في 4 سبتمبر 2008 ألقى "ديختر" وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) محاضرة أشار فيها إلى التدخل الإسرائيلي في دارفور ، كما ركز على المبادئ التي تنتهجها إسرائيل في السودان.
وصرح بأن "السودان العمق الاستراتيجي لمصر ، فكان لابد من العمل علىق إضعافها وعدم تمكينها من أن تصبح دولة موحدة قوية ، لأنه يُعد من ضرورات الأمن القومي الإسرائيلي".
إن الدور الإسرائيلي في إشعال الصراع في جنوب السودان انطلق من مرتكزات أقيمت في إثيوبيا وأوغندا وكينيا والكونغو الديموقراطية بتفجير بؤر وأزمات في الجنوب السوداني.
وفي 28 يونية 2010 نشرت صحيفة بديعيوت أحرونوت الإسرائيلية تقريراً عن أزمة مياه النيل ، قالت فيه : إن اتفاق دول حوض النيل يناقش حالياً الظلم التاريخي مرة أخرى ، لنقل المزيد من المياه من النيل لبلدان شرق إفريقيا على حساب مصر والسودان.
وتشير صحيفة الكيان الصهيوني هذه إلى قيام إثيوبيا وتنزانيا وأوغندا ورواندا في إبريل عام 2010 ولحقت بهم كينيا بعد شهر واحد بالتوقيع على اتفاقية جديدة للإطار التعاوني لدول حوض النيل - تحرم مصر والسودان من حقوقهما التاريخية في مياه النيل - ولم توقع بوروندي والكونغو على الاتفاقية كما كان متوقعا في ذلك الوقت.
وبما أن الاتفاقية تحتاج إلى تصديق ست دول فقط ظلت غير قادرة على الدخول لحيز التنفيذ إلى أن قامت دولة بوروندي بالتوقيع.
وقفت دولة بوروندي مع دول المنبع الأخرى في اتفاقية الإطار التعاوني هذه ووقعت على بيان كينشاسا معها وتعهدت بالتوقيع على الاتفاقية .
ولكن بوروندي تراجعت عن موقفها المؤيد للاتفاقية ولم توقع عليها عندما عندما وقعت دول المنبع الأخرى ، كما أنها لم توضح موقفها من الاتفاقية.
ثم فجأة قررت بوروندي التوقيع بعد أكثر من عشرة أشهر من توقيع الدول الأخرى ، وذلك في الثامن والعشرين من فبراير 2011.
فالأفعى الصهيونية متغلغلة في قلب إفريقيا خاصة دول حوض النيل والقرن الإفريقي ككل.
فالأمر متعدي إثيوبيا بمراحل.
الحلم الصهيوني في الاستفادة من ماء النيل ثم استخدامه في أي لحظة في جعل مصر من الواحات المفقودة كما كانت تحلم القوى المعادية لمصر في العصور الوسطى.
الأصابع الصهيونية هي المحركة على التحقيق لما يحدث في دول المنبع تجاه الإضرار بمصر.
لذلك يظهر لي والله أعلى وأعلم أن الكيان الصهيوني داخل في مقصد سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تصريحه الشهير أواخر مارس الماضي عندما قال عن نتاج التعدي على حقوق مصر المائية في نهر النيل - والكلام ليس قاصراً على إثيوبيا بل يتعداه لمن وما وراء إثيوبيا ومن يستخدمها كأداة - :
"وإلا هيبئا فيه حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد لا يتخيلها أحد ، ومحدش يتصور إنو يقدر يبئا بعيد عن قدرتنا".
فقطعاً لا ولن يغيب عن صانع القرار المصري المحرك الحقيقي لما يحدث في دول المنبع.
ومن الضروري تنبيهه على أن الجميع سيدفع الثمن وأنه ليس بمأمن طالما يسعى للإضرار بمصر.
يتبع إن شاء الله.