بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
نظرية الاصطفاء في الديانات:
مما لا شك فيه أن لكل ديانة سواء أكانت سماوية أو غيرها صفوة من أبنائها يعملون بكل ما أعطاهم الله لنصرة عقائدهم ، ولكي يكون هناك صفوة لابد أن يكون هناك منهج والمنهج هو التصوف وإن اختلفت تعاريفه.
ففي كل ديانة يوجد صوفية ، عند اليهود يوجد صوفية ، وعند النصارى وغيرهم ..
وإذا نظرت إلى التصوف أو الصوفية في الديانات الأخرى يتضح لك جلياً الفرق بينها وبين التصوف الإسلامي، فالتصوف الإسلامي يجعل العبد مرتبطاً بخالقه في كل وقت وحينما ترى المتصوف المسلم يذكرك بالله سبحانه وأفعاله تذكرك برسول الله ( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) ولذلك قيل قديماً : إذا جرح الصوفي ووقع نزفه على الأرض فسيكتب دمه الله الله.
ومن هنا يتضح لنا جميعاً أن التصوف الإسلامي سلوك يتخذه العبد للوصول إلى الكمال في العبودية، وهذا هو الفرق بينه وبين الديانات الأخرى، فالديانات الأخرى تجعل العبد الصوفي يصل إلى درجة الألوهية والعياذ بالله تعالى.
وعلى ذلك نرى صوفية اليهود ( القباله ) وهم صفوة الحاخامات فليس كل حاخام لديه القدرة على استيعاب رموز القباله والتعمق في شجرتها المقدسة من وجهة نظرهم ، وكذا الحال في الديانة النصرانية فليس كل قس يدرس لاهوت ويبرع فيه.
نشأة القباله :
عندهم حاخام يدعى حزقيل قالوا عنه أو نسبوا إليه أنه رأى الحق سبحانه وتعالى في صورة مجسدة ومجسمة وأن ربه يجلس على عرش وجاء من ريح في الشمال ( هذا ما ورد في سفر حزقيال 1ـ 28 ).
واعتقد أن فكرتهم عن أنفسهم من أنهم سادة العالم وشعب الله المختار وتوارثهم ذلك في جيناتهم أدى بهم إلى الولوج في عالم شيطاني حددوا عوالمه وأفكاره مثلما أضلهم السامري في عهد سيدنا موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام.
أصبح هناك علماً متوارث لا يعرفه الكثير منهم وأصبح عندهم اسم لا ينطق وإنما يرمز ولا يعرفه إلا القليل من الأحبار وبهذا الاسم يصبح الحاخام عندهم ذو قوة خارقة ويتحد مع الإله ( والعياذ بالله تعالى ).
وانقسمت القباله ثلاثة أنواع :
1ـ نوع إيماني موجود في كتب ومدون في عدة أسفار منها " سفر الخلق " و سفر الزوهار ( سطوع النور ) " "وكتاب مجمع المقدس" و " كتاب بيت الوهم " و " كتاب ثورات الأرواح ". وهم يقومون الآن بنشر هذه الأشياء على مواقع كثيرة على الأنترنت وكأنهم يدعون لدين جديد.
2ـ نوع شفهي وهو مثل السر ليتناوله حاخام عن حاخام .
3ـ نوع حرفي وهو يشبه حساب الجمل والجفر وغير ذلك من العلوم الحرفية والرقمية.
وإلى حديث شيق آخر مع الشجرة المقدسة عندهم وعلاقتها بالقباله وعلاقة ذلك أو تطبيق ذلك عبر الزمن في سنين محددة ومعينة..
يتبع إن شاء الله تعالى..