اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6124
|
#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية (232) من الممكن أن يقال إن الحب هو العطاء, هو الراحة والتعب, والألم واللذة, والوجد والفقد, والحنان والحنين والذوبان, هو الانجذاب للمغناطيس بحنين الشيء إلى أصله, هو الهوى والعشق والهيام والغرام والصبابة واللوعة والوله.
ألفاظ عديدة لمعاني عميقة, معاني لا تكاد توصف, فاختصرت معانيها اختصاراً في حرفين: ح ب , كما هو الحال في ألفاظ رب, أب, أم, جد, أخ, عم ....
وكأن الحا عبارة عن سر من أسرار الحياة والروح, والباء سر من أسرار ترتيب المخلوقات على ما بيناه في كتابنا شرح دعاء سورة يس, فمشكوراً مأجوراً راجعه فيه.
الطريق إلى الحب مخيف, ينتهى بقصور لا يُدرى ما فيها, حولها بساتين عجيبة, أشجارها سوقها مخفية, ثمارها يواقيت وزمرد ومرجان, بألوان لا يراها إلا المحبون, تأخذ باللب وتطرب من صوت حفيف أوراقها الأرواح, البساتين والقصور على مرمي البصر, البساتين والقصور بينها وبين الناس سور له باب.
وقبل الباب بحور وبحور, وفي أعلى القصور من ينادي نداء خفياً, لا تسمعه الخلائق إلا من يعلم أنه قد نودي من أي جهة كان ...
من أحس النداء شمر عن ساقيه, من سمع النداء ترك كل ما في يديه, كل ما لديه, هناك شيء يشدني لا أستطيع تمالك نفسي, هذا الصوت يشدني إليه كالمغناطيس مع الحديد, من سمع الصوت توجه إلى البحار, واتخذ قارباً فأبحر, البحر جميل, إلا أنه غادر غدار, ومَوْجُهُ له حنين, وأحياناً له هدير, لا يعلم متى يكون رحيماً, ومتى يظهر فيه صفات الجبروت, سامع النداء شمر, وشمر, وجدف بالمجداف, فالمُنادي أرسل إشارات وأبرق برقة من نوره, إلا أن نور المنادي من غيب بعيد بعيد.
ما هذا ؟!!. .. الداعي أو قل المنادي أياً ما تقول تحول في ذهن من أحس النداء إلى محبوب مسيطر على الكيان.
المحبوب يظهر نوره أكثر فأكثر, المحب يهيم شوقاً وشوقاً
المحبوب يناديه من سره ( من داخله) المحب يكاد يقف في القارب فهو يظن أنه لو جرى فسيصل أسرع مما لو مشى به القارب
المحبوب ينظر إليه من بعيد, المحب يبكي ويتضرع, ما في هذه العينين!
ما لهذه العينين!
المحب تزيد آهاته وزفراته ورعشاته وتمسكنه وتحننه للمحبوب, خذ بيدي للوصول إليك.
المحبوب يقول له: أرسل إليك قارباً, من ركبه نجا ومن تخلف عنه غرق.
المحب ركب سفينة النجاة في رحلة طويلة, السفينة رست على شاطئ أمام البوابات, وعند البوابة قالوا له: سلم كل ما لديك!
قال المحبوب: ما عندي شيء فحتى حالي, عفواً قاربي تركته وركبت معكم.
قيل له: سلم نفسك, وعقلك, وكل ما لك.
المحب قال: لا
كيف أسلم نفسي, وأنا ما جئت إلا لتتمتع نفسي برؤية المحبوب, وأحظى بنعيم القرب!
قيل له: فالمحبوب قرر أنك إن لم تتخل عن نفسك, فلا مقام لك معه, ولكن لك منه نظرة, ولك منه إكرام.
المحب قال: أريد المقام عند المحبوب.
قيل له: أمامك فرصة لتحظى بنظر المحبوب أما المحبوب نفسه فهيهات هيهات.
يتبع بمشيئة الله تعالى
|
|