[align=center]* أثر قدمي سيدنا إبراهيم الخليل في حجر المقام*[/align]
إن من آيات الله البينة الباقية علي مر الأزمان في حرم الله الآمن, أثر قدمي نبيه سيدنا إبراهيم
الخليل عليه الصلاة والسلام في ذلك الحجر الكريم ( مقام سيدنا إبراهيم ), وقد جعل الله ذلك
معجزة له حين قام عليه, وهو حجر صلد, فلان تحت قدميه حتي أصبح كالطين, وغاصت قدماه
فيه, ثم لما رفع قدميه عنه خلق الله فيه الصلابة الحجرية مرة أخري, وبقي أثرهما ظاهرا فيه
من ذلك العصر إلي يومنا هذا, إلي ما شاء الله تعالي.
وقد تغير أثر قدميه في ذلك الحجر عن هيئته وصفته الأصلية, حتي أصبح موضعهما حفرتان
بقدر قدمين كبيرتين, وذلك بمسح الناس له بأيديهم خلال هذه القرون الطويلة, قبل وضع المقام
في مقصورة تحجبه عن مس الناس له, حيث كان المقام مكشوفا في الجاهلية وعدة قرون من
عهد الإسلام.
* وقد كان أثر أصابع وأخمص قدميه الشريفتين في الحجر واضحا إلي زمن الصحابة رضوان الله
عليهم .
" ففي موطأ ابن وهب عن يونس, عن ابن شهاب, عن أنس رضي الله عنه قال: رأيت المقام فيه
أصابع إبراهيم وأخمص قدميه, غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم ".
وأخرج الأزرقي في أخبار مكة والطبري في تفسيره من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في
تفسير قوله تعالي:{ واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي} , قال قتادة : " إنما أمروا أن يصلوا عنده,
ولم يؤمروا بمسحه, ولقد تكلفت هذة الأمة شيئا مما تكلفته الأمم قبلها, ولقد ذكر لنا بعض من
رأي أثر عقبه وأصابعه, فمازالت هذه الأمة تمسحه حتي اخلولق وانمحي".
ويظهر من نص أثر سيدنا أنس رضي الله عنه المتقدم في الموطأ, أن أثر الأصابع وأخمص القدمين
كان ظاهرا, لكن كاد أن ينمحي بسبب مسح الناس للمقام, ولكن لم يذهب الأثر كلية, فمن عاينه
عن قرب شديد, وأمعن النظر فيه ظهر له بعض ذلك الأثر, كما ذكر هذا مؤرخ مكة في القرن الرابع
عشر للشيخ محمد طاهر الكردي رحمه الله حين فتح المقام ونظر فيه فقال:
( لم نشاهد أثرا لأصابع القدمين مطلقا, فقد انمحي من طول الزمن ومسح الناس بأيديهم, وأما
موضع العقبين فلا يتضح إلا لمن دقق النظر وتأمل).
*" وإن أثر قدميه الشريفتين عليه الصلاة والسلام في المقام كرقم الباني في البناء, ليذكر به
بعد موته, وكانت الصلاة عند المقام كقراءة الطائف بالبيت اسم من بناه.
قال ابن حجر : وهي مناسبة لطيفة
ولم تزل آثار قدمي سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حاضرة في المقام معروفة عند أهل
الحرم , حتي قال أبو طالب - عم النبي صلي الله عليه وآله وسلم - في قصيدته المشهورة:
وموطيء إبراهيم في الصخر رطبة *** علي قدميه حافيا غير ناعل
ويظهر من أثر القدمين الشريفتين في المقام, أن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام كان حافيا
حين رقي المقام, كما هو ظاهر أثر قدميه, وكما ذكر أبو طالب في قصيدته.
|