موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 12 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 12:18 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر

ارشيف الفاتيكان هذا الارشيف الذي يضم كتب و مؤلفات تعود لالاف السنين و من جميع بقاع الارض

مكتبة الفاتيكان تعد من اقدم المكتبات في العالم تم تاسيسها سنة 1451 في عهد البابا "نيكولاس"

تضم المكتبة اليوم حسب ماصرح به 2 مليون كتاب و الاف المخطوطات و القطع الاثرية النادرة و التي بدا تجميعها من مختلف ارجاء المعمورة خلال عصر النهضة وأغلبها سرق من مكتبة الاسكندرية و المكاتب الاسلامية التي كانت تدمر و تخرب من قبل الجهلة و المتزمتين. المكتبة اليوم تضم مخطوطات و كتب بالغة اليونانية السيريانية اللاتينية و العربية و الاثيوبية و الفارسية.

و بالمكتبة قسم خاص بارشيف الفاتيكان السري تعود مخطوطاته و محتوياته الى مئات و ربما الاف السنين قبل الميلاد، هذا الارشيف فقد منه جزء معتبر و مهم خلال نقله الى فرنسا مابين 1810الى 1815

وتتهم الفاتيكان الماسونية بوقوفها وراء سرقة جزء مهم من الارشيف، هذا و يحاط الارشيف بسرية كبيرة و غموض كبير حول محتويات مخطوطاته و كتبه، ولم يكن يسمع به أحد و لم يتحدث عنه اي شخص اكاديمي او باحث في المؤامرة من قبل الى ان تطرق اليه و لو بشكل غامض الروائي الامريكي دان براون في روايته الشهيرة التي أذهلت العالم حول شفرة دافنشي ليبدا الهوس و التساؤل حول محتويات الارشيف السري للفاتيكان، و على مايبدو نجح (دان براون) هذا الرجل الغامض بروايته العالمية في احراج الكنيسة و الفاتيكان
ليعرض لاول مرة جزء من الارشيف السري للفاتيكان في 1مارس 2012 و بطبيعة الحال ماعرض هو اشياء للتسويق الاعلامي فقط

لماذا يحاط الارشيف السري للفاتيكان بهذه السرية ؟
و لماذا تهتم الماسونية به و تسرق محتوياته؟


-على مايبدو ان الارشيف يحتوي القصة الحقيقية للمسيحية و الانجيل الحقيقي و تحريفه كما انه يحتوي على مايبدو على اشياء حول بداية الاسلام ايضا و هذا مايفسر ان هناك الكثير من الكرادلة و القساوسة الذين اسلمو سرا و ان هناك شخصيات كبيرة في الفاتيكان دخلت في الاسلام

فى واقع الامر ان المحرك الحقيقى وراء استقالة بندكت السادس عشر هى ان شمس الاسلام قد سطعت على قبة المبنى البابوى فى الفاتيكان ، وعملت فى أركانه بإعتناق خمس وثلاثون أسقفاً وقسيساً لدين التوحيد الاسلام منذ العام 2006، منهم من كتم إسلامه ثم استقال ، ومنهم من أقالته الكنيسه فى صمت ، وكان هذا الحدث المروع الدافع الرئيسى وراء اساءة بندكت السادس عشر للرسول الأعظم سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام ، والسبب الآخر والأكثر خطوره هو تسريب قساوسه يخفون إسلامهم وثيقه إنجيل قديم لمخطوطه تاريخيه آرميه لإنجيل يوحنا من ارشيف الفاتيكان السرى فيها اسم محمد خاتم الانبياء رسول الاسلام .

ثانيا سبب سرقة الماسونيين لجزء من الارشيف السري:

الماسونية الفرقة الغامضة التي لاتزال تحيرني الى اليوم، على مايبدو ان هذا الارشيف يحتوي على دلائل و اسرار و معارف سرية و خطيرة حاولت السلطة الدينية اخفاؤها عن عدوها و عن البشرية ايضا
فغالبية علماء اوروبا كانو من المنتسبيين للماسونية و على مايبدو ان الماسونيين كانت لديهم معرفة معينة قوية و غير مفهومة بالنسبة للعالم فاي تكنلوجيا متقدمة على مايبدو نسميها سحر
و هي نفس القصة التي اطلقناها على كتب الكابالا التي كان يبحث عنها الاباء المؤسسين للماسونية فرسان المعبد خلال فترة الحروب الصليبية

من أين يستمد هذا الأرشيف أهميته وحضوره الطاغي عالميا وأوروبيا؟

الجواب يعود بنا إلى البابوية ذاتها، تلك المؤسسة الهرمية الأقدم في العالم، والتي دعت كارلو كاستيليوني المؤرخ ومؤلف إحدى أفضل الموسوعات عن البابوية للقول: «مما لا شك فيه أن التاج الثلاثي الأطراف الذي يضعه الباباوات يرمز إلى النفوذ الذي يمارسونه في السماء والأرض والعالم السفلي». وقد كان نابليون بونابرت يعتبر البابوية إحدى أفضل الوظائف في العالم، ودعاها أدولف هتلر «إحدى السياسات الدولية الأكثر خطورة ودقة».

والشاهد أن الأرشيف السري يعكس حقيقة البابوية على مر التاريخ، حيث بدت من خلال مظهرين، أولاهما القيادة العالمية للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وثانيهما هو مظهر إحدى أقوى المنظمات السياسية على وجه الأرض، ذلك أنه بينما كان الباباوات يمنحون بركتهم لجماعة المؤمنين بيد، كانوا يستقبلون باليد الأخرى سفراء أجانب، ورؤساء دول، ويرسلون موفدين وسفراء بابويين في مهام خاصة.

52 ميلا من اللفافات ونحو 35 ألف وثيقة ومخطوط، غير ما هو ضارب في الخصوصية، تمثل ركيزة هذا الأرشيف، الذي هو بمثابة المستودع الخاص لما جرى في تاريخ البابوية، قبل أن تقوم دولة الفاتيكان بشكلها السياسي المعاصر غداة اتفاقية اللاتيران الشهيرة سنة 1929م.

هل تعرض هذا الأرشيف لمغامرات تاريخية؟

نعم حدث ذلك، ففي عام 1810 تم نقل وثائق الفاتيكان الأكثر سرية إلى باريس بأمر من نابليون، وأعيدت إلى الفاتيكان ما بين عام 1815 و1817، بعد أن فقد العديد منها، وهو أمر لا بد للمرء أن يربط بينه وبين التوجهات الثورية الفرنسية، والأصابع اليهودية، التي حركتها والجماعات الماسونية التي زخمتها، والعداء الشديد الذي أبدته للكنيسة الكاثوليكية، والذي كان من جرائه أن تعرض المئات من الكهنة والأساقفة الكاثوليك للقتل والترويع، وتعرضت ممتلكات الكنيسة في فرنسا للسطو والنهب والتأميم، وهذه قضية قائمة بذاتها في حاجة إلى مراجعة تاريخية موضوعية.

ما الذي يوجد داخل الأرشيف على وجه اليقين؟

علامة استفهام من الصعوبة بمكان الجواب عليها، ولا سيما أنه بخلاف المكتبة الرسولية للفاتيكان التي باتت منذ عام 1927 على اتصال وثيق بمكتبة الكونغرس الأميركي، وبخاصة في ما يتقاطع مع عملية تنظيم وتصنيف المكتبة بالشكل الذي تجري عليه مكتبة الكونغرس وطريقة حفظ الكتب، وعمليات الفهرسة ونظام البطاقات للمحفوظات، بما يعني أن ما بها أو غالبيته الغالبة معروف، فإن الحدود القاطعة لما هو داخل هذا الأرشيف غير معلومة أو محددة، إلا لعدد لا يتجاوز الأصابع، بعضهم بحسب روايات تروج كثيرا داخل الحاضرة نفسها، مرتبط بجمعيات سرية لها علاقة مباشرة بحاضرة الفاتيكان عينها مثل «الأوبس دي» (أعمال الله)، أو «جمعية بيوس»، وحكما فرسان الهيكل أو ما توارثها مع اختلاف المسمى، وغيرها من المنظمات السرية العتيدة، العميقة في أسرارها وتشابكات حضورها مع التاريخ والجغرافيا حول العالم، وفي أماكن انتشار الكاثوليكية المنتشرة بالفعل في قارات الأرض الست.

ما هي تبعات عرض الوثائق المائة الأخيرة؟

وهل ستكون مقدمة للكشف عن الكثير منها لاحقا؟ ثم الأهم ما هي القضايا الحساسة التي يثيرها هذا الأرشيف في بداية الأمر وآخره؟ الحديث يطول جدا، فنحن نتحدث عن «قلب التاريخ النابض»، أي الفاتيكان، والتعبير هنا للكاتب الإيطالي الكبير سيزار بافيزي، لكن يمكننا الإشارة وباختصار غير مخل إلى ثلاث قضايا بعينها فقط.

أولى تلك القضايا، موقف بابا الفاتيكان بيوس الثاني عشر (1939-1958) من المحرقة اليهودية، وهي قضية الصراع الأكبر بين اليهود حول العالم والفاتيكان، أولئك الذين يتهمون ذلك البابا بأنه تهاون بشأن محرقة اليهود أو في أفضل الأحوال لزم الصمت تجاه ما قام به هتلر في معسكرات أوشفيتز وما شابه.

لهذا السبب طلبت إسرائيل في 2009، وفي ديسمبر (كانون الأول) تحديدا، فتح الأرشيف الفاتيكاني السري العائد لفترة الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد قرار البابا بنديكتوس السادس عشر المضي قدما في دعوى تطويب سلفه البابا بيوس الثاني عشر. والمعروف أيضا في هذا السباق أنه بحلول عام 2002، وضع البابا يوحنا بولس الثاني حظرا على الوثائق الخاصة بحبرية البابا بيوس الثاني عشر، خصوصا تلك المتعلقة بالجدل الدائر بين الصهيونية والبابوية.

من جهته، تصدى الأب اليسوعي فيدريكو لومباردي لهذه الدعوة، وقد أشار إلى أن الوثائق الخاصة بحبرية البابا بيوس الثاني عشر تقع في أكثر من ستة عشر مليون صفحة، يتطلب تنظيمها فترة زمنية تتراوح بين ست وسبع سنوات، وهي مهمة شاقة ودقيقة، تتطلب جهدا وفترة زمنية غير قصيرة، لافتا في نهاية تصريحاته إلى شأن مهم بدوره، وهو أن الأرشيف السري هو أرشيف البابا، والقرار النهائي بشأنه بيد الحبر الأعظم، وعليه نتساءل: هل سنشهد تباعا وثائق أخرى تبرئ ساحة البابا بيوس الثاني عشر أم أن الفاتيكان لن يقيم وزنا للاعتراضات الإسرائيلية، ولا سيما أن «ساعة الفاتيكان تشير إلى توقيت مختلف عن التوقيت المعتمد في بقية العالم»، على حد تعبير غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في 15 يناير (كانون الثاني) 1973، غداة أول زيارة لرئيس وزراء إسرائيل إلى الفاتيكان؟

القضية الثانية التي تتقاطع مع الأرشيف السري والتي اشتعلت مؤخرا، تلك التي تتناول مسؤولية تركيا عما جرى للأرمن من مذابح في أوائل القرن العشرين، وهو الأمر الذي تنكره تركيا وتصر عليه أرمينيا.

في هذا الصدد يوجد من يؤكد أن لدى الفاتيكان وبالطبع في أرشيفه السري مكاتبات جرت بين البابا ليو الثامن عام 1896 يناشد فيها السلطان العثماني إظهار التعاطف ووقف العنف بحق المواطنين الأرمن. هذا الأمر أزعج بالفعل السلطات التركية ودعاها إلى التحقق من الأمر من خلال المسؤول عن أرشيف الفاتيكان السيد سيرجيو باجانو منذ عدة سنوات والذي لمح بالفعل إلى وجود وثائق سرية وشهادات عينية موثقة لجنود أتراك، حول ما جرى تحديدا لأطفال الأرمن، وجميعها حتما ستؤدي إلى تعميق كراهية أوروبية لتاريخ تركيا الماضي، وستؤثر على أي قرار من قبل الاتحاد الأوروبي لجهة قبول عضوية تركيا فيه بالسلب من دون شك، بل سيتجاوز الأمر ذلك إلى ما أطلق عليه حديثا «قوننة القوانين» الخاصة بالتعويضات التي يجب على تركيا أن تدفعها للأرمن.

أما القضية الثالثة والأخيرة في سياق الحديث عن الأرشيف، فتتصل وتنسحب على العلاقات الإسلامية - المسيحية وتاريخها، ومرجع الأمر ومرده أن ذلك الأرشيف السري حكما زاخر بالمئات إن لم يكن بالآلاف من الوثائق التي حصل عليها الكاثوليك الإسبان ومعظمها كان باللغة العربية، بعد أن أعادوا إحكام سيطرتهم على بلاد الأندلس، ولم تكن تعني للمحاربين الكاثوليك في ذلك الوقت شيئا، فتم إرسالها إلى مقر البابوية، وهذه بدورها تمثل ركيزة مهمة في فهم تقاطعات ما جرى تاريخيا وانسحابه على حاضر عصور أوروبا، إذ إن الحاضر هو الماضي عندما كان يتخلق في رحم الأحداث.



المصادر:
http://www.araminds.com/2013/10/blog-post_6.html
http://archive.aawsat.com/details.asp?s ... lLjunYrLIU

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 9:23 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23599

الفاضلة خلف الظلال :

عندهم صورة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم

روى البيهقي في دلائل النبوة (1/ 384ـ385) عن جبير بن مطعم قال :

لَمَّا بَعَثَ اللهُ- عَزَّ وَجَلَّ- نَبِيَّهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَظَهَرَ أَمْرُهُ بِمَكَّةَ خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا كُنْتُ بِبُصْرَى أَتَتْنِي جَمَاعَةٌ مِنَ النَّصَارَى، فَقَالُوا لِي:

أَمِنَ الْحَرَمِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالُوا: أَفَتَعْرِفُ هَذَا الَّذِي تَنَبَّأَ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

قَالَ: فَأَخَذُوا بِيَدِي فَأَدْخَلُونِي دَيْرًا لَهُمْ فِيهِ تَمَاثِيلُ وَصُوَرٌ، فَقَالُوا لِي: انْظُرْ هَلْ تَرَى صُورَةَ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ صُورَتَهُ.

قُلْتُ: لا أرى صُورَتَهُ.

فَأَدْخَلُونِي دَيْرًا أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ الدَّيْرِ، وَإِذَا فِيهِ تَمَاثِيلُ وَصُوَرٌ أَكْثَرُ مِمَّا فِي الدَّيْرِ،

فَقَالُوا لِي: انْظُرْ هَلْ تَرَى مِنْ صُورَتِهِ،

فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِصَفَةِ رَسُولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، وَصُورَتِهِ،

وَإِذَا أَنَا بِصَفَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصُورَتِهِ وَهُوَ آخِذٌ بِعَقِبِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم،

وَقَالُوا لِي: هَلْ تَرَى صِفَتَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالُوا: أَهُوَ هَذَا؟

وَأَشَارُوا إِلَى صِفَةِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: اللهُمَّ نَعَمْ، أَشْهَدُ أَنَّهُ هُوَ.

قَالُوا: أَتَعْرِفُ هَذَا الَّذِي أَخَذَ بعَقِبِهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ هَذَا صَاحِبُكُمْ، وَأَنَّ هَذَا الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ".

وروى رواية أخرى عَنْ هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ الْأُمَوِيِّ، قَالَ:

بُعِثْتُ أَنَا وَرَجُلٌ آخَرُ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى [هِرَقْلَ] صَاحِبِ الرُّومِ نَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا الْغُوطَةَ- يَعْنِي دِمَشْقَ

فَنَزَلْنَا عَلَى جَبَلَةَ بْنِ الْأَيْهَمِ الْغَسَّانِيِّ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَإِذَا هُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا بِرَسُولٍ نُكَلِّمُهُ،

فَقُلْنَا [لَهُ] فَأَذِنَ لَنَا، فَقَالَ: تَكَلَّمُوا فَكَلَّمَهُ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ وَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ،

وَإِذَا عَلَيْهِ ثِيَابُ سَوَادٍ، فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: مَا هَذِهِ الَّتِي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: لَبِسْتُهَا وَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَنْزِعَهَا حَتَّى أُخْرِجَكُمْ مِنَ الشَّامِ.

قُلْنَا: وَمَجْلِسُكَ هَذَا فو الله لَنَأْخُذَنَّهُ مِنْكَ وَلَنَأْخُذَنَّ مُلْكَ الْمَلِكِ الْأَعْظَمِ، إِنْ شَاءَ اللهُ [تَعَالَى] .

أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ نبينا، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: لَسْتُمْ بِهِمْ، بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَصُومُونَ بِالنَّهَارِ، وَيُفْطِرُونَ بِاللَّيْلِ.

فَكَيْفَ صَوْمُكُمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ، فَمُلأَ وَجْهُهُ سَوَادًا،

فَقَالَ: قُومُوا. وَبَعَثَ مَعَنَا رَسُولًا إِلَى الْمَلِكِ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ [لَنَا] الَّذِي مَعَنَا:

إِنَّ دَوَابَّكُمْ هَذِهِ لَا تَدْخُلُ مَدِينَةَ الْمَلِكِ، فَإِنْ شِئْتُمْ حَمَلْنَاكُمْ عَلَى بَرَاذِينَ وَبِغَالٍ،

قُلْنَا: وَاللهِ لَا نَدْخُلُ إِلَّا عَلَيْهَا. فَأَرْسَلُوا إِلَى الْمَلِكِ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ.

فَدَخَلْنَا عَلَى رَوَاحِلِنَا مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى غُرْفَةٍ لَهُ، فَأَنَخْنَا فِي أَصْلِهَا، وهو ينظر إِلَيْنَا،

فَقُلْنَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ لَقَدْ تَنَفَّضَتِ الْغُرْفَةُ حَتَّى صَارَتْ كَأَنَّهَا عِذْقٌ تُصَفِّقُهُ الرِّيَاحُ.

فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا: لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَجْهَرُوا عَلَيْنَا بِدِينِكُمْ. وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا أَنِ ادْخُلُوا.

فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى فِرَاشٍ لَهُ، وَعِنْدَهُ بَطَارِقَتُهُ مِنَ الرُّومِ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِي مَجْلِسِهِ أَحْمَرُ، وَمَا حَوْلَهُ حُمْرَةٌ، وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ مِنَ الْحُمْرَةِ.

فَدَنَوْا مِنْهُ فَضَحِكَ، وَقَالَ: مَا كَانَ عَلَيْكُمْ لَوْ حَيَّيْتُمُونِي بِتَحِيَّتِكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ، فَإِذَا عِنْدَهُ، رَجُلٌ فَصِيحٌ بِالْعَرَبِيَّةِ، كَثِيرُ الْكَلَامِ.

فَقُلْنَا: إِنَّ تَحِيَّتَنَا فِيمَا بَيْنَنَا لَا تَحِلُّ لَكَ، وَتَحِيَّتَكَ الَّتِي تُحَيَّا بِهَا لَا يَحِلُّ لَنَا أَنْ نُحَيِّيَكَ بِهَا.

قَالَ: كَيْفَ تَحِيَّتُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ؟ فَقُلْنَا: السَّلَامُ عَلَيْكَ. قَالَ: فَكَيْفَ تُحَيُّونَ مَلِكَكُمْ؟

قُلْنَا: بِهَا. قَالَ: وَكَيْفَ يَرُدُّ عَلَيْكُمْ؟ قُلْنَا: بِهَا. قَالَ: فَمَا أَعْظَمُ كَلَامِكُمْ؟

قُلْنَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ. فَلَمَّا تَكَلَّمْنَا بِهَا قَالَ: وَاللهُ لَقَدْ تَنَقَّضَتِ الْغُرْفَةُ حَتَّى رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا.

قَالَ: فَهَذِهِ الْكَلِمَةُ الَّتِي قُلْتُمُوهَا حَيْثُ تَنَفَّضَتِ الْغُرْفَةُ كُلَّمَا قُلْتُمُوهَا فِي بُيُوتِكُمْ تُنَفَّضُ بُيُوتُكُمْ عَلَيْكُمْ؟

قُلْنَا: لَا، مَا رَأَيْنَاهَا فَعَلَتْ هَذَا قَطُّ إِلَّا عِنْدَكَ.

قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّكُمْ كُلَّمَا قُلْتُمْ تَنَفَّضَ كُلُّ شَيْءٍ عَلَيْكُمْ، وَأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ نِصْفِ مُلْكِي،

قُلْنَا: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ كَانَ أَيْسَرَ لِشَأْنِهَا وَأَجْدَرَ أَنْ لَا يَكُونَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ وَأَنْ يَكُونَ مِنْ حِيَلِ النَّاسِ.

ثُمَّ سَأَلَنَا عَمَّا أَرَادَ، فَأَخْبَرْنَاهُ. ثُمَّ قَالَ:

كَيْفَ صَلَاتُكُمْ وَصَوْمُكُمْ؟

فَأَخْبَرْنَاهُ. فَقَالَ: قُومُوا. فَقُمْنَا، فَأَمَرَ لَنَا بِمَنْزِلٍ حَسَنٍ وَنُزُلٍ كَثِيرٍ، فَأَقَمْنَا ثَلَاثًا،

فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا لَيْلًا، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَاسْتَعَادَ قَوْلَنَا فَأَعَدْنَاهُ،

ثُمَّ دَعَا بِشَيْءٍ كَهَيْئَةِ الرَّبَعَةِ الْعَظِيمَةِ مُذَهَّبَةٍ فِيهَا بُيُوتٌ صِغَارٌ عَلَيْهَا أَبْوَابٌ،

فَفَتَحَ بَيْتًا وَقُفْلًا، وَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ فَنَشَرَهَا، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ حَمْرَاءُ، وَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ ضَخْمُ الْعَيْنَيْنِ، عَظِيمُ الْأَلْيَتَيْنِ،

لَمْ أَرَ مِثْلَ طُولِ عُنُقِهِ، وَإِذَا لَيْسَتْ لَهُ لِحْيَةٌ، وَإِذَا لَهُ ضَفِيرَتَانِ،

أَحْسَنُ مَا خَلَقَ اللهُ. قَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: هَذَا آدَمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَإِذَا هُوَ أَكْثَرُ النَّاسِ شَعْرًا.

ثُمَّ فَتَحَ لَنَا بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، وَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ، وَإِذَا لَهُ شَعْرٌ كَشَعْرِ الْقِطَطِ، أَحْمَرُ الْعَيْنَيْنِ، ضَخْمُ الْهَامَةِ، حَسَنُ اللِّحْيَةِ،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: هَذَا نُوحٌ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ فتح بابا آخر، فاستخرج مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، وَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ شَدِيدُ الْبَيَاضِ، حَسَنُ الْعَيْنَيْنِ، صَلْتُ الْجَبِينِ، طَوِيلُ الْخَدِّ، أَبْيَضُ اللِّحْيَةِ، كَأَنَّهُ يَتَبَسَّمُ،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ وَإِذَا، وَاللهِ، رَسُولُ اللهِ، قَالَ: أَتَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: نَعَمْ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

قَالَ: وَبَكَيْنَا.

قَالَ: وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ قَامَ قَائِمًا ثُمَّ جَلَسَ وَقَالَ: وَاللهِ، إِنَّهُ لَهُوَ؟

قُلْنَا: نَعَمْ. إِنَّهُ لَهُوَ كَأَنَّمَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ فَأَمْسَكَ سَاعَةً يَنْظُرُ إِلَيْهَا،

ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ آخِرَ الْبُيُوتِ وَلَكِنِّي عَجَّلْتُهُ لَكُمْ لِأَنْظُرَ مَا عِنْدَكُمْ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ أَدْمَاءُ سَحْمَاءُ، وَإِذَا رَجُلٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ،

حَدِيدُ النَّظَرِ، عَابِسٌ، مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ، مُقَلَّصُ الشَّفَةِ، كَأَنَّهُ غَضْبَانُ،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَإِلَى جَنْبِهِ صُورَةٌ تُشْبِهُهُ، إِلَّا أَنَّهُ مِدْهَانُ الرَّأْسِ، عَرِيضُ الْجَبِينِ، فِي عَيْنِهِ قَبَلٌ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟

قُلْنَا: لَا:

قَالَ: هَذَا هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ آدَمَ، سَبْطٍ، رَبْعَةٍ كَأَنَّهُ غَضْبَانُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟

قُلْنَا: لَا: قَالَ: هَذَا لُوطٌ عَلَيْهِ السلام.

ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَبْيَضَ، مُشْرَبٌ حُمْرَةٍ، أَقْنَى، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ، حَسَنَ الْوَجْهِ،

فقال: هل تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: هَذَا إِسْحَاقُ، عَلَيْهِ السلام.

ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ تُشْبِهُ إِسْحَاقَ إِلَّا إنَّهُ عَلَى شَفَتِهِ السُّفْلَى خَالٌ، فقال: هل تعرفون هذا؟

قُلْنَا: لَا:

قَالَ: هَذَا يَعْقُوبُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخر، فاستخرج مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَبْيَضُ، حَسَنُ الْوَجْهِ، أَقْنَى الْأَنْفِ، حَسَنُ الْقَامَةِ،

يَعْلُو وَجْهَهُ نُورٌ، يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْخُشُوعُ، يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟

قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا إِسْمَاعِيلُ جَدُّ نَبِيِّكُمْ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فِيهَا صُورَةٌ كَأَنَّهَا صُورَةُ آدَمَ، كَأَنَّ وَجْهَهُ الشَّمْسُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟

قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَحْمَرَ، حَمْشِ السَّاقَيْنِ، أَخْفَشَ الْعَيْنَيْنِ، ضَخْمِ الْبَطْنِ، رَبْعَةٍ، مُتَقَلِّدٍ سَيْفًا،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟

قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا دَاوُدُ، عليه السلام.

ثم فتح بابا آخر، فاستخرج حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ ضَخْمِ الْأَلْيَتَيْنِ، طَوِيلِ الرِّجْلَيْنِ، رَاكِبٍ فَرَسٍ،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثم فتح بابا آخر، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ وَإِذَا رَجُلٌ شَابٌّ، شَدِيدُ سَوَادِ اللِّحْيَةِ، كَثِيرُ الشَّعْرِ، حَسَنُ الْعَيْنَيْنِ، حَسَنُ الْوَجْهِ،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا عِيسَى بن مَرْيَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.

قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ لَكَم هَذِهِ الصُّوَرُ، لِأَنَّا نَعْلَمُ أَنَّهَا عَلَى مَا صُوِّرَتْ عَلَيْهِ الْأَنْبِيَاءُ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ،

لِأَنَّا رَأَيْنَا صُورَةَ نَبِيِّنَا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِثْلَهُ؟

فَقَالَ: إِنَّ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ الْأَنْبِيَاءَ مِنْ وَلَدِهِ، فَأَنْزَلَ عَلَيْهِ صُوَرَهُمْ، وَكَانَ فِي خِزَانَةِ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عِنْدَ مَغْرِبِ الشَّمْسِ،

فَاسْتَخْرَجَهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ مِنْ مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَدَفَعَهَا إِلَى دَانْيَالَ.

ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنَّ نَفْسِي طَابَتْ بِالْخُرُوجِ مِنْ مُلْكِي، وَإِنْ كُنْتُ عَبْدًا لَا يَتْرُكُ مُلْكَهُ حَتَّى أَمُوتَ.

ثُمَّ أَجَازَنَا فَأَحْسَنَ جَائِزَتَنَا، وَسَرَّحَنَا.

فَلَمَّا أَتَيْنَا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَدَّثْنَاهُ بِمَا رَأَيْنَا، وَمَا قَالَ لَنَا، وَمَا أَجَازَنَا.

قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: مِسْكِينٌ، لَوْ أَرَادَ اللهُ [عَزَّ وَجَلَّ] بِهِ خَيْرًا لَفَعَلَ.

ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُمْ وَالْيَهُودَ يَجِدُونَ نَعْتَ مُحَمَّدٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَهُمْ

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 9:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد ديسمبر 15, 2013 5:39 pm
مشاركات: 7973
msobieh كتب:

الفاضلة خلف الظلال :

عندهم صورة سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم

روى البيهقي في دلائل النبوة (1/ 384ـ385) عن جبير بن مطعم قال :

لَمَّا بَعَثَ اللهُ- عَزَّ وَجَلَّ- نَبِيَّهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَظَهَرَ أَمْرُهُ بِمَكَّةَ خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا كُنْتُ بِبُصْرَى أَتَتْنِي جَمَاعَةٌ مِنَ النَّصَارَى، فَقَالُوا لِي:

أَمِنَ الْحَرَمِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالُوا: أَفَتَعْرِفُ هَذَا الَّذِي تَنَبَّأَ فِيكُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

قَالَ: فَأَخَذُوا بِيَدِي فَأَدْخَلُونِي دَيْرًا لَهُمْ فِيهِ تَمَاثِيلُ وَصُوَرٌ، فَقَالُوا لِي: انْظُرْ هَلْ تَرَى صُورَةَ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ صُورَتَهُ.

قُلْتُ: لا أرى صُورَتَهُ.

فَأَدْخَلُونِي دَيْرًا أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ الدَّيْرِ، وَإِذَا فِيهِ تَمَاثِيلُ وَصُوَرٌ أَكْثَرُ مِمَّا فِي الدَّيْرِ،

فَقَالُوا لِي: انْظُرْ هَلْ تَرَى مِنْ صُورَتِهِ،

فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بِصَفَةِ رَسُولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، وَصُورَتِهِ،

وَإِذَا أَنَا بِصَفَةِ أَبِي بَكْرٍ وَصُورَتِهِ وَهُوَ آخِذٌ بِعَقِبِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم،

وَقَالُوا لِي: هَلْ تَرَى صِفَتَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالُوا: أَهُوَ هَذَا؟

وَأَشَارُوا إِلَى صِفَةِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: اللهُمَّ نَعَمْ، أَشْهَدُ أَنَّهُ هُوَ.

قَالُوا: أَتَعْرِفُ هَذَا الَّذِي أَخَذَ بعَقِبِهِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.

قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّ هَذَا صَاحِبُكُمْ، وَأَنَّ هَذَا الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ".

وروى رواية أخرى عَنْ هِشَامِ بْنِ الْعَاصِ الْأُمَوِيِّ، قَالَ:

بُعِثْتُ أَنَا وَرَجُلٌ آخَرُ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى [هِرَقْلَ] صَاحِبِ الرُّومِ نَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَخَرَجْنَا حَتَّى قَدِمْنَا الْغُوطَةَ- يَعْنِي دِمَشْقَ

فَنَزَلْنَا عَلَى جَبَلَةَ بْنِ الْأَيْهَمِ الْغَسَّانِيِّ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَإِذَا هُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا بِرَسُولٍ نُكَلِّمُهُ،

فَقُلْنَا [لَهُ] فَأَذِنَ لَنَا، فَقَالَ: تَكَلَّمُوا فَكَلَّمَهُ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِ وَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ،

وَإِذَا عَلَيْهِ ثِيَابُ سَوَادٍ، فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: مَا هَذِهِ الَّتِي عَلَيْكَ؟ فَقَالَ: لَبِسْتُهَا وَحَلَفْتُ أَنْ لَا أَنْزِعَهَا حَتَّى أُخْرِجَكُمْ مِنَ الشَّامِ.

قُلْنَا: وَمَجْلِسُكَ هَذَا فو الله لَنَأْخُذَنَّهُ مِنْكَ وَلَنَأْخُذَنَّ مُلْكَ الْمَلِكِ الْأَعْظَمِ، إِنْ شَاءَ اللهُ [تَعَالَى] .

أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ نبينا، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: لَسْتُمْ بِهِمْ، بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَصُومُونَ بِالنَّهَارِ، وَيُفْطِرُونَ بِاللَّيْلِ.

فَكَيْفَ صَوْمُكُمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ، فَمُلأَ وَجْهُهُ سَوَادًا،

فَقَالَ: قُومُوا. وَبَعَثَ مَعَنَا رَسُولًا إِلَى الْمَلِكِ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ [لَنَا] الَّذِي مَعَنَا:

إِنَّ دَوَابَّكُمْ هَذِهِ لَا تَدْخُلُ مَدِينَةَ الْمَلِكِ، فَإِنْ شِئْتُمْ حَمَلْنَاكُمْ عَلَى بَرَاذِينَ وَبِغَالٍ،

قُلْنَا: وَاللهِ لَا نَدْخُلُ إِلَّا عَلَيْهَا. فَأَرْسَلُوا إِلَى الْمَلِكِ: إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ.

فَدَخَلْنَا عَلَى رَوَاحِلِنَا مُتَقَلِّدِينَ سُيُوفَنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى غُرْفَةٍ لَهُ، فَأَنَخْنَا فِي أَصْلِهَا، وهو ينظر إِلَيْنَا،

فَقُلْنَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ لَقَدْ تَنَفَّضَتِ الْغُرْفَةُ حَتَّى صَارَتْ كَأَنَّهَا عِذْقٌ تُصَفِّقُهُ الرِّيَاحُ.

فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا: لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَجْهَرُوا عَلَيْنَا بِدِينِكُمْ. وَأَرْسَلَ إِلَيْنَا أَنِ ادْخُلُوا.

فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ وَهُوَ عَلَى فِرَاشٍ لَهُ، وَعِنْدَهُ بَطَارِقَتُهُ مِنَ الرُّومِ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِي مَجْلِسِهِ أَحْمَرُ، وَمَا حَوْلَهُ حُمْرَةٌ، وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ مِنَ الْحُمْرَةِ.

فَدَنَوْا مِنْهُ فَضَحِكَ، وَقَالَ: مَا كَانَ عَلَيْكُمْ لَوْ حَيَّيْتُمُونِي بِتَحِيَّتِكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ، فَإِذَا عِنْدَهُ، رَجُلٌ فَصِيحٌ بِالْعَرَبِيَّةِ، كَثِيرُ الْكَلَامِ.

فَقُلْنَا: إِنَّ تَحِيَّتَنَا فِيمَا بَيْنَنَا لَا تَحِلُّ لَكَ، وَتَحِيَّتَكَ الَّتِي تُحَيَّا بِهَا لَا يَحِلُّ لَنَا أَنْ نُحَيِّيَكَ بِهَا.

قَالَ: كَيْفَ تَحِيَّتُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ؟ فَقُلْنَا: السَّلَامُ عَلَيْكَ. قَالَ: فَكَيْفَ تُحَيُّونَ مَلِكَكُمْ؟

قُلْنَا: بِهَا. قَالَ: وَكَيْفَ يَرُدُّ عَلَيْكُمْ؟ قُلْنَا: بِهَا. قَالَ: فَمَا أَعْظَمُ كَلَامِكُمْ؟

قُلْنَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ. فَلَمَّا تَكَلَّمْنَا بِهَا قَالَ: وَاللهُ لَقَدْ تَنَقَّضَتِ الْغُرْفَةُ حَتَّى رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا.

قَالَ: فَهَذِهِ الْكَلِمَةُ الَّتِي قُلْتُمُوهَا حَيْثُ تَنَفَّضَتِ الْغُرْفَةُ كُلَّمَا قُلْتُمُوهَا فِي بُيُوتِكُمْ تُنَفَّضُ بُيُوتُكُمْ عَلَيْكُمْ؟

قُلْنَا: لَا، مَا رَأَيْنَاهَا فَعَلَتْ هَذَا قَطُّ إِلَّا عِنْدَكَ.

قَالَ: لَوَدِدْتُ أَنَّكُمْ كُلَّمَا قُلْتُمْ تَنَفَّضَ كُلُّ شَيْءٍ عَلَيْكُمْ، وَأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ نِصْفِ مُلْكِي،

قُلْنَا: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ كَانَ أَيْسَرَ لِشَأْنِهَا وَأَجْدَرَ أَنْ لَا يَكُونَ مِنْ أَمْرِ النُّبُوَّةِ وَأَنْ يَكُونَ مِنْ حِيَلِ النَّاسِ.

ثُمَّ سَأَلَنَا عَمَّا أَرَادَ، فَأَخْبَرْنَاهُ. ثُمَّ قَالَ:

كَيْفَ صَلَاتُكُمْ وَصَوْمُكُمْ؟

فَأَخْبَرْنَاهُ. فَقَالَ: قُومُوا. فَقُمْنَا، فَأَمَرَ لَنَا بِمَنْزِلٍ حَسَنٍ وَنُزُلٍ كَثِيرٍ، فَأَقَمْنَا ثَلَاثًا،

فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا لَيْلًا، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَاسْتَعَادَ قَوْلَنَا فَأَعَدْنَاهُ،

ثُمَّ دَعَا بِشَيْءٍ كَهَيْئَةِ الرَّبَعَةِ الْعَظِيمَةِ مُذَهَّبَةٍ فِيهَا بُيُوتٌ صِغَارٌ عَلَيْهَا أَبْوَابٌ،

فَفَتَحَ بَيْتًا وَقُفْلًا، وَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ فَنَشَرَهَا، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ حَمْرَاءُ، وَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ ضَخْمُ الْعَيْنَيْنِ، عَظِيمُ الْأَلْيَتَيْنِ،

لَمْ أَرَ مِثْلَ طُولِ عُنُقِهِ، وَإِذَا لَيْسَتْ لَهُ لِحْيَةٌ، وَإِذَا لَهُ ضَفِيرَتَانِ،

أَحْسَنُ مَا خَلَقَ اللهُ. قَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: هَذَا آدَمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَإِذَا هُوَ أَكْثَرُ النَّاسِ شَعْرًا.

ثُمَّ فَتَحَ لَنَا بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، وَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ، وَإِذَا لَهُ شَعْرٌ كَشَعْرِ الْقِطَطِ، أَحْمَرُ الْعَيْنَيْنِ، ضَخْمُ الْهَامَةِ، حَسَنُ اللِّحْيَةِ،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: هَذَا نُوحٌ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ فتح بابا آخر، فاستخرج مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، وَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ شَدِيدُ الْبَيَاضِ، حَسَنُ الْعَيْنَيْنِ، صَلْتُ الْجَبِينِ، طَوِيلُ الْخَدِّ، أَبْيَضُ اللِّحْيَةِ، كَأَنَّهُ يَتَبَسَّمُ،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ وَإِذَا، وَاللهِ، رَسُولُ اللهِ، قَالَ: أَتَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: نَعَمْ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

قَالَ: وَبَكَيْنَا.

قَالَ: وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ قَامَ قَائِمًا ثُمَّ جَلَسَ وَقَالَ: وَاللهِ، إِنَّهُ لَهُوَ؟

قُلْنَا: نَعَمْ. إِنَّهُ لَهُوَ كَأَنَّمَا نَنْظُرُ إِلَيْهِ فَأَمْسَكَ سَاعَةً يَنْظُرُ إِلَيْهَا،

ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ آخِرَ الْبُيُوتِ وَلَكِنِّي عَجَّلْتُهُ لَكُمْ لِأَنْظُرَ مَا عِنْدَكُمْ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ أَدْمَاءُ سَحْمَاءُ، وَإِذَا رَجُلٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ،

حَدِيدُ النَّظَرِ، عَابِسٌ، مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ، مُقَلَّصُ الشَّفَةِ، كَأَنَّهُ غَضْبَانُ،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَإِلَى جَنْبِهِ صُورَةٌ تُشْبِهُهُ، إِلَّا أَنَّهُ مِدْهَانُ الرَّأْسِ، عَرِيضُ الْجَبِينِ، فِي عَيْنِهِ قَبَلٌ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟

قُلْنَا: لَا:

قَالَ: هَذَا هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ آدَمَ، سَبْطٍ، رَبْعَةٍ كَأَنَّهُ غَضْبَانُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟

قُلْنَا: لَا: قَالَ: هَذَا لُوطٌ عَلَيْهِ السلام.

ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَبْيَضَ، مُشْرَبٌ حُمْرَةٍ، أَقْنَى، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ، حَسَنَ الْوَجْهِ،

فقال: هل تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا. قَالَ: هَذَا إِسْحَاقُ، عَلَيْهِ السلام.

ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فَإِذَا فِيهَا صُورَةٌ تُشْبِهُ إِسْحَاقَ إِلَّا إنَّهُ عَلَى شَفَتِهِ السُّفْلَى خَالٌ، فقال: هل تعرفون هذا؟

قُلْنَا: لَا:

قَالَ: هَذَا يَعْقُوبُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخر، فاستخرج مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَبْيَضُ، حَسَنُ الْوَجْهِ، أَقْنَى الْأَنْفِ، حَسَنُ الْقَامَةِ،

يَعْلُو وَجْهَهُ نُورٌ، يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْخُشُوعُ، يَضْرِبُ إِلَى الْحُمْرَةِ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟

قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا إِسْمَاعِيلُ جَدُّ نَبِيِّكُمْ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فِيهَا صُورَةٌ كَأَنَّهَا صُورَةُ آدَمَ، كَأَنَّ وَجْهَهُ الشَّمْسُ، فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟

قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثُمَّ فَتَحَ بَابًا آخَرَ، فَاسْتَخْرَجَ حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ أَحْمَرَ، حَمْشِ السَّاقَيْنِ، أَخْفَشَ الْعَيْنَيْنِ، ضَخْمِ الْبَطْنِ، رَبْعَةٍ، مُتَقَلِّدٍ سَيْفًا،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟

قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا دَاوُدُ، عليه السلام.

ثم فتح بابا آخر، فاستخرج حَرِيرَةً بَيْضَاءَ، فِيهَا صُورَةُ رَجُلٍ ضَخْمِ الْأَلْيَتَيْنِ، طَوِيلِ الرِّجْلَيْنِ، رَاكِبٍ فَرَسٍ،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ثم فتح بابا آخر، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ حَرِيرَةً سَوْدَاءَ، فِيهَا صُورَةٌ بَيْضَاءُ وَإِذَا رَجُلٌ شَابٌّ، شَدِيدُ سَوَادِ اللِّحْيَةِ، كَثِيرُ الشَّعْرِ، حَسَنُ الْعَيْنَيْنِ، حَسَنُ الْوَجْهِ،

فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قُلْنَا: لَا.

قَالَ: هَذَا عِيسَى بن مَرْيَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ.

قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ لَكَم هَذِهِ الصُّوَرُ، لِأَنَّا نَعْلَمُ أَنَّهَا عَلَى مَا صُوِّرَتْ عَلَيْهِ الْأَنْبِيَاءُ، عَلَيْهِمُ السَّلَامُ،

لِأَنَّا رَأَيْنَا صُورَةَ نَبِيِّنَا، عَلَيْهِ السَّلَامُ، مِثْلَهُ؟

فَقَالَ: إِنَّ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُرِيَهُ الْأَنْبِيَاءَ مِنْ وَلَدِهِ، فَأَنْزَلَ عَلَيْهِ صُوَرَهُمْ، وَكَانَ فِي خِزَانَةِ آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عِنْدَ مَغْرِبِ الشَّمْسِ،

فَاسْتَخْرَجَهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ مِنْ مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَدَفَعَهَا إِلَى دَانْيَالَ.

ثُمَّ قَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنَّ نَفْسِي طَابَتْ بِالْخُرُوجِ مِنْ مُلْكِي، وَإِنْ كُنْتُ عَبْدًا لَا يَتْرُكُ مُلْكَهُ حَتَّى أَمُوتَ.

ثُمَّ أَجَازَنَا فَأَحْسَنَ جَائِزَتَنَا، وَسَرَّحَنَا.

فَلَمَّا أَتَيْنَا أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حَدَّثْنَاهُ بِمَا رَأَيْنَا، وَمَا قَالَ لَنَا، وَمَا أَجَازَنَا.

قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: مِسْكِينٌ، لَوْ أَرَادَ اللهُ [عَزَّ وَجَلَّ] بِهِ خَيْرًا لَفَعَلَ.

ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُمْ وَالْيَهُودَ يَجِدُونَ نَعْتَ مُحَمَّدٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَهُمْ



يا الله يا الله وبيقولوا كمان ان في نسخة سليمة من الإنجيل محفوظ عندهم والله اعلم

_________________
وابيض يستسقى الغمامُ بوجههِ...ُثمال اليتامى ِعصم الأراملِ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 9:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله الكرام و سلم تسليما كثيرا

ولسه بيكابروا لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم و الله سبحان الله والحمد لله على نعمة الإسلام

جزاكم الله خيرا كثيرا و لا حرمنا الله من حضرتك مولانا الكريم و أكرمكم دنيا و دين و جزيل الشكر للغالية خلف الظلال التى جعلتنا نعرف هذه المعلومة من مولانا الكريم أعزكم الله

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 9:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18719
[b]تسلم ايدك ياسيدى

سبحان الله أول مرة أقرأ هذه الأحاديث

ربنا يجزيك خير الجزاء ياسيدى يارب

وشكراً خلف الظلال وجزاكى الله خيراً كثيراً
[/b]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 9:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مارس 29, 2004 4:05 pm
مشاركات: 7388
molhma كتب:
لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله الكرام و سلم تسليما كثيرا

ولسه بيكابروا لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم و الله سبحان الله والحمد لله على نعمة الإسلام

جزاكم الله خيرا كثيرا و لا حرمنا الله من حضرتك مولانا الكريم و أكرمكم دنيا و دين و جزيل الشكر للغالية خلف الظلال التى جعلتنا نعرف هذه المعلومة من مولانا الكريم أعزكم الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 9:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
سيدى الشريف الدكتور محمود

هل المقصود بدانيال هنا نبى الله دانيال علية السلام؟

ما أعلمة أن نبى الله دانيال نشأ فى السبى البابلى تحت حكم نبوخذ نصر

سؤالى سيدى .. متى قابل سيدنا ذى القرنين وأين؟ وهل يمكن تحديد الفترة الزمنية التى ملك فيها سيدنا القرنين الأرض؟

وماذا كان حال اليهود فى هذة الفترة؟ وكيف كان حال مصر؟

شكرا




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 9:59 pm 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23599
الفاضلة سكينة:

نسخة كاملة ... لا

ورقات .... نعم

فقد رفع ورفعت حروفه

الفاضلة ملهمة والفاضلة المهاجرة

بارك الله فيكن ...... لا حرمني الله منكن

الفاضل عمرو أبو شادي:

هذا كلام هرقل ومعرفته

كنز عندهم في الخزائن

الكنز حقيقي والقصص التي حوله كثير

فلعله كان يختبرهم في معرفتهم أو لعل معرفته نفسها فيها مشاكل

وأرجح الأول والله أعلم

أما عن ذي القرنين فقبل سيدنا إبراهيم بفترة

في آخر الحياة الآخرة له قابل سيدنا إبراهيم

كانت له حياتين صح عن ذلك عن سيدنا علي

روى ابن أبي شيبة (16/ 569) عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ؟

فَقَالَ : لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا ، وَلاَ مَلِكًا ,

وَلَكِنَّهُ كَانَ عَابِدًا نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ ،

فَدَعَا قَوْمَهُ إلَى اللهِ فَضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الأَيْمَنِ فَمَاتَ فَأَحْيَاهُ اللَّهُ ،

ثُمَّ دَعَا قَوْمَهُ إلَى اللهِ فَضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الأَيْسَرِ فَمَاتَ فَأَحْيَاهُ اللَّهُ فَسُمِّيَ ذَا الْقَرْنَيْنِ".

والله تعالى أعلم وبغيبه أحكم

وشكرا للفاضلة خلف الظلال على هذه المشاركة الممتعة

_________________
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 10:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين مايو 07, 2012 3:24 pm
مشاركات: 5428
شكرا سيدى الشريف


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 10:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35060
msobieh كتب:
الفاضلة سكينة:

نسخة كاملة ... لا

ورقات .... نعم

فقد رفع ورفعت حروفه

الفاضلة ملهمة والفاضلة المهاجرة

بارك الله فيكن ...... لا حرمني الله منكن

الفاضل عمرو أبو شادي:

هذا كلام هرقل ومعرفته

كنز عندهم في الخزائن

الكنز حقيقي والقصص التي حوله كثير

فلعله كان يختبرهم في معرفتهم أو لعل معرفته نفسها فيها مشاكل

وأرجح الأول والله أعلم

أما عن ذي القرنين فقبل سيدنا إبراهيم بفترة

في آخر الحياة الآخرة له قابل سيدنا إبراهيم

كانت له حياتين صح عن ذلك عن سيدنا علي

روى ابن أبي شيبة (16/ 569) عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ؟

فَقَالَ : لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا ، وَلاَ مَلِكًا ,

وَلَكِنَّهُ كَانَ عَابِدًا نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ ،

فَدَعَا قَوْمَهُ إلَى اللهِ فَضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الأَيْمَنِ فَمَاتَ فَأَحْيَاهُ اللَّهُ ،

ثُمَّ دَعَا قَوْمَهُ إلَى اللهِ فَضُرِبَ عَلَى قَرْنِهِ الأَيْسَرِ فَمَاتَ فَأَحْيَاهُ اللَّهُ فَسُمِّيَ ذَا الْقَرْنَيْنِ".

والله تعالى أعلم وبغيبه أحكم

وشكرا للفاضلة خلف الظلال على هذه المشاركة الممتعة

اللهم آمين
جزاكم الله خيرا كثيرا و لا حرمنا الله من حضرتك مولانا الكريم

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 23, 2015 10:12 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13609
مكان: مصر
الله...
اللهم صل على سيدنا النبي وعلى آله وصحبه

شكراً كثيراُ يا سيدنا بارك الله في حضرتك على المعلومات القيمة وإيراد حضرتك للأحاديث في هذا الشأن أثرى الموضوع والحمد لله

توقفت عند أول سطر فترة فوجئت....عندهم صورة سيدنا النبي صل الله عليه وسلم

بل وصور صحابة وأنبياء كمان...بنك معلومات نادر ؟

ازاي امتلكوها ....

وليه محتفظين بيها...


_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أرشيف الفاتيكان السري
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 10, 2022 11:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691
يرفع

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 12 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: سهم النور و 22 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط