#على_أعتاب_الحضرة_المحمدية
(283)
واعلم عبد الله أنه لا يدخل أحد لحضرة إلا على يد عبد من عباده ولو حوت من الحيتان كما كان في قصة سيدنا موسى والخضر.
ومن لا شيخ له, فشيخه الشيطان, ألا ترى إلى ارتباط الكواكب بالشموس, وارتباط الشموس بمجراتها! نظام لا مثيل له, ولولا النظام لكان الفناء العظيم.
فالولاية لها نظام ودوائر, لا يدخل فيهم أحد غصباً, ولا يدخل إلا أصحاب الأمانات والوراثات والأسرار.
أما أهل الحضرة:
فهم أهل الأدب الجم, المتطهرون, الصامتون, المؤتمنون... وضع ما تشاء من آداب وصفات حميدة. قال الإمام القشيري: "والصمت من آداب الحضرة قَالَ اللَّه تَعَالَى:
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
(الأعراف 204) وَقَالَ تَعَالَى مخبراً عَنِ الجن بحضرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم : ( فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ)
(الأحقاف 29)
وقال: سمعت الأستاذ أبا عَلِيّ (الدقاق) يَقُول:
ترك الأدب موجب يوجب الطرد
فمن أساء الأدب عَلَى البساط رد إِلَى الباب
ومن أساء الأدب عَلَى الباب رد إِلَى سياسة الدواب
وقال: ولما دَخَلَ أَبُو حفص بغداد قَالَ لَهُ الجنيد لَقَدْ أدبت أَصْحَابك أدب السلاطين فَقَالَ أَبُو حفص: حسن الأدب فِي الظاهر عنوان حسن الأدب فِي الباطن. وقال: سمعت أبا حاتم السجستاني يَقُول: سمعت أبا النصر الطوسي السراج يَقُول: النَّاس فِي الأدب عَلَى ثَلاث طبقات أما أهل الدنيا فأكثر آدابهم فِي الفصاحة, والبلاغة, وحفظ العلوم, وأسماء الملوك, وأشعار العرب.
وَأَمَّا أهل الدين فأكثر آدابهم فِي رياضة النفوس, وتأديب الجوارح, وحفظ الحدود, وترك الشهوات.
وَأَمَّا أهل الخصوصية فأكثر آدابهم فِي طهارة القلوب ومراعاة الأسرار والوفاء بالعهود وحفظ الوقت وقلة الالتفات إِلَى الخواطر وحسن الأدب فِي مواقف الطلب وأوقات الحضور ومقامات القرب.
يتبع بمشيئة الله تعالى
https://www.facebook.com/88810296465583 ... 566798561/