اشترك في: الأحد ديسمبر 28, 2008 12:00 pm مشاركات: 1777
|
سبحان من ستر سر الخصوصية بظهور وصف البشرية وظهر بعظمة الربوبية في إظهار العبودية. بنية أن يزيدنا الله و الأحباب يقينا و ثباتا و اعتقادا فى ساداتنا الأولياء
و حتى لا يغفل أحد منا و لا من الأحباب عن خصوصية سادتنا الأولياء الكرام
و يحجب بوصف البشرية فيظنهم كعامة الناس
فالولاية و ما يليها من حفظ خاص يوليه الله للولى هى سابق عناية منه سبحانه و تعالى
أحببت أخوتى أن أجعل هذه المشاركة تحتوى على بعض مما قاله ساداتنا فى معنى "عصمة الأنبياء و حفظ الأولياء"
الذى تواتر الحديث عنها من أكابر الأولياء فى الأمة المحمدية المنيرة بأنوار سيدها و مولاها رسول الله
صلى الله عليه و آله فى الأولين وفى الآخرين وفى الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
قال الإمام القشيري :" ومن شرط الولي: أن يكون محفوظاً، كما أن من شرط النبي أن يكون معصوماً، فكلّ من كان للشرع عليه اعتراض فهو مغرور مخدوع "يقول الإمام الجيلانى فى كتابه فتوح الغيب صفحه 15 ، 16 :" الأنبياء عصموا عن الهوى ، وبقية الخلق من الإنس والجن المكلفين لم يعصموا منها،غير ان الأولياء يحفظون عن الهوى ، والأبدال عن الاراده."و ذكر الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه : "أن للقطب خمسة عشر علامة أن يمد بمد العصمة والرحمة والخلافة والنيابة ، ومدد حملة العرش ، ويكشف له عن حقيقة الذات وإحاطة الصفات..."و أكثر ما يهمنى قول الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى فى الفتوحات المكية و ما تلاه من كلام تاج الدين السبكى فى توضيح معنى عصمة الأنبياء و حفظ الأولياءقال الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى فى الفتوحات المكية: "إذا حصلت للإنسان حالة مشاهدة عين فقد كمل و كملت معرفته و عصمته، فلم يكن للشيطان عليه من سبيل،
و تسمى هذه العصمة في حق الولي حفظا، كما تسمى في حق النبي و الرسول عصمة،
ليقع الفرق بين الولي و النبي، أدبا منهم مع الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام، ليختصوا باسم العصمة،
و مع هذا فإني أبين الفرق بينهما،
و ذلك أن الأنبياء لهم العصمة من الشيطان ظاهرا و باطنا،
و هم محفوظون من الله في جميع حركاتهم،
و ذلك لأنهم قد نصبهم الله للناس و لهم المناجاة الإلاهية،
فالأنبياء المرسلون معصومون من المباح أن يفعلوه من أجل نفوسهم، لأنهم يشعرون بأفعالهم و أقوالهم،
فإذا فعلوا مباحا يأتونه للتشريع ليقتدى بهم، و يعرفون الأتباع عين الحكم الإلهي فيه، فهو واجب عليهم ليبينوا للناس ما أنزل إليهم،
يقول الله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، و إن لم تفعل فما بلغت رسالته، و الله يعصمك من الناس،
و للورثة من هذا التبليغ حظ وافر،
و الولي محفوظ من الأمر الذي يقصد الشيطان عند إلقائه في قلب الولي ما شاء الله أن يلقي إليه،
فيقلب عينه بصرفه إلى الوجه الذي يرضي الله، فيحصل بذلك على منزلة عظيمة عند الله،
و لولا حرص إبليس على المعصية ما عاد إلى هذا الولي مرة أخرى،
فإنه يرى ما جاءه به ليبعده بذلك من الله يزيده قربا و سعادة،
و الأنبياء معصومون أن يلقي الشيطان إليهم،
فهذا الفرق بين العصمة و الحفظ،
و إنما جعلوا الحفظ للولي أيضا أدبا مع النبي،
فإن الشيطان ما له سبيل على قلوب بعض الأولياء من أجل العلم الذي أعطاه التجلي الإلهي لقلوبهم، يقول تعالى: و حفظا من كل شيطان مارد."يقول تاج الدين السبكي:"ولا يختلف ( حفظ الأولياء ) عن ( عصمة الأنبياء ) في شيء عند الصوفية إلا انهم وكما يقول الشيخ الأكبر ابن عربي : « جعلوا الحفظ للولي أدباً مع النبي ، فإن الشيطان ما له سبيل على قلوب الأولياء من أجل العلم الذي أعطاه التجلي الإلهي لقلوبهم » . وقد ذهب بعض المشايخ إلى القول بأن الفرق بين العصمة والحفظ هو ان العصمة تكون قبل النبوة وبعدها بينما لا يكون الحفظ الا مع الولاية وليس قبلها ."أسأل الله ببركات هؤلاء السادة و جميع أهل الله فى أمة الحبيب أن يرزقنا الله اليقين و يثبت قلوبنا على دينه و يرزقنا نظرة رضا من حضرة النبى و آل بيته لا نشقى بعدها أبدا
_________________ وخير الناس بعد الأنبياء***بنو الزهراء من حملوا اللواء وإني أحبهم والحب ديني***خليلي بحبهم يصفو معيني
|
|