موقع د. محمود صبيح

النشاط الماسوني منذ عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر (صـ: 36 - 37).

أندية الروتاري والليونز:

في 2 يناير عام 1929 في عهد الملك ((فؤاد)) أقام الماسونيون في القاهرة أول نادي بديل عن الماسونية باسم جديد هو ((نادي روتاري القاهرة)) ذلك لأن اليهود يعلمون جيداً أن تغيراً كبيراً سوف يحدث بعد قيام دولة إسرائيل يكشف حقيقة الماسونية ويعرضها إلي الشك والريبة وربما إلي غلق محافلها.. وهنا يحل ((الروتاري)) بدلا من المحافل الماسونية.. وتولي ((فؤاد أباظة باشا)) رئاسة النادي.. وظلت العضوية في البداية مقتصرة علي الماسونيين الباشوات والبكوات.

وكانت جميع قوانين النادي مكتوبة باللغة الفرنسية فترجمها العضو النشيط الدكتور ((طه حسين)) إلي العربية.. وبنفس النجاح والتوسع الذي شهدته الماسونية لاقت أندية الروتاري سراً نجاحاً كبيراً واستمرت تحت رعاية الحكومات الماسونية العلمانية المصرية حتي بلغ عددها في جميع أنحاء جمهورية مصر57 نادياً حتي عام 2002 ميلادية.

وفي نفس العام الذي أُنشئ فيه نادي ((روتاري القاهرة)) ظهر نادي (( روتاري )) جديد في فلسطين, لأن فلسطين أساس التآمر ولكن مصر هي المفتاح الذي سيؤدي إلي قيام دولة إسرائيل(1).

وينقسم نادي ((الروتاري)) إلي أندية للسيدات يطلق عليه اسم ((انرهويل)).. ونادي(( الروتاراكت)) وهو خاص باصطياد الشباب والفتيات في سن 18-28 سنة. وقسم ثالث هو(( انتراكت)) يضم الأطفال الضحايا الذين نشأوا في الملاجئ من اللقطاء والأيتام أو من المستشفيات والمدارس المتخصصة في التبشير أو من أبناء أعضاء أندية الروتاري, ولقد بدأت تظهر أسماء هذه الأندية بحرص وخوف علي صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون في عصرنا الحاضر.

ويعمل أعضاء أندية ((الروتري)) كالخفافيش ويجتمعون سراً في الظلام دون أن يدري بهم أحد ويتظاهرون أمام الناس بأنهم يزورون المرضي والمستشفيات ويكنسون الشوارع ويساعدون الطلبة والطالبات وفي حقيقة الأمر فإنهم صورة صادقة للتنظيمات الصهيونية المعروفة باسم الماسونية.

وفي عهد الثورة ظهر نادي آخر يحمل اسماً مختلفاً عن سابقه هو نادي ((الليونز)) أي ((الأسود)) عام 1955 وعين (( محمد زكي عبد القادر)) رئيساً للنادي وهو ضمن أندية ((ليونز)) المجموعة رقم 352 التي تضم مصر الأردن وقبرص ولبنان والسودان.


الهامش:
(1)(مجلة الروتاري المصرية العربية- العدد 355 ).


يتبع بمشيئة الله .............

السادة الأفاضل / الأخ الطيب أبو الحسن الطيب ، والدكتور حامد الديب جزاكم الله خيراً على مروركم ودعائكم الكريم الطيب ولا حرمني الله منكم أبداً وبارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء.

النشاط الماسوني منذ عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر (صـ: 37 - 38)

اليهود في فلسطين:

في الوقت الذي كان اليهود في أوج نشاطهم وقوتهم ونجاحهم في السيطرة علي اقتصاديات مصر والتحكم في نظام الحكم في البلاد, كان زملاؤهم اليهود في فلسطين في ذروة نجاحهم أيضاً من أجل قيام الدولة وخاصة بعد أن حصل اليهود من وزير خارجية انجلترا علي ((وعد بلفور)) عام 1917.

وقامت عصبة الأمم المتحدة واتخذت قراراً بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني.

وكان عدد اليهود في فلسطين في ذلك الوقت 50 ألف يهودي, وبعد إعلان عصبة الأمم بلغ عددهم 84 ألف, زادوا إلي 175 ألف يهودي عام 1932. ولقد افتتح اليهود ميناء يهودياً في حيفا لاستقبال دفعات اليهود المهاجرين من جميع دول العالم سراً إلي فلسطين وتحت رعاية دولة الانتداب. ووثق اليهود من أنفسهم في قيام دولة إسرائيل فقرروا افتتاح الجامعة العبرية عام 1925 فوق جبل سكوباس. كما ذكرنا من قبل.

وبدأت دول العالم تهرب الأسلحة إلي اليهود سراً عن طريق ميناء حيفا وميناء جديد في ((تل أبيب)) وظهر اليهود عام 1927 بالأسلحة الحديثة في أيديهم يهاجمون المسلمين العرب في كل مكان, وقاموا بطرد 30 ألف فلسطيني من قراهم في ((الحولة وطبعون والزبيدات )). وثار الشعب الفلسطيني ثورة عارمة 1929 وهاجموا اليهود بشجاعة نادرة واستنجد اليهود بالانجليز الذين قاموا بدورهم بمهاجمة العرب الثائرين وضربهم بالمدافع والطيران والقنابل حتي أطفأوا نار الثورة.

ثم خرج الشباب اليهودي إلي شوارع المدن الفلسطينية يهاجمون الفتيات والنساء ويعتدون عليهم ويبقرون بطون الحبالي من النساء متراهنين علي جنس الجنين. ثم هاجموا مقهي عربياً فقتلوا 18 فلسطينياً تحت سمع وبصر القوات البريطانية.

وعاش الشعب الفلسطيني أحلك أيام حياته واتصلوا بالبلاد العربية فالحرب مع اليهود ليست حرباً بين الفلسطينين واليهود, وانما هي حرب بين كل المسلمين واليهود. وخرج مفتي فلسطين الحاج (( أمين الحسيني)) إلي القاهرة يطلب المساعدة والغوث.. وكانت مصر في ذلك الوقت فريسة أنهكها تآمر الماسونين واليهود والقصر والاحتلال البريطاني.. ووقف بعض الماسونين العلمانيين موقفاً متخاذلاً ذليلاً كشف حقيقة نواياهم الخبيثة.


يتبع بمشيئة الله..........

النشاط الماسوني منذ عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر (صـ: 38 -47)

هذه الصفحات يبدأ فيها الكاتب بذكر الإخوان المسلمين ووصفهم بأنهم جماعة مظلومة تعرضت للإضهاد من قبل الحكومات وأن هدفها كان الدفاع عن الدين الإسلامي وعن المسلمين وكيف أن حسن البنا كان رجلاً مصلحاً وأن دعوته كانت صادقة خالصة لوجه الله تعالى وأن الحكومة هي من قامت بإغتياله وليس شباب الجماعة ... إلى آخر هذه الترهات والأكاذيب.

ويقول الكاتب - في هذه الصفحات- أنه لا ينتمي لجماعة الإخوان ... ولعله كان كذلك فعلاً وكان مخدوعاً في هذه الجماعة الإرهابية وكان يحسن فيها الظن مثل كثير من الناس في ذلك الوقت وإلا كان وصفهم بجنود الماسونية المخلصين.

ولهذا لم ولن أنقل تلك الصفحات في هذا الموضوع ولكن سأقوم بمشيئة الله في آخر مشاركة بتحميل الكتاب بضيغة pdf لمن يريد من الأحباب الإطلاع على تلك الصفحات وغيرها مما لم أقوم بنقله في ثنايا الموضوع .. هذا والله الموفق والمستعان.

يتبع بمشيئة الله............

النشاط الماسوني منذ عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر (صـ:47).

جمال عبد الناصر:

ولد جمال عبد الناصر في قرية بني مر في 16 يناير عام 1918, وكان أبوه عبد الناصر حسين موظفاً بسيطاً في هيئة البريد.. وماتت أمه وهو طفل صغير عام 1926, وتصادف أن سيدة يهودية كانت تعيش بجوار المنزل الذي يعيش فيه ((الطفل اليتيم)) ((جمال عبد الناصر)), واستغلت اليهودية التي تدعي مدام ((يعقوب فرج شمونيل) الفرصة لرعاية الطفل اليتيم وكانت تعامله كأحد أبنائها، ويستمر اليهودي ((موريس مزراحي)) في سرد قصة تلك المرأة مع الرئيس جمال عبد الناصر فيقول إنه في عام 1954 صدر الحم علي 13 يهودياً بتهمة التخابر مع إسرائيل ثم نفذ حكم الاعدام في اثنين منهم, هما ((ليون مرزوق وصمويل عازار)).

ويبدو أن العلاقة بين تلك المرأة اليهودية و((جمال عبد الناصر)) كانت علاقة قوية حتي انها توجهت إلي ((جمال عبد الناصر)), وطلبت منه أن يخفف الحكم بالإعدام علي اليهوديين ((ليون وصمويل)), حيث أنها كانت صديقة وفيه لأم اليهودي ((ليون مرزوق)).

وقدر ((جمال عبد الناصر حسين)) طلبها ووعد بالتفكير في ذلك.. ولكن الحكم كان قد نفذ فيهم. وحزن اليهود, وعلق المؤرخ اليهودي (موريس مزراحي) قائلاً إنه كان يأمل في أن يكون عبد الناصر وفياً لتلك المأة اليهودية(1).

وفي حارة اليهود بالقاهرة في زقاق(( خميس العدس)) وبالتحديد في منزل اليهودي ((شيموئيل)) القرائي عاش الطالب ((جمال عبد الناصر)) عندما كان صبياً في حوال الثالثة عشرة من عمره عام 1933 ولمدة خمس سنوات, عاش مع اليهود القرائين من أمثال مسعودة, وعبد الواحد وفرج وليشع, ويوسف درويش أحد مؤسسي الحزب الشيوعي في مصر.. وغيرهم كثيرين(2).

فهل كان لحياة عبد الناصر في حارة اليهود علاقة بانتمائه وميوله للماركسية والماسونية؟ أم كان هذا من شأن المرأة اليهودية..؟ وهل كان عدم إيمان جمال عبد الناصر بالله واليوم الأخر.. (كما ذكر صديقه محمد حسنين هيكل في كتبه).. بسبب نشأته في تلك البيئة المسمومة..؟.


الهامش:
(1)( اليهود والماسون في مصر- صفحة 163).
(2)( يهود مصر- بارونات وبؤساء صفحة 21).

يتبع بمشيئة الله .....................

النشاط الماسوني منذ عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر (صـ: 48 - 49).

أنور السادات:

توجهت واحدة من الجمعيات التبشيرية التي سمحت لها الحكومات العلمانية المصرية, وهي وحدة طبية إنجليزية إلي قرية مصرية فقيرة تسمي ((ميت أبو كوم)) بحجة تقديم مساعدات صحية إلي سكان القرية, وكان رئيس الوحدة طبيب إنجليزي يدعي ((فيتز باتريك))

طلب رئيس الوحدة أحد المواطنين من سكان القرية يتحدث اللغة الإنجليزية.. فتقدم لهم مواطن فقير من أسرة يعمل أفرادها عبيداً للسادة الكبار.. ويدعي ((محمد الساداتي)).. وهناك تزوج ((الساداتي)) من امرأة من أواسط إفريقيا تدعي ((ست البرين)) مجهولة الهوية والجنسية ذات تقاطيع زنجية.. وبعد أن تزوجها ((محمد الساداتي)) أنجب منها ابنه(( أنور الساداتي)) الذي غير اسمه بعد قيام الثورة(1).

وعاش الطفل(( انور السادات في حياة متدنية فقيرة جعلته هزيلاً ضعيف البنية مما جعله يبدوا صيداً ثميناً وسهلاً لهذه الوحدة التبشيرية, ركز مستر((باتريك)) نظره واهتمامه بهذا الطفل وتولي رعايته حتي حصل علي شهادة التوجيهية, ثم قدم مستر ((باتريك)) توصية خاصة إلي مدير الكلية الحربية لقبول ((أنور السادات)) طالباً في الكلية.

والمعروف أن الكلية الحربية في مصر آنذاك لم تكن تقبل سوي ((أبناء طبقة الأعيان)) والتي تمتلك عائلتة علي الأقل عشرين فداناً. وأنه لمن المستحيل أن يتم قبول طالب من طبقة العبيد في الكلية الحربية إلا ((لأسباب معينة)).

ويعلل محمد حسنين هيكل دخول(( السادات)) و((عبد الناصر)) الكلية الحربية في ذلك الوقت قائلاً ((إن معاهدة 1936 سمحت ببناء جيش كبير وقبول شباب من أمثال ((جمال عبد الناصر)) و((أنور السادات))(2).

وهذه أسباب واهية ضعيفة وغير مقبولة ذلك لأن قانون قبول أبناء الأعيان ظل يعمل به حتي بعد أن قامت ثورة 23 يوليو, والثورة نفسها هي التي أوقفت العمل بهذا القانون وليست معاهدة 1936.

وأصبح ((أنور السادات)) ملازم ثان, وبالرغم من تعاليم الجيش المصري التي تمنع الاتصال بأجانب, إلا أن السادات كان علي اتصال بجاسوسين ألمانيين هما ((أبلر)) و ((ساندي)). وكان يقابلهما سراً في عوامة في النيل تملكها ((حكمت فهمي)) ويعترف السادات في ((البحث عن الذات)) بأن فتيات يهوديات عاهرات كن يحضرن لهذه العوامة ثم قبض علي ((السادات)) في ظروف غامضة وظهر شخص غريب يدعي ((حسن عزت)) وورط ((السادات)) مرة أخري في خلية ((تباشر نشاطاً خفياً)) ولم يذكر لنا ((محمد حسنين هيكل)) ما هي هذه الخلية وما هو ذلك النشاط الخفي. وقبض علي ((السادات)) وقدم إلي محكمة عسكرية وصدر حكم بطرد ((السادات)) و((حسن عزت)) من الجيش.

ويقوم ((حسن عزت)) بعمل خطة لتزويج السادات المتورط والمطرود من الجيش من فتاة جميلة تدعي ((جيهان...)) والأدهي من ذلك أن يقدم حسن عزت 80 جنيهاً ذهبياً للسادات ليقدمها مهراً لها.. لماذا كل هذا؟.. و((جيهان)) هذه في السادسة عشرة من عمرها وأمها مجهولة الجنسية تدعي ((جلاديس)) ويعترف الرجل الذي يقول أنه والدها أنه يعتقد ((أن أمها من مالطة)).. أمر غريب وشخصيات أغرب وحكايات تدعو للشك والريبة في تاريخ وماضي مشبوه لتلك الشخصيات الغامضة. وتزوج أنور السادات جيهان السادات(3).

وفي الجزء الأول صفحة 317-318 من دائرة المعارف الماسونية المصورة يشهد حنا أبو راشد (( أن المجلس الماسوني السامي الثالث والثلاثون السوري العربي اجتمع في يوم 21-2-1978 وقرر اعتماد الأخ أنور السادات كأستاذ أعظم شرفي في المحفل الماسوني الأكبر السوري العربي(4).أهـ

قلت: بالطبع كل ما ذكره الكاتب عن الرئيس البطل الشهيد أنور السادات لا يناقض كونه من كسر اليهود وأذلهم وربما ما حدث مع الرئيس الراحل أنور السادات من دخوله الماسونية كان لعدم علمه بأهدافها الحقيقية ؛ فالماسونية لا تُظهر وجهها الحقيقي في المجتمعات التي تعيش فيها؛ فهي تظهر بوجه الإصلاح والتنوير والتثقيف والتعليم والتضامن الإجتماعي وغير ذلك من الأهداف المعلنة من قبل هؤلاء القوم فهي تُظهر عكس ما تبطنه للأمم والشعوب؛ وإلا كيف يستقيم كون الرئيس السادات واحد من هؤلاء ثم يكون منه ما كان في حرب 73؟!

الهامش:
(1)(خريف الغضب- محمد حسنين هيكل).
(2)(المرجع السابق).
(3)(المرجع السابق).
(4)( صحوة الرجل المريض).


يتبع بمشيئة الله ....................

النشاط الماسوني منذ عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر (صـ: 49 - 51).

الإعداد للثورة:

استعدت مجموعة الضباط من بينهم ((جمال عبد الناصر)) و((أنور السادات)) لإنهاء حكم أسرة ((محمد علي)) بانقلاب عسكري أطاح بآخر ملوك الأسرة.. الملك فاروق)).

وكان لابد للقيام بهذا الانقلاب أن يقوم هؤلاء الضباط بتهيئة الظروف في مصر لاستقبال هذه الحركة الخطيرة..وتصادف أن الملك ((فاروق)) كان قد خرج إلي فرنسا ليقضي شهر العسل مع زوجته ((ناريمان)) في شهر رمضان المبارك... وفي هذه الفترة حدث أمر غريب, حيث هربت أمه مع أخته الأميرة ((فادية)) مع شاب قبطي مصري متجهين إلي أمريكا حيث تزوجت ((فادية)) من الشاب القبطي.

واستغل الضباط تلك الاحداث واثاروا الطلبة اتباعهم المنتمين إلي التنظيمات السرية في يناير 1952 للقيام بمظاهرات في الجامعات المصرية وفجأة تمزقت صور الملك ((فاروق)) وتلقي علي الأرض ليدوسها الطلبة بأقدامهم. وهتف الطلبة هتافات معادية للملك ((فارق)) لأول مرة منذ أن اعتلي عرش مصر ووصفوا بيته بالدعارة وطالبوه بالعوده إلي أنقره. علماً بأن الشعب المصري كان متعاطفاً مع الملك ((فاروق))

أما ((جمال عبد الناصر)) فكان منهمكاً في تدبير مؤامرة أخري لم يحدث لها مثيل من قبل ولا من بعد... وهي حرق مدينة القاهرة, بمعاونة واحد من رجال المخابرات المركزية الأمريكية في مصر ويدعي (( كيرميت روزفلت))(1). تمهيداً لقيام الثورة ولإقناع الجميع بأن الأمن غير مستتب في مصر.(قلت: وهذا لا ينافي أن الإخوان اشتركوا في حريق القاهرة فعبد الناصر في الاساس كان منهم.)

وخرجت جموع الشباب الموالي لعبد الناصر وتجمعوا بنظام في ميدان عابدين منذ التاسعة صباحاً, وتقابلوا مع بعض رجال بلوكات النظام الذين خرجوا هم أيضاً متظاهرين ومعهم أسلحتهم احتجاجاً علي ما أصاب زملاءهم في الاسماعيلية من المعارك الضارية مع القوات البريطانية في القنال.

وفي ظهر يوم 26 يناير 1952 هاجم فريق من المتظاهرين كازينو الأوبرا, وبطريقة منظمة أشعلوا فيه النيران, فقد كان مع الطلبة كميات من البترول والبنزين والكحول ... وكل طالب يعرف دوره والمحل الذي سيشعل فيه النيران... واشتعلت النيران فجأة في ذلك اليوم في 300 محل تجاري و13 فندقاً و40 داراً للسينما و73 مقهي ومطعماً وصالات عرض منها محلات جروبي والأمريكين و16 نادياً و...(2).

والواضح جداً أن هذه الجريمة التي ظهرت فجأة أنها مفتعلة ومدبرة لإيهام الشعب أن الحكومات الحالية ليست علي مستوي المسئولية لحماية الأمن والنظام مع إثارة الروح الوطنية في ذلك الوقت بسبب معارك قناة السويس العنيفة مع الانجليز. وهكذا بدأ عبد الناصر التمهيد للثورة بتنفيذ جريمة لم يحدث لها مثيل من قبل ولامن بعد في مصر أو في غير مصر.

ويقول الدكتور ((إبراهيم عبده)) إن جمال عبد الناصر تلقي مبلغ 3 ملايين جنيها من الرئيس امريكي ايزنهاور عداً ونقداً (3).

ويؤكد((أحمد حمروش)) من رجال الثورة بأن ((محمد حسنين هيكل)) كان حلقة الاتصال بين جمال عبد الناصر وأمريكا (4).

أما الرئيس ((محمد نجيب)) فيذكر في كتابه ((كلمتي للتاريخ)) لقد فوجئت بعد الثورة برجل أمريكي يدعي ((كيرمت)) في مكتب ((جمال عبد الناصر)) ويقول السيد ((خالد محي الدين)) كان ((عبد الناصر)) علي علاقة سرية بالمخابرات الأمريكية,

والمعروف أن النظام العلماني العالمي الجديد لن يسمح لأي فرد بأن يتولي السلطة في بلد إلا ويكون تابعاً أو عضواً في التنظيمات السرية كالماسونية أو الروتاري أو الليونز .. وبذلك يصدق القول بأن أمريكا كانت علي علم بالثورة المصرية منذ البداية, وأنها هي التي تعهدت بحماية ربيبها الملك فاروق الماسوني أيضاً, كما أنها هي التي منعت الانجليز من التحرك إلي القاهرة حفاظاً علي الثورة, ولأنها هي التي ساعدت رجال الثورة علي حرق القاهرة, وأنها أمدت جمال عبد الناصر بالمال سراً, وأن ثورة يوليو 1952 هي ثورة ماسونية علمانية أمريكية مائة في المائة.

الهامش:
(1)(مقدمات ثورة 23 يوليو- عبد الرحمن الرافعي).
(2)المرجع السابق.
(3)(تاريخ بلا وثائق).
(4)( قصة ثورة 23 يوليو-صفحة 180).

يتبع بمشيئة الله ..................

النشاط الماسوني منذ عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر (صـ: 51 - 52).

أين أموال الشعب:

وبدأت الثورة بإصدار قانون الإصلاح الزراعي, وقانون التطهير الذي تم بمقتضاه فصل آلاف من المواطنين من وظائفهم.. ثم قوانين محكمة الثورة, وعن طريقها أعدموا وسجنوا وصادروا أملاكاً وأموالاً طائلة وقضوا علي الزعامات الوطنية وصفُّوا أعلام مصر وحماتها وحملة مشاعل الحرية فيها.

ثم حلت الثورة الأحزاب, ولكنهم- بذكاء- أبقوا علي _((جماعة الإخوان المسلمين)).. ولم يكن يدري أحد ماذا يخبئون لهذه الجماعة.. بل إنهم حاكموا (( إبراهيم عبد الهادي)) للإيهام وكذلك قتلة الشيخ –حسن البنا (قلت: نبهنا على مثل هذا الكلام قبل ذلك بفضل الله.) .. واستثنت الثورة أيضاً جميع أندية الروتاري والليونز والأدفنتست وشهود يهوه والمحافل الماسونية من هذه القرارات أيضاً.

وصادرت الثورة ممتلكات أسرة ((محمد علي)) ثم جمعت المجوهرات التي كانت في الاسكندرية فقط في 37 صندوقاً سعة الصندوق متر مكعب.. أما عدد التحف والمجوهرات الثابتة في ملفات وزارة الثقافة فبلغ ععدها 11247 قطعة ثمينة, تمثل ربع الكمية الرهيبة لمجموع المجوهرات التي صودرت..(1).

ولقد صادرت الثورة المجوهرات لصالح الشعب المصري, وقد كانت كافية لحل مشاكل مصر كلها.. ومن حق الشعب المصري أن يعرف, أين ذهبت هذه المجوهرات؟ لقد نهب زعماء الثورة تلك الثروات, ولو طبقنا قانون من أين لك هذا؟ لعرفنا كيف كون هؤلاء الناس كل تلك الثروات الطائلة. ولقد بدأت تظهر من كبار المسئولين في مصر من اللصوص والمختلسين والمرتشين..

يقول الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي في عدد الأهرام 12-3-1986 ((من حق الشعب أن يعرف أين ذهبت أموال الشعب المصري؟.. أين ذهبت أموال المخابرات العامة؟ وكيف أصبح بعض ضباط المخابرات السابقين من زبانية التعذيب وأعداء الإنسانية, اليوم أصحاب الملايين. فلبعضهم شركات ملاحة وشركات تصدير واستيراد وعمارات وأموال لا تعد ولا تحصي ومن حق الشعب علي الحكومة أن ترد له أمواله التي هربت والتي قيل ((إنها تبلغ 120 مليار دولار)) في ذلك الوقت.


الهامش:
(1)(مجوهرات أسرة محمد علي والأربعين حرامي- صفحة 22).

يتبع بمشيئة الله ...................

النشاط الماسوني منذ عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر (صـ: 52 - 54).


المحافل الماسونية:

لقد تأكد لعملاء الصهيونية العالمية من الماسونيين بعد عام 1948 وخاصة في مصر أنهم خدعوا وضللوا, وبات واضحاً للجميع بعد حرب فلسطين أن الماسونية كانت تهدف لقيام دولة إسرائيل وبذلك افتضح أمر هذه التنظيمات الصهيونية السرية.. ومن الواجب الآن أن يعلن عن نهاية هذه التنظيمات, ويكتفي بالأندية البديلة التي أنشئت لهذا الغرض لكي تحل محلها وهي (( أندية الروتاري والليونز)).. وغيرها.

وكان ((عبد الناصر)) قد حضر اجتماعات في المحافل الماسونية, بل إنه رأس اجتماعاً ماسونياً عام 1958 ولما افتضح أمره نشرت الصحف المصرية يومها تحقيقات بخصوص هذا الموضوع.

وفي أبريل عام 1964 قام ((عبد الناصر)) بغلق المحافل الماسونية في مصر.. ويفاجأ الشعب المصري بهذا القرار, ويتسائل رجل الشارع ما هي الماسونية؟.. ولماذا لم نسمع عنها في الصحف أو الإذاعات من قبل؟ هل كانت تعمل سراً وفي الخفاء؟ وكيف سكتت عليها الثورة حتي الآن ولماذا؟ وإلي من تنتمي هذه المنظمة؟.. هل هي أمريكية أم فرنسية أم إنجليزية؟.. أم إنها يهودية أو إسلامية أو مسيحية؟.. لقد كان عدد المحافل الماسونية التي أغلقت أبوابها نتيجة ذلك القرار 26 محفلاً فكيف قامت هذه المحافل؟.. وأين هم الماسون الآن؟ علماً بأن عددهم يزيد علي مئات الآلآف؟ ولماذا لم يقدموا للمحاكمات؟.

وكان تعليل أسباب الغلق الذي أذيع علي الناس أن هذه المحافل رفضت العمل تحت إشراف وزارة الشئون الإجتماعية والعمل المصرية. نعيد السؤال مرة أخري..وتحت أي إشراف كانت تعمل هذه التنظيمات السرية من قبل؟.. وإلي أي جهة كانت تنتمي؟

وإذا كان عبد الناصر قد أغلق هذه المحافل؟ فلماذا ترك أندية ((الروتاري والليونز)) والأندية الأخري المنتشرة في جميع أنحاء مصر حتي أيامنا هذه؟

وهل يصدق أن جرة قلم من ((جمال عبد الناصر)) تخفي أثر أكبر تنظيم سري صهيوني في العالم؟ وبعد أن أصدر ((عبد الناصر)) قرار الغلق , إلي أين ذهب مئات الآلآف من الماسونيين أعضاء هذه المحافل؟.. وهل توقف نشاطهم؟ وهل تخلوا عن أهدافهم الخبيثة الخطيرة؟ وأين هي وثائقهم السرية ومحاضر إجتماعاتهم؟

ألم يقوموا بخيانة الجيش المصري أمام عرابي باشا, وتسببوا في هزيمة الجيش ودخول القوات البريطانية إلي القاهرة..؟ وهل ينكر أحد دورهم الخفي في إفساد المجتمع المصري, ونشر الانحلال والفقر والجهل والمرض في صفوف أبناء الشعب المصري؟.

هل قدمهم ((جمال عبد الناصر)) للمحاكمة وفعل فيهم ما فعله في الإخوان المسلمين؟.. مع وجود فارق كبير.. فقد كان شباب الاخوان يجاهدون في سبيل الله والوطن وكانوا يعملون علي اصلاح المجتمع المصري.. في الوقت الذي كان فيه الماسونيون يتحالفون سراً مع اليهود والانجليز وكل أعداء مصر ويفسدون البلاد والعباد (قلت: لا فرق طبعاً بين الإخوان والماسون إذن أن الإخوان أنفسهم صناعة ماسونية؛ وقد بينا قبل ذلك سبب دفاع الكاتب عنهم).

وأبسط شئ كان المفروض اتخاذه ضد هذه التنظيمات الصهيونية هو تقييد نشاطهم السياسيي أو الاجتماعي ومنعهم من التدخل في السياسة والشئون العسكرية والادارية والاقتصادية وغيرها.

وهل ينسي أحد موقفهم الاجرامي والمزري والمخزي ضد شباب مصر المسلم أثناء وجوده في حرب فلسطين 1948..؟ ألم يعتقلوهم بالجملة ويتركوهم مع الكلاب المسعورة تنهش لحومهم ثم ينتهكون أعراض بناتهم واخواتهم وأمهاتهم أاثناء تأدية الواجب الوطني ضد اليهود في فلسطين؟.

وأين ذهب الماسونيون العلمانيون بعد غلق محافلهم؟.. لا يختلف اثنان في أنهم انضموا إلي أولاد أعمامهم في أندية ((الروتاري)) و((الليونز)) و((شهود يهوه)) يمارسون نفس نشاطهم السري في محافلهم؟ ولا زالوا يعملون فيها بجد ونشاط حتي الآن.

يتبع بمشيئة الله ..............

النشاط الماسوني منذ عهد محمد على حتى جمال عبد الناصر (صـ: 54 - 55).

القضاء علي الزعامات الوطنية:

قلنا إن الثورة حلت جميع الأحزاب في مصر, وفطن رجال الثورة إلي الآثار السيئة التي تترتب علي ترك مصر وشعبها بدون أحزاب أو هيئات تكون بمثابة زعامات وقيادات للجماهير.. فصدر قرار بإنشاء هيئة جديدة أطلق عليها اسم ((هيئة التحرير)). وانضم إليها كل تجار السياسة والانتهازيون والمنافقون واللصوص وهم أساساً من الماسونيين السابقين.

ولما كانت الهيئة قد بنيت علي أساس هش ضعيف فإنها فشلت وحلت عام 1954 بعد أن لاقت فتوراً ونفوراً من أبناء الشعب.

وكرر ((جمال عبد الناصر)) التجربة وأنشأ ((الاتحاد القومي)) بنفس الاسلوب ونفس الطريقة ولكنه فشل أيضاً. في ذلك الوقت وبناء علي هذا التخبط بدأت تظهر علي المجتمعات المصرية روح التفكك والخمول واللامبالاه..وهي أمراض اجتماعية خطيرة تؤدي إلي التخلف والإنحطاط وغيرها وغيرها.

وتدارك رجال الثورة ذلك.. فظهر ((الاتحاد الاشتراكي العربي)) والذي بني علي نفس أعضاء ((هيئة التحرير)) و((الاتحاد القومي)).. وبذلك أصبح الاتحاد الاشتراكي وكأنه وكر تجمع فيه تجار السياسة وأرباب السوابق والانتهازيون الذين اشتهروا بالنفاق والانحراف والتطرف في وقت غاب فيه القانون وضعفت القيادة واختفت الرقابة.. وكان ذلك بداية لانتشار الفساد والفوضي في البلاد بصورة أخطر.

وقامت الوحدة مع سوريا, ثم فشلت الوحدة.. واستغل ((جمال عبد الناصر)) ذلك الموقف وعلل فشل الوحدة بسوء تكوين ((الاتحاد الاشتراكي)) وصدر الأمر بحله, ثم أعاد تشكيله بنفس الاسم وبنفس الأعضاء الذين ازدادوا خبرة في الفساد.. وبدأت الأمراض الاجتماعية تتفشي في البلاد رويداً رويداً. وبناء علي هذا التضارب والتخبط .. حدث تفكك بين أفراد الشعب ووحداته وبدأت تختفي القيادات الشعبية والزعامات الوطمية تماماً.

يتبع بمشيئة الله ................