اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6127
|
#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية (309)
5 ـ التدريب الشديد على مواجهة الإفاقة من زيف الدنيا, إلى حقيقة الآخرة, فكيف سيكون حالك عند النشور, أتقوم على حمد الله وتحمد الله وتقول:
( يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا) (الإسراء 52)؟
أم تقول:
( يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ) (يس 52)؟
6 ـ إدراك معنى سرعات عالم الملك, مقارنة مع سرعات القادمين من عالم الملكوت, ومثاله كيف تكون سرعة الجسد مقارنة بسرعة الروح, وضرب المثل لذلك, فكر في كيف تبصر نجماً من النجوم, وأنت لو مشيت عمرك ما قطعت من المسافات الأرضية إلا ما لا قيمة له كمساحة أرضية.
7 ـ إدراك معنى أن قدرات الأنبياء غير قدراتنا, فهم عندهم القدرة على الدخول إلى هذه العوالم ونحن لا نقدر.
8 ـ إدراك أن من نام فقد يموت فلا يقوم من منامه, وبالتالي من دخل هذه العوالم فقد استطاع الدخول فيها, ولكن قد لا يستطيع الرجوع منها.
9 ـ إدراك أن هناك طريقة معينة مختصرة للولوج إلى هذه العوالم, أو قراءات أو تربية معينة للاستئذان والدخول وفهم هذه العلوم ولغاتها.
10 ـ الاستعداد لرؤية العوالم في اليقظة, بعد أن لم تكن رؤيتها إلا في المنام.
11 ـ التأكد من أن هناك عوالم أخرى, لا ندركها إلا في حال ترك معين, وها أنت تركت جسدك بين يدي الله, وأسلمت روحك ونفسك, فلما أسلمتها أراك الله ما يريد, فإن سلمت نفسك لله وأنت في حال الصحو كتسليمك في حال النوم ترى في اليقظة بمشيئة الله ما يمكن أن تراه في المنام .
12 ـ إدراك أنك في حال نومك في برزخ, وأنت جسد ونفس وروح, فأما الجسد فالنوم له برزخ كالموت، وهو نوع من أنواع الموت
( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر 42)؛
لذا عند قيامك من النوم تقول: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور
حال النوم فيه إشارة للجسد أنه بالنسبة للروح كالقبر للجسد, وأنه برزخ وأنه محبوس في نومه, قال تعالى:
( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) (الفرقان 47)،
وقال: ( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا) (النبأ 9).
حال النوم حال الثبات, مسجى, لا هو حي حياة كاملة, ولا ميت موتاً كاملاً, فهل تستطيع الذهاب إلى مكان ما وأنت نائم؟ بالقطع لا, فيدرك الجسد أنه في الحياة عبارة عن برزخ بين عالم الأرواح وبين عالم فناء الأجساد. أما الروح فمتعته في الانطلاق إلى موطنه الأول, ويرى أن وجوده في الجسد مؤقت, الروح ترى في النوم ما يشاء الله لها من عالم الملكوت, وترى المستقبل, فكما قلنا الروح تسير في الزمان أسرع من سير الجسد, ومن هنا وقوع الرؤية حتى أربعين سنة وأكثر, فالروح سرت ورأت في ليلة حدثاً ما, ثم سار الجسد في الحياة أربعين سنة حتى أدرك هذا الحدث.يتبع بمشيئة الله تعالى
|
|