#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية (192)
إذاً هناك إيمان بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في مرحلة الإسلام، يرقى في مرحلة الإيمان، وأعلى وأعلى في مرحلة الإحسان
لا بد من نور ... فيجب أن ترى النور في النبي النور صلى الله عليه وآله وسلّم بنور تراه بآلية النور, وليس بآلية الإيمان. فبنوره صلى الله عليه وآله وسلّم تتبدد ظلمات نفسك, ألا ترى أنك ما زرت النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في قبره الشريف إلا وطارت عنك جنود الظلام, وسدنة معبد الدجال, ألا ترى أن كل قساة القلوب, والمتنطعين لا يطيقون الوقوف أمام قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , فيبحثون عن أدلة شرعية في زعمهم لتحريم الوقوف بين يديه صلى الله عليه وآله وسلّم , لا جرم أنهم محرومون محجوبون, فهم جند الدجال قد استحوذ عليهم, وجعلهم بدلاً منه, فهو ممنوع من دخول المدينة لا يستطيع.
ومما هو جدير بالذكر الإشارة إلى نور العمل ونور الإيمان ونور الذات وحظ كل مقام منها.
الأنوار الثلاثة - نور الأعمال ونور الإيمان ونور الذات - وردت في قوله تعالى :
(يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (التحريم8)
(نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) نور الإيمان
(وَبِأَيْمَانِهِمْ) نور الأعمال
(أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا) نور ذواتهم
نور الأعمال:
اعلم عبد الله أن كل عمل صالح من أعمال الجوارح تعمله يصعد إلى السماء في صورة نور, فلكل عمل نوره, فالذكر له نوره: "عليك بذكر الله فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء", والوضوء له نوره, والصلاة نور, وقراءة القرآن لها نورها, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» , والمشي إلى المساجد في الظلمة له نوره كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلّم : «بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» , والاستغفار نور, عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي قَوْلِهِ: ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ)
(الأنبياء 104) قَالَ: "السِّجِلُّ مَلَكٌ فَإِذَا صَعِدَ بِالاِسْتِغْفَارِ قَالَ: اكْتُبْهَا نُورًا ".
وفي القبر وفي البرزخ إلى يوم البعث, ثم في البعث والنشور, والحساب, وجنة أو نار غلبة النور للظلمة أو العكس, والعياذ بالله.
يتبع بمشيئة الله تعالى
|