatanvoice.com/content ... Uee7M_fCp0

قلت وبالله التوفيق :

كلامه ظاهر البطلان والتدليس ، وتعليلاته غريبة ممجوجة ، وخلطه للأمور كالخلط بين أعراب البادية وعرب الحضر وبين العرب جميعاً قبل الإسلام وبعده واضح ظاهر.

ولكن كلامه يوضح مدى عمق وأبعاد الدس وخلط الأواق للتشغيب على عقول أبناء الأمة من قرون.

ويظهر أن هذه الفترة على ما كان فيها من نشاط علمي ملحوظ من نخبة كبيرة من أجلة العلماء كانت أيضًا تمثل نقطة انطلاق ونقلة نوعية في ترسيخ قواعد الهدم وإعطاءه عمق علمي تستمد منه وتتوكأ عليه فرق ضالة في القرون التالية ففي نفس الحقبة وفي وقت متقارب كان ما كان من ابن تيمية الذي صار فيما بعد مرجع ومعتمد ومستند الخوارج في عصرنا الحاضر على اختلاف طوائفهم وتنوعاتهم.

والله أعلى وأعلم.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: العرب وابن خلدون
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 22, 2022 11:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45682
لم استغرب ما قاله كثيرا ....فابن خلدون هو نتاج للعثر المملوكى وما ادراك ما العثر المملوكى

كما انه وعلى الرغم من انه يعتبر رائد علم الاحتماع الا انه بالفعل جانبه الصواب فيما ذهب اليه يالكليه

واعتثد انه كتب كلامه فى لحظات يأس وفقدان الأمل فعصر المماليك كان انحطاطا فى كافه المجالات

الا فيما ندر - موضوع هام يفيدنا فيه المختصين من المهتمين بغلوم الاحتماع والنقد والمقابله البناءه

بارك الله فيكم اخى الكريم

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: العرب وابن خلدون
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 23, 2022 6:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة

أعزكم الله أخي الفاضل الكريم دكتور (حامد الديب) وبارك فيكم وجزاكم الله خيراً ويسعدني دائمًا مروركم الكريم.

أعتقد والله أعلى وأعلم يادكتور حامد أن الموضوع أكبر من كده.

عصر المماليك ظلم كثيرًا في عصرنا الحاضر بتضخيم السلبيات وتسليط الضوء عليها وفي نفس الوقت تجاهل شبه تام للإيجابيات.

القارئ للتاريخ يجد أنه كان عصر قوة وتقدم على عكس ما يشاع.

الدولة المملوكية واجهت تحديات جمة لولا إنها دولة قوية متقدمة لما صمدت.

آثارهم المعمارية والتراث العلمي عن تلك الفترة وإنجازاتهم الحربية بتؤكد ده.

في وقت واحد واجهت الدولة المملوكية خطر المغول والصليبيين في الشام وفي أوروبا.

وحصار اقتصادي خانق فرض على الدولة بمنشورات باباوية من بابا الفاتيكان ، ونخر من الداخل في الثوابت من تيار ابن تيمية.

لدرجة أنهم مكنوش لائيين خشب لبناء سفن حربية ، ولا ذهب لصك النقد.

الخشب في مصر نضب لأنو من عصر صلاح الدين لعصر قنصوة الغوري كانت الحروب لاتنقطع برًا وبحًرا ، للدرجة الي خلت سلطان مصر يطلب خشب من الدولة العثمانية لبناء سفن لمواجهة التهديد البرتغالي.

حتى في نقل الخشب من الشام لم تنجح المحاولات للحصار الخانق من أوروبا.

ظروف كانت تضطر الدولة في بعض الأحيان لاتخاذ قرارات مش هتلائي صدى شعبي.

زي إنهم في سبيل بناء سفن لمواجهة تهديد البرتغال لسواحل الهند وتجاة التوابل صدر قرار بقطع ما يملكه المواطنين من أشجار تصلح لبناء السفن.

كانت التحديات كتييييير حروب متتالية في جبهات عدة أكيد كان هيكون ليها أثر على سياسات الدولة.

غير أنو أهم ما ميز سلاطين المماليك حسب ما قرأت تسليمهم لأهل الله وتقديرهم لأهل العلم وتمسكهم بمذهب أهل السنة والجماعة.

ولما نقرأ ترجمة ابن خلدون هذا نجد العجب العجاب وإنو أصلًا مكنشي نتاج مصري ، وأنقل ترجمته من

«رفع الإصر عن قضاة مصر» لابن حجر العسقلاني.

«عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي الإشبيلي الأصل، التونسي المولد، أبو زيد ولي الدين المالكي، من المائة التاسعة.

ولد في أول شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، واشتغل فِي بلاده وسمع من الوادي آشي وابن عبد السلام وغيرهما وأخذ القراءات عن محمد بن سعد بن بُرَّاد، [برّال] واعتنى بالأدب وأمور الكتابة والخط، حَتَّى مهر فِي جميع ذَلِكَ. وولي كتابة العلامة عن صاحب تونس. (١) ثُمَّ توجه إِلَى فاس فِي سنة ثلاث وخمسين، [٧٥٣] فوقع بَيْنَ يدي سلطانها أبي عنان. ثُمَّ حصلت لَهُ نكبة وشدة، واعتقل نحو عامين. وولي كتابة السرّ (٢) لأبي سالم والنظر فِي المظالم. (٣)

ثم دخل الأندلس فقدم إِلَى غرناطة فِي سنة أربع وستين، [٧٦٤] فتلقاه السلطان ابن الأحمر عند قدومه، ونظمه فِي أهل مجلسه. وأرسله إِلَى عظيم الفرنج بإشبيلية، (٤) فعظّمه وأكرمَه، وحمَله. وقام بالأمر الَّذِي نُدِب إِلَيْهِ. ثُمَّ توجه فِي سنة ست وستين إِلَى بجاية ففُوِّضَ إِلَيْهِ تدبير مملكته [مملكتها] مدة.

ثُمَّ نزح إِلَى تِلِمْسَان باستدعاء صاحبها (٥) ، وأقام بوادي العرب مدة. ثُمَّ توجه إِلَى فاس من بَسْكِرَة فنُهب فِي الطريق. (٦) ومات صاحب فاس قبل قدومه، فأقام بِهَا قدر سنتين. ثُمَّ توجه إِلَى الأندلس. ثُمَّ رجع إِلَى تلمسان، فأقام مدة أربعة أعوام. (١) ثُمَّ ارتحل عنهم فِي رجب سنة ثمانين إلى تونس، فأقام بِهَا إِلَى أن استأذن فِي الحج فأذن لَهُ. فاجتاز البحر إِلَى أن وصل إِلَى الإسكندرية. (٢) ثُمَّ قدم الديار المصرية فِي سنة أربع وثمانين وسبعمائة فِي ذي القعدة. وحج (٣) ثُمَّ رجع فلازم أَلْطُنْبُغَا الجوباني (٤) ، فاعتنى بِهِ إِلَى أن قرّره الملك الظاهر برقوق فِي قضاء المالكية بالديار المصرية، فباشرها مباشرة صعبة، وقلب للناس ظهر المِجَنّ، وصار يعزّز بالصفع يسميه الزجّ. فإذا غضب عَلَى إنسان، قال: زجّوه، فيُصفع حَتَّى تحمرّ رقبته.

قرأت بخط البشبيشي (١) : كَانَ فصيحاً مُفوّهاً جميل الصورةوخصوصاً إذَا كَانَ معزولاً. أما إذَا وُلِّيَ فلا يُعاشَر، بل ينبغي ألا يُرى.

وقد ذكره لسان الدين بن الخطيب فِي تاريخ غرناطة وَلَمْ يصفه بعلم، وإنما ذكر لَهُ تصانيف فِي الأدب، وشيئاً من نظمه، وَلَمْ يكن بالماهر فِيهِ. وَكَانَ يبالغ فِي كتمانه، مع أنه كَانَ جيداً لنقد الشعر
.

وسئل عنه الركراكي (٢) فقال: عَرِيٌّ عن العلوم الشرعية. لَهُ معرفة بالعلوم العقلية من غير تقدم فِيهَا، ولكن محاضرته إليها المنتهى، وهي أمتع من محاضرة الشيخ شمس الدين الغماري. (١)

ولما دخل الديار المصرية تلقاه أهلها وأكرموه، وأكثروا ملازمته والتردد إِلَيْهِ. فلما وُلِّيَ المنصب تنكَّر لهم، وفَتَكَ فِي كثير من أعيان الموقعين والشهود. وقيل إن أهل المغرب لما بلغهم أنه ولي القضاء، عجبوا من ذلك، ونسبوا المصريين إِلَى قلة المعرفة، حَتَّى أن ابن عرفة (٢) قال لما قدم إِلَى الحج: كنا نَعُدُّ خطّة القضاء أعظم المناصب. فلما بلغنا أن ابن خلدون وُلِّي القضاء، عددناها بالضدّ من ذَلِكَ.

ولما دخل القضاة للسلام عَلَيْهِ، لَمْ يَقُم لأحدٍ منهم، واعتذر لمن عاتَبه عَلَى ذَلِكَ. وباشَر ابن خلدون بطريقة لَمْ يألفها أهل مصر، حَتَّى حصل بينه وبين الركراكي تنافس، فعقد لَهُ مجلس، فأظهر ابن خلدون فتوى زعم أنها خطّ الركراكي، وهي تتضمن الحطّ عَلَى برقوق. فتنصّل الركراكي من ذَلِكَ، وتوسّل بمن اطلع عَلَى الورقة فوجدت مدلّسة. فلما تحقّق برقوق ذَلِكَ عزله، وأعاد ابنَ خير. وذلك فِي جمادى الأولى سنة سبع وثمانين. فكانت ولايته الأولى دون سنتين. واستمرّ معزولاً ثلاثَ عشرة سنة وثلاثة أشهر، وحج فِي سنة تسع وثمانين. ولازَمه كثير من الناس فِي هَذِهِ العطلة وحَسَّنَ خُلقه فِيهَا، ومازح الناس، وباسَطَهم، وتردد إِلَى الأكابر وتواضَع معهم. ومع ذَلِكَ لَمْ يغيّر زيّه المغربي وَلَمْ يلبس زيّ قضاة هَذِهِ البلاد. وَكَانَ يحبّ المخالفة فِي كل شيء.

ولما مات ناصر الدين بن التَّنَسِيّ، (١) طلبه الملك الظاهر، فوجده توجه إِلَى الفيوم بسبب بلد القميحة وَكَانَ لَهُ نصيب فِي تدريسها. (٢) فحضر صحبة البريد ففوّض إِلَيْهِ القضاء فِي خامس عشر شهر رمضان سنة إحدى وثمانمائة. فباشر عَلَى عادته من العسف والجنَف. لكنه استكثر من النواب والشهود والعقاد، عَلَى عكس مَا كَانَ فِي الأوّل، فكثرت الشناعة عَلَيْهِ، إِلَى أن صُرِف ببعض نوابه، وهو نور الدين بن الخلال (٣) صرفاً قبيحاً، وذلك فِي ثاني عشر المحرم سنة ثلاث وثمانمائة. وطُلِبَ إِلَى الحاجب الكبير فأقامه للخصوم وأساء عَلَيْهِ بالقول. وادّعوا عليه بأمور كثيرة أكثرها لا حقيقة لَهُ. وحصل لَهُ من الإِهانة مَا لا مزيد عَلَيْهِ وعزل.

ثم مات ابن الخلال بعد أربعة أشهر فِي جمادى الأولى، فولي جمال الدين الأَقْفَهْسِيّ، (٤) ثُمَّ صرف بعد أربعة أشهر أيضاً فِي رمضان. وأعيد ابن خلدون، وذلك بعد مجيئه من الفتنة العظمى، وخلاَصه منها سالماً. وكانوا استصحبوه معهم معزولاً، فتحيَّل لما حاصر اللَّنكُ دمشق إِلَى أن حضر مجلسه، وعرَّفه بنفسه فأكرمه وقَرَّبه.

وَكَانَ غرضه استفساره عن أخبار بلاد المغرب، فتمكن منه، إِلَى أن أَذِنَ لَهُ فِي السفر وزوَّده وأكرمه. فلما وصل، أعيد إِلَى المنصب، فباشره عشرة أشهر. ثُمَّ صرف بجمال الدين البساطي (١) إِلَى آخر السنة. وأعيد ابن خلدون وسار عَلَى عادته. إِلاَّ أنه تبسّط بالسكن عَلَى البحر، وأكثر من سماع المطربات، ومعاشرة الأحداث، وتزوّج إمرأة لَهَا أخ أَمْرَد يُنسب للتخليط فكثرت الشناعة عَلَيْهِ.

هكذا قرأت بخط جمال الدين البشبيشي فِي كتابه «القضاة». قال: وَكَانَ مع ذَلِكَ أكثر من الازدراء بالناس، حَتَّى شهد عنده الأستادار (٢) الكبير (٣) بشهادة فلم تُقبَل شهادته، مع أنه كَانَ من المتعصبين لَهُ. وَلَمْ يشتهر عنه فِي منصبه إِلاَّ الصيانة، إِلَى أن صرف فِي سابع شهر ربيع الأول سنة ست وثمانمائة. ثُمَّ أعيد فِي شعبان سنة سبع، فباشر فِي هَذِهِ المرّة الأخيرة بلين مفرط وعَجز وخَور. وَلَمْ يلبث أن عزل فِي أواخر ذي القعدة.

وقرأت بخط البشبيشي؛ أنه كَانَ يوماً بالقرب من الصالحية، (٤) فرأى ابن خلدون وهو يريد التوجه إِلَى منزله وبعض نوابه أمامه، وهو تاج الدين بن الطريف. فالتفت فرأى البشبيشي، فتلا قوله تعالى: (وَإذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ) فلما وصل ابن خلدون، عاتب ابن الطريف، فقال: لِمَ تَلوْتَ هَذِهِ الآية؟ فقال: اتفق كذا، فقال: بل أردت أن البشبيشي يبلغ جمال الدين البساطي.

وقرأت بخط الشيخ تقي الدين المقريزي (٥) فِي وصف تاريخ ابن خلدون: مقدمته لَمْ يعمل مثالها، وإنه لَعزيز أن ينال مجتهد مَنَالها، إذ هي زُبدة المعارف والعلوم، وبهجة العقول السليمة والفهوم، توقف عَلَى كُنه الأشياء، وتعرف حقيقة الحوادث والأنباء، وتعبر عن حال الوجود، وتنبئ عن أصل كل موجود، بلفظ أبهى من الدُّر النَّظيم، وألطفُ من الماء مَرَّ به النسيم. انتهى كلامه. وما وصفها بِهِ فيما يتعلق بالبلاغة والتلاعب بالكلام عَلَى الطريقة الجاحظية مُسَلَّم لَهُ فِيهِ، وأما مَا أطراه به زيادة عَلَى ذَلِكَ فليس الأمر كما قال، إِلاَّ فِي بعض دون بعض، إِلاَّ أن البلاغة تزين بزخرفها، حَتَّى تُرى حَسناً مَا لَيْسَ بالحَسَن.

وقد كَانَ شيخنا الحافظ أبو الحسن بن أبي بكر يبالغ فِي الغَضّ منه. فلما سألته عن سبب ذَلِكَ، ذكر لي أنه بلغه أنه ذكر الحسين بن علي رضي الله عنهما فِي تاريخه فقال: قُتِلَ بسيف جَده. ولما نطق شيخنا بهذه اللفظة، أردفها بلعن ابن خلدون وسبّه وهو يبكي.

قلت: وَلَمْ توجد هَذِهِ الكلمة فِي التاريخ الموجود الآن. وكان (١) ذكرها فِي النسخة الَّتِي رَجَعَ عنها. والعجب أن صاحبنا المقريزي كَانَ يفرط فِي تعظيم ابن خلدون، لكونه كَانَ يجزم بصحة نسب بني عُبَيد، الذين كانوا خُلفاء بمصر، وشهروا بالفاطميين، إِلَى عليّ، ويخالف غيره فِي ذَلِكَ، وَيَدْفَع مَا نُقل عن الأئمة فِي الطعن فِي نَسَبهم ويقول: إنما كتبوا ذَلِكَ المحضر مراعاة للخليفة العباسي. وَكَانَ صاحبنا ينتمي إِلَى الفاطميين فأحبّ ابن خلدون لكونه أثبت نسبتهم، وغفل عن مُراد ابن خلدون، فإنه كَانَ لانحرافه عن آل عليّ يثبت نسبة الفاطميين إليهم، لِمَا اشتهر من سوء معتقد الفاطميين، وكون بعضهم نسب إِلَى الزندقة، (٢) وادعى الألوهية كالحاكم، (٣) وبعضهم في الغاية من التعصب لمذهب الرفض، حَتَّى قتل فِي زمانهم جمع من أهل السنة.

وكانوا يصرّحون بسبّ الصحابة فِي جوامعهم ومجامعهم، فإذا كانوا بهذه المثابة وصحّ أنهم من آل عليّ حقيقة، التصق بآل عَلَي العيب، وَكَانَ ذَلِكَ من أسباب النفرة عنهم والله المستعان.»


رفع الإصر عن قضاة مصر، (تحقيق حامد عبد المجيد، محمد المهدي أبو سنة، محمد إسماعيل الصاوي ومراجعة إبراهيم الأبياري) . القاهرة، مكتبة الخانجي، ١٩٩٨، ٥٥٠ ص. (ص ٣٤٣ - ٣٤٨).

شخص غريب مريب عجيب وياما بلاوي اتحدفت على مصر حرسها الله من كل سوء ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: العرب وابن خلدون
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 23, 2022 8:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45682
اعتقد بعد ان انتهيت من قراءه ماجاء بسيره بن خلدون

انه كان مصابا بمرض تفكك الشخصيه وهو ماقبل الشيزوفرنيا

نفس سلوكه وتصرفاته هى نفس اعراض تفكك الشخصيه

والله شعب نصر دا شغب حمّال قسيه

وبارك الله فيكم على المجهود والاضافات الممتعه والمتممه للفهم هذا الموضوع

حوزيتم خيرا

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: العرب وابن خلدون
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 23, 2022 9:10 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23595

لا أطيقه

بسبب ما قاله عن سيدنا الحسين


_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: العرب وابن خلدون
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 23, 2022 9:22 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
msobieh كتب:

لا أطيقه

بسبب ما قاله عن سيدنا الحسين


_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: العرب وابن خلدون
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 23, 2022 9:34 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45682
خلف الظلال كتب:
msobieh كتب:

لا أطيقه

بسبب ما قاله عن سيدنا الحسين



وكفى بها سقطه...

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: العرب وابن خلدون
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 23, 2022 9:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
حامد الديب كتب:
خلف الظلال كتب:
msobieh كتب:

لا أطيقه

بسبب ما قاله عن سيدنا الحسين



وكفى بها سقطه...

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: العرب وابن خلدون
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 23, 2022 9:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10843
حامد الديب كتب:
خلف الظلال كتب:
msobieh كتب:

لا أطيقه

بسبب ما قاله عن سيدنا الحسين



وكفى بها سقطه...

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: العرب وابن خلدون
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 23, 2022 10:12 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت إبريل 25, 2020 4:55 pm
مشاركات: 633
حامد الديب كتب:
خلف الظلال كتب:
msobieh كتب:

لا أطيقه

بسبب ما قاله عن سيدنا الحسين



وكفى بها سقطه...


و كان استاذى فى اللغة العربية زمان وأنا فى المدرسة لما رأى جمع من الاساتذة يبجلون ابن خلدون
طعن فيه و اتهمه بخيانة المسلمين
لأنه كان مؤيد للحملة الصليبية ضد المسلمين فى زمانه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: العرب وابن خلدون
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 24, 2022 3:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14295
مكان: مصـــــر المحروسة
حامد الديب كتب:
خلف الظلال كتب:
msobieh كتب:

لا أطيقه

بسبب ما قاله عن سيدنا الحسين



وكفى بها سقطه...


صدقتم يا سيدي الشريف فضيلة مولانا الدكتور محمود أعزكم الله ، وحق فيه وفي أمثاله ما نقله الحافظ ابن حجر عن أحد شيوخه حيث قال :

[وقد كَانَ شيخنا الحافظ أبو الحسن بن أبي بكر يبالغ فِي الغَضّ منه. فلما سألته عن سبب ذَلِكَ، ذكر لي أنه بلغه أنه ذكر الحسين بن علي رضي الله عنهما فِي تاريخه فقال: قُتِلَ بسيف جَده. ولما نطق شيخنا بهذه اللفظة، أردفها بلعن ابن خلدون وسبّه وهو يبكي.]اهـ

وأسعدني مرور الإخوة والأخوات الأفاضل والفضليات :

د (حامد الديب) - خلف الظلال - molhma - النيل الخالد - كريم أحمد -

جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 11 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 21 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط