#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(385)
بل روى الإمام مسلم ما هو أكبر من ذلك وهو خدمة بعض الصحابة للأنصار!
فما السبب؟
السبب خدمتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ فِي سَفَرٍ فَكَانَ يَخْدُمُنِي فَقُلْتُ لَهُ: لَا تَفْعَلْ، فَقَالَ: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الْأَنْصَارَ تَصْنَعُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم شَيْئًا، آلَيْتُ أَنْ لَا أَصْحَبَ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا خَدَمْتُهُ».
فتنبه لدقة ألفاظ سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم , فما هكذا تُطرق الأمور, ولا هكذا تتناطح الكلمات, فانظر إلى كل من يتبع ابن تيمية وجرأته على جناب الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم , وما يحدث في زمننا خير مثال, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وحتى إذا ما افترضنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم قال هذا عن نفسه, فلا تقله.
مثل ما يقوله ابن تيمية كمثل رجل وقف بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فقال له: صلى الله عليك وقد أنزل عليك (
وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا)
(الإسراء 73).
وقال له: صلى الله عليك وقد أنزل عليك: (وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)
(الإسراء 74).
وقال له: صلى الله عليك وقد أنزل عليك: ( إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا)
(الإسراء 75).
وقال له: صلى الله عليك وقد أنزل عليك: ( وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ (٤٦) فَمَا مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ عَنۡهُ حَٰجِزِينَ)
(الحاقة 44-47).
وقال له: صلى الله عليك وقد أنزل عليك: ( ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ ۗ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا)
(الإسراء 39).
أعتقد أن لو حدث ذلك, فعلى الأقل سيقول أحد الحاضرين, وقـد أنزل عليه صلى الله عليه وآله وسلّم : ( وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)
(الأعراف 179).
وأنزل عليه صلى الله عليه وآله وسلّم : ( فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ۖ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا)
(النساء 88) .
وأنزل عليه صلى الله عليه وآله وسلّم : (وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا)
(النساء 81).
وأنزل عليه صلى الله عليه وآله وسلّم : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا)
(الإسراء 45-46)
وأنزل عليـه صلى الله عليه وآله وسلّم : ( انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا)
(الإسراء 48)
يتبع بمشيئة الله تعالى
https://www.facebook.com/88810296465583 ... 904567260/