السيد أحمد ماهرالبدوى كتب:
التقية
فى الحروب نجد أشياء كثيرة مباحة منها الكذب ، وهو مباح على الأعداء ، فلو أن أحدا من المخابرات اليهودية أراد أن يندس فى صفوف المسلمين وهو يتكلم العربية بطلاقة ، ماذا يمكن أن يفعل حتى لا تظهر هويته ؟
سيلبس لبسنا ويصلى نفس الصلاة بنفس الطريقة التى نصلى بها ، وسيتقمص تماما دور أى إنسان مسلم.
التقية هى إظهار الأمور والتصرفات على غير ما تبطن (على غير الحقيقة).
قلنا :
فى الوقت الذى يرسل فيه حسن البنا إمام الإخوان المسلمين رسائل لتأييد ومبايعة ونصرة الملك فؤاد أو الملك فاروق ، يكون هناك إقامة تنظيمات لا تعترف بالنظام القائم.
الشيعة وضعهم مقارب للإخوان المسلمين لكن مع تطبيقات رهيبة للتقية ، فماذا يقولون ؟
يقول الشيخ الصدوق : اعتقادنا فى التقية أنها واجبة . من تركها بمنزلة من ترك الصلاة، ولا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم ، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة .
نسب المجلسى للنبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : تارك التقية كتارك الصلاة ، وقال : التقية من دين الله ، ولا دين لمن لا تقية له ، والله لولا التقية ما عبد الله.
ورووا عن علىّ أنه قال : التقية دينى ودين أهل بيتى ، ونسبوا للباقر رحمه الله أنه قال : التقية من دينى ودين آبائى ، ولا إيمان لمن لا تقية له
التقية عندهم تدخل فى كل شىء بدءا من التعبد حتى الكلام العادى بين الناس ففى الفقه يقول المجلسى فى ما ورد من تجويز ترك البسملة فى غير الفاتحة ، محمول على التقية ، وعن الصادق عن الباقر عن آبائه عن على قال: من صلى بالناس وهو جنب أعاد هو والناس صلاتهم، قال المجلسي: هذا الخبر يمكن حمله على التقية ، وقال المجلسى أن روايات سجود النبى للسهو محمولة على التقية ، وعن الصادق فى الرجل يكون إماما فيستفتح بالحمد ولا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ؟ فقال : لا يضره ولابأس به، قال الطوسي: محمول على التقية
هذه التقية تجعلك تشك فى كل شىء ، لأن تقية الشيعة تصل إلى تقية الشيعى على شيعى آخر ، وقد قدمنا بعض الأقوال فى جواز المتعة بالمرأة المحصنة (المتزوجة). فقدان الثقة يجعل المجتمع ليس له ولاء لأحد.
أذكر نموذج يجعلك تخاف من فكر الشيعة ، إذا كلمك أحدهم بكلام قد تظن أن فيه الخير: روى القوم عن الصادق رحمه الله أنه سئل فى مجلس الخليفة عن الشيخين فقال : هما إمامان عادلان قاسطان كانا على الحق فماتا عليه ، عليهما رحمة الله يوم القيامة ، فلما قام من المجلس تبعه بعض أصحابه فقال : يا ابن رسول الله قد مدحت أبا بكر وعمر هذا اليوم ، فقال : أنت لا تفهم معنى ما قلت ، فقال بينه لى ؟ فقال : أما قولى هما إمامان، فهو إشارة إلى قوله تعالى {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ }القصص41 ، وأما قولى : عادلان، فهو إشارة إلى قوله تعالى : {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ }الأنعام1 ، وأما قولى قاسطان ، فهو المراد من قوله : {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً }الجن15 ، وأما قولى : كانا على الحق ، فهو من المكاونة أو الكون ومعناه أنهما كاونا على حق غيرهم ؛ لأن الخلافة حق على بن أبى طالب وكذا ماتا عليه ، فإنهما لم يتوبا بل استمرا على أفعالهم القبيحة إلى أن ماتا ، وقولى : عليهما رحمة الله ، المراد به النبى بدليل قوله تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 ، فهو القاضى والحاكم والشاهد على ما فعلوه يوم القيامة، فقال : فرجت عنى فرج الله عنك .
وعن الحسن العسكرى أنه قال : قال بعض المخالفين بحضرة الصادق لرجل من الشيعة : ما تقول فى العشرة من الصحابة ؟ قال : أقول فيهم الخير الجميل ، الذى يحط الله به سيئاتى ويرفع لى درجاتى ، قال السائل : الحمد لله على ما أنقذنى من بغضك ، كنت أظنك رافضيا تبغض الصحابة فقال الرجل : ألا من أبغض واحداً من الصحابة فعليه لعنة الله ، قال : لعلك تتأوّل ، ما تقول فيمن أبغض العشرة ؟ فقال : من أبغض العشرة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، فوثب فقبل رأسه وقال : اجعلنى فى حل مما قذفتك به من الرفض قبل اليوم ، قال : أنت فى حل يا أخى ، ثم انصرف السائل ، فقال الصادق : جودت لله درك لقد أعجبت الملائكة من حسن توريتك ، وتلفظك بما خلصك ولم تثلم دينك ، زاد الله فى مخالفينا غما إلى غم وحجب عنهم مراد منتحلى مودتنا فى بقيتهم ، فقال بعض أصحاب الصادق : يا ابن رسول الله ما عقلنا من كلام هذا إلا موافقته لهذا المتعنت الناصب ، فقال الصادق : لئن كنتم لم تفهموا ما عنى ، فقد فهمناه نحن ، وقد شكر الله له ، وإن ولينا الموالى لأوليائنا المعادى لأعدائنا إذا ابتلاه الله بمن يمتحنه من مخالفيه ، وفقه لجواب يسلم معه دينه وعرضه ويعظم الله بالتقية ثوابه ، إن صاحبكم هذا قال : من عاب واحدا منهم فعليه لعنة الله أى من عاب واحدا منهم هو أمير المؤمنين على بن أبى طالب ، وقال فى الثانية : من عابهم وشتمهم فعليه لعنة الله ، وقد صدق لأن من عابهم فقد عاب عليا لأنه أحدهم فإذا لم يعب عليا ولم يذمه فلم يعبهم ، وإنما عاب بعضهم.
قلت :
إذاً فى أى حوار لن تجد الصدق ولن تجد إلا التقية ، لذلك فى منتدانا على الانترنت قلنا : مسألة التقريب مسألة وهمية ، والمسألة التى يمكن مناقشتها هى التعايش ، وكيفية التعايش ، حتى لا تستغل قوى الظلام خلافات المسلمين أكثر من ذلك فتصير الدماء بحارا.
وانظر إلى الشيخ على الكورانى العاملى الشيعى فى إجابته ( انظر الرابط )
http://www.aljamri.org/RQ/al3aqeeda.htm
سؤال50 - ما المقصود بالتقية عند الشيعة وما قصة قرآن فاطمة وهل يعتقد الشيعة هذه الأيام بتحريف طرأ على القرآن ؟
جواب50 – التقية : هى أسلوب عملى ، أسسه أو أقرَّه الشارع المقدس ، وهذا الأسلوب يقتضى من المكلف أن يتعامل مع الحالة التى يعيشها خوفاً على نفسه أو عرضه أو ماله أو متعلقاته بأسلوب المجاراة والموافقة مع الآخرين فى أعمالهم ، فيتوضأ مثلاً مثل وضوء القوم أو يصلى مثل صلاتهم ، بل إن بعض الفقهاء لا يشترط الخوف والضرر المادى فقط بل يتعدّى إلى أزيد من ذلك بأن يستعمل المكلف التقية للمحافظة على الوحدة الإسلامية ومداراة المسلمين من أجل تأليف قلوبهم ، وهذه الطريقة يستخدمها جميع العقلاء بلا استثناء ، حتى من يُشنِّع على استخدام التقية ، وهذه سيرة عقلائية لا يمكن التغاضى عنها لأجل أغراض دنيئة وخلافات مذهبية شنيعة.اهـ كلام الكورانى
قلت :
انظر إلى قوله " فقط بل يتعدّى إلى أزيد من ذلك بأن يستعمل المكلف التقية للمحافظة على الوحدة الإسلامية ومداراة المسلمين من أجل تأليف قلوبهم ".
فكيف إذاً يدارى المسلمين وهل نحن من المؤلفة قلوبهم ، وعلى ذلك تجدهم يقولون إننا لا نسب الصحابة ولا نقول بتحريف القرآن ولا ... ، ولا ... كل ذلك تقية عليك يا مسكين .
ومصداق كلام الكورانى يقول الخمينى فى كتابه الحكومة الإسلامية (ص 142) : " وإذا كانت ظروف التقية تلزم أحدا منا بالدخول فى ركب السلاطين فهنا يجب الامتناع عن ذلك حتى لو أدى الامتناع إلى قتله إلا أن يكون فى دخوله الشكلى نصر حقيقى للإسلام والمسلمين مثل دخول على بن يقطين ونصير الدين الطوسى رحمهما الله ".
قلت :
انظر .. جعل نصير الدين الطوسى الذى هو وابن العلقمى سبب الخيانة ودخول التتار بغداد وقتل مئات الآلاف من المسلمين ، جعلهم الخومينى من الأبطال كما يشير إلى أهمية الاندساس فى صفوف النخبة الحاكمة .
لذا قال الدكتور عبد المنعم النمر فى كتابه المؤامرة على الكعبة من القرامطة إلى الخمينى ( ص 18 ) : " ولكننا نحن العرب السنيين لا نفطن إلى هذا بل ظننا أن السنين الطويلة قد تكفلت مع الإسلام بمحوه وإزالته فلم يخطر لنا على بال فشاركنا الإيرانيين فرحهم واعتقدنا أن الخمينى سيتجاوز أو ينسى مثلنا كل هذه المسائل التاريخية ويؤدى دوره كزعيم إسلامى لأمة إسلامية يقود الصحوة الإسلامية منها وذلك لصالح الإسلام والمسلمين جميعاً لا فرق بين فارسى وعربى ولا بين شيعى وسنى ، ولكن أظهرت الأحداث بعد ذلك أننا كنا غارقين فى أحلام وردية أو فى بحر آمالنا مما لا يزال بعض شبابنا ورجالنا غارقين فيها حتى الآن برغم الأحداث المزعجة ".
عملية غسيل مخ للأمة الإسلامية بواسطة الشيعة عن طريق أفكار التقريب وتجميع الأمة وعدم تمزيقها تسير الآن بسرعات عالية للغاية ، بدءا من مائة سنة حتى العشرين سنة الأخيرة .
وقد قال الخمينى فى تعريف ما يسمى بالتقية المداراتية ما نصه : وهو تحبيب المخالفين وجر مودتهم من غير خوف ضرر كما فى التقية خوفا.
المثال الذى ذكرته فى أول الكلام عن التقية كان على الأسلوب المخابراتى الذى يتبع بين الأعداء .
ليس الاندساس والتقية السلاح الوحيد للشيعة فقط ، ولكن أيضا أسلوب الشفرات كالمخابرات وأجهزة الأمن .
يظهر ذلك من كلام الشيعة وخاصة القدامى فى ذم أبى بكر وعمر وعثمان فقد كان الشيعة يستخدمون عبارات ورموز وشفرات يفهمونها هم ولا يفهمها السنة .
فقد كانوا يشيرون ويرمزون لأبى بكر بكلمة " الفصيل " و " الأول " و" حبتر " و " صنم قريش " و " فرعون " و " عجل الأمة ".
أما عمر فكانوا يرمزون له بكلمة " رمع " ودقق فى هذه الكلمة جيدا و " الثانى " و " دلام " و " هامان " و " السامرى "
كلمة " رمع " هى مقلوب كلمة " عمر " ، لذلك كنا ننبه كثيرا على أن الشيعة حرفوا كثيرا من النبوءات والجفر – هذا لو أن هناك جفرا عندهم - ، وقد نبهنا على ذلك فى كتبنا " المهدى وصحابى مصر الحقيقة والخيال ".
ونذكر للك بعض الروايات التى يستخدم فيها الشيعة الرموز :
جاء فى بحار الأنوار : " .... ومن أعداء الله أصلحك الله ؟ قال : الأوثان الأربعة ، قال : قلت : من هم ؟ قال : أبو الفصيل ، ورمع ، ونعثل ، ومعاوية ومن دان دينهم ، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله "
قال المجلسي: " أبو الفصيل أبو بكر ، لأن الفصيل والبكر متقاربان فى المعنى ، ورمع مقلوب عمر ، ونعثل هو عثمان ".
وفى قوله سبحانه : {أَوْ كَظُلُمَاتٍ }النور40 قالوا : فلان وفلان {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }النور40 يعنى نعثل {مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ } (النور 40) طلحة والزبير {أَوْ كَظُلُمَاتٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ } معاوية .."
قال المجلسى : المراد بفلان وفلان أبو بكر وعمر ، ونعثل هو عثمان.
قال المجلسى فى تأويل وتفسير قولهم معنى {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا }الشمس3 أنه هو قيام القائم وأن {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا }الشمس4حبتر ودلام غشيا عليه الحق قال المجلسى " حبتر ودلام : أبو بكر وعمر " ، ولهم تفسيرات أشنع من ذلك ، وخاصة فى قذف السيدة عائشة.
قلت :
التقية هذه تذكرنى بحارة اليهود والنظام المغلق مئات السنين ، أما المسلمون فهم فى راحة البال , ويكفيهم إفشاء السلام.
عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أن رجلا سأل النبى صلى الله عليه وآله وسلم أى الإسلام خير قال " تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ".
قلت :
يرحم الله الشيخ النورى الصوفى الكبير ، قال أبو بكر بن الجلاء : كان النورى إذا رأى منكراً غَيَّرهُ ولو كان فيه تلفه ، نزل يوما فرأى زورقا فيه ثلاثون دِناًّ فقال للملاح ما هذا قال ما يلزمك فألح عليه فقال أنت والله صوفى كثير الفضول هذا خمر للمعتضد قال أعطنى ذلك المدرى فاغتاظ وقال لأجيره ناوله حتى أبصر ما يصنع فأخذه ونزل فكسرها إلا دِناًّ فأُخذ وأُدخل إلى المعتضد فقال من أنت ويلك قال محتسب قال ومن ولاك الحسبة قال الذى ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين ، فأطرق وقال ما حملك على فعلك قال شفقة منى عليك ، قال كيف سلم هذا الدن ، فذكر أنه كان يكسر الدنان ونفسه مخلصة خاشعة فلما وصل إلى هذا الدن أعجبته نفسه فارتاب فيها فتركه .
وعن أبى أحمد المغازلى قال : ما رأيت أحدا قط أعبد من النورى قيل ولا الجنيد قال ولا الجنيد وقيل إن الجنيد مرض مرة فعاده النورى فوضع يده عليه فعوفى لوقته . توفى النورى قبل الجنيد وذلك فى سنة خمس وتسعين ومئتين.
قلت : فأين إذاً وجه المشابهة بين الشيعة والصوفية ، فحتى غلاة الصوفية سواء ممن اتهموهم بالوقوع فى الكفر أو من شهدوا له بالولاية والعلم والمعرفة كان عندهم شجاعة لإظهار ما يبطنون وإلا ما قُتِلوا .
"مولانا الحبيب السيد الشريف الدكتور محمود صبيح "
https://www.msobieh.com/akhtaa/viewtopi ... 1%D8%C7%E4