اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6137
|
المساواة فى تنفيذ الشريعة
الثانية المساواة فى تنفذ الشريعة وإقامتها بين الأمة بحيث تجرى أحكامها على وتيرة واحدة ولو فيما ليس فيه حق للغير مثل إقامة الحدود وقد سرقت أمرأة من بنى مخزوم من قريش حليا فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باقامة الحد عليها وعظم ذلك على قريش فقالوا : من يشفع لها عند رسول الله ? فقال قائل : ومن يجترىء عليه غير أسامة بن زيد فتكلموا أسامة فكلم أسامة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شأنها فغضب رسول الله وقا : أتشفع فى حد من حدود الله إ،ما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها , أشار كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما كان فى الأمم السالفة من التفاضل فى إقامة الشريفة ، وقد كان ذلك فى بنى اسرائيل كما ثبت فى بعض طرق هذا الحديث فى الصحاح ، وثبت أن الرومان كانت عقوبات الجنايات المتماثلة تختلف عندهم على حسب اختلاف حالات المجرمين ووسائلهم
المساواة الاهلية
الثالثة المساواة الأخلية اى فى الصلوحية للأعمال والمزايا وتناول المنافع بحسب الأهلية لذلك وهذه قد تكون بين جميع من هم داخلون تحت سلطة الاسلام وتكون بين المسلمين خاصة وتكون بين أصناف المسلمين من الرجال او من الأحرار او من النساء
والأصل فى هذه الاخلية فى الاسلام هو المساواة بين الداخلين تحت حكم الاسلام كلهم لقوله صلى الله عليه وسلم فى أهل الذمة لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، ثم المساواة بين المسلمين خاصة فى أحكام كثيرة بحكم قوله تعالى ( إنما المؤمنون أخوة ) فقد جمع حكم الاخوة اطراد المساواة فدخل الرجال والنساء والأحرار والعبيد إلا فيما دلت الأدلة على تخصيصه بصنف دون آخر لا تخصيصا تقتضاه حال الفطرة أو مصلحة عامة وفى الحديث ( الناس سواسية كأسنان المشط ) فلم يقصر المساواة على جنس ا, قبيلى ولم يقدم على عربيا على عجمى ولا أبيض على أسود ولا صريحا على مولى ولا لصبق ولا معروف النسب على مجهوله وفى خطبة حجة الوداع : ( أيها الناس ، إن ربك واحد وإن أباكم واحد ، كلكم لأدم وآدم من تراب لافضل لعربى على عجمى إلا بالتقوى )
قد كان تمايز الدناس أو القبائل فى القوانين والشرائع السالفة أصلا فى الأحكام ، ففى التوراة سفر لخصائص الأوبين ، وعند الرومان والفرس وبنى إسرائيل لم يكن للدخيل فى الأمة مثل ما للأصيل ، وعند العرب لم يكن للصريح ما للصيق بله فى الغريب عن القبيلة ن والاسلام أبطل ذلك ، أمر النبى صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وهو من موالى قريش وأمر ابنه أسامة بن زيد على جيش فتكلم فىالمرتين بعض العرب فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( ان تطعنوا فى إمارته ( يعنى أسامة ) فقد طعنتم فى إمارة أبيه من قبل وأيم الله أن كان ( زيد ) لخليقا بالامارة وإن هذا ( أسامة ) لمن أحب الناس إلى فنبه بقوله أن كان لخليقا بالأمارة على أن الاعتبار بالكفاءة ونبه بقوله : لمن أحب الناس إلى على أنه إنه اكتسب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لفضله وكفاءته إذ بذلك تكتسب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
وكذلك لن يختص الاسلام بالمساواة طبقة ، وقد كان نظام الكبقات فاشيا بين الأمم ، فكانت الفرس والروم يعدون الناس أربع طبقات أشرافا وأوساطا وسفلة وعبيدا وكان العرب يعدون الناس طبقات ثلاثا سادة وسوقة وعبيدا ، فكان الفرس يهصون كل طبقة بخصائص لا تبلى اليها الطبقة التى هى دونها ، سأل رستم قائد جيوش الفرس فى حرب القادسية زعرة بن حوية تميمى صحابى أسلم فى آخر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفى سنة 77 عن الاسلام فكان من جملة ما قاله زهرة لرستم ( إن الناس بنو آدم أخوة لأب وأم : فقال رستم : إنه منذ ولى أزدشير لم يدع أهل فارس احدا من السفلة يخرج من عمره ورأوا أن الذى يخرج من عمله تعدى طوره وعادى أشراقه : قال زهرة : نحن خير الناس للناس فلا نستطيع أن تكون لكما تقول بل يطيع الله فى السفلة : ولا يضرنا من عصى الله فينا
وكان العرب يفرقون فى الدية بين السادة والسوقة وفى الاقتصاص فى الدماء ويسمون ذلك بالتكايل فيقدم دم السيد أضعاف دم السوقة فجاء الاسلام بابطال ذلك ففى الحديث ( المسلمون تتكافأ دماؤهم ) ولم يتعبر الاسلام للطبقات أحكاما فى الأهلية للكمال إلا فى جعل الناس قسمين أهل الحل ؛ والعقد – والرعية فاهل الحل والعقد هم ولا قو المور وأهل العلم ورؤساء الأجناد فهولاء طبقة إسلامية جعل اليها النظر فى اجراء مصالح المة ، ومن خصائصها : انتخاب الخليفة ، كما فعل عبد الرحمن بن عوف فى تعيين الخليفة من الستة بعد عمر رضى الله عنهم
وأما المخالفون فى الدين من أتباع حكومة الاسلام فقدمنحهم الاسلام مساواة فى معظم الحقوق عدا ما روعى لهم فيه احترام شرائعهم فيما بينهم وعدا بعض الأحكام الراجعة إلى موانع المساواة ، وقد اختلف علماء الاسلام فى القصاص بين المسلم والذمى وجمهور العلماء ولاية الذمى ولايات كالكتابة ونحوها
وقد كان فى الأمم الماضية بعد الاختلاف بين الحكومات ورعاياها فى الدين حئلا دون نيل الحقوق ومودبا للاضطهاد / وقد قص التاريخ لعينا عدة اضطهادات من هذا القبيل كاضطهاد الأشوريين والرومان لليهود ، واضطهاد التبايعة للنصارى فى نحران وهم أصحاب الأخدود وتاريخ الاسلام مبرأ من ذلك
بعده
|
|