موقع د. محمود صبيح

الأخ الفاضل (أحمد ماهر بدوي) :

الأخ الفاضل (لطيف) :

أعزكما الله وبارك فيكم وجزاكما الله خيًرا ويسعدني دائمًا هذا المرور الكريم.

يسعدني ويشرفني متابعتكم يامولانا أعزكم الله وكذا مروركم الكريم.

بارك الله فيكم سيدي الشريف فضيلة مولانا الدكتور محمود وكل عام وأنتم بألف ألف ألف خير وسلام وأمن وأمان.

وكان للألمان في مصر نصيب من الماسونية , فأسسوا محفل (جرمانيا), وقد نشرت الجريدة الماسونية تحت عنوان"محفل جرمانيا الموقر بالإسكندرية" في عام 1904خبرًا يقول :

"سيفتتح بالإسكندرية محفل جديد بعنوان جرمانيا تابع لشرق برلين برئاسة الأخ المحترم المستر كبمنر , وسيتولي مركز الخطابة فيه الأخ المستر بلوم , وأن الغرض من إنشائه هو مساعدة بني الإنسان , فنسأل لهذا المحفل الجديد التقدم السريع حبًا بالفائدة المطلوبة وسننشر عن أعماله ما يصلنا عنه بالتفصيل".

وبعيداً عن الصبغة الأجنبية فقد تأسس شرق ماسوني مصري عرف ب (الشرق الأعظم الوطني المصري).

وإن لم يكن بالإمكان تعيين سنة الاستقلال المحلى للماسونية المصرية , إلا أنه يمكن تحديده بعام 1864 , ذلك العام الذي حصل فيه الماسوني "اسكاروترا" على تفويض من المجلس السامي الإيطالي للدرجة 33 للمملكة الإيطالية فرع وادي النيل , بناء على وثيقة غير مؤرخة ذكرت ديباجتها الأولى تاريخ إنشاء هذا المحفل الجديد بعام 1864 , وليس 1865 كما يزعم البعض.

وكان داخل هذا الشرق مجلسا أعلى للطرق يقرر قانونيتها , ويقبل منها من تتوفر فيه الشروط الشرعية , وعلى أساس هذه الشروط انضمت الطريقة السويدية إلى سلطة مشرق مصر . وتقرر في جلسته المؤرخة بالثاني من أغسطس 1877 تأسيس المحافل الإقليمية الكبرى الآتية :

1- المحفل الأكبر الأقليمي للدلتا الغربية ومركزه الإسكندرية .

2- المحفل الأكبر الإقليمي للدلتا الشرقية ومركزه طنطا .

3- المحفل الأكبر الإقليمي لمصر العليا ومركزه أسيوط .

وهكذا , اتفقت الآراء في 25 سبتمبر 1877 على نقل المحفل الأكبر الوطني من الإسكندرية إلى القاهرة , وفي 25 مايو 1879 وضعت القاهرة معهدة حددت فيها حقوق وواجبات كل من الهيئات الماسونية الموجودة بمصر , وهى: المحفل الأكبر على الطريقة اليوريكية , والمجلس السامي واتخذ له طريقة ممفيس خوفاً عليها من الضياع .

يتبع إن شاء الله.

وتأسست شروق الأقاليم التي رعت بدورها المحافل التابعة لها ، وقد ورد في أحد التقارير الماسونية كافة الشروق العاملة بالأقاليم المصرية، وهي (شرق القاهرة-شرق المنصورة-شرق طنطا- شرق كفر الزيات-شرق بور سعيد-شرق الأسكندرية-شرق أبو قير-شرق المنيا-شرق السويس) وهي شروق صغيرة عملت تحت لواء المحفل الأكبر الوطني المصري .

وكانت الخلافات تتفشى من وقت لآخر بين جنبات المحفل الأكبر الوطن المصري لأسباب مجهولة يصعب استنتاجهالغياب الوثائق.

حتي أن وصل الأمر إلى حد حرق المحفل الماسوني علي يد الماسون المعارضين ، كما حدث في الثلاثينات في عهد الأستاذ الأعظم "عبد المجيد يونس"، ومن الواضح أن أخطاء عبد المجيد يونس لم يغفرها له إخوانه الماسون .

وحينما تأزمت ظروف الإنجليز ، تقرر تشكيل (المشرق الماسوني الأعظم لمصر والسودان).

وبالتالي تمت السيطرة علي كل المحافل الماسونية في مصر والسودان نظرا لكثرة الشروق الماسونية التابعة لأكثر من دولة أجنبية في مصر والسودان ، وقد تشكل المشرق في عام 1899،وكان أحد أساتذته العظام "هوراتيوهيربيرتكتشنر" مؤسس محفل (جريسا رقم 1105) في عام 1890،عندما بدأ العمل علي النمط الإنجليزي.

وبعد قيام الثورة المصرية في عام 1952، بدأ الإختفاء التدريجي للمحافل الماسونية يتزايد بعد أن كان تدريجيا منذ عام 1948،فانسحب الكثير من الأعضاء الماسون ، وخاصة من المصريين والبريطانيين والأجانب أصحاب الوظائف المهمة في الجيش البريطاني ، كما انسحب بعض المسؤلين في الحكومة المصرية ، وآثر الأجانب مغادرة البلاد وممارسة النشاط الماسوني في بلادهم .

واستمرت الحال هكذا حتي أزمة السويس1956 ، عندئذ بدأت المحافل الماسونية الأجنبية في التوقف ونقل نشاطها إلي خارج مصر ، أو إنهاء العمل بصورة نهائية .

إلا أن المحفل الأكبر المصري كان لا يزال يعمل ويريد الإستمرار ، وحاول مرارا تأمين نشاطه بكل الوسائل ، حتي وإن كان ذلك بالتنازل عن شخصيته التنظيمية ، وتسجيل نفسه كجمعية أهلية تابعة للدولة المصرية ، علي أمل أن تتركه الدولة ليمارس النشاط كعهد الماسونية بمصر منذ القرن التاسع عشر.

ولكن ارتياب الحكومة المصرية من نوايا الماسونية جعلها تقرر إنهاء الوجود الماسوني في الجمهورية العربية المتحدة عام 1964.

يتبع إن شاء الله.

الماسونية في السودان :

بعد تأسيس المشرق الماسوني الأعظم لمصر والسودان في عام 1899 , أصبح الإشراف علي المحافل السودانية مباشرا"من خلال ذلك المشرق الجديد , والذي ربما أنشأته إنجلترا رغبة منها في فصل الماسونية في السودان عن مصر بشكل مباشر عن مشرك جديد يخضع لرقابتها .

وأصبح المحفل يعمل علي النمط الإنجليزي , ويجلس علي سدة الأستاذية فيه قادة في الجيش البريطاني في معظم الأحيان , فأحد أساتذته العظام هو "هوراتيو كاربرت كتشنر" الذي ورث منصبه السير" ريجنالد وينجت" حتي عام 1920 , وخلفه "جون لانجلي" وكان عضوا في كافة المحافل المصرية حتي مات في عام 1923 , وتلاه السير "لي ستاك" عام 1924 قبل أن يمارس أي من مسؤلياته الماسونية , فخلفه القائد العسكري "ويلسون" في عام 1926 وحتي عام 1933 .

وكانت العلاقات جيدة بين المحافل المصرية والمشرق الأعظم لمنطقة مصر والسودان , يتراسلون للتهاني ويتبادلون النصح والإرشاد , والحث علي المزيد من القوي التي يجب أن يعطيها للماسونية في مصر والسودان كما عمل أسلافه من الإنجليز, مثل "رفاييل برج" أحد الآساتذة العظام لمحفل الوطني المصري , وقنصل بريطانيا في مصر في عهد "إسماعيل" , فالرعاية الإنجليزية للماسونية في مصر قديمة العهد .

نصب الأسقف "ل.هـ .جوين"عام 1933 أستاذا للمشرق وساعده بكفأة نائبه الأسقف "ف.ف.جونستون" وكان "جوين"يملك رضا ماسوني المنطقة , فواصل أعماله حتي أحس أن أعماله الأبرشية ورئاسة المنطقة الماسونية تشكل عبئا عليه في سنه المتقدمة , فعاد إلي انجلترا ليمارس أعماله الماسونية من هناك حتي مات في عام 1957 بمدينة إبينج بإنجلترا , وكان عمره آنذاك 94 سنة , فخلفه نائبه "جونستون"آخر استاذ أنجليزي للمشرق الماسوني الأعظم لمنطقة مصر والسودان , وعين "ب.ج.هاربور"نائبا له في السودان, وازدهرت المنطقة في عهده حتي عام 1956 .

وعلي غرار كل الإنجليز في مصر الذين تركوها , طلب الأسقف أن يتركها , ومع ذلك مارس نشاطه بصورة عادية فألقي الخطب في محافل مصر وواظب علي الزيارات , لكنه مات في سبتمبر 1963 , ليترك أعماله لشخص سوداني يدعي "محمد صالح الشنقيطي" وهو الذي شغل منصب أستاذ أعظم المنطقة الماسونية بعد ذلك , وتم تكريسه في المحفل الماسوني بالخرطوم في فبراير 1961 , وكان من المعتاد أن يكون نائب الأستاذ الأعظم موجود في الخرطوم والأستاذ الأعظم في مصر , ولكنها كانت المرة الأولي التي يكون فيها الأستاذ الأعظم سودانيًا ويتم تكريسه في الخرطوم , وفي عهده انفصلت الماسونية المصرية عن السودان , نظراً لمنع الماسونية في مصر ..

وهكذا نالت السودان شرفاً ماسونياً ولكن مات "الشنقيطي" حينما كان يقوم بشعائر الحج أثناء فترة أستاذيته عام 1968 بعد إصابته بنوبة قلبية حادة (131) . وعين نائبه "يحي عمران" أستاذاً , وواصل أعماله حتي منعت الحكومة السودانية الماسونية في عام 1970 .

يتبع إن شاء الله.