[align=center][B][size=24]نفحة حسينية في ميلاد خير البرية صلى الله عليه وسلم [/align]
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
سَعِدَتْ بمولده في العُلا أرجاءُ= وتشوَّقتْ هممٌ وتعطَّرت أجواءُ
وازدانَتِ الأرضُ وعمَّ ربوعَها= أفراحُ بـِشْر مبــــــْهــِج وسناء
وتوالت الأملاك من عُلْيَا الملا= شرفُ الحضور مكانة وبهاء
والرُّسْلُ في مَسْعَى لخير الورى= لما تَرَامَتْ لسَمْعِهَا أصداء
شمسُ الحفاوةِ قد تبدَّت بالسَّما= نورٌ تجلى كاشفٌ وضَّاء
والسَّكَنُ حَلَّ بالديار ودنــــــــــا= رَوْحٌ ورَيْحانٌ سَرى وهناء
والأمنُ والـَى آمــِنــَةَ وَالمَلاَ= والشرف لَحِقَ قابلَة "شفاءُ"
مشيئة الحق غيب لا يرى= فـَوْقَ اليقين في الورى علياء
إرهاصٌ به صَــنَــــمٌ هَوَى= وانتكسَ عرشٌ وجَفَّ ماء
صَدَى الميلادِ بمكة قد سرى= غيثٌ يفيض وبركة ونماء
وَفـَكُّ أسْرِ "ثـُوَيْبَة" مِنْ عَنـَا= بها السُّرورُ شاعَ والأنباء
وحليمة السعد فازت بالمُنى= من بعد رَغـَدٍ أصابها وثراء
الشركُ أنْكَرَهُ واعتزلَ الملا= النفس أضحت بالله عصماء
مَكَثَ الليالي بـِحِرَاءَ واخْتَلى= كهفُ التَّجلِّي تَعْلُوهُ أضواء
الوحيُ نزل عليه في جَلاَ= في ليلة لها قدر وإعلاء
جبريل ضمَّ صـــــدرَه وتلا= اقرأ فإنــــــــك بالله قرَّاء
إلى خديجة َ يُسْرعُ الخُطا= يُضنيهِ تعبٌ يُجْهدُهُ إعياء
الرب لن يُخْزيَ عبداً مُهْتَدَى= يَحْمِلُ الكلَّ ويُسْعِدُهُ إقـْراء
هذا ابن عمي وَرَقـَة يُرتَضَي= حَبْرٌ له في الوَحْي إفتاء
أطراهُ ورقة ُ لما رآه راشداً= هذا ناموسٌ من الله إهداء
فكن وَثوقاً بالله مؤيــَّـــــــداً= ما لَقـِيَ أحدُ المرسلين رضاء
رسالتك خَتْمُ رسالات الهُدى= لها البقـــــــاءُ، بالله عَصْمَاءُ
الصَّدر شـُرِحَ للنبي فارتقى= قلبٌ نـَــــــــــقِيٌ يُتَوِّجُهُ حَيَاء
عِظَمُ المَحامدِ والخصال تَرَافقا= ما ظَهَر منها ، وما به إخفاء
حُسْنٌ وَكَرَمٌ واسِعُ المَدَى= قد عَجَزَ عنه في الورى إحصاء
باليُتْم نالَ فضلاً سرمداً= ما كان لبَشَر عليهِ جَزَاء
لله علمٌ حازَه وارْتــــَوى= ياطِيبَ مَنْ حازَ بربِّهِ إغناء
"رَبَّانِي ربي"قالها شاكراً= فالفضلُ وَهْبٌ منه وإسْداء
والعبدُ إن يُخْلِصْ لله طائعاً= يَمْنَحْهُ حُكْمَاً يَتْبَعُهُ عطاء
وَيزيلُ عنه الزَّيْغُ والهوى= فيسيرُ نَجماً يَعْلُوهُ بَهَاء
لمَّا تَمَادَى الشرُّ واشتدَّ الأذى= ورحلَ عَمٌّ وَزَوْجٌ لهُ وِقاء
معجزةُ الإلهِ جاءتْ في عُلا= معراج ليلٍ سَبَقـَهُ إسراء
الملكُ والملكوتُ شاهده فلا= يــُــثنيهِ غَمٌّ حَلَّ أو إعياء
لم يَخْطُ جبريلُ للمعالي تقدماً= هذا مقامُ المحبوبِ اصْطِفاء
فـَرْضُ الصلاةِ معراجُ الورى= منحة ُ المعبود للخلق إهداء
فـَاصْدَعْ بـِمَا تُؤْمَرُ، واغفرْ تَحَلُّمَاً= كَرَمُ السماحة للجاهلين دواء
الحق ناصرُك وهالكُ من عَدَا= مهما تآمر في الدُّجَى أعداء
إلى المدينة يُطْوَى لك الثـَّرى= يَصْحَبُكَ أمَلٌ غامِرٌ ورجاء
رَهْط ُ المحبين في انتظار ووفا= ما انشق فجر أو توارى مساء
البدر أنـــــــــت، رَأوْهُ تَألُقـــــاً= يَاخيرَ داعٍ أنْشَدَهَا سُعَدَاءُ
والناسُ تُسرعُ إليك تشوُّقاً= والحب منك غامرٌ وَرِضَاءُ
حَرَمَاً أقـَمْتَ للإيمان ومسجداً= بركاتُ نوركَ للهُدى إعلاء
أوْلَيْتَ حباً للديار وأهلِها= والكرم منك للرَّعيل دُعاء
إن كان شِرْكُ المشركين غدا= ناراً تأجَّجَ في الورى حَرْقاء
فنِفاقُ غدرٍ لليهودِ وللعِدَا= بشِعَابِ يثربَ ونفوسُهُمْ حِرْبَاء
قــَدَرُ الإلهِ بالمشيئة قد جرى= والنصرُ هَلَّ وتحرَّرَتْ أرجاء
وتحطمت أصنام مكة والقرى= ويهودُ يثربَ صَرَفَهُمْ إجلاء
في عَرَفـَة َ، في جبل اللــــُّــقا= الدينُ كَمُلَ وتمَّت النَّعماء
وَبَدَا الوداعُ بخُطبةٍ ونِدَا= ووصايا شَرْعٍ يَرْعَاهَا اقـْتِدَاء
العاملون بها حقاً في نَجَا= يوم لا ينفع مالٌ ولا أبناء
رسولَ اللهِ ياخيرَ مُفـْتَدَى= الأرضُ سعدتْ بك والسماء
رؤوف أنـــــت واسعُ النـَّدى= شفيعُ المُذنبين للمؤمنين وِقـَاء
الجذع حَنَّ لـكَ وَشَــــــكَـــا= إليكَ بَعِيرٌ أضْناهُ إعياء
والضَّبُّ كلمك وسبَّحَ الحصا= وتفجرَ من بين أصابعِك الماء
وانشق قمرٌ لك في السما= وَحـَـــلَّ بالثــَّمَر بَرَكَة ٌ وَنَمَاءُ
عفوُّ حليمٌ إن عَمَّ الجــَـفـَــا= وتجاهلَ السفهاءُ قدْرَكَ والدُّهمَاءُ
القلبُ مَتْبُولٌ لــكَ وَالحَــشَـا= والرُّوحُ أنتَ لِسَبْحِهَا ارْتِقاء
لا خيرَ في نَهْج ودين وهدى= إلا الذي أسْدَيْتَهُ وضَّاءُ
أنَّى تَغِيبُ وَهَدْيُكَ سَــــنـَـــــا= سراجٌ منيرٌ لا يعتريهِ خَفـَاء
ورُوحُكَ سابحة في الكون والملا= لولاها ما حلَّ بالعالمين اهتداء
وجسدك محفوظ إكراماً وعُلا= نقاءٌ وطهرٌ عَطِرٌ وبهاء
أعمالُنا كانتْ خفاءً أوْ جَلاَ= عليكَ تُعْرَضُ ويرتفعُ دُعاء
اللهَ تســـــألُ عفواً ورضا= لكلِّ مكروبٍ تؤلمهُ بلواء
صلاةُ العُبَّادِ عليك تقرُّباً= يُبَلِّغُهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ إهداء
رُؤياك فوزٌ إذا القلب صَفا= والرُّوح زكَّاها إخلاصٌ ونقاء
أمل الوجود وغاية المُنــــى= شفاعة منك إنعامٌ وإبراء
شوقُ المحبة للحبيب مُرْتَقَى= إن دامت الدنيا أو عَلاها فناء
الزهدُ برهانُ المحبِّ في تـُقى= لِلشرعِ يَسْعَى يَعْلُوهُ حَيَاء
إن قيل للمختار حُبُّ في وفا= فبداية الحب للمحبوب اقتداء
بــِذا يــَحْظــَى المحبُّ بــِالـلــقــَا= وصحبةِ المحبوبِ متى يشاءُ
إلى روض الحبيب تُشَدُّ خُطـَاً= حنينٌٌ وَشَوقٌ يُنْشِدُهُ لِقـَاء
قلوبٌ تَهِيمُ وأعيُنٌ تـَبْكِي= وَنَخْبٌ مذاقـُهُ ، ما لهُ إرواء
مُسِيءٌ أشْقـَاهُ ذنْباً جَنَا= استغفارُ النبي جاءهُ إعفاء
التَّوبُ مقبولٌ فما يَبْقـَى عَنَا= ولا يخيب ظنٌ عنده ورجاء
ما بين بيتٍ ومنبرٍ سَرَى= جـــَنَّــــــــاتٌ بها يَعُمُّ رخاء
اللهُ أولاهُ حبـــــَّـــاً وهدى= وعظيمَ فضلٍ ما له إحصاء
فاق النبيين والرسل تُقى= دنيا وأخرى يُلازمُهُ ارتقاء
طوبى لمن ذاقَ منه واسْتقى= وأدامَ وصلاً فـَعَلاَهُ ضياء
صلاةً وسلاماً عليهِ وَفــــــــاً= وقرباً للهِ يَلْحَقــــُهُ جــــزاء
بركاتُ ربي على نسل الهُدى= سفينة الفوز لنا واحتماء
تجرَّعُوا الصبرَ واحْتَمَلُوا الأذى= في نُصْرَةِ الحق دَوْماً أوْفياء
الحِلْمُ دَيْدَنُهُمْ والعفو والرضا= أهلُ السماحةِ في الكرب رُحَمَاء
وصحابة المختار أخيارُ الورى= للأنبياء ورثة ٌ في الدهر عُلماءُ
في كل غـــــَـــزْوٍ أظهروا فـِدَا= جهادُ حقٍّ يَفـْقِدُهُ أشـــِــدَّاءُ
تفرَّقوا للدين نَشراً، وللهدى= بهم تعالتْ بالتُّقــَى أرجاءُ
ديــــــــنُ الإلهِ قاهرُ العِـــدَا= مهما تضافرَ ضِدَّهُ أعداء
نَهْجٌ عظيمٌ غايتُه تـُقـــــى= وسبيلُه إخْبَاتٌ لله ودعاء
عُلْيَا القلوبِ تُبْصِرُ بالتُّقـَى=والكفرُ إنكارٌ جاحدٌ وعَمَاء
الناسُ مَوْتَى ما تابعوا هَوَى= والكَرْبُ يُمْضيهِ في الخلق إغْواءُ
العبدُ إن يغفلْ يَبُتْ في جَوَى= يَرْصُدُهُ شيطانٌ مُحْبِطٌ وشقـَاء
والضَّـــالُّ يـــَحْيَا دُنياهُ سُدَى= إنْ فـَاتَهُ هُدَى سَاقـَتْهُ أهواء
يَلْقـَى البخيلُ الذلَّ في رَدى= واللهُ أوْفى لخلقهِ مِعطاء
يارب فامنحْ لأمتِنا رِضاً= والطفْ بها ما حلَّ كَرْبَاءُ
وَاهْدِ رجالاً للحقِّ وَنِسَا= فالهُدى منك بلسمٌ وشِفاء
وكن نصيراً في هَجْمَةِ العِدا= فما لأعادي الدين إحصاء
القُدْسُ والأقصى في أسر العِدَا= فـَامْنُنْ بـِعَوْدٍ يَنْشُدُهُ إسراءُ
فالحفظُ منكَ للدين يُرْتَجَى= لهُ الظهورُ وإنْ صادَفـَهُ أنْوَاءُ
وأدِمْ صلاتَكَ على نورٍ هَدَى= من جاءَهُ القرآنُ للدين إعلاء
وآل وصحب كرام النـــــــَّدَى= من عاشوا دوماً بالخلق رُحماء
ما سطع قمر أنار في دُجَى= وَغـَرَّدَ طير بالدّوْح غـَنَّاءُ
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
ربيع الأول 1425 هجرياً= مايو 2004 ميلادياً
[/poet][/B][/size]
_________________ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد . قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .
|