النشاط الماسوني منذ عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر(ص:5-7)
العلمانية في أوربا:-
كلمة العلمانية تعني حرفيا ((اللادينية)).. والدول العلمانية هي ((الدولة اللادينية)) أي التي لا تحكم بالشريعة الدينية الإسلامية أو المسيحية.
ولقد طبق اليهود النظم العلمانية في جميع الدول الأوربية المسيحية بجميع مذاهبها بعد أن فشلت الكنيسة المسيحية في إدارة شئون البلاد.. وانتصر الماسونيون علي الكنيسة واستطاعوا ازاحة تعاليم وشرائع الدين المسيحي ما عدا في حالات الزواج والطلاق.
وكانت ((الثورة الفرنسية)) من أكبر الانتصارات التي حققتها الصهيونية العالمية, في تحقيق النظام العلماني, ومن بعدها بدأت الثورات والانقلابات والحروب والفتن والدسائس في معظم دول أوربا .. وبذلك انتهت أوربا المسيحية الحقة وظهرت أوربا العلمانية.
وعندما ظهرت أمريكا, كانت فريسة سهلة للقفز عليها حيث سيطر اليهود علي جميع مصادر المال والذهب والبترول والصناعة والزراعة والتجارة وكان من السهل عليهم تسخير جيوش من الماسونين الرأسماليين.. وظهرت أمريكا العلمانية حامية للنظام ((العلماني العالمي الجديد)).
ومنذ أن طُبقت النظم العلمانية في أوربا وأمريكا, وبدأت تظهر فيها علامات الانحلال والتفكك الأسري والفساد, وانتشرت الخمارات في جميع الأحياء والشوارع والمدن وظهرت الكباريهات ودور اللهو والمراقص والمسارح وفتحت بيوت الدعارة والفسق والفجور..وأنشئت الملاجئ لاستقبال النساء العاهرات والحاملات من السفاح والزنا, وصدرت الصحف والمجلات والكتب الجنسية وبلا حياء في كل مكان وفي جميع وسائل الإعلام التي ظهرت حديثاً.
وخرج الشاب مع فتاته في حرية مطلقة يمارس معها الزنا, ومن أنجبت من الزنا فإن الدولة تتولى رعاية اللقطاء وتربيتهم والعناية بهم, وكأنما أباحت الدولة العلمانية جريمة الزنا بطريقة غير مشروعة.
أما المرأة في النظام العلماني فقد وجدت نفسها ألعوبة في أيدي العلمانين, حيث أعطوها الحرية التامة وساووها بالرجل.. وظهرت لأول مرة تعاليم وقوانين مخالفة للطبيعة وللقوانين السماوية والتعاليم الربانية.. وكيف نساوي بين الرجل والمرأة؟ المرأة الوديعة الرقيقة اللطيفة, كيف نساويها بالرجال الذين يعملون في المناجم والمحاجر ومصانع الحديد والصلب؟ هل يمكن للمرأة أن تقود جيشا وهي حامل في شهرها السادس أو السابع مثلاً, أو تكون عليها الدورة الشهرية, أليس في ذلك ظلم للمرأة؟.. أليس من الأفضل أن نحافظ علي جمال المرأة ورقتها وأنوثتها؟ هل يمكن أن نقسوا عليها ونكلفها بأعمال شاقة قاسية لا يقدر عليها سوي الرجل كأن نجبرها علي تشغيل الحفارات والكباشات والبلدوزرات ومحطات القوي؟
تلك المرأة التي تقاسي أثناء فترات الحمل والدورة الشهرية وتربية أبنائها, خرجت في المجتمع العلماني مظلومة تكافح وتناضل بلا رحمة ولا شفقة تبيع جسدها وشرفها علي أرضيات المسارح ودور اللهو والمراقص والكباريهات وعلي شاشات التلفزيون والسينما وعلي صفحات الكتب والمجلات الجنسية.
ولأول مرة تفتح أندية جديدة من نوعها في تاريخ الإنسان, وانتشرت في جميع الدول الأوربية والامريكية الراقية ((أندية للعراة))..يقف فيها الرجل والمرأة مجردين من ملابسهم .. عرايا كما ولدتهم أمهاتهم, يقفون كالحيوانات تماما.. لا يعرفون الخطأ من الصواب ولا الحلال من الحرام.. ولا يخافون رباً ولا يحترمون ديناً.
وتخرج النظم ((العلمانية)) بما لم يحدث له مثيل في تاريخ البشرية بقوانين تبيح ((الشذوذ الجنسي)) لأول مرة منذ عهد سيدنا لوط عليه السلام.. وهنا انحطت كرامة الإنسان إلي أسفل السافلين, وأهينت آدمية البشر جميعا.
ومن مبادئ العلمانية تطبيق القوانين التي تخالف التعاليم الدينية وتناقض قوانين الطبيعة, كما رأينا, مثل مساواة المرأة بالرجل واباحة الشذوذ الجنسي وكشف عورات النساء المسيحيات واستخدام فوائد البنوك بالربا (قلت: هذه النقطة بالطبع فيها خلاف بين الفقهاء وقد أجازها فريق منهم) والاتجار بالخمور والمخدرات وتشجيع اندية القمار ونشر الفساد والانحلال الخلقي بين الشباب وتعليم الطلبة في المدارس والجامعات نظريات تدعو للشك في وجود الله والكفر والالحاد ومحاربة التعاليم الدينية.
وتتبع الدول العلمانية أنظمة اقتصادية فاشلة تسببت في اشعال الحروب بين الدول وانتشار المجاعات والفقر والجهل, وادت إلي المنافسات الغير شريفة حتي كانت في أوربا حروب وثورات بين جميع دولها, راح ضحيتها أخلص المواطنين وأشرفهم..ثم كانت الحرب العالمية الأولي ثم الحرب العالمية الثانية التي انتهت بالقاء قنبلة ذرية لأول مرة في التاريخ علي مدينة هيروشيما وأخري علي ناجازاكي.
وانقسم العالم كله إلي كتلتين, كتلة شيوعية تتزعمها روسيا(الاتحاد السوفيتي) وكتلة غربية تحت زعامة أمريكا. وتولدت بين الكتلتين حروب باردة أفرزت أسلحة فتاكة مبيدة للكائنات الحية, وظهرت اختراعات قادرة علي ابادة الجنس البشري وخراب العالم,
وأصبح العالم علي شفا حفرة من حرب عالمية ثالثة لا يعرف نتيجتها إلا الله سبحانه وتعالي.
يتبع بمشيئة الله